الأحد، 10 فبراير 2019

“سنصنع لهم إسلامًا يناسبنا” أين وصل السيسي في تنفيذ أجندة “السي آي إيه”؟


لم يصل جمال عبد الناصر في عدائه للإسلام 
ما وصل إليه السيسي
السيسى “لن يكون في مصر قيادات دينية ولن أسمح بذلك،
"فأنا المسئول عن الأخلاق والقيم والمبادئ والدين


أكد السيسي، في أول حوار صحفي له مع الواشنطن بوست، بعد مرور شهر واحد على انقلابه العسكري، للصحفية “ليلي ويموث”، أنه ما قدم إلى الحكم إلا لإجهاض المشروع الإسلامي الذي أراده الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، حيث قال نصا: “لو كان الانقلاب عليه لفشله، كنا صبرنا عليه لانتهاء مدته، ولكنه أراد إحياء المشروع الإسلامي والخلافة”.
وبعد عام كامل من هذا الحوار، وفي لقاء له مع فضائية “العربية” السعودية ذات التوجه العلماني، قال نصا: “لن يكون في مصر قيادات دينية ولن أسمح بذلك، فأنا المسئول عن الأخلاق والقيم والمبادئ”، ثم أكمل قائلا: “والدين أيضا”، وهنا قاطعته المذيعة متسائلة: “والدين أيضا؟!”، فأكد السيسي فكرته: “وعن الدين أيضا”.
وعلى مدار سنوات الانقلاب، استخدم السفيه السيسي الدين، بالإضافة إلى الأمن والإعلام والقضاء، كأدوات تمكنه من إحكام قبضته على البلاد والعباد، إلا أن طريقة الجنرال التي اتبعها في السيطرة على الدين الإسلامي وأتباعه، والديانة المسيحية وأتباعها، كان مختلفا تمام الاختلاف.
حيث اتبع مع الأول سياسة إذلال وتركيع لرموزه، وحرب شعواء على شعائره وتعاليمه، بينما اتبع مع الأخير سياسة الاسترضاء والتودد المعلن من الكنيسة ورجالها، والتخويف المبطن لأتباعها من خلال السماح بعمليات إرهابية متكررة، يعقبها زيادة في عطاءات وحوافز للكنيسة، ومزيد من التصاق الأخيرة به طلبا للحماية، وأخيرا: إلقاء التهمة جاهزة وفورية على المسلمين بالإرهاب، لمواصلة تضييق الخناق عليهم، ومزيد من الاعتقالات والتصفية في صفوفهم.


قــادمون للزحــف
حماس السيسي في هدم الإسلام في مصر لا ينبع من خلفيته العسكرية فحسب، بل من تنفيذ أجندة أمريكية تم تكليفه بها، وبالعودة سنوات للوراء سنستمع إلى تصريحات رئيس وكالة المخابرات الأمريكية CIA السابق “جيمس وولسي”، في 2006، عندما قال جهرا: “سنصنع لهم إسلامًا يناسبنا.. ومن بعدها قادمون للزحف وسوف ننتصر”، وأضاف وولسي “أننا سننجح في النهاية كما نجحنا في الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، وسوف أختم بهذا.. سوف نجعلهم متوترين”.
السيسي عاد في عام 2017 أكثر صراحة ووضوحا في تعامله مع الإسلام، حين صرح لشبكة “فوكس نيوز” الأمريكية المعروفة بتوجهاتها الصهيونية المتطرفة، بأنه “لا مكان للدين في الحياة السياسية بعهده”، ولم تكن إذن تصريحات السفيه في ذكرى ميلاد الرسول الأعظم العام الماضي 2018، والتي أساء فيها للإسلام والمسلمين، وقلل من خطورة الدعوات للتخلي عن السنة النبوية، مختلفة عن سياق حرب بدأها مبكرا، ومبكرا للغاية، مع الخيوط الأولى لمؤامرته للاستيلاء على حكم مصر.
تصريحات السفيه السيسي، جاءت مفسرة للمخطط الذي وضعته السي آي ايه الأمريكية على لسان “جيمس وولسي”، وصادمة وجارحة لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث اعتبر السفيه إن “اتّباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم مجرد أقوال لبعض الناس، والمشكلة تتمثل في القراءة الخاطئة لأصول الإسلام”، قائلا: “يا ترى الذين كانوا يقولون لا نأخذ بسنة النبي، ونأخذ بالقرآن فقط، إساءتهم أكبر؟ أم الإساءة التي تورط فيها المسلمون بفهمهم الخاطئ ونشر التطرف في العالم كله؟!”.
كيـف سيموت؟
بدأ السيسي فعليا في تنفيذ خطوات تأميم الدين منذ الليلة الأولى لانقلابه؛ بإغلاقه كافة القنوات الإسلامية، في الوقت الذي يُسمح فيه فقط لدعاة التصوف والتشيع وتأليه الحاكم بالظهور المكثف في القنوات الأخرى، ثم بإصدار قانون أثناء وجود الطرطور “عدلي منصور” يقضي بالحكم على مَن يزاول الدعوة الإسلامية دون ترخيص من الحكومة بالسجن المشدد لمدة عام، والغرامة المالية الكبيرة.
واستهل السيسي سنوات الانقلاب بقانون الدعوة والخطابة، والذي تسبب في إغلاق أكثر من عشرين ألف مسجد، كما قام أيضا بتحديد مسافة 500 متر بين كل مسجد وآخر، كما قام بتوحيد خطبة الجمعة ومعاقبة من يخرج عن الموضوع المحدد بالتحقيق والعزل من الوظيفة، كما قام بإلغاء صلاة التراويح في العديد من المساجد الكبرى في مصر كما منع الاعتكاف إلا بشروط مشددة.
يقول المعلق والصحفي الرياضي الدكتور علاء صادق: “لم يصل جمال عبد الناصر في عدائه للإسلام ما وصل إليه السيسي، واعتمد كلاهما في مشروعه على مخطط عالمي قديم لمحاربة الإسلام انتهى عبد الناصر ميتا بالسكتة أو بالسم في قصره ووسط حراسه ونفذ أمر الله.. متى ينفذ أمر الله في السيسي؟ وكيف سيموت؟ سؤالان لا يعرف إجابتهما إلا الفتاح العليم”.



 ويقول الباحث في الشئون العربية والدولية حسن قبلاوي:” في مصر أطلق السيسي النابحين على الإسلام وبشراسة المسعور، وفي تونس النظام العميق والثورة المضادة وقف الجميع نابحا على الموروث الإسلامي، وفي جزيرة العرب الأسر الحاكمة جميعها وقفت تعوي وتنبح وتأتي بالصليب الشاذ جنسيا ومغتصب الأطفال يمنح آل زايد وآل سعود صكوك الغفران والشعوب في الحظائر تتثاءب”.
جدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي الداعم للانقلاب “إيمانويل ماكرون”، وقف منذ أيام في أبرز عاصمة إسلامية القاهرة ليهاجم الإسلام ويصفه بأنه “دين إرهاب”، دون أن يجد أي رد من مستضيفه السفيه السيسي، ومن الطبقة التي تدعي الثقافة والعلم والفهم والدين في تلك الأرض، بينما كان رد الرئيس التركي أردوغان قويا وحاسما على المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” عندما وصفت أمامه الإسلام بالإرهاب، وذلك الفرق بين الرئيس المنتخب والجنرال الانقلابي الذي جاء على ظهر دبابة ليحقق تآمر الغرب على الإسلام في بلاده.



ليست هناك تعليقات: