الأربعاء، 12 يونيو 2019

الإدارة العامة لشئون ( الزير )


الإدارة العامة لشئون ( الزير ) !


يقولو أن ملكا ( من بتوع زمان هاي هئ ) كان يتفقد أنحاء مملكته فمر على قرية ووجد أهلها يشربون من الترعة مباشرة !.. 
فقال للحاشية : أبقوا شوفولهم أي حاجة و لو حتى زير يشربوا منه !..
ومضى ليكمل باقي جولته .. عندها امر كبير الوزراء ( اطال الله بقاءه ) على طول بشراء زير ووضعه على شاطيء الترعة ليشرب منه الناس .. وبعدما وصل الزير طلع موظف ( غلبان ) وقال : بس كده الزير ده يبقى أموال عامة و عهدة حكومية .. لذلك لابد من خفير يقوم بحراسته وكذلك لابد من سقا ليملأه كل يوم !..
وبالطبع مش معقول خفير واحد ولا سقا واحد هيشتغل طول الأسبوع !..
فتم تعيين ست خفراء وستة سقايين ( بكرت توصيه معطر ) للعمل بنظام الورديات لحراسة وملء الزير ( الله يطول بعمره ) !..
ثم نهض موظف آخر ( الله ينور عليه ) و قال : الزير ده محتاج حمالة ( عفوا لتشابه الأسماء ده غير السنتيان !.. ) وغطاء وكوز فلابد من تعيين فنيين صيانة لعمل الحمالة والغطا والكوز !..
وهنا بادر موظف خبير ( راْسه شبه الزير ) متعمق فقال : طيب و مين اللي هايعمل كشوف المرتبات للناس دي كلها ؟..
 لابد من إنشاء إدارة حسابية وتعيين محاسبين ( سبوبه من المال السايب ) بها ليصرف للعمال مرتباتهم ..
ثم جاء واحد من بعيد يقول : طيب ومين اللي هيضمن إن الناس دي هاتشتغل بانتظام ؟.. لازم حد يتابعهم ويشرف على الخفر والسقايين والفنيين فتم إنشاء إدارة لشئون العاملين و عمل دفاتر حضور وانصراف للموظفين والعاملين وبصمه !.. ثم أضاف موظف كبير آخر : طيب افرضوا لو حصل أي تجاوزات أو منازعات بين العمال وبعضهم مين اللي هيفصل فيها ؟ .. لذلك أرى أنه لابد من إنشاء إدارة شئون قانونية للتحقيق مع المخالفين والفصل بين المتنازعين ( اقترح الفار ) .. وبعدما تم عمل كل هذه الإدارات وملاحقها جاء موظف موقر فقال : و من يرأس كل هؤلاء الموظفين ؟ .. الأمر يتطلب ندب موظف كبير ( من الجيش ) ليدير العمل !..
وبعد مرور سنة مر الملك ( يطول عمره يزهزء عصره وينصره على من يعاديه ) كالعادة متفقدا أرجاء مملكته فوجد مبنى فخم وشاهق مضاء بأنوار كثيرة وتعلوه يافطة كبيرة مكتوب عليها الإدارة العامة لشئون الزير !.. ووجد في المبنى غرف وقاعات اجتماعات ومكاتب كثيرة .. كما وجد رجلا مهيبا أشيب الشعر ( غيري ) يجلس على مكتب كبير وأمامه لافته تقول : الأستاذ ( محروس ) مدير عام شئون الزير !.. 
فتسائل الملك مندهشا عن سر هذا المبنى و هذه الإدارة الغريبة التي لم يسمع بها من قبل فأجابته الحاشية الملكية : اطال الله بعمرك كل هذا لرعاية و العناية بشئون الزير الذي أمرت به ( ياحبيب الشعب ) للناس في العام الماضي يا مولاي !.. وعند دخوله المبني كانت المفاجأة حيث وجد الزير فاضي ومكسور و بجانبه خفير و سقا نايمين وبيشخروا و فوقيهم يافتة بنيون مكتوب عليها " تبرعوا لإصلاح الزير وكوزه المخروم مع تحيات الادارة العامة لشئون الزير " !..
وتوته توته خلصت الحدوته و برجاء تذكر أن هذه القصة هي قصة خيالية .. جميع الأشخاص والأماكن والمؤسسات والأحداث التي تظهر في هذا المقال خيالية .. وأي تشابه مع أشخاص حقيقيين أحياء أو أمواتا هو محض صدف ..



ليست هناك تعليقات: