الثلاثاء، 1 يناير 2019

زرء يعقوب يهدد بمنع النيل ..حبل الوريد الذي تهدد إثيوبيا بقطعه.فيديو



زرء يعقــوب يهــدد بمنع النيــل 
 بناء سد يمنع وصول مياه النيل للقاهرة وجذورها التاريخية 
 الشـــدة المستنصـــرية" 
التى حـولت المصريين الى آكلي لحــوم البشــر"


نيـل الفراعنـة.. حبـل الوريـد الذي تهــدد إثيوبيا بقطعـه
"خطــة إسرائيلية خطيرة" للسيطرة على ميــاه مصــر
ومن أهم ما تحتفظ به المصادر التاريخي في هذا الصدد، تلك الرسالة التي بعثها نجاشي الحبشة "زرء يعقوب" في منتصف القرن 15 للميلاد إلى السلطان الظاهر جقمق في مصر، ويهدده فيها بمنع مياه النيل عن مصر.
محاولات العدوان على مياه مصر، تحت مسمى "رسالة النيل إلى السيسي"، حيث كشف فيه عن خطة إسرائيلية للسيطرة على مياه مصر.
وأكد الكاتب في كتابه، أن مصر تمتلك إرادة حقيقة نافذة ومدعومة بقدرات عسكرية قادرة على ردع أي اعتداء، مشيرا إلى أن ممارسات إثيوبيا حول ملء السد تدفع مصر إلى خيار واحد للبقاء.
وأشار الكاتب في تصريحات لـRT، إلى أن "المتآمرين لم يستوعبوا رسالة السيسي خلال الحديث عن حماية الحدود الغربية لمصر وجهوزية القوات المسلحة المصرية، تأكيدا على قدرة مصر بمنع أي عدوان أو اعتداء في الداخل والخارج، ومن أي اتجاه سواء في الشرق أو الغرب أو الجنوب أو الشمال أو في العمق الداخلي".
وأوضح أن "جيش مصر عقيدته راسخة بأنه يحمي ولا يهدد ولا يسمح بالاعتداء على مصر وحقوقها وأمنها، وتأتي حماية مياه النيل على رأس قائمة الحقوق التي لا يمكن التفريط فيها".
ونوه بسام عبد السميع بأن "العصابة الصهيونية طالبت مصر في سبعينات القرن الماضي، بمدها بنصيب من مياه النيل عن طريق سيناء، وإلا فإنها ستقوم بإحداث متاعب لمصر في منابع النيل في إثيوبيا ومنطقة البحيرات وهو ما يجري تنفيذه ضمن استكمال مشروع من النيل إلى الفرات".
وأكد المؤلف عبر رصد لممارسات حالية في إثيوبيا وكافة دول حوض النيل، أن "المخططات الصهيونية تسير وفق مفاهيم الحدود المرنة وصولا لإسرائيل الكبرى، مدعومة بممارسات أمريكا بمختلف الوسائل لتعزيز سيطرة الصهيونية على الشرق الأوسط، والتي تتحرك في دول حوض النيل، عبر ربط أنظمة هذه الدول بالخبرات العسكرية الإسرائيلية، وتحريض دول منابع النيل على المطالبة بنصيب أكبر من مياهها ومعاداة مصر والسير إلى تسعير المياه وبيعها عبر مشروعات السدود".
ويحكي الكتاب أيضا "تفاصيل الخطة الأمريكية الصهيونية، بخلق واقع جديد هدفه القضاء على مصر، وفصوله بيع السلاح لدول أفريقيا لتحقيق الاقتتال ونقل مسرح العمليات في التخريب والتدمير إلى هذه القارة اعتبارا من العام الجاري، والإعلان عن بورصات بيع المياه العذبة، الذي يعد مشروع القرن الحادي والعشرين".
ويستعرض بسام عبد السميع خلال كتابه "رسالة النيل إلى السيسي"، تفاصيل "المؤامرة الصهيونية على مصر من خلال السيطرة على منابع النيل لتحقيق مشروع من النيل إلى الفرات والدور التركي في مشروع من النيل إلى الفرات وخطط الكيان الإسرائيلي في مفاوضات السد، مشيرا إلى أن ما يجري هو رسالة مشتركة بين أنقرة وتل أبيب للقاهرة في مشروع المؤامرة الكبرى على مصر".
ويقول مؤلف الكتاب: "إن سد النهضة هو الاختبار لمشروع إسرائيل بالسيطرة على النيل والقضاء على مصر، وأنه إذا تم ترك السد فسيعقبه تدشين 3 سدود أخرى يتم من خلالها تحقيق مشروع بيع المياه لمصر وغيرها من الدول الراغبة وإطلاق بورصة مياه النيل لنحو 200 مليار متر مكعب يتم تخزينها خلف السدود الأربعة".
الشـــدة المستنصـــرية"
 التى حــولت المصريين الى آكلي لحــوم البشـــر"



ورد في بعض الحوليات التاريخية التي ترجع إلى القرن الثالث عشر أن ملك الحبشة هو المسئول عن الشدة المستنصرية العظمى التي نزلت بمصر زمن الخليفة المستنصر الفاطمي في القرن الخامس الهجري والتي مات على إثرها عشرات الآلاف من المصريين بسبب العطش والجوع؛ لأن ملك الحبشة هو الذي قطع ماء النيل عن مصر، ولم يعدل عن رأيه ويسمح بتدفق النيل مرة أخرى إلا تحت ضغط البطريرك القبطي، وتردد هذا الرأي على نطاق أوسع في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، فذكر الراهب جور دانوس سنة 1330م أن سلطان مصر كان يدفع إتاوة للأحباش حتى يسمحوا بجريان ماء النيل إلى مصر، وحوالي نفس الوقت ذكر ماريجونوللي أنه في استطاعة الأحباش أن يحبسوا ماء النيل عن مصر "وعندئذ تتعرض مصر للهلاك". 
وفي سنة 1384م  ذكر المؤرخ سيمون سيجولي أنه إذا فتح ملك الحبشة مجرى نهر معين في بلاده فإنه "يغرق القاهرة والإسكندرية وجميع أرض مصر"  .
كانت ولا تزال مقولة المؤرخ اليوناني هيردوت "مصر هبة النيل" صالحة لتفسير الحياة في مصر، بل تفسير أسباب قيام الحضارة ونموها وارتقائها في هذا البلد العريق الذي يعد من أقدم حضارات العالم. واليوم مع بناء أثيوبيا لأكبر سد يشكل خطرا محدقا على مصر الدولة والتاريخ والحضارة والبشر، فإن هذه المحاولات ليست الأولى من نوعها، إذ هناك محاولات قديمة سعت فيها الحبشة إلى منع وصول مياه النيل إلى مصر، لا سيما أثناء الخلافات السياسية بين البلدين.

علاقـــات مصر والحبشـــة
ارتبطت مصر بعلاقات دينية وسياسية مع الحبشة منذ إسهام الكنيسة القبطية اليعقوبية (الأرثوذكسية) المصرية في دخول المسيحية إليها على يد أحد رجال الدين الإسكندريين ويُدعى فرومونتيوس في حوالي عام 320م([2])، وبالفعل نجح فرومونتيوس في مهمته، فعينه بطريرك الكنيسة المصرية آنذاك أثناسيوس كأول أسقف للكنيسة الحبشية التابعة للإسكندرية في منتصف القرن الرابع الميلادي.
   لم تمر بضعة قرون على ذلك إلا وعرفت مصر الإسلام سنة 20هـ/643م في حين استقبلت الحبشة وفد المهاجرين الأولين من المسلمين في بدايات القرن السابع الميلادي عام 615م، فنزلوا عند النجاشي أصحمة ملك أكسوم الذي استقبلهم وأحسن جوارهم، بل الثابت أن النجاشي قَبِل دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام في العام السادس من الهجرة، ولما توفي في العام التاسع من الهجرة النبوية صلى عليه النبي وأصحابه صلاة الغائب.
رجال الدين الإسكندري فرومونتيوس (غير معروف)
           كانت بلاد الحبشة إذا خليطا من المسلمين والمسيحيين على السواء، ومنذ القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي أصبحت مصر قبلة لمسيحيي الحبشة ومتجه أنظارهم، وفي الوقت ذاته كانت قبلة لمسلمي الزيلع، يتجهون نحوها طلبًا للعلم فيها، والنصرة منها، وذلك بعد سقوط بغداد سنة 656هــ، وانتقال مركز الثقل الإسلامي إلى القاهرة التي أعلن فيها عن عودة الخلافة العباسية، في ظل دولة المماليك القوية([5]). 
على أن المسيحيين كانوا هم الحاكمين للحبشة، وكانت مناطق وجود المسلمين فيها تتبع هذه المملكة الحبشية المسيحية التي كانت تتابع عن كثب أوضاع المسيحيين في مصر، وهم من نفس ملّتهم "اليعاقبة".
دأب ملوك الحبشة على إرسال الرسائل  إلى سلاطين المماليك في القاهرة تطالبهم بحسن معاملة النصارى في مصر، وعدم التضييق عليهم، أو التعرض لكنائسهم، وإلا تعرّض المسلمون الأحباش إلى التعذيب والتنكيل، وقد صدق الأحباش في تهديداتهم تلك حين لم تكن مصر تسمع لرسائلهم أو توصياتهم بخصوص المسيحيين في مصر.
 على أن اللافت ومنذ القرن الثامن الهجري/الرابع عشر الميلادي بدأت نغمة جديدة يطلقها ملوك الحبشة في رسائلهم التهديدية إلى مصر، فلأول مرة نقرأ صراحة عن بناء سد يحول دون وصول النيل إلى مصر، وكان مما جاء في بعض تلك الرسائل أن "نيل مصر الذي به قوام أمرها وصلاح أحوال ساكنيها مجراه من بلادي، وأنا أسُدّه".
      في المقابل استقبل سلاطين المماليك هذه الرسائل باستهزاء وسخرية بسبب الفارق الكبير بين القوتين آنذاك، حيث كانت سلطنة المماليك دولة عالمية لا يدانيها في قوتها إلا دولة المغول، ولم يكن العثمانيون يجرؤن على التمدد في مناطقهم.
 على سبيل المثال أرسل ملك الحبشة  "جبره مصقل" (712 - 744هـ/1312 - 1344م) رسالة بهذا المعنى إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون في مصر يهدده بقطع مياه النيل، وإيذاء المسلمين في الحبشة إذا لم تتعامل القاهرة مع الأرثوذكس بصورة لائقة؛ ولما لم يتمكن جبرة من منع النيل عن جريانه، فإنه نفّذ تهديده باضطهاد مسلمي الحبشة، الأمر الذي جعل الناصر يُصدر مرسومه للبطرك في مصر بأن يرسل لملك الحبشة كتابًا يأمره بالإقلاع عن إلحاق الأذى بمسلمي الحبشة، وهو ما امتثله البطرك، فرضخ له ملك الحبشة في المقابل؛ لأن "أوامر البِطريرك عنده ما لشريعته من الحُرمة" كما يذكر المؤرخ المعاصر لتلك الأحداث القلقشندي.
         استمر الشد والجذب بين المسلمين والمسيحيين في الحبشة ففي سنة 826هـ/1423م بلغ ملك الحبشة المسيحي أن السلطان المملوكي برْسباي أغلق كنيسة القيامة بالقدس، فما كان منه إلا أن صبّ جام غضبه على رعاياه المسلمين فقتل الرجال وسبى النساء والأطفال، وأغلق المساجد وهدمها، ثم هاجم مملكة المسلمين المجاورة في "جبرت" فهزمها، ونكّل بأهلها. وفي سنة 833هـ/ 1430م حدث صدام بين المملكتين المسيحية والإسلامية بالحبشة، كان النصر فيه في جانب المسيحيين الأقوياء، حتى إنهم أسروا اثنين من أولاد ملك المسلمين.

 زرء يعقـــوب يهـــدد بمنـع النيـــل
عُرف عن الملك الحبشي زرء يعقوب بن داود (1434 - 1468/837 - 872هـ) قسوته الشديدة في اضطهاد المسلمين في بلاده، وكان أكثر كراهية لمصر من سابقيه، وقد حملته تلك الكراهية على أن يفكر في فصل الكنيسة الحبشية عن الكنيسة المصـرية ويربطها بكنيسة روما؛ حتى يضمن المساعدة الروحية للبابا ومساندة الدول الأوربية، ويُرجّح أن زرء يعقوب أصدر فعلًا قرارًا بربط كنيسة الحبشة بكنيسة روما؛ ولهذا السبب سمح له البابا بإقامة دير حبشي في روما.
   وحين تم الاتفاق والتحالف الأوربي الحبشي، أرسل زرء يعقوب من ناحيته رسالة إلى سلطان مصر آنذاك الظاهر جَقْمَق، وصلت تلك الرسالة إلى القاهرة في رجب سنة 847هـ/نوفمبر 1443م، وكان مما جاء فيها: "ليس يخفى عليكم ولا على سلطانكم أن بحر النيل ينجرُّ إليكم من بلادنا، ولنا الاستطاعة أن نمنع الزيادة التي تُروى بها بلادكم عن المشي إليكم؛ لأن لنا بلادًا نفتح لها أماكن فوقانية يتصـّرف فيها إلى أماكن أخر قبل أن تجيء إليكم، ولا يمنعنا عن ذلك إلا تقوى الله تعالى والمشقة على عباد الله، وقد عرضنا على مسامعكم ما ينبغي إعلامه، فاعلموا أنتم ما يلزمكم وبما يُلقي الله في قلوبكم، ولم يبق لكم عذر تبدونه".
كانت هذه الرسالة تكرارا لرسائل ملوك الحبشة المرسلة إلى مصر، والتي طالما اتخذت من النيل ورقة للضغط على سياسة مصر تجاه الأقليات، وكان من الطبيعي، ومع فارق القوة العسكرية والسياسية بين الدولتين أن يرفض السلطان الظاهر جقمق ما جاء من ادعاء واتهام وتهديد، غير أنه رأى من حسن السياسة ألا ينساق وراء عاطفة الغضب والتجاهل، صيانة وضمانا لأمن مسلمي الحبشة المضطهدين، فأرسل كتابًا إلى زرء يعقوب، وحمل هذا الكتاب سفيره يحيى بن أحمد بن شادبك أستادار الصحبة السابق، ومعه هدية).



كانت الرسالة الدبلوماسية المصرية تتضمن "عدم الموافقة في جميع ما سأل فيه؛ لكون نصارى الديار المصرية قد كثر تعدّيهم، واستطالتهم في البناء وإحداث الكنائس (بدون تصريح من الدولة)".
لم يقبل زرء يعقوب تبريرات السلطان جقمق، بل وقرر منع السفير يحيى بن أحمد من العودة إلى القاهرة، وفوق ذلك أمر بقتل أحد ملوك المسلمين الأحباش المأسورين لديه؛ وهو شهاب الدين أحمد بِدْلاي أمام السفير المملوكي يحيى بن شادبك إمعانا في إهانة المماليك، لكن بعد شد وجذب عاد السفير المملوكي إلى القاهرة بعد احتجاز دام لأربع سنوات كاملة.
 ظلت العلاقات السياسية متوترة بين البلدين، وفي سنة 852هـ/1448م قرر السلطان قطع العلاقات الدينية بين الجانبين، حيث استدعى جقمق بطريرك النصارى في مصر إلى مجلسه بحضرة القضاة الأربعة، ويذكر المؤرخ ابن إياس السبب من وراء هذا الاستدعاء فيقول: "فأمر بكتابة إشهاد عليه أنه لا يكتب إلى ملك الحبشة بنفسه ولا بوكيله لا ظاهرًا ولا باطنًا، ولا يولّي أحدًا في بلاد الحبشة لا قسيسًا ولا أعلى منه ولا أدنى إلا بإذن من السلطان، ووقفه على كتابه، وأنه متى خالف ذلك انتقض عهده، وضُربت عنقه".
وعلى الرغم من ذلك، ظل زرء يستعد لغزو الأراضي المملوكية ومنها بلاد الحجاز، ففي ربيع الآخر 854هـ/1450م وصل إلى مصر قاضي سواكن، وأبلغ السلطان جقمق أن ملك الحبشة أعدّ أسطولًا مكونًا من مائتي سفينة لغزو سواحل البلاد الحجازية، فضلًا عما أزمع عليه من قطع النيل وتعويقه بحيث لا يصل إلى مصر، وتكرَّر هذا الخبر مرة أخرى في شوال من العام نفسه؛ لكن أيًّا من هذه التهديدات لم يقع.
 هكذا لم تكن فكرة بناء سد يمنع وصول مياه النيل إلى القاهرة ضربا من التاريخ الحديث والمعاصر، بل كانت لها جذورها التاريخية القديمة التي رجح بعض المؤرخين أن تكون الشدة المستنصرية التي وقعت في العصر الفاطمي وقضت على عشرات الآلاف من المصريين كانت تقف وراءها الحبشة التي حالت دون وصول مياه النيل في تلك الفترة.




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: