الخميس، 28 مارس 2019

أهلا بكم في جمهورية النسانيس..فيديو



 حتي لا يتحول الشباب الي نسانيس


."للحديث عن المستقبل ﻻ يوجد سوى إحتمالين اثنين ، إحتمال الحرب وإحتمال السلام ،فاحتمال الحرب ، سيكون كارثي بالطبع ، بفضل التقدم الهائل للعلم ، فبضغطة زر في طائرة يموت عشرات الآلاف، والإحتمال الثاني : هو إحتمال السلام؛ رخاء وترف وشبع وسعادة ،و هذا الإحتمال الثاني في الحياة ؛ لكن لمين ، لا يجب أن نسرح مع الاحلام ، الكلام ده للدول الأوروبية والدول التي ستأخذ بالعلم والإلكترونيات ، وبالمفاعلات ، وتلهث مع العصر ،إنما إفريقيا السوداء وأمريكا اللاتينية والدول اللي نازلة إنقلابات وقتل في بعض ، وقهر وحكم بوليسي وظلم وتخلف وأمية ...لا لا لا ده بالعكس ، ده هتزداد الفجوة بينها وبين الطرف الأول ،بالرغم من السلام ، هذه المجموعة من الدول اللي عايشه في الإنقلابات والتخلف والقهر والظلم هتتسع الفجوة وتصبح المسافة بينهم كالمسافة بين القرود والبني آدمين ، فهذه الدول سيتحول سكانها بالظبط لمجموعة من النسانيس بالنسبة للمجموعة المتقدمة من العالم ؛ نسانيس عايشين في تخلف وعمالين يتخانقوا مع بعض. فالواقع بالنسبة لهم ،و بالرغم من السلام .. ليس وردي بالمرة ، المستقبل خطير خطير، والمصيبة يا إخواننا ،إننا نلاقي ناس لا حظ لهم من العلم ولا من الأخلاق ،ونازلين قتل في بعض ، طيب على الأقل إذا فاتنا العلم ، لا يصح إن يفوتنا الأخلاق ، والحمد لله إن عندنا دين هو القمة في مكارم الأخلاق، أرجو أن يكون هذا صيحة نذير وجرس إنذار، بالمستقبل الذي يهدد كل أمة كسلانة، وعايشة في الأحلام والتخلف والصراعات والإنقلابات وإلا... هيفوت الوقت" تلك كانت خاتمة إحدى اروع حلقات برنامج "العلم واﻹيمان" للعالم الكبير والمفكر العظيم الدكتور "مصطفى محمود" وكأني به يصف حال مصر وما هي عليه اليوم ومثيلاتها من الدول الإفريقية، بدقة مذهلة، والعجيب ، أنه حدث منذ عشرين عاما، فالحلقة التي أذيعت عام 1985 والتي حذر فيها د.مصطفى محمود من مستقبل مظلم، قد اصبح حاضرا نعيشه اليوم، إنقلاب عسكري وقتل ومذابح راح ضحيتها الآلاف ،أكثر من خمسة آلاف شهيد وأضعافهم جرحى،هم أعداد ضحايا ستة مذابح كبرى ارتكبتها قوات الإنقلاب العسكري تفوق اعداد من راحو ضحايا لحروب إسرائيل الأخيرة ضد العزل من أهل فلسطين خلال العشر سنوات الماضية. 



● دولة لم تفلح في أي مشروع أعلنت عنه ، سوى مشاريع بناء السجون والمعتقلات، وتحتفل بافتتاحها كما تحتفل الدول الأخرى ببناء المصانع والمعامل والجامعات، دولة سجلت أعلى نسبة من الإعتقالات العشوائية ،وما احصته فقط مراكز حقوق الإنسان يفوق الأربعين ألفا بدون تحريات أو تحقيقات أو بمحاكمات هزلية تثير الغثيان، والحكم فيها يأتي عقب مكالمة هاتفية. اعتقالات من داخل البيوت ، وقتل لبعضهم داخل غرفة نومه وفوق فراشه ، واختطاف من محطات للمترو ومن داخل القطارات ، وتهم مضحكة ، مؤداها فقط أنك إنسان ، ولديك عقل ،فالتهمة تارة هي حيازة رواية ،و الجريمة الشنعاء بالطبع هي القراءة ، وتارة التهمة هي حيازة حاسب شخصي أو هاتف محمول، والجريمة تحميل مقاطع فيديو تروج للأفكار!!! نعم ..التهمة هي ترويج الأفكار ...أو ليس التفكير بجريمة؟!! بل هو أبشع جريمة ..التفكير يعني انك إنسان ولديك عقل تستخدمه ..فكيف تطمع ان تكون إنسانا في دولة النسانيس. 
● دولة تجتمع بقادتها من العسكر وأذرعها الإعلامية والصحفية لتعلن للعالم كله عن إكتشاف علاج للفيروسات من خلال إصبع كفتة يتغذى عليه المريض، 
● دولة علماؤها وأطباؤها ومهندسوها وخيرة شبابها في المعتقلات والسجون ، دولة تعتبر قادة مثل "صلاح الدين الايوبي" و"عقبة بن نافع" خير قادة انجبتهم الأمة متطرفين ، يجب حذف سيرتهم من المناهج التي يتعلمها الابناء ،وتدريس بدلا منها سيرة محمود بانجو وبرايز وقادة حركة تمرد، 
● دولة أمها المثالية راقصة اشتهرت بالأفلام الإباحية والفضائح المتتالية،ونخبتها : ما بين لص وداعر وبوق للنظام وراقصة وطبال.
● دولة إعلاميييها عكاشة ولميس وأديب والواد الحسيني والبت اماني وأبو حمالات ،وفضائياتها لا تعدو كونها مراحيض مقززة ،وساعات البث فيها : وصلات ردح تشنف الآذان. 
●دولة قضاتها : ناجي شحاتة "صاحب فضائح الفيسبوك" وشعبان الشامي وأحمد الزند، وأحكام الإعدام فيها "بالشكارة" ؛ اعدم عشرة تأخذ عليهم عشرة بالمجان. 
● دولة تحارب ملصق يدعو للصلاة على النبي ،وتغلق المساجد ،وتعتقل الأئمة والدعاة ،وتمنع الإعتكاف وصلاة التراويح في المساجد الكبرى ،وتضع لهم الشروط المشددة، وتقضي بالسجن عاما كاملا لكل من يمارس الدعوة إلى الله بدون ترخيص حكومي. 
● دولة شيوخها علي جمعة وأحمد الطيب و احمد كريمة ومظهر شاهين ، ومنهجهم الدعوي : اضرب في المليان. 
● دولة قوادها من العسكر، تعلموا في كلياتهم العسكرية أن لا مجال لإعمال العقل، ولا سبيل للمناقشة ، ما عليك سوى إطاعة الأوامر ،فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة. 
دولة منهجها الإقتصادي قائم على التسول من خلق الله، 
دولا ومؤسسات ، أفرادا وجماعات . 
مشاريعها الإقتصادية تقوم على مبدأ التوفير من الغلبان ؛
 تقطيع الرغيف أربعة أرباع ، وتشغيل اللمبات الموفرة ،
 "هتاكلوا ماسر يعني؟!!"


 ● دولة يحلم شبابها بعد التخرج بعربة للخضار يطوفون بها اسواق العبور، وعدهم بها قائدهم الهمام.
● دولة تبلغ ديونها المحلية والخارجية عشرات الاضعاف ما تنتجه وما تنفقه على مواطنيها، وتعيش على القروض وأوهام الإستقرار، 
● دولة كانت تدعي منذ آلاف السنين انها هبة لنهر النيل، حتى قرر الجنرال الحنون أن يتنازل طواعية عن حقها في المياه، "ولأن من حق الأثيوبيين أن يعيشوا "فقد قام بتوقيع إتفاقية تعترف بسد مجحف ،يهدد حق أجيال مصرية كاملة في الحياة. 
● دولة تحتل الدبابات فيها الميادين وتسيطر على الطرقات ،ومع هذا، يصحو أفرادها يوميا على أخبار الحوادث أوالإنفجارات أوخطف البشر أوسرقة الممتلكات في وضح النهار، فقط لأنهم اختاروا أن يحكمهم عسكري "دكر" قرر محاربة الإرهاب المحتمل ،-الذي لم يكن قد حدث بعد- فتحول بفضل شجاعته وقوته لواقع يتنفسونه ويعيشون فصول مأساته ويتجرعون مرارته ، فوق مرارات الحياة. 
●إذا كنتم في دولة غاية أحلام مواطنيها أن يحصلوا على سقف يحتمون به ،وعمل يقتاتون منه ،وانبوبة غاز يطبخون بها، وماء نظيف يشربونه؛ لا يجلب لهم الأمراض، وكهرباء لا تنقطع ، ووسيلة مواصلات لا تقتلهم على الطريق ، ومقعد لابنائهم داخل مدرسة تتعامل معهم كآدميين، وواسطة تحمي ظهورهم وتعيد لهم جزءا من حقوقهم الضائعة ، إذا أوقعهم حظهم العثر في طريق ضابط بالجيش أراد المرور بسيارته أولا، فأطلق النار على من تخطوه! أو أمين شرطة اعترض طريقهم وطالبهم بالإتاوة فلم يجدوا ما يدفعوه! أو شرطي قرر أن يختطف ابنهم الجامعي، ليتسلى عليه بالاهانات والتعذيب طوال الليل، ثم اتصل عليهم صباحا، كي يحضروا إلى المشرحة ويستلموه! فأهلا بكم إذن ..في جمهورية النسانيس! كتبت هذا المقال اول مرة في أبريل 2015 ، لم أجد أنسب منه لوصف نفس جمهورية النسانيس التي مازلنا نعيش بها ولم تتغير بعد ...


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: