السبت، 24 نوفمبر 2018

قتل وقمع ودمار وصهيونية.. ماذا تحمل دماغ السيسي؟



( البضاعة الثمينة والتاجر الفاشل)


بمناسبة المولد النبوي الشريف، أقول إن إمام عصره الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله- له كلمة رائعة في وصف أولئك الذين يسيئون إلى الإسلام من أتباع محمد- صلى الله عليه وسلم - ويقول عنهم: “للأسف الإسلام بضاعة ثمينة وقعت في يد تاجر فاشل”!، وهو تعبير أعجبني جدا، وتلك العبارة تنطبق على طوائف من المسلمين يمكن تقسيمهم إلى عدة أقسام:
* يأتي على رأسهم بالطبع أولئك المتطرفون الذين استباحوا الدماء وقاموا بتكفير غيرهم، وارتكبوا حوادث عديدة باسم الدين، والإسلام بريء من هؤلاء، فهو دين سلام، والمسلم يختم صلاته بقوله السلام عليكم ورحمة الله، وهي كذلك التحية التي توجهها لغيرك في حياتك اليومية.
* إسلامنا الجميل أعطى للمرأة عدة حقوق جعلت منها شخصية متكاملة على قدم المساواة مع الرجل، ولذلك فالرجل الشرقي بعقلية سي السيد يسيء إلى هذا الدين أبلغ إساءة، فهو يريد أن يجعل من الأنثى خادمة لحضرته، ومن واجبها أن تسمع الكلام، فإذا لم تفعل فإنه يحق له ضربها وتأديبها، وهذا الأمر يدخل في دنيا العجائب، وتنطبق عليه مقولة شيخنا الغزالي: “الإسلام بضاعة ثمينة وقعت في يد تاجر فاشل”!.
* والنوع الثالث: واحد يستحق “عشرة على عشرة” في عبادته، لكن في تعاملاته مع غيره جدير بأن يحصل على صفر مربع!، فهو جاف وغليظ ومتجهم في وجه غير المتدينين، ويقاطع الأقباط ولا يعترف بحقهم بالعيش المشترك في مصر التي تضم الجميع على قدم المساواة، فهو إنسان متعصب يقدم صورة “مش حلوة” لإسلامنا الجميل.
الإسلام دين قوامه الشورى، تحدث عنها في عدة آيات من القرآن، وهناك سورة تحمل اسمها، لكن هناك طائفة من المتشددين تعطي للحاكم سلطات مطلقة، ويقول الشيخ الغزالي في ذلك: رأيت في بعض ما يسمى بمشروعات للدساتير الإسلامية حقوقًا لولي الأمر لا يتمتع بها حاكم البيت الأبيض الأمريكي ولا رئيس الكرملين في روسيا!.
وأخيرًا يدخل ضمن تلك الطائفة أناس يعملون على فصل الدين عن الدنيا، ليقتصر فقط على تذكير الناس بالآخرة ولا شأن له بالحياة، وقد كذبوا فالإسلام نظام شامل، عقيدة وعبادات، وصدق من قال: الدين المعاملة.
ومن أبرز الذين تحدثوا عن طبيعة وشخصية المصريين هو العالم والمفكر الدكتور جمال حمدان في موسوعته الفذة المعروفة “شخصية مصر”، وقد تحدّث بشكل مباشر عن النفسية المصرية، وأنها تحتاج إلى ثورة قبل كل شيء، يقول: “إن ما تحتاجه مصر أساسًا إنما هي ثورة نفسية، بمعنى ثورة على نفسها أولًا، وعلى نفسيتها ثانيًا، أي تغيير جذري في العقلية والمُثل وأيدلوجية الحياة قبل أي تغيير حقيقي في حياتها وكيانها ومصيرها، ثورة في الشخصية المصرية وعلى الشخصية المصرية، ذلك هو الشرط المسبق لتغيير شخصية وكيان ومستقبل مصر”.
لماذا هذه الثورة الداخلية على النفس قبل الثورة على النظم الظالمة، أو القيادة المتجبِّرة؛ لأن هذه النظم والقيادات الفارغة تحاول بكل السبل التأثير على الأتباع، وجعلهم في قالب واحد يسير على خطى الزعيم، وينهل من علمه وفكره، ومن أبرز الأمثلة على ذلك نموذج السفيه قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي.
الذي انقلب على المسار الديمقراطي لأهم تجربة حقيقية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، والرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب للبلاد، فهو الذي قال أثناء زيارة له لألمانيا في فترة سابقة: إن “ربنا خلقني طبيب أوصف الحالة، هو خلقني كده، أبقى عارف الحقيقة وأشوفها، ودي نعمة من ربنا، اسمعوها مني، وزعماء كل الدنيا خبراء المخابرات والسياسيين والإعلاميين، وكبار الفلاسفة، قالوا للناس اسمعوا كلام الراجل ده”.
... الصــدمة ...
تصريحات السيسي مؤخرًا في جلسة مؤتمر الشباب بشرم الشيخ، اعتبرها مراقبون خطيرة لما تتضمنه من نواياه وتدابيره تجاه المصريين، على الرغم من أنه ذكرها بشكل عابر وكأنها كلام مرسل غير معد سلفًا، ويمارس السفيه طريقة الصدمة مع ملايين المصريين.
الذين جاهدوا من أجل الحصول على البطاطس الرخيصة بميادين الثورة عقب ارتفاع أسعارها ثلاثة أضعاف، بعد أن قايض السيسي المصريين بين “بناء الدولة أو أكل البطاطس”، ويرى عضو الجبهة الوطنية المصرية أسامة رشدي أن السفيه السيسي لديه مشروع استبدادي تسلطي لا يتسع لأي طرف معارض، سواء دولة مبارك أو غيرها من المعارضة.
وتابع رشدي: “السيسي في النهاية دمر كل مراكز القوى، وكل الحياة السياسية في مصر”، وأكد أن السفيه السيسي لن يسمح لأحد بالترشح في أي انتخابات قادمة؛ وذلك لاحتمالية أن يكون مركز جذب لعدد من القوى العسكرية أو للحزب الوطني القديم، والتي من الممكن أن تسهم في التصويت له أو إنجاحه.
النائب السابق، طارق مرسي، قال: إنه “لابد أن نفهم عقلية العسكر وكيف يفكرون، ببساطة العسكر لا يحترم الشعب أصلاً ولا يعرف قدرًا لا لانتخابات ولا إرادة الناس فضلاً عن تداول السلطة”، مضيفًا أن “السيسي هو أرذل عقليات العسكر، وباكورة أسوأ ما أنتجت معامل غبائهم واستبدادهم”.
لافتًا إلى أن “ما ينتظره السيسي فقط هو الانتهاء بأي صورة من هذه الفترة المزعجة من وجهة نظره؛ فالانقلاب يستمد وجوده وبقاءه من دعم إسرائيل فقط، ويستند إلى شركاء مستبدين كالإمارات والسعودية، أما المشهد الداخلي ليس فيه من الجدية شيء بالنسبة له، ولا يعنيه أن يخرج الناس أو لا يخرجوا”.
... النتيجــة بلح! ...
وفي جولة سريعة في صفحات الجيش الإلكتروني الذي ينفق عليه السيسي، تجعلك تكتشف حروبًا كاملة، وعمليات رهيبة بدأت وانتهت أو ما زالت تحدث، تقوم بها القوات المسلحة والمخابرات ضد الولايات المتحدة، وإسرائيل، وحلف الناتو، وتركيا، وقطر، وإيران، وأي دول أخرى قد تخطر على بالك، لكنها بالطبع عمليات سرية للغاية، لا تعلم بها إلا هذه الصفحات فقط.
والمضحك أكثر أن هذه الترهات تستحوذ على إعجاب ومشاركة الآلاف من مؤيدي السيسي الذين يصدقونها، ومنهم أشخاص من المفترض تمتعهم بقدر عالٍ من التعليم والثقافة، ولا يجب أن تنطلي عليهم هذه الخزعبلات والخرافات.
وعن ذلك يقول الناشط السياسي أحمد كريم: “على فكره هو كده من يومه بيحب الهيصة واللمة والبهرجة وفلاش الكاميرا ومسكة المايك والكلام في أى حاجة من ساعة لما كان لسه وزير دفاع ودعا الفنانين والإعلاميين ولعيبة الكورة علشان يحضروا مراسم “تفتيش حرب” بمنطقة دهشور في مايو ٢٠١٣ وقعد يتكلم ويحذر من نزول الجيش للشارع وإن الجيش لو نزل الشارع تاني مصر هترجع تلاتين سنة ورا ومفيش بعدها بشهر أمر الجيش بالنزول للشارع وعمل إنقلاب عسكرى”.
وتابع كريم: “وبعدها بسنة عمل إحتفال كبير في قصر القبة بمناسبة فوزه لا مؤاخذة في الانتخابات الرئاسية وعمل حاجة غريبة ماحصلتش قبل كده تقريبا وقع إتفاقية تسليم السلطة مع الطرطور عدلي منصور الرئيس المؤقت اللي هو جايبه وقال إنه يتمنى يوقع إتفاقية مماثلة مع الرئيس اللي هيجي من بعده وده طبعا في المشمش، وبعدها بكام شهر عمل مؤتمر اقتصادي عالمي علشان يجيب استثمارات لمصر ودعا ليه قادة وسياسيين عالميين وخبراء إقتصاد وإدارة ورجال أعمال وصرف وكلف على المؤتمر والنتيجة بلح”.
مضيفًا: “وبعدها بكام شهر رمى ٦٤ مليار جنيه في الأرض علشان يحفر ترعة مالهاش ريحة اللازمة وعمل حفل أسطوري في افتتاحها ولا كأنه ديلسبس وده كلها علشان يتصور بالبدلة العسكرية ويقول: “قررنا نحن عبد الفتاح السيسي افتتاح قناة السويس الجديدة” هدية مصر للعالم ومن بعدها قناة السويس ماشفتش خير والعالم رفض هدية مصر ليه والـ٦٤ مليار جنيه بيتردوا لصحابهم بفوايدهم”.
وأوضح كريم: “ومن بعدها دخلنا في مرحلة “المشاريع المليونية” زراعة مليون فدان بعد كده بقوا مليون ونص، بناء مليون وحدة سكنية إنشاء طرق بمساحة مليون كيلو متر مربع وأي حاجة فيها مليون وعاصمة جديدة فيها أكبر مسجد في العالم وأكبر كنيسة في العالم وأكبر خازوق في العالم ماهو ماحدش بيحاسب ولا يعد وراه ولو فيه حاجة اتنفذت يعمل ليها حفلة افتتاح ويصرف عليها جامد ويحسسنا إنه عمل اللي ما اتعملش”.
وختم بالقول: “وكل كام شهر يعمل مؤتمر شباب محلي وبين فترة والتانية يعمل واحد تانى لشباب العالم ويلم فيهم ألاضيشه ومعرصيه ويقعد يتكلم ويهزر ويضحك والنتيجة صفر ولو على التكاليف اصرف ياباشمهندس طارق مايهمكش”.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





ليست هناك تعليقات: