السبت، 1 ديسمبر 2018

السادة والعبيد.خفايا الاستعباد اللاشعوري


.من العبودية إلى العبودية.
 الأمن القومي بين المستعمرة والإمبراطورية
 (باكس رومانا)


 البروفسور كاتاسونوف يشكف عن خفايا الاستعباد اللاشعوري الحديث
يقول البروفسور كاتاسونوف: "العبودية هي فعلا، مفهوم متعدد الأبعاد. 
 تعريف العبودية الأول، الحرفي، هو "امتلاك الإنسان". 
إنسانٌ يمتلك إنسانا آخر، كملكية بموجب القانون.
 أما البعد الآخر لمفهوم العبودية، فهو العبودية الاجتماعية - الاقتصادية. 
وهي أن يستخدم شخصٌ شخصا آخر ويستحوذ على حصيلة نشاطه العملي أو الذهني، 
أي – الاستيلاء على ناتج عمل الغير. 
والبعد الثالث، هو مفهوم العبودية الأكثر عمقا، أي العبودية الروحية والفكرية. 
وهي عادات بشرية ما، أو قيم مادية معينة، يتم فرضها على الناس من خلال الهيمنة الإعلامية والتأثير الدعائي النفسي".
إذن، لماذا أصبح من المربح أكثر، مع تقدم الزمن، امتلاك نتيجة ما صنعه الإنسان لا الإنسان نفسه؟
ما وجه الشبه بين "باكس رومانا" و"باكس أميريكانا" فيما يخص التعامل مع مستعمرات الماضي المباشرة و"مستعمرات" الحاضر الاقتصادية والمالية؟ 
في هذه الحلقة يبين البروفسور كاتاسونوف بالبراهين العقلية أن الرأسمالية والعبودية وجهان لعملة واحدة لا فصام بينهما. 
إستمعت إلي البروفسير كاتساونوف في لقاء معه علي قناة روسيا اليوم , وهو أستاذ إقتصاد في جامعة موسكو , وشغل العديد من المناصب علي المستوي المحلي والدولي , بخصوص كتابه بعنوان من العبودية إلي العبودية , تحدث البروفسير عن رؤيته للعبودية في شكلها القديم , وشكلها الحديث , حيث يري أن العبودية مازالت قائمة في عصرنا الحديث , لكن بأشكال تختلف عن شكلها التقليدي , في أن شخصا ما يمتلك بصفة قانونية شخصا أخر.
وخلال حواره استطرد البروفسور في الفروق بين النظامين القديم والحديث في العبودية وأثناء إستماعي لهذا الحوار تذكرت نظريتي عن الأمن القومي المصري والتي أؤمن بها إيمانا شديدا , تلك النظرية التي ترتكز علي أسس , من أهمها العلاقة بين نظرية الحكم , والعدالة في المجتمع ووجدت بالرغم من الإعتراضات التي قد تلقاها تلك النظرية لأسباب قد نتطرق لبعضها ضمنا , أنني لابد وأن أكتب عن هذا الموضوع.
العبودية (باكس رومانا)
من العجيب أن مصر تجدها في كل مؤثر غير وجه العالم , فبنهاية الصراع بين كليوباترا ومارك انطونيو مع أوجوستس , والذي أنتهي بفوز روما في حربها وإحتلالها لمصر , دخلت مصر ولأول مره في تاريخها القديم , إلي حيز المستعمرات , وتحولت إلي سلة الخبز والفاكهة للمستعمر الروماني , وبدأت روما حينها بتطبيق مفهوم باكس رومانا , وهي تعني سلام الإمبراطورية , وأمتدت هذه الفترة من سنة 27 قبل الميلاد إلي حوالي سنة 180 بعد الميلاد علي حسب تقدير المؤرخين , هذا السلام الروماني , أو سلام الأمبراطورية الرومانية , كان قائما وببساطة علي الإستعباد والعبودية ,  الإمبراطورية , والمستعمرات مع أقل عمل عسكري ممكن. بالطبع هذا لم يكن سلاما , بل يمكننا القول بأنه كان نوع من أنواع البروباجندا ,لتسويق فكرة الإستسلام للإمبراطورية الرومانية , دخلت مصر إلي حيز المستعمرة وبدأت تاريخا جديدا من العبودية , تاريخا لم ينتهي إلي اليوم ومع كل محاولة أو إنتفاضة للخروج من حيز المستعمرة كانت مصر تتلقي أقسي أنواع الضربات , سواء أكانت ضربات من الطبيعة متمثلة في الفيضان السلبي للنهر , أو ضربات من الدول المحيطة المهيمنة علي العالم ,اللهم إلا من بعض الفترات التي تخللت هذه السنوات والقرون الطويلة , تنفست فيها مصر الصعداء , لكن لم يكن ابدا هذا التنفس لصالح شعبها, بل كان دائما يخدم نظرية الحكم والحاكم.
وعودا للعبودية , قلنا أن العبودية بمفهومها التقليدي , تعني إمتلاك إنسان , إنسانا أخر , إمتلاكا قانونيا , له سند , يباع ويشتري , بل ويقتل بلا أي مسائلة تماما مثله كمثل البهيمة , التي يمتلكها الإنسان لخدمته ويسخر طاقتها من أجل رفاهيته , والعبودية في شكلها هذا كانت أساس الإقتصاد في العالم القديم , يمكننا أن نشبهها اليوم بالأصول المتداولة , كالسندات والأسهم إعتمد عليها النظام الإقتصادي في العالم القديم وكانت أصلا من أصوله وأساسا بنيت عليه الحضارات القديمة كلها , لذلك فسمات العلاقة بين العبد وسيده كانت هي أيضا نفس المكون للدول والحضارات , فكرة السادة والعبيد , وبطبيعة الحال كانت أيضا الأساس لكل نظرية حكم.







ليست هناك تعليقات: