الأحد، 17 يناير 2021

الفرق بين الشيطان والنفس الأمارة بالسوء

 


"الفرق بين الشيطان والنفس الأمارة بالسوء" 
 تعرف على الفرق بين النفس الأمارة بالسوء ووسوسة الشيطان


ضبط النفس على طاعة الله من الله التى يحبها الله سبحانه وتعالى وقال اهل العلم ليس من السهل أن نجد تعريفا محددا للنفس ولكن نستطيع توضيحها من خلال التعريف المبسط لها في القرآن الكريم فالنفس هي الجوهر البسيط المكلف بالسير في طريق الحق, وهذه النفس إنما هي طاقة محايدة ما بين الخير والشر, ولكن التوجيه الذي يقع لها هو الذي يحولها إلى طاقة خيرة أو طاقة شريرة, فمثلا تيار الماء تستطيع أن تحوله لري الأرض واستنبات النبات, أو تستطيع أن تغرق به الأرض وتقتل الحياة, فهو في الحالة الأولى خير وفي الثانية شر لكنه الماء ذاته في الحالتين لم تتغير طبيعته ولكن تغيرت وظيفته, والنفس هي المخاطبة دوما في القرآن الكريم، وهي التي تعرف النقيضين وتقدر عليهما, ومن هنا توصف الأعمال بأنها خيرأو شر, ويعاقب أو يثاب ,ولقد دل القرآن أن النفس الإنسانية لها صفات وخصائص,( الرياء ,الكبر,الغرور,الحقد ,الغضب,الحسد..) وأما صفاتها ,(أمارة بالسوء,لوامة, مطمئنة ,راضية مرضية) وحديثنا اليوم عن النفس الأمارة بالسوء التي تذعن وتطيع ما فيها من سوء, وهي التي يستقر فيها أنواع من تلك الأمراض وتتمكن فيها, وبالتالي تصبح هي الأرض التي يعمل فيها الشيطان,فهي قد تتكون نتيجة تربية خاطئة, فمثلا طاقة التملك هي طاقة موجودة في النفس. فإن تركت للضرورات وحدها تحكمها أو أهملت من لدى الأهل تتخذ بعد حين لون السرقة والغصب والنصب فما نشأ عليه الإنسان وتربى عليه يرسخ في النفس فيتحول إلى أمراض لا يستطيع التخلص منها بمفرده. 
 وكذلك إذا ضعف الإيمان تقوى الناحية السلبية في النفس،وبالتالي فإن لهذه الحالات علاج وذلك عن طريق التوجه إلى أهل الذكر, والمقصود هنا من هم مختصون في علم التربية الذين يعالجون مثل هذه الأمراض فكما أن للأمراض الجسدية أهل اختصاص فإن لأمراض النفس أهل اختصاص,والإسلام قد أدرك هذه الطبيعة وأوجب تزكيتها أي تربيتها وجعل ذلك أمانة في عنق الوالدين وأولياء الأمور وجعل أساس هذه التزكية هو التهذيب لا الكبت فهو لا يحب أن يمحق طاقة حيوية أو يعطلهاعن عملها لأن ذلك هو إهدار لها . 
 ولا نستطيع أن نصف النفس أنها دائما أمارة بالسوء لأن من طبيعة النفس التي خلقها الله أنها دائما في حالة هبوط وانجذاب فإما هبوط إلى الجسد وإلى طين الغرائز والشهوات وإما انجذاب وصعود إلى الروح والأخلاق الربانية فالنفس طوال الحياة في حركة وتذبذب ما بين القطب الروحي والقطب الجسدي, فمرة تطغى عليها طينيتها "فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى.." ومرة تغلب علبها شفافيتها بالتزكية "قد أفلح من زكاها" وقد بين لنا القرآن الكريم طرق تزكية النفس فتزكية النفس لا تكون بالأعمال الصالحة فقط وإنما تكون بالأخلاق الكريمة السامية معها إذ يجب أن يجتمع الخلق والدين فالحياة منظومة متكاملة. ولكي نزكي أنفسنا يجب أن نتجه إلى الدين بجانبه السلوكي..


وسائل التغلب على النفس الأمارة بالسوء

.

ليست هناك تعليقات: