.. تنصيب بايدن والقسم ..
حفــل أميركي "بلا ســــوابق"
الولايات المتحدة: ترامب يعلن أنه
لن يحضر حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن
تبكير في موعد تنصيب بايدن .. ما المخاوف؟
العاصمة واشنطن تحت مخاطر هُجوم جماعات مُسلّحة
.. فمـــا هي أسبابهــم للتنفيـــذ؟ ..
.. التحقيقات الفيدرالي حذّر مُسبقاً من هُجوم اقتحام الكونغرس ووقع للمُفارقة.. مايك بنس مُعرّض للتهديد وخطّة لقتل بيلوسي برصاصة و”جملة غريبة” تظهر في موقع الخارجيّة الأمريكي
عبارةٌ ثابتةٌ معروفةٌ في أدبيّات التعامل الأمريكي الأمني مع “الإرهاب”، وهو ألا تفاوض مع الإرهابيين، ويجب التعامل معهم وسحقهم، اليوم للمُفارقة باتت الولايات المتحدة الأمريكيّة أمام ما بات يُوصف إعلاميّاً بالإرهاب المحلّي، وبعد تحديدًا واقعة اقتحام الكونغرس، والتي تركت دهشةً ولطّخت الديمقراطيّة الأمريكيّة، والإرهابيّون هم مُواطنون أمريكيّون محليّون.
الأحداث تتوالى، وتتسارع مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس دونالد ترامب، ومن غير المعلوم ما يُمكن أن يفعله الرجل، والذي يجتمع مجلس الكونغرس بغرفتيه النواب والشيوخ للتصويت على عزل ترامب غدًا لمُحاكمته، بعد إرجاء الجلسة لاعتراض أحد النواب، وهي الجلسة القاضية بتفعيل التعديل للمادة 25 من الدستور، وحث بنس على تفعيلها لعزل ترامب، قد يكون من المُستحيل عزل الرئيس، لكن رئيسة مجلس النواب تقول إنّ إجراءات عزله، ومُحاكمته بعد ذلك، تَكمُن في منعه الترشّح مرّةً ثانية للرئاسة، فإجراءات العزل تحتاج وقتاً أطول، وترامب لم يبق له إلا أقل من 10 أيّام على انتهاء ولايته.
اللّافت أن مكتب التحقيقات الفيدرالي، كان قد أبلغ شرطة الكونغرس، باحتمال وجود عمل عنيف قد يحصل خلال جلسة إقرار فوز بايدن، وقد حصل بالفعل للمُفارقة، ذات المكتب يتحدّث ووفقاً للأنباء الأخيرة، عن احتمال توجّه جماعات مُسلّحة إلى واشنطن، لاحتلال مباني حكوميّة، ووقوع عمل إرهابي، خلال تنصيب بايدن، وهذه المخاوف احتماليّة وقوعها كبيرة، نظرًا لوقوع تلك التي جرى التحذير منها بالكونغرس دون احتياطات، أو مُساندات أمنيّة وصلت مُتأخّرةً لتأمين مبنى الكونغرس، بعد مُماطلة أثارث الريبة والشّكوك حول أسبابها.
الرئيس ترامب، والذي بات معزولاً، ولا يستطيع البوح بأخباره، بعد حجب جميع منصّات التواصل الاجتماعي لحساباته، لا أحد يعلم ما هي خطوته القادمة، ولا ينوي الاستقالة كما نقلت قناة “سي بي إس نيوز”، ويُخطّط لزيارة الحدود مع المكسيك، وهو الذي لم يتواصل مع نائبه مايك بنس مُنذ واقعة الكونغرس، وإقرار الأخير فوز بايدن، وقد تزداد المخاوف، في حال تفعيل بنس المادة 25 لعزل ومُحاكمة الرئيس ترامب، وهُناك أنباء تحدّثت عنها وسائل الإعلام الأمريكيّة، حول وجود تهديدات حقيقيّة قد تطال بنس بالأذى.
الجماعات المُسلّحة تستعد لشن هجماتها ووفقاً لتحذيرات التحقيقات الفيدرالي، في حال جرى تنصيب بايدن، قبل موعد تنصيبه، وبهذا المخاوف قد تكون تضاعفت المخاوف من تلك الجماعات المُتطرّفة المُناصرة والقادمة من خارج واشنطن، الأولى مخاوف تتعلّق بتفعيل قانون عزل ترامب ومُحاكمته بالتّالي، والثانية تنصيب بايدن باكرًا عن يوم 20 يناير، وبالتالي استفزاز أنصاره ترامب الغاضبين مُضاعفاً.
تنصيب بايدن الباكر لم يعد مجرّد أفكار بالفعل، فوزير الأمن القومي بالوكالة، أعلن أنه أمر ببدء تحضيرات مراسم تنصيب جو بايدن الأربعاء القادم، بدلاً من يوم التنصيب الرسمي، وقرار التبكير وفقاً للوزير يأتي على خلفيّة أحداث اقتحام الكونغرس.
15 ألفاً من قوات الحرس الوطني، سيقومون بتأمين العاصمة واشنطن خلال تنصيب بايدن، وتناقلت وسائل إعلام أمريكيّة صورًا لانتشار أمني كثيف أمام المباني الحسّاسة في واشنطن، وسيارات شرطة تملأ الشوارع بجانب مقرّات حكوميّة.
ومن المشاهد اللافتة التي لم يسبق وقوعها في أمريكا، مع عمليّة نقل السلطة السلمي، ظُهور جملة غريبة على موقع وزارة الخارجيّة الأمريكيّة، تقول إنّ ولاية ترامب انتهت يوم الاثنين 11 يناير، وهي العبارة التي ظهرت في سيرة الرئيس ترامب الذاتيّة على الموقع، وتقول الأنباء إنّ مُوظّفاً غاضباً في الوزارة من ترامب، فعل فعلته تلك.
وليس نائب الرئيس بنس وحده معرّض للتهديد بعد خيانة مُفترضة بنظر الرئيس وأنصاره البيض المُتطرّفين، فوفقاً لوسائل إعلام أمريكيّة، أحد المُقتحمين كان ينوي قتل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بطلقةٍ في مُنتصف جبهتها خِلال اقتحام الكونغرس، لكنّ الشخصيّات العامّة التي تواجدت في الكونغرس جرى تأمينها على الفور، وهو ما حال دون وقوع ذلك، وهي غريمة ترامب السياسيّة.
وفي دلالة على حالة الانقسام التي تشهدها أمريكا، بدأ مُعترضون على ما حدث من اقتحام للكونغرس بالاعتداء على المُناصرين لترامب، وبعضهم شارك بالاقتحام، ورفضوا ركوبهم الطائرة معهم، في المُقابل تعدّى أنصار ترامب على مُشرّعين جمهوريين، أقرّوا فوز بايدن، أو تراجعوا عن التصويت لصالح تزوير الانتخابات الرئاسيّة بعد واقعة اقتحام الكونغرس.
بكُل الأحوال، الإرهاب التي تذرّعت به الولايات المتحدة الأمريكيّة، لغزو الدول، وإسقاط أنظمتها، يبدو أنه اليوم يأتي من داخلها، ويكشف أنّ ثمّة تطرّف أمريكي، خرج من بين دولة قدّمت نفسها بلدًا ديمقراطيّاً، لا يخرج منه إرهاب محلّي، لكن أمريكا ما قبل اقتحام الكونغرس، ليست كما بعده، وإن كان أقلّه على مُستوى هيبة الديمقراطيّة، والانتقال السلمي للسلطة، وليبقى ترقّب تنصيب بايدن، وانتهاء ولاية ترامب سيّدا الموقف.
جو بايدن ... تعرف على الرئيس الامريكي الجــديد !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق