الاثنين، 16 مارس 2020

رواية يوتوبيا,العاصمة الإدارية في مصر قبل ان تحدث,, فيديو



.. يوتوبيــا مدينـة الأغنيــاء ..
 سيتركون العاصمة القديمة لتحترق بأهلها وتندثر 
ظلمـــا وفقــرا ومرضــا 
وسيذهبون إلى عاصمتهم الجديدة 
.. حتى لا تتأذى أعينهـم بكل ذلك الدمــار ..



احمد خالد توفيق
 تنبأ بالعاصمة الإدارية قبل ان تحدث!!



رواية اجتماعية للكاتب المصري أحمد خالد توفيق، صدرت في عام 2008 وتعتبر هي الرواية الأولي له التي تصدر خارج المؤسسة العربية الحديثة، وقد جاءت الرواية في المركز الثاني في قائمة أكثر الكتب مبيعاً في دار ميريت.
 تدور أحداث الرواية في سنة 2023 حيث تحولت مصر الي طبقتين، الأولي بالغة الثراء والرفاهية وهي (يوتوبيا) المدينة المحاطة بسور ويحرسها جنود المارينز التي تقع في الساحل الشمالي والثانية فقر مدقع وتعيش في عشوائيات ويتقاتلون من أجل الطعام والرواية تحكى قصة شاب غنى من يوتوبيا يريد أن يتسلى ويقوم بمغامرة لكسر ملل الحياة ورتابتها وهى صيد إنسان فقير من سكان شبرا واللعب به مع أصحابه للحصول على متعة ثم قتله والاحتفاظ بجزء من جسده على سبيل الفخر وهى من الهوايات الجديدة للأغنياء الذين يعيشون في الساحل الشمالي تحديدا في يوتوبيا التي تشكل عالم الأغنياء كما يعتمد أحمد خالد توفيق في بعض المواطن بشكل صريح على إحصائيات علمية وتقارير مثل تقرير للدكتور أحمد عكاشة عن الإدمان في مصر وتقرير صحفي في ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان عن جرائم العنف ضد النساء وأيضا على موقع مصراوي كواحد من مواقع الإنترنت ويظهر الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بأشعاره السياسية والوطنية على صفحات الرواية.


اسم يوتوبيا هو مصطلح يصف الدولة الفاضلة حيث يكون كل شيء مثالي للبشر وتكون كل قيم العدل والمساواة متوفرة وجميع الشرور مثل الفقر والبؤس والأمراض غير موجودة هذا الوصف والعديد من الأشياء الجميلة، وأصل الكلمة كان في كتاب يوتوبيا المنشور عام 1516 من تأليف توماس مور واعتمد في أفكار مدينته الفاضلة على أفكار أفلاطون في كتاب الجمهورية أما في مدينة يوتوبيا أحمد خالد توفيق فهي مدينة الأغنياء فقط يحرسها رجال المارينز الأمريكان، لها جريدتها الخاصة لكن هناك جرائد عامة لا تستطيع قراءتها (ص27) وما زالت الام هي الام .. لا يمكنك التخلص منها (ص27) ويصف لنا الفلوجستين نوع جديد من المخدرات يختلف تماما عن الكلة والبانجو وحبوب الصراصير والحشيش واحتكار أهل يوتوبيا لكل شيء وتفاخر بطل الرواية بأبيه الذي لايمكن تعاطى قرص اسبيرين في أي موضع في مصر إلا عن طريقه (الرواية ص162) وعن إسرائيل لك أن تتصور أنها افتتحت قناتها التي صارت بديلا جاهزا لقناة السويس والاسرائليون هم اعز أصدقاء الذين يعيشون في يوتوبيا والدول الخليجية نضب بترولها وطردت العمالة المصرية وأعفت الدولة نفسها من أي خدمات تقدمها وخصخصت كل شيء هكذا تكون مجتمعان إحدهما يملك كل شيء والأخر لا يملك شيء (الرواية ص107) هذا الأخر هو مصر الحقيقية التي لن تجد الأكل أو السكن أو العلاج سيكون المترو وبقاياه من مظاهر الحياة وملصقات شبكات المحمول التي توقفت عن العمل والكهرباء التي توقفت وسيكون أفضل مافى مصر عدم وجود كلاب ضالة أو غير ضالة حيث أن الناس/الفقراء/الأغيار كما تعرفهم الرواية سوف يصطادونها للطعام وهذا هو أفضل طعام لهم والكتب سوف تجدها في القمامة فهى أشياء لم تعد تباع ... اللغة مزيج بين العربية والمصرية العامية وفي بعض الأحيان العامية الوقحة التي يستخدمها الطبقات الشعبية انحطاطا وأيضا اللغة ليست فظية بل لغة جسدية أيضا من تعبيرات
.... مقتطفـات من رواية يوتوبيـا .....
“ قال لي سالم بيه: “أنت تقرأ كثيرا.. أنت مجنون!”.. قلت له إن القراءة بالنسبة لي نوع رخيص من المخدرات. لا أفعل بها شيئاً سوى الغياب عن الوعي. في الماضي - تصور هذا- كانوا يقرءون من أجل اكتساب الوعي!”
“ عندما تشم الحريق ولا تنذر من حولك.. فأنت بشكل ما ساهمت في إشعال الحريق”
“ قلت لها إن الناس يجب ألا تتزوج إلا لكي تأتي للعالم بمن هو أفضل.. طفل أجمل منك، أغنى منك، أقوى منك. ما جدوى أن يتزوج الشقاء من التعاسة؟ الهباب من الطين؟ ما الجديد الذي سنقدمه للعالم سوى المزيد من البؤس؟”
“ نعم.. لم يكن للمصريين ما يباع سوى الماضي.. وقد اشتريناه”
“ ليست الثقافة دينا يوحد بين القلوب ويؤلفها, بل هي على الأرجح تفرقها، لأنها تطلع المظلومين على هول الظلم الذي يعانونه, وتطلع المحظوظين على ما يمكن أن يفقدوه”
“ ليس فقركم ذنبنا! ألا تفهمين بعد أنكم تدفعون ثمن حماقتكم وغبائكم وخنوعكم؟ عندما كان أباءنا يقتنصون الفرص كان أباءكم يقفون أمام طوابير الرواتب في المصالح الحكومية، ثم لم تعد هناك مصالح حكومية. 
لم تعد هناك رواتب. أنتم لم تفهموا اللعبة مبكرا لهذا هويتم من أعلى إلى حيث لا يوجد قاع. ما ذنبنا نحن؟ عندما هب الجميع ثائرين في كل قطر في الأرض هززتم أنتم رءوسكم وتذرعتم بالإيمان والرضا بما قسم لكم. تدينكم زائف تبررون به ضعفكم”
“ لا يتحمل الحياة بلا أحلام.. منذ طفولتي لم أجرب العيش بلا أحلام.. أن تنتظر شيئًا.. أن تُحرم من شيء.. أن تغلق عينيك ليلا وأنت تأمل في شيء.. أن تتلقى وعدًا بشيء..”
“ الخروف الذي يفكر، يصير خطرا على نفسه وعلى الآخرين”
“عندما تخترق اخر حدود التعقل تشعر بأن العقل يتمدد ليضم لنفسه حدودا اخرى يسيطر عليها الاعتياد والملل والرتابة”
“ يتوقف الامر على قيمة ما يدافع المرء عنه بالنسبة له وليس بشكل مطلق”
“ فقط أذكر أن الأمور كانت تسوء بلا انقطاع .. وفي كل مرة كان الفارق بين الوضع أمس واليوم طفيفاً، لذا يغمض المرء عينه كل ليلة وهو يغمغم: أهي عيشة.. مازالت الحياة ممكنة.. مازال بوسعك أن تجد الطعام والمأوي وبعض العلاج.. إذن فليكن غد.. ثم تصحو ذات يوم لتدرك أن الحياة مستحيلة، وأنك عاجز عن الظفر بقوت غد أو مأواه.. متى حدث هذا؟.. تسأل نفسك فلا تظفر بإجابة..”
“ ما قيمة الأسماء عندما لا تختلف عن أي واحد آخر؟”
“ الخلاصة التي توصلت لها بعد دقيقة في هذا العالم هو أن هؤلاء القوم يتظاهرون بأنهم أحياء”
“ أفضل الغشاشين طرا هو من يغش المخدرات.. هذا الرجل قديس يعمل لمصلحة الناس في رأيي .. انه مصلح اجتماعي ينعم بالمال!”
“ الطبقة الوسطى التي تلعب في أي مجتمع دور قضبان الجرافيت في المفاعلات الذرية.. انها تبطئ التفاعل ولولاها لانفجر المفاعل.. مجتمع بلا طبقة وسطى هو مجتمع قابل للانفجار”
“ لماذا كان قياصرة روما وعامة الشعب يحبون رؤية العبيد وهم يقطعون بعضهم بعضاً؟ لماذا لم يمنح الفقر الفقراء بعض الرحمة؟ على قدر علمي فإن مزاج الأباطرة يختلف تماماً عن مزاج العامة.. فلماذا اتفق المزاجان على شيء واحد - القسوة؟”
“ لقد تحول هؤلاء القوم إلى مخلوقات أبعد ما تكون عن البشر.. قشرة مخ لم تعد تؤدى أي دور معهم.. فقط يتحركون للجنس أو للعنف.. الاغتصاب يمنح الشيئين معاً”
“ أنا رأيت كل شيء يتهدم أنذرتهم ألف مرة ولم يصدقوا أو صدقوا ولم يبالوا أحياناً أشعر أن المصريين شعب يستحق ما يحدث له شعب خنوع فاقد الهمة ينحني لأول سوط يفرقع في الهواء”
“ إنها أخلاقيات الزحام.. ضع ست دجاجات في عشة ضيقة وراقب كم تصير مُهذبة.. لو أن دجاجة واحدة لم تفقأ عين جارتها أو تلتهم أحشاءها فأنا مخطئ”
“ الأخلاق تتآكل في الفقر كما يتآكل المعدن الذي يقطر فوقه الماء”
“ليست الثقافة دينا يوحد بين القلوب ويؤلفها: بل هي على الأرجح تفرقها، لأنها تطلع المظلومين على هول الظلم الذي يعانونه، وتطلع المحظوظين على ما يمكن أن يفقدوه”
“ أغلب الناس يحبون أن يروا الأغنياء المتغطرسين يفقدون كرامتهم، السبب أن معظم الناس في الحقيقة فقراء”



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: