لماذا نخشى على حياة إلهان عمر
من حملات التّحريض العُنصريّة التي يشنّها ترامب ضدها؟
كيف باتت التّهديد الأكبر الذي يتصدّى بشجاعةٍ وجُرأةٍ
للهيمنة الإسرائيليّة على أمريكا؟
لماذا نُطالب زُعماء عرب بعدم الدّفاع عنها أو الاقتِراب منها؟
كيف باتت التّهديد الأكبر الذي يتصدّى بشجاعةٍ وجُرأةٍ
للهيمنة الإسرائيليّة على أمريكا؟
لماذا نُطالب زُعماء عرب بعدم الدّفاع عنها أو الاقتِراب منها؟
قالت إلهان عمر، عضو الكونغرس الأمريكي المسلمة، إنها تلقت عددا كبيرا من تهديدات بالقتل، بعد تغريدة ضدها من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بعد التّحريض الوقِح الذي مارسه ويُمارسه الرئيس الأمريكيّ العنصريّ دونالد ترامب لتشويه صورة النّائبة العربيّة المُسلمة إلهان عمر، ومُحاولة ربطها بهجمات الحادي عشر من سبتمبر.
نخشى على حياة هذه النائبة “البطلة” التي كسرت حاجز الخوف، وتصدّت بشجاعةٍ وقوّةٍ وبنهج ديمقراطيّ حضاري للوبي الصهيونيّ في الولايات المتحدة ودول أُخرى، وفضحت تأثيره “المُهيمن” على المؤسسة الأمريكيّة الحاكِمة وهياكِلها، ألم يغتالوا الرئيس جون كيندي؟
ألم يقتلوا مارتن لوثر كينغ ومالكوم إكس، النّاشطين الحُقوقيّين المُناهضين للعُنصريّة البيضاء؟ الرئيس ترامب الذي بات “دمية” في يد هذا اللّوبي، وتابع ذليل لبنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وصِهره جاريد كوشنر، وصل بِه “الهُبوط” لدرجة بث شريط مدته 43 ثانية يربط تصريحات للسيدة إلهان عمر بصورة لتفجير مركز التّجارة العالميّ، ومرفوقًا بتعليقٍ يقول “لن ننسى”، في إيحاء تحريضيٍّ ضِد مُواطنة أمريكيّة عضو في المؤسسة التشريعيّة.
لا نستغرِب تحريض ترامب هذا وهو الذي نقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، ودعم تهويد هضبة الجولان أيضًا، ويستعد للاعتِراف بضم نِتنياهو للضفّة الغربيّة، وجاهر، ويُجاهر، بعدائه للمُسلمين، لا نستغرِب أن يستهدِف هذه النّائبة السّمراء الجميلة التي صعّدت من القاع إلى القمّة بكفاءةٍ عالية، وعبر صناديق الاقتِراع.
إلهان عمر ليست مُعادية للسامية، عندما تنتقد المجازر الإسرائيليّة في الأراضي المحتلة، وإنّما أولئك الذين يتستّرون على هذهِ المجازر، ويُدافعون عنها، وأوّلهم الرئيس ترامب، فالسامية التي تشملها أيضًا عرقًا مُحترمًا يُؤمن بالعدالة وحُقوق الإنسان والمُساواة والوقوف في وجه الظّلم بأشكاله كافّة.
كنّا سنُطالب في هذه الافتتاحيّة زعماء حُكومات عربيّة بالوقوف إلى جانب السيدة إلهان عمر ونجدتها، ولكنّنا تراجعنا، لأنّ دعم بعض هذه الحُكومات سيُلوّث صورتها النّاصعة ويُدنّسها، من خِلال تحالفها، أيّ الحُكومات، مع دولة الاحتلال الإسرائيليّ وتطبيع العلاقات معها.
نقول شكرًا، ومن أعماق قُلوبنا للسيدة إلهان عمر على فضحها للهيمنة الإسرائيليّة على البيت الأبيض والكونغرس، ومُعظم الوسائل الإعلاميّة، ونقول لها شكرًا على شجاعتها وجُرأتها في الوقوف في خندق أهلها وقضاياهم العادلة في العالمين العربيّ والإسلاميّ في وقت تخلّت عنها حُكومات وقِيادات تدّعي أنّها عربيّة وإسلاميّة، والأخطر من ذلك وقوفها في خندق الإسرائيليين الذين يحتلّون الأرض، ويعدِمون الأطفال والشّباب الأبرياء، ويُهوّدون المقدسات.
شُعوب الأمّتين العربيّة والإسلاميّة تقِف خلف السيدة إلهان عمر، ومعها كُل الشّرفاء الأفارقة والأمريكيين الجنوبيين والجاليّات المسيحيّة والإسلاميّة واليهوديّة التي تقِف في الخندق المُقابل للعنصريّة الأمريكيّة بقيادة ترامب.
نُحذّر ترامب وكُل العُنصريين الذين يقِفون في خندقه من إلحاق أيّ أذى بهذه الأيقونة الإنسانيّة الشجاعة، لأنّ النّتائج التي ستترتّب على ذلك ستكون بداية حرب أهليّة دمويّة تُفكّك أمريكا ووحدتها، وتُزعزع استقرارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق