الخميس، 18 أكتوبر 2018

الحاجب المنصور وقصة الحب التى اسـقــطـت الخلافـة. فيديو


.. الحــاجب المنصـــور ..
 ملك الاندلس وقصــة الحــب التى اسقطـت الخلافــة 



أبو عامر محمد بن أبي عامر، 
المشهور بلقب الحاجب المنصور حاجب الخلافة 
والحاكم الفعلي للخلافة الأمويـة في الأندلس
 في عهـــد الخليفة هشـــام المؤيـد بالله
هل أتاكَ نَبأ الحاجب المنصور 
الذى حكم الأندلس قرابة الخمسٌ وعشرونَ عاماً،،
 لم تهزم له راية قط حتى يوم توفي في مدينة سليم 
وهو يُجاهد في سبيل الله ؟!!!
ووقعت له قصـــة عجيبة مع «البشكنج»
 وهــم ساكنو حــدود فرنســـا ... وإليكـم القصـــة:
«دخلَ الحاجب المنصور بلاد البشكنج فنزلَ في أعماق بلادهم وأصبح وراء الجبال وفي أثناء عودته سالماً غانماً وقد فعل الأفاعيل في أرضهم وأملاكهم،، كان القوط النصارى قد تجمعوا في مضيق ضيق جداً وحازوا على أطرافه وهيئوا سبلاً كثيرة لمنع الحاجب وجنوده من عبور هذا المضيق،، ومن أصعب المواجهات مواجهة عدو تمكن بممر إجباري،، فياترى ماذا فعل الحاجب المنصور ليتخلص من هذا المأزق ؟!!
لم يقتحم الحاجبُ المنصور بجنده ولم يقاتل بل اختار مدينة قريبة من ذلك المكان فنزلها ووزع جنوده في أرجائها يعملون ويحرثون ويبيعون ويشترون ويقومون بكل متطلبات الحياة فيها وبعث الحاجب الجند سرايا يميناً وشمالاً يقتلون ويأسرون ويغنمون حتى ضج القوط من غاراتهم وأرسلوا إليه يقولون" أعبر المضيق أنت وجنودك "!!
إلا أن المنصور رفض قائلاً: 
«لقد طابت لنا المعيشة هنا وإن هذه البلاد جميلة يطيب سكناها وسأبقى إلى السنة القادمة لأغزوا في الصيف القادم إن شاء الله تعالى، وكان جنده يأتون بقتلى النصارى القوط ومن القرى فيلقون بهم أمام الوادي حتى ضج سكان المنطقة إلى الذين في الوادي أن دعوه يعبر فأرسلوا إلى المنصور الذي قبل لكن بشرطين: 
- الأول : أن يحمل النصارى ما معه من الغنائم على دوابهم ويمشون أمامه.
- والثانى : أن يقوم النصارى بإزالة الجثث التي ألقاها جنوده في فم الوادي،،رضي القوط بذلك تخلصاً منه، وذلك هو العزم والحزم من المنصور رحمه الله تعالى».
المصدر: كتاب «البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب» للمؤرخ الأندلسي ابن عذاري....



... الحاجب المنصور ...
 ملك الاندلس وقصـة الحــب التى اسـقـطـت الخلافــة !



هو أبو عامر محمد بن أبي عامر  – المشهور بلقب “الحاجب المنصور” , حاجب الخلافة والحاكم الفعلي للخلافة الأموية في الأندلس في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله , وهى الخلافة التي أسسها عبد الرحمن بن معاوية “صقر قريش” الذى دخل الاندلس بعد سقوط الخلافة الاموية في بلاد الشام وإبادة الامويين على يد العباسيين , وقد أسس صقر قريش دولة قوية في الاندلس دامت لعشرات السنين قبل ان تسقط على يد بطل حلقتنا الليلة “الحاجب المنصور”
فرغم انه كان واحد من اعظم ملوك الاندلس على الاطلاق و حكم لمدة 50 عامًا، ولم يٌهزم في أي معركة , إلا انه كان كذلك السبب في سقوط دولة الاندلس على الجملة وتفرق كلمة المسلمين في الاندلس , وانهيار دولتهم  ، ولد أبو عامر محمد بن أبي حفص بن عبد الملك المعافري عام 327 هـ في الجزيرة الخضراء في الاندلس ، كان أبوه من طلاب العلم المعروفين، وقد مات في رحلة عودته من الحج ودفن في طرابلس ، وكان جده الأكبر هو عبد الملك المعافري من الداخلين للأندلس في جيش طارق بن زياد فاتح الاندلس الأول .
دخل محمد بن أبي عامر قرطبة شابًا لطلب العلم ، فدرس الأدب والحديث ثم بدأ حياته بأن افتتح دكانًا أمام قصر الخليفة يكتب فيه الرسائل والعرائض لأصحاب المصالح، فلفت نظر من في القصر بأسلوب كتابته وعباراته وفصاحته , فرشح  لمهمة وكالة “عبد الرحمن” أول أولاد الخليفة   المستنصر بالله ، فعينه بعد أخذ موافقة أم عبد الرحمن “صبح البشكنجية” , ونظرا للكفاءة التي أبداها “أبو عامر المنصور , فقد وضع فيه الخليفة ثقته وولاه دار السكة في نفس العام ثم وُلي خطة المواريث ، ثم اصبح قاضيًا على أشبيلية , وبعد وفاة الطفل عبد الرحمن صغيرًا، بقي في خدمة أم الخليفة إلى أن أنجبت ولدها الثاني هشام، فأصبح وكيلاً لهشام أيضاً ، ولاه الأمير الحكم على الشرطة ثم بعثه للمغرب عام 362 لاستمالة رؤوساء وملوك قبائل البربر ليصبحوا في صف الخلافة الأموية وولاه بعدها قضاء المغرب , وكل ذلك في وقت قصير , قد وقد بلغ محمد بن ابي عامر كل هذه المناصب بفضل ذكاءه وحنكته وإجتهاده , فكان لا يوكل له عمل إلا اتمه على اكمل وجه .
وفي فترة خدمته لصبح البشكنجية، لجأ ابن أبي عامر إلى استمالتها بحُسن خدمتها وإتحافها بالهدايا، والتي كان أشهرها نموذجًا مبهرًا لقصر من الفضة أنفق عليه قدرًا كبيرًا من المال، وأهداه , لذلك ربطت أبا عامر” و”صبح البشكنجية” زوجة الخليفة وأم ولي العهد  والتي كانت وصية على عرش ولدها بعد وفاة زوجها علاقة وطيدة ، وشاعت شائعات بأن حبًّا عظيمًا نشأ بين صبح ومحمد بن أبي عامر، حتى ذهب البعض إلى زواجهما سراً .
امر من أم الخليفة في السر  ، بعد أن عاونته على إقصاء جميع منافسيه، وهو وما أحسن استغلاله لأبعد مدى، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بأن سيطر على الخليفة الصبي، وقيّد سلطته هو وأمه ، الأوضاع لم تستقر، واستمرت المؤامرات ضد المنصور ، ولكن المنصور استطاع القضاء على كل خصومه في قصر الخلافة ، وأصبح هو المسيطر الحقيقي وليس للخليفة إلا الاسم، حتى إن العملة طبعت باسم الخليفة واسم الحاجب المنصور معا , وفي عام 371 هـ، تسمّى محمد بن أبي عامر بلقب “المنصور”، ودُعي له على المنابر. وفي عام 379 هـ، تعاون عبد الرحمن بن المطرف التجيبي صاحب سرقسطة مع عبد الله بن الحاجب المنصور على الانقلاب على والده , إلا أن المنصور علم بما يدبرانه، فهزمهم المنصور شر هزيمة وفعل فعل لا يقوى عليه البشر فقد قتل ابنه ، ثم بعث برأس ابنه وكتاب الفتح إلى الخليفة، فازدادت رهبة الناس من المنصور بقتله ابنه .
وبتمكُّن الحاجب المنصور من مقاليد الحكم التفت إلى توسع الدولة ، فحرك بحملاته العسكرية الى حدود الممالك المسيحية في الشمال وإلى ما وراء نهر دويرة، فبلغت الدولة الأموية في الأندلس أوج قوتها في عهده ، تعدّدت حملات المنصور، فلم يكتف كسابقيه بالحملات الصيفية فقط، بل كانت له حملاته الشتوية، التي من خلالها استعاد مدن عديدة كان المسلمون قد فقدها في بداية عهد الدولة الأموية في الأندلس ، حتى بلغت غزواته التي غزاها بنفسه 57 غزوة لم يهزم في أي منها قط , إلا أن أكبر غزواته كانت غزوة (شانت ياقب)، وتعني سانت يعقوب أي القديس يعقوب، وكانت آخر معاقل النصارى في الشمال الغربي من الأندلس، وقد هزم الصلبيين فيها شر هزمية ، وعاد إلى قرطبة ومعه آلاف الأسرى والغنائم .وكان ذلك النصر بفضل الخطة البرية والبحرية التي وضعها المنصور فكانت الدولة الأموية بالأندلس بزمن الحاجب المنصور في أكبر توسع شهدته طوال زمن بقائها .
وبنفوذه وعلاقاته واستراتيجياته الحربية الناجحة استطاع تحريك الحملات العسكرية لغزو الممالك النصرانية المجاورة وترسيخ حكم الدولة الأموية في المغرب. وبلغت الدولة الأموية في عهده أوج وقمة عنفوانها ومجدها ، كما قام المنصور بتأسيس دولة داخل الدولة , وعُرفت تلك الدولة باسم الدولة العامرية، وتمثَّلت بفترة حجابته للخليفة المؤيد بالله هو وأبناءه ، وقام بإرساء قواعد الحكم لأبناءه .
بدأ الحاجب المنصور في بناء مدينته الزاهرة والتي نقل إليها دواوين الحكم وبنى فيها قصرًا لإقامته، وبالغ في فخمته حتى كان استهلاك قصره يوميًا 12000 رطل من اللحم غير الطيور والأسماك،  وقد استغرق بناء المدينة نحو عامين وشحنها بالأسلحة، كما أضاف الحاجب المنصور توسعة جديدة في شرقي المسجد الجامع بقرطبة ، أهتم المنصور أيضًا بتوفير مستلزمات جيشه، فأنشأ دور للصناعات الحربية التي تُمدّ جيشه بالسلاح والتي تعمل على مدار العام , كما نجح المنصور في إدارة شؤون البلاد الاقتصادية، وشهدت البلاد في عهده رواجًا اقتصاديًا وزاد دخل الدولة , اما عن صفاته فقد وصفه ابن اثير قائلاً ” كان شجاعًا، قوي النفس، حسن التدبير، وكان محبًا للعلماء، يُكثر مجالستهم ويناظرهم وكان حسن المنادمة والمسامرة وله رأي وحكم سديدين. غير أنه كان يحب الوقار والهيبة و يكره أن يتبسط عليه أحد ولا يوفيه قدره ومقامه “
ويروى أنه خطّ بيده مصحفًا كان يحمله معه في أسفاره ويتبرك به، كما كان يجمع ما علق بوجهه من غبار معاركه حتى تجمّعت له صُرة كبيرة أوصى أن تُدفن معه عند موته ، توفي الحاجب المنصور في 27 رمضان 392 هـ في مدينة سالم وهو عائد من إحدى غزواته ، التي أصيب فيها بجروح، وكان قد أوصى بأن يدفن حيث مات، وقد ترك المنصور من الولد اثنين عبد الملك وعبد الرحمن، غير ابنه عبد الله الذي قتله .
 وقد خلفه في مناصبه ولده عبد الملك الذي سار على نهج أبيه إلى أن توفي فخلفه أخوه عبد الرحمن , إلا أن الأمر لم يستمر طويلاً , حيث انتهت سيطرتهم على حكم الأندلس بعد أقل من عقد من الزمن على وفاة الحاجب المنصور، بعد أن ساد الأندلس فترة من الاضطرابات التي نتجت عن التصارع على الخلافة , ليبدأ بعدها عصر اضمحلال وضعف الاندلس , حيث انقسمت إلى دويلات صغيرة متنافسه فيما بينها , وعرف هذا العصر بعصر ملوك الطوائف , وكان بداية انهيار دولة المسلمين في الاندلس ، وقد جسدت شخصيته عدة أعمال  تاريخية شهيرة مثل مسلسل «صبح والمنصور»  و «فتى الأندلس» , إلا ان افضلها على الاطلاق والذى نوصي بمشاهدته هو الجزء الثاني من الثلاثية الاندلسية الشهيرة , وهو مسلسل “ربيع قرطبة” .



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: