الثلاثاء، 10 مارس 2020

الفريق عبدالمنعم رياض..الذي خلد الوطن استشهاده ..فيديو


.. الجنرال الذهــبي ..
قاد حرب الاستنزاف و إعادة بناء الجيش بعد النكسة
.. أيقــونة الشهداء .. 
لحظات استشهاد الجنرال الذهبي
 الفريق عبدالمنعم رياض على الجبهــة
.. ماذا تعرف عن قائد الأركان الذي قتل في خندقه؟ ..



في مثل هذا اليوم من العام 1969 اغتال الاحتلال الاسرائيلي بالمدفعية رئيس أركان الجيش المصري الفريق عبدالمنعم رياض اثناء تفقده للجبهة المصرية ابان حرب الاستنزاف..وأشرف الفريق على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، خلال حرب الاستنزاف، ورأى أن يشرف على تنفيذها بنفسه وتحدد يوم السبت 8 مارس 1969 موعداً لبدء تنفيذ الخطة، وفي التوقيت المحدد انطلقت نيران المصريين على طول خط الجبهة لتكبد الإسرائيليين أكبر قدر من الخسائر في ساعات قليلة وتدمير جزء من مواقع خط بارليف واسكات بعض مواقع مدفعيته في أعنف اشتباك شهدته الجبهة قبل معارك 1973...
وفي صبيحة اليوم التالي قرر الفريق أن يتوجه بنفسه إلى الجبهة ليرى عن كثب نتائج المعركة ويشارك جنوده في مواجهة الموقف، وقرر أن يزور أكثر المواقع تقدماً التي لم تكن تبعد عن مرمى النيران الإسرائيلية سوى 250 مترا، ووقع اختياره على الموقع رقم 6 وكان أول موقع يفتح نيرانه بتركيز شديد على دشم الاحتلال الاسرائيلي في اليوم السابق.


وشهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق، حيث انهالت نيران المدفعية الاسرائيلية فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن انفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء توفي عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثرا بجراحه.
يعتبر الفريق أول عبد المنعم رياض واحدا من أشهر العسكريين العرب خلال النصف الثاني من القرن العشرين. شارك في الحرب العالمية الثانية ضد القوات الألمانية ...
كان قد عاد بالطائرة قبل ساعات من بغداد، حيث حضر اجتماعات لرؤساء أركان حرب جيوش الجبهة الشرقية، وتابع معارك المدافع يوم السبت، من مكتبه في القيادة العامة، وصباح الأحد ٩ مارس ١٩٦٩ ركب طائرة هليكوبتر في طريقه إلى أحد المطارات الأمامية للجبهة، ثم ركب سيارة عسكرية معه فيها مرافق واحد غير الجندي الذي يقود سيارة رئيس هيئة أركان الحرب.
إنه اليوم الذي سجله تاريخ العسكرية المصرية لاستشهاد رئيس الأركان الفريق عبدالمنعم رياض - الجنرال الذهبي - الذي خلد الوطن استشهاده بالاحتفال سنويا ب يوم الشهيد ، ولم لا وقد أعطي القدوة والمثل، إن كل رجال القوات المسلحة بدءا من قادتها لا يهابون الموت، عقيدتهم النصر أو الشهادة، يتقدمون الصفوف مع الضباط والجنود وصف الضباط، يتواجدون داخل أرض المعركة..


وسجل الأستاذ محمد حسنين هيكل في مقالته بالأهرام تفاصيل استشهاد البطل قائلا:
"انطلق يطوف بالمواقع في الخطوط المتقدمة، يتحدث إلى الضباط والجنود، يسألهم ويسمع منهم، ويرى ويراقب ويسجل في ذاكرته الواعية، وفي أحد المواقع التقى بضابط شاب، وكانت حماسته للشباب مفتوحة القلب ومتدفقة، وقال له الضابط الشاب، ولم يكن هدير المدافع قد اشتد بعد: سيادة الفريق... هل تجيء لترى بقية جنودي في حفر موقعنا؟ وقال عبدالمنعم رياض بِنُبل الفارس الذي كانه طول حياته، وبالإنجليزية التي كانت تعبيرات منها تشع كثيراً سلسة وطيعة على لسانه: Yes. By all means – أي: نعم، وبكل وسيلة.. وتوجه مع الضابط الشاب إلى أكثر المواقع تقدماً، الموقع المعروف برقم 6 بالإسماعيلية.
وفجأة بدأ الضرب يقترب، وبدأت النيران تغطي المنطقة كلها، وكان لابد أن يهبط الجميع إلى حفر الجنود في الموقع، وكانت الحفرة التي نزل إليها عبدالمنعم رياض تتسع بالكاد لشخصين أو ثلاثة.
وانفجرت قنبلة للعدو على حافة الموقع، وأحدث انفجارها تفريغ هواء مفاجئ وعنيف في الحفرة التي كان فيها عبدالمنعم رياض، وكان هو الأقرب إلى البؤرة التي بلغ فيها تفريغ الهواء مداه، وحدث له شبه انفجار في جهاز التنفس، وحين انجلى الدخان والغبار كان عبدالمنعم رياض مازال حيث هو، وكما كان، إلا تقلصات ألم صامت شدت تقاطيع وجهه المعبر عن الرجولة، ثم خيط رفيع من الدم ينساب هادئاً من بين شفتيه، وتنزل قطراته واحدة بعد واحدة على صدر بذلة الميدان التي كان يرتديها بغير علامات رتب، كما كان يفعل دائماً حين يكون في الجبهة ووسط الجنود.
ولم يكن لدى أطباء المستشفى في الإسماعيلية وقتا طويلا للمحاولة، برغم أمل ساورهم في البداية، حين وجدوا جسده كله سليماً بلا جرح أو خدش، لكنها خمس دقائق لا أكثر ثم انطفأت الشعلة، وتلاشت تقلصات الألم التي كانت تشد تقاطيع الوجه المعبر عن الرجولة، لتحل محلها مسحة هدوء وسلام، ورضى بالقدر واستعداد للرحلة الأبدية إلى رحاب الله.
وعبر الشاعر نزار قباني عن بطولة أيقونة الشهداء قائلا:
لو يعرفونَ أن يموتوا.. مثلما فعلتْ لو مدمنو الكلامِ في بلادنا قد بذلوا نصفَ الذي بذلتْ لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ.. واحترقوا في لهبِ المجدِ، كما احترقتْ؛ لم يسقطِ المسيحُ مذبوحاً على ترابِ الناصرة ولا استُبيحتْ تغلبٌ وانكسرَ المناذرة… لو قرأوا – يا سيّدي القائدَ – ما كتبتْ لكنَّ من عرفتهمْ.. ظلّوا على الحالِ الذي عرفتْ.. يدخّنون، يسكرونَ، يقتلونَ الوقتْ ويطعمونَ الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ كما علِمتْ وبعضهمْ.. يغوصُ في وحولهِ.. وبعضهمْ.. يغصُّ في بترولهِ.. وبعضهمْ.. قد أغلقَ البابَ على حريمهِ.. ومنتهى نضالهِ.. جاريةٌ في التختْ.. يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا.. أنتَ بها بدأتْ.. يا أيّها الغارقُ في دمائهِ جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ جميعهم قد هُزموا.. ووحدكَ انتصرتْ.

قصة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض
 بسبب " الجاسوسة انشراح موسى " وماذا حدث لها









ليست هناك تعليقات: