الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

ليبيا في طريق لملمة جراحها: الديمقراطية هي الحل


التدخل التركي غيّر مجرى الأحداث داخل ليبيا،
 ودفع بالجميع نحو مراجعة حساباتهم والقبول بالواقع
السـراج يعلن البدء في تعديلات وزارية ويلوح بالطـوارئ
ليبيا في طريق لملمة جراحها: الديمقراطية هي الحل
محتجون في ليبيا يمهلون حكومة السراج 24 ساعة للاستقالة


أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، البدء في تعديلات عاجلة بالوزارات الحكومية، بعيدا عن الإرضاءات والمحاصصة، مؤكدا أنه قد يضطر لإعلان الطوارئ من أجل تشكيل حكومة أزمة. 
 وقال في كلمة وجهها لليبيين، مساء الاثنين، إنه لن يسمح بإسقاط الشرعية ودخول ليبيا في نفق مظلم، داعيا الشباب إلى عدم الانجرار وراء دعوات التخريب بدعوى تردي الأوضاع المعيشية.


وشدد السراج على رفضه للاعتداء الذي وقع على المتظاهرين المحتجين ضد الفساد في طرابلس، محذرا ممن سماهم "المندسين" الذين يهدفون إلى إثارة الفتن. 
 وأضاف: "التظاهر أمر مشروع"، مؤكدا على حق الليبيين في المطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، وأن من واجبهم في الحكومة الاستجابة للمطالب وحماية المتظاهرين. وأشار السراج إلى أن هناك عدة تجاوزات حدثت في تظاهرة الأحد؛ لأن الذين خرجوا لم يستكملوا الإجراءات القانونية، والحصول على موافقة بالتظاهر من الجهات المعنية، حتى تقوم هذه الجهات بحمايتهم وتحميهم من المندسين. 
 ونبه رئيس المجلس الرئاسي إلى أن هناك أطرافا أخرى اندست بين المحتجين الذين كانت لديهم مطالب مشروعة، والبعض من هذه الأطراف كانوا مسلحين، وحدث تخريب وأضرار بالممتلكات العامة والخاصة. وتابع قائلا: "لن نتهاون مع هؤلاء المندسين وتخريب السمة المدنية، الحريصين على تكريسها في مجتمعنا". 
 وجدد التأكيد على أن مطلب الشعب الليبي المعيشي والحياتي أمر مشروع، موضحا أن الأزمات الموجودة لها تراكمات متعددة، وليس المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني من كان سببا أساسيا فيها. 
ليبيا في طريق لملمة جراحها: الديمقراطية هي الحل 
عادت ليبيا من جديد للبحث عن معالجة سياسية سلمية عن أزمتها التي طالت وأوقعتها في خطرين من الحجم الكبير: الاقتتال الأهلي من جهة، والتدخل الخارجي من جهة أخرى.
 فالبيان الذي صدر عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ومجلس النواب في ليبيا؛ عن وقف العمليات العسكرية لقي ترحيبا واسعا من قبل المجتمع الدولي، وزكته دول عديدة من بينها تونس ومصر. 
 يعتبر الإعلان خطوة جديدة ونوعية نحو تحقيق سلام دائم في هذه البلاد التي لم تعرف الهدوء منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي، إذ سرعان ما دب الخلاف بين الليبيين رغم الانتخابات التي تمت، وأدت إلى إنشاء برلمان ومجلس رئاسة وحكومة. 
 لم ينجح الليبيون في السيطرة على فوضى السلاح، حيث تشكلت عشرات المجموعات المسلحة في غياب جيش وطني موحد ومهيكل لحماية البلاد والمساعدة على بناء دولة جديدة، وهو الأمر الذي استغله اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سارع بتكوين قوة عسكرية، وقرر بمقتضاها أن يخوض حربا بهدف توحيد البلاد والتخلص من خصومه السياسيين، وفي مقدمتهم الاسلاميون بمختلف عناوينهم ولافتاتهم، مستعينا في ذلك بأطراف إقليمية ودولية كارهة للإخوان المسلمين إلى جانب تحقيق مآرب أخرى. 


لكن الهجوم الذي قام به حفتر على العاصمة طرابلس، والذي كاد أن يحقق أهدافه، فتح الباب أمام سيناريو مفاجئ لم يكن أحد يتوقعه. غيّر التدخل التركي العسكري السريع الخارطة الميدانية، وأعاد الوضع تقريبا إلى ما كان عليه قبل الهجوم على طرابلس. وبقطع النظر عن الاتفاق الاستراتيجي الذي وقعه السراج مع أردوغان والذي وفر للأتراك مجالا حيويا في قلب البحر الأبيض المتوسط، فإنه لا أحد ينكر أن التدخل التركي غيّر مجرى الأحداث داخل ليبيا، ودفع بالجميع نحو مراجعة حساباتهم والقبول بالواقع الجديد. استفادت أنقرة كثيرا من التدخل العسكري الروسي في ليبيا، فمن جهة استعملته كورقة للضغط على حفتر وحلفائه مما جعله يدرك بأن مغامرته العسكرية فشلت وفقدت جاذبيتها، بعد ان أدت إلى فشل ذريع ميدانيا، كما أن توغل روسيا داخل التراب الليبي أرعب الولايات المتحدة الأمريكية ودول الحلف الأطلسي؛ التي رأت في هذا التوغل تهديدا مباشرا لقلب أوروبا. 
هذا ما يفسر الدعم الأمريكي الذي تلقاه أردوغان من الرئيس ترامب ومن عواصم أوروبية عديدة، عندما دخل بقوة إلى الساحة الليبية، وهو ما جعل فرنسا تقف عاجزة أمام أنقرة رغم مساندتها القوية لحفتر وحلفائه، وهي تحاول الآن ملاحقة الأحداث وتسعى لكي يكون لها دور في التسوية القادمة.
 لولا المساندة الأمريكية القوية لأردوغان 
لما جازف هذا الأخير بإرسال جزء من قواته إلى ليبيا.
"النفـــط التـركي" 
هل ينهي اكتشاف تركيا للغاز الصراع في البحر المتوسط؟



محتجون في ليبيا يمهلون حكومة السراج 
.. 24 ساعة للاستقالة ..


طالب المتظاهرون في ليبيا، بالإفراج عن المعتقلين خلال التظاهرات المعارضة للحكومة، وأمهلوا ميليشيا حكومة السراج 24 ساعة لتقديم استقالتها، ملوحين بالدخول في عصيان مدني، وفقا لما نشره موقع "سكاي نيوز عربية".
وسط غضب شعبي وتظاهرات عمّت العاصمة الليبية طرابلس اليومين الماضيين ضد حكومة السراج، احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية وغياب الخدمات الأساسية، لا سيما الكهرباء، أفادت عائلات ليبية الثلاثاء، باختفاء أبنائها خلال مسيرات الأحد والاثنين.
بجانب ذلك، عمد المحتجون لإغلاق طريق قرقارش الرئيسي في العاصمة بإطارات مشتعلة، كما نددوا بجلب المرتزقة السوريين الذين تُدفع رواتبهم بالدولار، بينما يعاني الليبيون من قلة السيولة وارتفاع الأسعار وتردي الخدمات الرئيسية.



ليست هناك تعليقات: