الخميس، 27 فبراير 2020

صراع عبيد المال « يوميات نائب في الأرياف »..فيديو



« يوميات نائب في الأرياف »
.. عبيــد المــال ..
وكـل إمـرء أهل لما يستحقـه
 ويأتي جــزاء المــرء من نوع فعـــله



 وحيد ومنصور صديقان يعملان في عصابة لتهريب المخدرات إلا أن منصور يدخل السجن ويوصي صديقه وحيد بزوجته ويودع أمواله طرفه ولكن وحيد يخون الأمانة فيبدد أموال منصور ويخونه في زوجته وعندما يشعر بميعاد خروج منصور تبدأ الاحداث المثيره ... المبادئ والقيم لدى البعض هي وسيلة لتغطية المصالح، أو لتبرير سعيهم لتحقيق هذه المصالح، ولدى آخرين القيم والمبادئ هي وسيلة الفاشلين لتبرير إخفاقهم وعجزهم في تحقيق مصالحهم، هؤلاء لا يعترفون بمبادئ أو قيم أو أخلاق، الدنيا لديهم مجموعة من المصالح يتسابق الناس من أجل تحقيقها، وفى سبيل ذلك يلجئون إلى كل شىء، الغش والخداع والكذب والتضليل والتغرير بالبسطاء .. والمصالح تتلخص لديهم نهاية المطاف في كلمة واحدة هي المال، النفوذ السياسي والاجتماعى لديهم وسيلة للحصول على المال، والمناصب خاصة الحكومية لديهم أداة لجمع الأموال، وأراضي الدولة وعقاراتها التي يتسابقون للحصول على أكبر المساحات منها هي طريقهم لمراكمة الثروات وتكديس الأموال في حساباتهم بالبنوك! 
 إنهم أدمنوا جمع الأموال، وكرسوا حياتهم لزيادة ما في حوزتهم من أموال، لا يتصدون إلا للأعمال التي تحقق لهم فقط فرصة جمع أكبر كمية من الأموال، لا يهمهم تحقيق إنجازات أو نيل إشادات لما يقومون به أو حتى تحقيق قدر من الرضا عن النفس، ونسبة من تحقق الذات، فقد تحولوا إلى عبيد للمال، أو أسرى له، لا يبغون من الحياة أمرا آخر غيره،.. وصارت قيمتهم في المجتمع تتحدد بحجم ثرواتهم فقط! 
 ولو نظرنا حولنا في شتى المجالات سوف تصدم أعيننا بهؤلاء عبيد المال وأسراه.. حتى الرياضة التي تستهدف تهذيب الروح والنفس مثل الفنون تحولت هي الأخرى إلى ميدان لتطابق وتناحر وصراع عبيد المال، ولم تسلم الرياضة المصرية من هذا المرض، خاصة بعد أن اخترقها من تصوروا أن الفرصة مواتية لتجريد مصر من أسلحتها الناعمة بإفساد هذه الأسلحة وإفساد من يستخدمونها..


لست أنا من قال أن هناك عبيد للمال ولكن بنص الحديث الشريف (تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطى رضي وإنمنع سخط ..)
نعم المال هو عصب الحياة ومقوم من مقوماتها وزينة من زينتها ، قال الله تعالى ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نعم المال الصالح للعبد الصالح ) وفي ذم الفقر قال الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( لو الفقر رجلاً لقتلته ) كل هذا شئ جميل ولا نختلف عليه ولكن ما نريد الحديث عنه هم هؤلاء الذين سيطر حب الدنيا والمال على قلوبهم وأصبح شغلهم الشاغل هو جمع المال لا يهم سواء من حلال أم من حرام لا يهم هل اكتسب ماله من أسهم البنوك والربا أم اكتسبه من الكذب والبهتان والتدليس أم اكتسبه من بيع المحرمات ، كثيرا منهم أصبح لا يهمه غير جمع المال ونسي أنه لا تزول قدم عبداً يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر فيهم ( عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه )
والعجيب أن هناك علاقة بين الشح وزيادة المال تلاحظ بعض الناس كلما يزدادون مالا يزدادون بخلاً وكثيرا منهم فى جفاء مع أهله ومع أولاده بل لا يكاد يراهم لأنه مشغول بجمع المال الذي يحبه أكثر من أولاده مما ينتج عن ذلك جفوة كبيرة بينه وبين أولاده وسوء تربية وانحراف في الأخلاق
ومن أجمل ما قال البارودي رحمه الله
يود الفتى أن يجمع الأرض كلها إليه ولمّا يدر ما الله صانع
ألا إنما الأيام تجري بحكمها فيحرم ذو كد ويرزق وادع
لم يخشى علينا رسولنا الكريم من الفقر وقال صلى الله عليه وسلم (فو الله لا الفقر أخشى عليكم ولكن اخشي عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم( الصراع على المال والسلطة والدنيا أصبح حديث الساعة مما يدل على أن الناس لا تقرأ التاريخ ولو قرأت لا تتعظ ، أين الملوك التي كانت مسلطــنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها وأين ما حازه قارون من ذهب وأين عاد وشداد وقحطان وأين أصحاب الأموال والتجارة وأين ملوك الدنيا الذين ظلموا وقتلوا من أجل المال والسلطة وغيرها ، أين من سرق ونصب وغش وكذب ، كلهم خرجوا منهم بكفن ليس له جيوب ، تركوا أموالهم لمن يبخل عليهم بالرحمة والدعاء ، تركوا أموالهم وسوف يحاسبون على كل كبيرة وصغيرة في حياتهم ، ألا نتعظ ممن سبقنا ونجعل المال في أيدينا لا في قلوبنا ، يا غافلا وله في الدهر موعظة إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظان ، ألا نعلم أن الله خلقنا لعبادته وتكفل بالرزق ووعد أن لن تموت نفساً حتى تستكمل رزقها ألا نطمئن لوعد الله ونتفرغ لعبادته
أنا لا أطلب منك أن تتواكل وتترك العمل وتترك الدنيا برمتها ، بل أفضل أن تترك أولادك أغنياء خيرا لك من أن تتركهم يتكففون الناس وخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ، ولكن اتق الله في الأموال التى تتركها لأنك أنت المسئول الأول عنها وتحاسب عليها وكل مال أتى من حرام فالنار أولى به
كل ما أريده منك أن تعرف حقيقة هذه الدنيا وأن تجعل المال وسيلة وليس غاية أن تسعى للحصول عليه دون ألا يملك قلبك وصدق من قال
فلو كانت الدنيا جزاء لمحسن إذا لم يكن فيها معاش لظالم
لقد جاع فيها الأنبياء كرامة وقد شبعت فيها بطون البهائم
وأعلم يا أخي أن أموالنا وأولادنا فتنة وعند الله الأجر عظيم ، بل قد يكون من أزواجنا وأولادنا عدو لنا فلنحذر أن تشغلنا أولادنا وأزواجنا عن ذكر الله وعبادته خاصة أن طالب المال لا يشبع أبدا
واعلم أننا فى رحلة قصيرة وسنعود إلي الله قريباً فنتق الله في أنفسنا..
... يوميات نائب في الأرياف ...


صدرت «يوميات نائب في الأرياف»، في عام 1937، وهى ترجمة روائية لمشاهدات من الحوادث والقصص التي عاشها أثناء عمله نائباً، في إحدى مناطق الريف المصرى. وتدور أحداث الرواية حول معاناة هذا النائب القادم من القاهرة إلى الأرياف.
جاءت الرواية على شكل يوميات دوّنها الحكيم ما بين 11 أكتوبر ولغاية 23 من الشهر نفسه، وارتبط سرد الرواية بجريمة غامضة حدثت في إحدى القرى، ولأن كاتب الرواية وسارد الحكاية وكيل نيابة أو نائباً في المحكمة، فإنه سيتابع هذه القضية بحبكة بوليسية قوية، ومن خلالها يبدأ بالكشف عن واقع الريف المصرى في ذلك الزمان البعيد، وذلك ضمن محورين أساسيين «أوّلهما اجتماعى يتمثّل في مجتمع القرية الذي ما زالت تتحكّم فيه كثير من العادات المتخلّفة وبخاصة عادة الأخذ بالثأر، ولذلك تجده متكتماً حول القضية ولا يبوح بأسراره بغرض أخذ الثأر من الجانى أو ممن حوله من أقرباء، وثانيهما حكومى يتمثّل في سلكى القضاء والشرطة ومختلف الدوائر المرتبطة من المؤسسات الصحّية المؤتمنة على حياة الناس.
ومن الممكن جمع حبال هذه الرواية التي وقعت في 13 يوما في مفردات مبسطة دالة، ففى عام 1930 يصاب الفلاح قمر الدولة بطلق نارى، وينطق باسم ريم أخت زوجته، وذلك قبل أن يسلم الروح، ريم هي الشاهدة الحقيقية، يلفت جمالها وكيل النيابة، يقبض عليها، يضطر إلى أن يجعلها تبيت في منزل المأمور من أجل استكمال التحقيق، لكن المأمور يجذبه جمالها، وفى الليل تهرب دون أن يعرف أحد أن الشيخ عصفور هو الذي دفعها إلى الهرب، فينشغل أهل القرية، ورجال الأمن بها بأمور الانتخابات، وعقب انتهاء الانتخابات يتم اكشاف جثة ريم طافية على سطح مياه الترعة، التي تتكدس في قاعها صناديق الاقتراعات التي تلقى بها الإدارة التي تمارس التزوير، ينتشل الأهالى الصناديق أثناء انتشال جثة ريم، يجد وكيل النيابة نفسه أمام موقف لا يحسد عليه، فيقرر أن يقدم طلب نقل بعد أن قام بتقييد القضية ضد مجهول، لعدم معرفة القاتل.
«يوميات نائب في الأرياف» تشتمل على تحقيقات جنائية قام بها توفيق الحكيم، ومعاينات لمسارح جرائم قتل، وحتى تشريح لجثث القتلى بعد نبش قبورهم، ولكن كل هذا ينتقل لنا بعد أن يمر على عدسة الأديب مرهف الحس الملاحظ والمحلل لما يدور في نفوس الناس من مشاعر وأحاسيس قد لا يراها أو يشعر بها غيره.
يظهر في هذه الرواية فساد المنظومتين الإدارية والقانونية، وعدم مقدرتهما على تحقيق العدل للفلاحين المساكين، حيث يعرضها الكاتب في أسلوب فكاهى ساخر.
وهى رواية تراجيدية بالمعنى الدرامى، لمقاربتها حياة ومصائر مجتمع بأكمله، وكأنّه محكوم بقدر غاشم أمر بأن يبقى جاهلاً تتفشّى فيه أمراض الأمية والفقر وبؤس العلاقة مع الحكومة، التي لا يعنيها أمر تقدّمه أو أي شىء سوى الانتخابات وفوز مرشحيها بأية وسيلة حتّى لو تطلّب الأمر مخالفة القانون على أيدى ممثليه وحماته مثل المأمور ورجاله، بكلّ ما عرفوا به من ظلم التمسناه على سبيل المثال في روايات وأفلام عديدة عكست هذه العلاقة غير الإنسانية بين السلطة ورعيتها، وربّما نموذجها ..


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: