: الجــيـش والنســــوان :
من محمد علي حتى السيسي
مرورا بجمال عبد الناصر وأنور السادات ومبارك وأبو غزالة
من محمد علي حتى السيسي
مرورا بجمال عبد الناصر وأنور السادات ومبارك وأبو غزالة
. حكومات غرف النوم قصة المتعة والسلطة .
٭ ولم يكن جمال عبد الناصر من النوع الذي يعرف متع الحياة وقف عن التدخين بعد اصابته بمرض السكر ولم يكن اكولا.. فنجان شاي مع طبعات الصحف الاولى يكمله في الفراش وهو يجري اتصالاته التلفونية بمساعديه.. فنجان شاي آخر في حجرة المائدة بالصالة العلوية من البيت بجوار زوجته ثم يتناول افطاره المكون من الفول المدمس والبيض المسلوق والجبن وفي الغداء خضار وسلطة وقطعة من اللحم وفي العشاء فاكهة وزبادي. ٭ ويقول شفيق احمد علي.. عندما كان جمال عبد الناصر ضابطاً في الخرطوم لم تعجبه شقاوة وألاعيب بعض زملائه الضباط في معاكسة البنات وكتب خطابا في 6 أبريل 1491 لصديقه حسن الشرفي يقول فيه:
٭ الضباط يا حسن كل واحد مختار له محل عشان البنت التي في المحل وواحد مختار الاجزخانة اما هذا الواحد فاذا دخلت حجرته فسوف تجدها عبارة عن مخزن ادوية كل يوم يذهب الى الاجزخانة ليشتري منها اي حاجة ومرة قال انه لم يشتر اليوم سوى اسبرينة واحدة فقط بقرش وتعريفة ومع ذلك فقد وقف مع البنت البائعة في الصيدلية نصف ساعة تساوي شلن وثاني يوم ذهبت الى الاجزخانة وقابلت البنت فقالت لي انتو كان عندكو ايه امبارح كل الضباط جاءت واشترت اسبرين.. هو كل الضباط راسهم واجعاهم ولا ايه..
«البحث عن الكرامة.. ويقول: لا جدال انه كان سيشعر بالفخر والزهو عندما يقرأ ما كتبه مراسل «تايم» في القاهرة ولون دين في كتابه البحث عن الكرامة نوع الشباب الذي كان يتميز به جيل جمال عبد الناصر هو ذلك الشباب الذي لا يفضل شيء على مظاهرة سياسية او فوضى في الشارع او معركة مع البوليس.. لقد كنت استاذاً جامعياً في مصر وفي اميركا وما زلت اتعجب لهذا الفارق الهائل بين حياة الطلاب في كلا البلدين .. فلذة الطالب المصري في ثورة وشيكة الوقوع او بمظاهرة جماعية هي مثل لذة الطالب الاميركي في مشاهدة مباراة بيسبول او في غزو غرف نوم الطالبات وسرقة ملابسهن الداخلية.
٭ ويقول عادل حمودة لقد كان جمال عبد الناصر قاسياً على نفسه وعلى عواطفه فمات مبكراً داخل التاريخ وخرج من الدنيا. صدمته العاطفية وفشله في الارتباط بمن احب جعلت كل من حوله يبحثون له عن عروسة فكانوا في الحقيقة يضغطون على الكسر الذي اصاب قلبه او كانوا يرشون جراحه بالملح والليمون ولم يستجب لهم ورجاهم ان يتركوا مثل هذا الامر للظروف.
٭ وقد جمعته الظروف بصديقه القديم عبد الحميد كاظم انه يسكن في منشية البكري وورث من والده ورشة صغيرة لصناعة السجاد البلدي ويرعى شقيقته السمراء الوديعة المحافظة تحية.
٭وفكر جمال عبد الناصر ان يتزوجها.. انه زواج مناسب محسوب بالعقل البيت طيب المستوى الاجتماعي متقارب والعروسة تصلح لرجل من اصل صعيدي مثله.. ثم انه بدأ تأسيس تنظيم الضباط الاحرار ودخل امتحان مدرسة اركان حرب ويريد ان يطمئن على حياته الخاصة ليتفرغ لحياته العامة.. لقد سحق عواطفه وبدأ مشواره معنا.
٭وبعد شهرين من الخطوبة تم الزفاف وكان ذلك في 92 يونيو 4491م وكانت هديته الاولى لزوجته تحية جهاز فوتغراف ومجموعة اسطوانات محفور عليها موسيقى وطرب.
٭ واورد شفيق احمد علي في كتابه «المرأة التي احبها عبد الناصر» الآتي: وفي صباح يوم 71 مايو عام 0791م شيعت جنازة الفتاة التي احبها ولم يتزوجها جمال عبد الناصر.. تزوجت من مدرس بكلية المعلمين وانجبت ابنا كان طالبا بتجارة عين شمس يوم توفيت وآخر كان في المدرسة الثانوية.
٭ وقرأ جمال عبد الناصر النعي في جريدة الاهرام فوضع على عينيه نظارة سوداء وقاد سيارة صغيرة بنفسه اسدل ستائرها وتحرك بها عدة امتار خلف الجنازة دون حراسة ودون ان يشعر به احد فيفسد عليه جلال اللحظة.. لحظة وفائه للامس واخلاصه للحاضر.. ووداعه الاخير للمرأة التي خفق لها قلبه ولم يحدث نصيب.
٭ وبعد رحيلها باقل من خمسة اشهر بعدها باربعة اشهر واحد عشر يوماً بالضبط لحق بها في الآخرة.
٭ ويتخيل شفيق احمد علي «رد الفعل الذي كان سيقابل به جمال عبد الناصر ما جاء في حبها فقتلته كانت الأنثى الخالدة في حياته وفي عروقه فترك العصمة في يدها واستسلم لجاذبيتها وجنونها فلم تعطه فرصة ليتنفس أو ليتذوق متعة أخرى غيرها أنها امرأة شهوانية لا تقبل أن يصرف في هواها نصف وقته أو نصف جسده أو نصف قلبه.. لا تقبل منه ان يمرض أو يسخن أو يصاب بالسكر أو تضيق شرايينه أو لا يكون مستقراً وفي حالة تأهب دائمة للحب.. هو جمال عبد الناصر وهى السلطة ، ان المرأة في حياة عبد الناصر لم تزد على الخبز والملح والعُشرة الطيبة والاولاد.. هى الزوجة الوحيدة التي لا شريك لها.. هى الاولى والاخيرة.. فلم تكن له زوجة ثانية مثل أبيه وعبد الحكيم وأنور السادات.
٭ وقال عادل حمودة: ان الكاتب الصحفي شفيق أحمد علي بحث في التاريخ العاطفي للزعيم وكشف عن حبه الاول وربما الأخير وصاغ المفاجأة في كتابه ( المرأة التي أحبها عبد الناصر).
٭ في 82 مايو عام 9391 أعترف جمال عبد الناصر بهذا الحب وسجله في خطاب أرسله الى صديق الطفولة حسن الشرفي قال انه انتقل الى حي الظاهر وبينما كان يمشي وجدها ومن أول نظرة أحبها ووجد نفسه يدندن بأغنية محمد عبد الوهاب التي كانت شهيرة ( جفنه علم الغزل) لكنه لم يصرح بهذا الحب مباشرة واكتفى بأن يقول لصديقه وطبعاً أظنك تقدر تعرف أيه الجرى لي من تلك الساعة.. استكثر ان يقول بأنه أحب ، على أنه راح يبحث عن منزلها في الظاهر.. حتى عثرت عليه أخيراً بعد جهد وهو يقع في شارع الخفج أمام سينما فكتوريا.
٭ كان حبه صامتاً أخرس بالنظرات، باللفتات بالصمت الرهيب.. فهل اشتعل في قلبه اللهيب وهل ضاع من قدمه الطريق.. ابداً وشهد الله بأني لم أحاول تتبعها ولا معاكستها حتى انزه بنفسي من عبث الشباب الحديث وحتى لا يقال عنها القيل والقال.. وبما أنه عندي عمل بعد الظهر من يومي السبت والثلاثاء فانني أمتع نظري باقي أيام الاسبوع.
٭ كان عمره 22 سنة أما هى فكانت لا تزيد على ال 71 ، طالبة في مدرسة الفنون الطرزية بشبراً ولها أختان أكبر منها لا يمكن حسب تقاليد تلك الايام أن تتزوج قبلهما.. وكان ذلك سبب رفض جمال عبد الناصر عندما تقدم للزواج منها.
٭ صدم العاشق الشاب في حبه.. سكن الحزن قلبه وأستقر المجهول في بيت عواطفه.. جاء الحب في موعده لكنه رحل مبكراً.. سافر في قطار التقاليد فبقى جمال عبد الناصر واقفاً على المحطة.. هل انذبح؟ هل نزف؟ هل بعثرته الصدمة مثل السحابة؟.
٭ أغلب الظن أن ذلك حدث لكن مشكلة جمال عبد الناصر هى أنه لا يعترف بضعفه ولا يستسلم له لا يصرخ ولا يشكو ولا يلعن الزمن الذي حرمه الحب ولذا حمل آلامه ومضى في الحياة وكأن شيئاً لم يكن أنها بذور الصرامة التي اصبحت شجرة مثمرة بعد سنوات طوال.. أصبح خلالها قائد ثورة وزعيم أمة ورئيس دولة.
٭ ان الحب يقاسم الانسان نصف طعامه ونصف فراشه ونصف أحلامه وأفكاره ورغباته.. والذي يفشل في الحب يكون في الغالب حزيناً متألماً ويعيش نصف حياة.
٭ ويقول عادل حمودة لقد كان جمال عبد الناصر قاسياً على نفسه وعلى عواطفه فمات مبكراً داخل التاريخ وخرج من الدنيا. صدمته العاطفية وفشله في الارتباط بمن احب جعلت كل من حوله يبحثون له عن عروسة فكانوا في الحقيقة يضغطون على الكسر الذي اصاب قلبه او كانوا يرشون جراحه بالملح والليمون ولم يستجب لهم ورجاهم ان يتركوا مثل هذا الامر للظروف.
٭ وقد جمعته الظروف بصديقه القديم عبد الحميد كاظم انه يسكن في منشية البكري وورث من والده ورشة صغيرة لصناعة السجاد البلدي ويرعى شقيقته السمراء الوديعة المحافظة تحية.
٭وفكر جمال عبد الناصر ان يتزوجها.. انه زواج مناسب محسوب بالعقل البيت طيب المستوى الاجتماعي متقارب والعروسة تصلح لرجل من اصل صعيدي مثله.. ثم انه بدأ تأسيس تنظيم الضباط الاحرار ودخل امتحان مدرسة اركان حرب ويريد ان يطمئن على حياته الخاصة ليتفرغ لحياته العامة.. لقد سحق عواطفه وبدأ مشواره معنا.
٭وبعد شهرين من الخطوبة تم الزفاف وكان ذلك في 92 يونيو 4491م وكانت هديته الاولى لزوجته تحية جهاز فوتغراف ومجموعة اسطوانات محفور عليها موسيقى وطرب.
٭ واورد شفيق احمد علي في كتابه «المرأة التي احبها عبد الناصر» الآتي: وفي صباح يوم 71 مايو عام 0791م شيعت جنازة الفتاة التي احبها ولم يتزوجها جمال عبد الناصر.. تزوجت من مدرس بكلية المعلمين وانجبت ابنا كان طالبا بتجارة عين شمس يوم توفيت وآخر كان في المدرسة الثانوية.
٭ وقرأ جمال عبد الناصر النعي في جريدة الاهرام فوضع على عينيه نظارة سوداء وقاد سيارة صغيرة بنفسه اسدل ستائرها وتحرك بها عدة امتار خلف الجنازة دون حراسة ودون ان يشعر به احد فيفسد عليه جلال اللحظة.. لحظة وفائه للامس واخلاصه للحاضر.. ووداعه الاخير للمرأة التي خفق لها قلبه ولم يحدث نصيب.
٭ وبعد رحيلها باقل من خمسة اشهر بعدها باربعة اشهر واحد عشر يوماً بالضبط لحق بها في الآخرة.
٭ ويتخيل شفيق احمد علي «رد الفعل الذي كان سيقابل به جمال عبد الناصر ما جاء في حبها فقتلته كانت الأنثى الخالدة في حياته وفي عروقه فترك العصمة في يدها واستسلم لجاذبيتها وجنونها فلم تعطه فرصة ليتنفس أو ليتذوق متعة أخرى غيرها أنها امرأة شهوانية لا تقبل أن يصرف في هواها نصف وقته أو نصف جسده أو نصف قلبه.. لا تقبل منه ان يمرض أو يسخن أو يصاب بالسكر أو تضيق شرايينه أو لا يكون مستقراً وفي حالة تأهب دائمة للحب.. هو جمال عبد الناصر وهى السلطة ، ان المرأة في حياة عبد الناصر لم تزد على الخبز والملح والعُشرة الطيبة والاولاد.. هى الزوجة الوحيدة التي لا شريك لها.. هى الاولى والاخيرة.. فلم تكن له زوجة ثانية مثل أبيه وعبد الحكيم وأنور السادات.
٭ وقال عادل حمودة: ان الكاتب الصحفي شفيق أحمد علي بحث في التاريخ العاطفي للزعيم وكشف عن حبه الاول وربما الأخير وصاغ المفاجأة في كتابه ( المرأة التي أحبها عبد الناصر).
٭ في 82 مايو عام 9391 أعترف جمال عبد الناصر بهذا الحب وسجله في خطاب أرسله الى صديق الطفولة حسن الشرفي قال انه انتقل الى حي الظاهر وبينما كان يمشي وجدها ومن أول نظرة أحبها ووجد نفسه يدندن بأغنية محمد عبد الوهاب التي كانت شهيرة ( جفنه علم الغزل) لكنه لم يصرح بهذا الحب مباشرة واكتفى بأن يقول لصديقه وطبعاً أظنك تقدر تعرف أيه الجرى لي من تلك الساعة.. استكثر ان يقول بأنه أحب ، على أنه راح يبحث عن منزلها في الظاهر.. حتى عثرت عليه أخيراً بعد جهد وهو يقع في شارع الخفج أمام سينما فكتوريا.
٭ كان حبه صامتاً أخرس بالنظرات، باللفتات بالصمت الرهيب.. فهل اشتعل في قلبه اللهيب وهل ضاع من قدمه الطريق.. ابداً وشهد الله بأني لم أحاول تتبعها ولا معاكستها حتى انزه بنفسي من عبث الشباب الحديث وحتى لا يقال عنها القيل والقال.. وبما أنه عندي عمل بعد الظهر من يومي السبت والثلاثاء فانني أمتع نظري باقي أيام الاسبوع.
٭ كان عمره 22 سنة أما هى فكانت لا تزيد على ال 71 ، طالبة في مدرسة الفنون الطرزية بشبراً ولها أختان أكبر منها لا يمكن حسب تقاليد تلك الايام أن تتزوج قبلهما.. وكان ذلك سبب رفض جمال عبد الناصر عندما تقدم للزواج منها.
٭ صدم العاشق الشاب في حبه.. سكن الحزن قلبه وأستقر المجهول في بيت عواطفه.. جاء الحب في موعده لكنه رحل مبكراً.. سافر في قطار التقاليد فبقى جمال عبد الناصر واقفاً على المحطة.. هل انذبح؟ هل نزف؟ هل بعثرته الصدمة مثل السحابة؟.
٭ أغلب الظن أن ذلك حدث لكن مشكلة جمال عبد الناصر هى أنه لا يعترف بضعفه ولا يستسلم له لا يصرخ ولا يشكو ولا يلعن الزمن الذي حرمه الحب ولذا حمل آلامه ومضى في الحياة وكأن شيئاً لم يكن أنها بذور الصرامة التي اصبحت شجرة مثمرة بعد سنوات طوال.. أصبح خلالها قائد ثورة وزعيم أمة ورئيس دولة.
٭ ان الحب يقاسم الانسان نصف طعامه ونصف فراشه ونصف أحلامه وأفكاره ورغباته.. والذي يفشل في الحب يكون في الغالب حزيناً متألماً ويعيش نصف حياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق