السبت، 15 سبتمبر 2018

كيف دمر يوسف والي الزراعة المصرية وأفلت بجرائمه؟.فيديو



.. في عيــد الفـــلاح .. 
كيف دمر يوسف والي الزراعة المصرية وأفلت بجرائمه؟
العمالة لإسرائيل وتخريب التربة بالمبيدات المسرطنة
... وتفشي السرطان ...


تحل اليوم، 9 سبتمبر، ذكرى عيد الفلاح المصري، الذي يعيش فترة من أسوأ فترات الزراعة المصرية على مدار تاريخها، سيما بعد تفريط النظام في حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وموافقته على بناء سد النهضة الإثيوبي، ما اثر على محاصيل كانت مصر مشهورة بها، وعلى رأسها الأرز.
غير أن أزمات الزراعة المصرية ليس وليدة اللحظة، وتدميرها جاء عبر خطة ممنهجة بدأت من سعينا القرن الماضي، أو منذ توقيع السادات معاهدة السلام مع العدو الصهيوني، وتكرست الخطة بعيين الصهيوني يوسف والي وزيرا للزارعة في مصر خلال عهد المخلوع مبارك، لتبدأ الزراعة المصرية في عد تنازلي فقد خلاله كل مميزاها وتحولت إلى مجرد جزء من التاريخ.. في يوم ما كان في مصر زراعة.
وعلى ذكر التاريخ، فإنه يسجل لـ"الشعب" أنها كانت أول وأجرأ وآخر من تصدى لتدمير يوسف والي للزراعة المصرية، كان ذلك في عز جبروته وعنفوانه وقوته، ودفعت الجريدة ثمن ذلك، بالحبس لرئيس تحرير مجدي حسين، الأسير في سجون النظام حاليا، والكتيبة التي خاضت معه المعركة ضد صهيونية وعمالة وزير زراعة مبارك الذي دمر الزراعة.


حينما كشفت "الشعب" وقائع اخطر قضية داخل وزارة الزراعة في عام 1999، عندما اتهمت يوسف والي، وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء وأمين عام الحزب الحاكم والرجل الأقوى في نظام مبارك، اتهمته "الشعب" بالخيانة العظمى والعمالة للعدو الصهيوني، وتسليم جميع معلومات القطاع الزراعي في مصر إلى اسرائيل، وتخريب التربة والمياه بالمبيدات الاسرائيلية المسرطنة، والتسبب في تفشي أمراض السرطان والفشل الكلوي في مصر التى باتت تحتل المرتبة الاولى عالميا في هذه الامراض بعد ان كنا لا نسمع عنها شيئا قبل ان يبتلي الله مصر بحكم الخونة والعملاء. وبعد كل هذه الاتهامات الخطيرة التي وجهها كتيبة "الشعب" الراحل الكبير عادل حسين، والمناضل مجدي حسين والكاتب الصحفي صلاح بديوي، والتي لم يقدر والي على الرد عليها او انكارها والتزم الصمت، ولم يكن من نظام المخلوع مبارك كنز الصهاينة الاستراتيجي الى ان قام بحبس رجال جريدة الشعب.
مخطئ من يعتقد ان الفساد في وزارة الزراعة وليد التو واللحظة، ومخطئ اكثر من يعتقد ان بيع أراضي الدولة هو أعتى أشكال وصور الفساد في هذه الوزارة المهمة، فحتى هذه اللحظة لم يحاكم او يحاسب اولئك الذين تسببوا في تدمير الزراعة المصرية وتسميم الشعب المصري. لقد كانت "الشعب" صاحبة السبق في التصدي لفساد الصهيوني يوسف والي حين سكت الجميع وتغاضى عن جرائمه الكل، وفي هذا الصدد، نعيد نشر مقتطفات من مقالات الراحل عادل حسين-رحمه الله- الذي جاهد حتى الرمق الأخير من أجل هذه الانتصارات وكذلك بعض من مقالات المجاهد مجدي حسين الذي دفع -ولا يزال- من عمره وحريته ثمناً لحبه لوطنه ودفاعه عن مواقفه ومبادئه.
** من مقتطفات الراحل عادل حسين:
"لقد كان حزبنا في مقدمة المهاجمين المتهمين لسياسات في تخريب قطاع الزراعة، تراكمت وتفاقمت إلى حد يستحيل الخلاف فيه.. فكيف يبقى ؟ وقد ثبت أنه فعل ما فعل تنفيذا لمخطط صهيوني..فكيف يبقى ؟
نعلم أن أزاحته عسيرة، لأنه مسنود بقوة من الحلف الصهيوني الأمريكي، ولكن بعد كل هذا الخراب الحادث، أليس واجبا أن نتصدى بحزم لهذه المهمة رغم صعوبتها دون إبطاء؟ إننا أمام هذه الاعتبارات قدرنا انه آن لنا أن نكثف الحملة ضد والي، ونواصلها بلا انقطاع، عسى أن نصيبه هذه المرة بالضربة القاضية، فنريح الأمة من شروره، ونفتح أبواب الإصلاح على مصاريعها.
ولكن إلى جانب هذا التركيز المكثف والمتواصل على كشف جرائم والى والصهاينة في قطاع الزراعة، حدث أن "حملة الشعب " امتدت إلى مجال جديد أخطر، بحيث أصبحت تنحيته الفورية أشد إلحاحا.. هذا المجال الجديد المكتشف هو قتله المتعمد للمواطنين بالجملة وقد أشاد وزير الزراعة الأمريكي (الصهيوني) جليكمان في تصريحات علنية، بهذه المساعدة التي قدمها والى لاستيراد المنتجات الزراعية الأمريكية المهندسة وراثيا دون أية عوائق، واعتبر ذلك تنفيذا مخلصا لمبدأ حرية التجارة الذي يفيد الشعب المصري واقتصاده!.
والحقيقة أنه ليس أمام الصهاينة إلا أن يلجأوا إلى منهج الإبادة والقتل الجماعي، كلما واتتهم الفرصة، ما الذي يمنع الحلف الصهيوني من استخدام هذا النهج إذا جاءته فرصة؟ في غيبة الروادع القيمية والعسكرية لا يوجد حقيقة ما يمنع.
وقد رأينا في التاريخ الغربي أن هذا النهج في قتل البشر كان حلالا.. والصهاينة بين أهل الغرب هم الأكثر تعصبا واحتقارا لسائر خلق الله، لكل الغوييم(أي غير اليهود)، وإذا كانوا يعلنون استعدادهم لقتل أي شعب تتعارض مواقفه مع مخططاتهم، فكيف يكون استعدادهم لقتل العرب والمسلمين على وجه الخصوص ؟ وصدق الله إذ يقول: (لَتَجِدَنَّ أشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أشْرَكُوا).
والحقيقة أن عداوة الصهاينة لنا لا يقتصر برهانها على ما تعلمناه في القرآن، فكل خبرتنا المعاصرة تؤكد فعلا عمق العداء، وتثبت نيتهم على قتلنا جملة كلما استطاعوا .. هل نحتاج إلى التذكير بدير ياسين، أو بصبرا وشاتيلا، أو بمذابح الأسرى المصريين في سيناء؟ ثم لماذا راكموا أسلحة الدمار الشامل نووية وبيولوجية وكيميائية؟ إنهم لن يترددوا في استخدامها إذا قدروا أنهم سيفلتون من الرد والعقاب.
... الشبكة الصهيونية تحكم مصر ...
ولم نذهب بعيدا؟ أليس ثابتا أن الشبكة الصهيونية تلعب دورا كبيرا في نشر أخطر أنواع المخدرات لتدمير شبابنا؟ فلماذا لا نتوقع أن تلعب الشبكة دورا مشابها من خلال التفاح والطماطم وما أشبه؟أليس هذا أكثر قدرة على الانتشار بين جمهور أوسع وبطريقة"أنظف"، خاصة إذا كان هناك من يفتح الأبواب أمامهم بطريقة قانونية؟!
أفهم أن يتجاهل يوسف والى هجومنا على سياساته الزراعية، ويكون شأنه في هذا شأن باقي المسئولين والوزراء الذين يتجاهلون آراء المعارضين.. ولكن حين تكون الاتهامات التي نشرتها "الشعب" هي من قبيل ما قدمت، حيت تكون الاتهامات جنائية وليست سياسية، فهنا يصبح صمت يوسف والى مستحيلا .. حين يتهم علنا بقتل المواطنين فيصمت ولا يقدم ما يثبت براءته، فإننا نصبح في مواجهة حالة غريبة جدا لا أظن أن بلد غير مصر قد شاهدها.. إنها حالة شاذة جدا ويستحيل احتمالها.
إن صراخنا بأعلى صوت أمر مفهوم ومشروع .. وصمت والى عجيب.. وأعجب منه أن نكون نحن في قفص الاتهام لأننا أزعجنا سيادته بصراخنا! إننا حتى الآن نلحظ رفضنا من والى لإجراء أي تحقيق حول الاتهامات الجنائية التي واجهته"الشعب"بها، فلا هو فضح أكاذيبنا أمام النيابة، ولا نيابة اهتمت باستطلاع رأيه حول حقيقة ما نشر.. وحتى أمام المحكمة رأينا محاميه نعمان جمعة يرفض استدعاء يوسف والى لكي يدافع عن نفسه.. إذا كان لديه ما يدافع به.. ما جبلة هذا الرجل؟!  
ومع احترامي للمحاكم والقضاء، فإن قضيتنا هذه ليست من اختصاص القضاء وحده، حتى لو كان القانون يسمح بمحاكمة الوزراء.. إن قضية والى هي قضية تفصل فيها الأمة بكل فئاتها، وهى قضية الدولة من حيث إنها دولة، ولكي تكون هناك دولة تضطلع بالحد الأدنى من وظائفها، ينبغي أن يصدر قرار سياسي يشفى غليل الناس.
... يوسف والي مؤسسة تتآمر على مصر ...
إلا أن يوسف والى ليس مجرد فرد متآمر.. إنه مؤسسة متكاملة لها فروع وشبكة علاقات متنوعة. أنه كاذب حين يقول إنه ينفذ سياسة الدولة، فالصحيح أنه دولة داخل الدولة، ولذا فإن تنحيته ستمثل في التاريخ حدثا يشبه في مغزاه ونتائجه تأميم قناة السويس!
لقد كانت القناة(مثل مؤسسة والى)دولة داخل الدولة، وكانت تجسد سيطرة الأجانب على مقدراتنا، ولذا كانت سيطرة الدولة المصرية على القناة شرطا ضروريا لتحقيق الاستقلال والنهضة.. والأمر نفسه يقال اليوم عن مؤسسة يوسف والى، فتصفية الدولة المصرية لهذه المؤسسة الصهيونية شرط ضروري لتأكيد الاستقلال والسيادة. ونعلم أن الدول الاستعمارية استخدمت أقصى درجات القمع والقوة ردا على تأميم القناة، وأحسب أن الحلف الصهيوني الأمريكي سيفعل بدوره أقصى ما يستطيع ردا على تنحية يوسف والى.
لهذا قلت إن إقصاء هذا اليوسف والى هو نقطة الانطلاق الممكنة في الإصلاح السياسي المنشود.. ولكن ترى هل تتحقق هذه الآمال الكبيرة؟ أسأل الله أن يحدث.
** من مقالات مجدي حسين
بات من المحال..أن يستمر هذا الحال.. غير المعقول.. ولا المقبول.. بعد كل هذه الحملة الصحفية الرهيبة حول كوارث د. يوسف والى.. وعلاقاته التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء مع الصهاينة والأمريكان.. ، تستمر الحياة.. وكأن شيئا لم يكن.. على أساس أن في مصر حرية صحافة، وهى على كل حال" وجهة نظر".. " لا تفسد للود قضية".. في حين أن الوقائع الدامغة المنشورة والموثقة بالمستندات تفسد للود ألف قضية.
وإذا كان د. يوسف والى قد تهرب من الرد حتى الآن.. فهذا ديدنه.. الذي عودنا عليه عندما يواجه باتهامات كبرى.. إلا أنه يشمر عن ساعد الجد ويرسل الردود لجريدة"الشعب" في المسائل التافهة".. بل أحيانا يتدخل ويرسل الردود ردا على حملات صحفية لا تخصه( كما فعل خلال حملتنا ضد وزير الداخلية السابق).
وكان د. محمد حلمى مراد.. رحمه الله عليه.. قد وصف منذ سنوات أعمال وتصريحات د. والى بأنها "خيانة وطنية"..
ودعا فى22/2/1994على صفحات جريدة"الشعب
"إلى"محاكمة شعبية للداعية الإسرائيلي يوسف والى..المسئول الأول عن خراب مصر الزراعي".
إن كل رد فعل"والى" عن هذه الاتهامات الخطيرة.. انحصر في بعض(البغبغة) في مجلس الشعب.. حول أنه ينفذ سياسة مبارك!! 
بالإضافة إلى قوله إن جريدة"الشعب"تتهمه بأنه من أصل يهودي في حين أنه من أصل عربي، إن الأصل اليهودي لسيادته لا يهمنا في كثير ولا قليل ولم نذكره في حملتنا الراهنة التي تدخل في شهرها الثالث.. وسط صمت مخيف من الدولة..
لا يزال الذهول ينتابني ومنبع الذهول هو موقف الحكم الذي يثير الدهشة.. فكل واقعة ننشرها أكثر فداحة من أختها.. وما من مجيب.. وكأن المقصود أن نصاب نحن والقراء بالملل.. ولكن هيهات، فإن من يتصدى لمثل هذه المعارك.. لن يغمد السيف حتى يصل إلى نتيجة.. فإذا كان الهدف هو صيانة الوطن من التغلغل الأجنبي.. فمن الذي سيصيبه الملل؟!وأنه(لا يَيأسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) سورة يوسف أية87.
... عـلاقــة والي باسرائيل ...
نحن بالفعل نقاوم دولة داخل الدولة.. دولة أنشئت بأموال المعونة الأمريكية التي طالما قلنا إن مضارها أكثر من فوائدها.. إن كان لها فوائد.. دولة أنشئت كنتيجة حتمية لمساومة كامب ديفيد.. ولسياسة الانفلات الاقتصادي برعاية الولايات المتحدة والمؤسسات الدولية التابعة لها.. دولة أنشئت على مدار قرابة عشرين عاما.
وتنفرد"الشعب" بنشر الاجتماعات السرية(البعيدة عن الضوء)التي ينظمها والى داخل مصر وخارجها.. سواء في إطار التطبيع الزراعي المباشر مع العدو.. أو من خلال شبكة بيريز التي يتم من خلالها إفساد مجموعات من شباب الحزب الوطني. والإعلام الرسمي لا يغطى هذه الاجتماعات المشبوهة (رغم أنه يغطى كثيرا من التحركات غير المهمة للوزراء).. وهى اجتماعات فاضحة بالفعل.. من حيث تركيبة الحاضرين أو من حيث جدول الأعمال.
فتركيبة الحاضرين إسرائيليين ويهودا.. وأمريكيين.. وممثلين عن يوسف والى.. ويبحثون في جدول أعمال مناهض لسياسة الدولة الرسمية.
إن الحرب من خلال التلاعب في الجينات بدأت في العالم.. وهذه الصناعة الشيطانية تحت السيطرة الأمريكية-الأنجلوسكسونية- اليهودية.. وفى هذا المناخ هل يمكن أن نترك "والى" في هذا الموقع الحساس يتلاعب بصحة ملايين المصريين..
... والي وسرطنة المصريين ...
معدلات الإصابة بالسرطان في مصر في تزايد مستمر.. ووصلت أرقام المصابين بأنواع السرطان المختلفة في مصر إلى100ألف مريض.. كما يؤكد أساتذة المعهد القومي للأورام،ويزداد هذا العدد سنويا بمعدل12ألف حالة..و10%من المصريين مصابون بأمراض متنوعة في الكبد.. الخ الخ.. وكل مصري عاش قبل مجئ يوسف والى إلى وزارة الزراعة.. وما جاء معه من الصوب.. والهرمونات.. والشتلات الإسرائيلية.. كل مصري عاش قبل عام1982.. يعرف الفرق الساحق بين طعم كثير من الخضروات والفواكه زمان.. وبين هذه الأنواع البلاستيكية التي لا طعم لها.. وهو ما أطلق عليه"الشعب"(خيار والى-طماطم والى)..
وقد عملت الخطط الإسرائيلية على كل المحاور:اختراق الاقتصاد المصري(من خلال الخصخصة)-التآمر على الوحدة الوطنية.. نشر الفسق والرذيلة.. وقد تكاملت هذه الخطط مع الاختراق الأمريكي للمجتمع المصري على ذات المحاور.. تحت مظلة المعونات الأمريكية. وقد رصدنا وأيدنا التحولات في السياسات الرسمية المصرية في المجال الدولي والعربي.. وكل الشواهد الموضوعية تشير إلى أن هذه التحولات تتصاعد إيجابيا في الطريق الصحيح.. كل الشواهد تؤيد أن عهد كامب ديفيد إلى أفول. 
بسبب الظروف الموضوعية.. والاستيقاظ الذي يتزايد في الأوساط الرسمية المصرية والعربية.. في مواجهة الحقائق العنيدة.. فالحلف الصهيوني-الأمريكي لا يضمر لنا سوى الشر، والشر يشمل الحكام والمحكومين.. ونرى الآن كيف يعانى حكام الخليج الأمرين من الوجود العسكري والاستنزاف الأمريكي لموارد بلادهم.
في إطار هذه اللوحة العامة نعود إلى مسئولنا الكبير(يوسف والى).. ونقول.. إن دوره قد احترق.. ولم يعد له مستقبل.. وفقا لكل هذا التحليل.. وليس بسبب حملة"الشعب" ضده.. لأنه كان نجما في مرحلة تأفل أو كادت.
الخيانة.. هذه الكلمة أو الصفة.. 
هل هي التي حرفت حملة"الشعب"ضد د. يوسف والى وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء وأمين عام الحزب الحاكم؟ 
هل هي الكلمة التي أعطت الخصوم فرصة لتطعن"الشعب"؟ 
هل هذه الكلمة هي التي وضعت"الشعب"في وضع قانوني حرج؟ 
هل هذه الكلمة.. هي التي هددت حرية الصحافة وأعطت خصوما سلاحا لضربها
.. خيانة والي بالمستندات ..
أننا عندما كتبنا ضد يوسف ما كتبنا.. كان ذلك مشفوعا بمئات الوقائع والمستندات والتقارير.. التي لم يفندها أحد حتى الآن.. وبالتالي فإن كتاباتنا واتهاماتنا هي من قبيل الاتهامات السياسية الجادة وليست من قبيل الأحكام القضائية.. وكل البلدان الديموقراطية تعرف الفرق بين هذين المستويين المختلفين من الأحكام.. ولا يعنى وجود قضاء إلغاء حق السياسيين سواء في الحكم أو المعارضة (هل احتاجت الحركة الوطنية قبل الثورة الحكم قضائي كي تتهم الملك فاروق بالدعارة والخيانة؟!).
إن السياسات الخاطئة.. أخطر من التجسس.. واتهام والى في وطنيته لا بديل له.. إلا اتهامه بالغباء والغفلة والعبط وهذا ما ننزهه عنه .. إذ أننا نقدر ذكاءه.. وإن كنا لا نصف إلى حد وصفه بالعبقرية.. كما وصفه موشيه ساسون سفير العدو الإسرائيلي في مصر!! فإن مصر قد أصبحت بلدا موبوءا بالفعل.. والأمراض الفتاكة تنتشر بصورة متنوعة.. وأصبح من أهم إنجازات الدولة إنشاء مراكز الأورام السرطانية والغسيل الكلوي.. وهو من قبيل إطفاء الحرائق الكبرى بجرادل مياه.. وتناست الدولة الحكمة الأزلية(الوقاية خير من العلاج) ولكن التقارير العلمية أثبتت الارتباط الوثيق بين ما يجرى في الزراعة وبين هذه الأمراض.. ولم يعد هذا الجانب يحمل أي شك.. ورغم أن عمر بن الخطاب يشعر بمسئوليته عن تعثر دابة في العراق.. فما بال حكامنا يتأخرون في اتخاذ قرار بوقف هذه المذبحة الشاملة لـ"الشعب".. التي يبرهن عليها ألف مستند ومستند.. بل إن أحوال المرضى في المستشفيات هي مستندات حية بأجساد البشر العليلة والمحطمة.. كيف يمكن أن يغمض لكم جفن لليلة واحدة قبل وقف هذه المذبحة؟..
قبل مجئ والى لوزارة الزراعة.. كانت تمر سنوات قبل أن نسمع عن مصاب واحد من أهلنا أو معارفنا بالسرطان.. أما الآن فيمكن لكل أسرة أن تعدد حالات السرطان فيها.. وفى معارفها.. وكيف تتلقى هذا النبأ على فترات جد متقاربة لا تتجاوز أسابيع.. في الريف والمدن على السواء.
.. نحن نتحدث عن ضحايا يوسف والى في مجال الفشل الكلوي والسرطان.. وهو يبتسم ويضحك ولا يرد.. وقد حمت المحكمة يوسف والى من الأسئلة التي تساقطت عليه كالمطر.. وهو لا يحير جوابا.. وكان حريا به إذا كان يدرى معنى منصبه كنائب أوحد لرئيس الوزراء.. وأمين عام الحزب الوطني.. ألا يسعد بأن تحميه المحكمة.. وترفض توجيه99%من الأسئلة له.. وأن ينبري سيادته للدفاع عن وجهات نظره.. وليفند مزاعمنا.. ولكن لاذ بالصمت.. وأطرق.. ونظر في الأرض.. ولم يجب بكلمة واحدة.. كتلميذ فاشل في المدرسة.. بينما الأسئلة تتعلق بمصير أمة.. وصحة65 مليون مصري.


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: