.. السّــقوط المُــذل لترامب اكتمـــل ..
ولكن كيف ستكون أمريكا بعده
السّقوط المُذل لترامب اكتمل.. ولكن كيف ستكون أمريكا بعده.. جمهوريّة موز تقف على حافّة التّفكيك على غِرار الاتحاد السوفييتي؟
ما دور الثّعلب بوتين بهذا الإنجاز؟
ولماذا نعتقد أنّ الصين وإيران أبرز الفائزين وزُعماء التّطبيع والمُصالحة أكبر الخاسِرين؟
وما هي السّيناريوهات المُحتَملة للمِنطقة؟
لماذا ما زال ترامب يتَجوّل والزّر النووي في جيبه رغم المُطالبات العديدة بسَحبِه؟
وهل يُبادر بالاستِقالة تَجَنُّبًا للعزل؟ وكيف تتزايد احتِمالات الضّربة لإيران مُجدًّدًا بعد تصريحات بومبيو المُفاجئة؟
وما هي النّتائج الصّادمة التي قد تترتّب على إغلاق حِساباته على “التويتر” والفيسبوك”؟
ربّما تقود المرأة “الفُولاذيّة” نانسي بيلوسي زعيمة الأغلبيّة الديمقراطيّة في مجلس النوّاب الأمريكي مُحاكمةً برلمانيّةً لغريمها المَهزوم دونالد ترامب تنتهي بعزله، بتُهمة الخُروج عن الدستور، وتحريض أنصاره العُنصريين على اقتِحام الكونغرس، ولكن ضيق الوقت لن يُبْقِ له في السّلطة إلا ثمانية أيّام من بدء المُحاكمة المُفترضة ولعُمق الانقِسامات، ربّما يحولان دُون تحقيق هذا الهدف، أمّا احتِمال إقدامه على الاستِقالة طَوعًا مثلما يتوقّع البعض فهو مُستَبعدٌ أيضًا، بالنّظر إلى شخصيّة الرّجل وعِناده، لذلك فإنّنا امام عشرة أيّام من سُلطته قد تكون حافِلةً بالمُفاجآت. اقتِحام العُنصريين من أنصار ترامب للكونغرس هو الحلقة الأولى من مهرجان استِعراض القوّة، وإغلاق مؤسّسة “التويتر” لحِسابه الذي يُتابعه 90 مليونًا، إلى جانب حِسابات أُخرى على “الفيسبوك” و”انستغرام” تَعُج بعشَرات الملايين من المُعجَبين “بغوغائيّته” جاءت كلّها في صالحه وحوّلته إلى “شهيد”، خاصّةً أنّ الأغلبيّة السّاحقة من هؤلاء يَرون أنّ هذه الخطوة تتعارض مع مبدأ “حُريّة التّعبير” الذي يُشَكِّل الرُّكن الأهم في الديمقراطيّة الليبراليّة الغربيّة، وليس رأي الكثيرين الذين يرون أن حظر هذه الحِسابات التحريضيّة على العُنف تأخَّر كثيرًا.
***
مُعظم المُؤشّرات تُرَجِّح عدم حُصول انتِقال سَلِسْ للسّلطة، ليس بسبب تراجع الرئيس ترامب عن تعهّداته في هذا المِضمار بسُرعةٍ قياسيّة، وندمه على قطعها، أو ترحيب نائبه مايك بنس بحُضور حفل تنصيب جو بايدن رئيسًا للجُمهوريّة يوم 20 كانون ثاني (يناير) الحالي بدلًا منه، وإنّما لأنّ شعبيّة ترامب لم تتراجع كثيرًا في صُفوف أنصاره في الحزب الجمهوري والسّلطة التشريعيّة الأمريكيّة المُمثّلة بمَجلسيّ الشيوخ والنوّاب.
إذا لجأنا إلى لُغة الأرقام ونتائج استِطلاعات الرأي التي أجرتها شركة “يوجوف” لصالح مجلّة الإيكونومست، أو الأخرى “بيسوس” لمصلحة وكالة “رويترز” العالميّة، فإنّها تكشف عن حقائق صادمة، أوّلها أنّ نسبة التّأييد لترامب في أوساط الحزب الجمهوري في الشّهر الأخير من ولايته تَصِل إلى 90 بالمِئة بالمُقارنة مع 65 بالمِئة في الفترة نفسها لنظيره جورج بوش الابن، بينما يرى 70 بالمِئة من النوّاب الجمهوريين، و25 بالمِئة من نُظرائهم في مجلس الشيوخ أنّ موقف ترامب الذي يقول بتزوير الانتخابات، ويُطالب بمنع بايدن من دُخول البيت الأبيض، صحيح كُلِّيًّا، ويحظى بدعمهم، وفوق هذا وذاك يُؤيِّد 57 بالمِئة من الأمريكيين عزل ترامب فَورًا بعد تحريضه على اقتِحام الكونغرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق