الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

الملكة شجر الدر - الجارية التى هزمت الملوك..فيديو


الملكــة شجــر الدر - سلطــانة الممــاليك
 الجارية التى هزمت الملوك

... اللمبي في عصـــر الممـــاليك .. شجـــره الـــدر ...




الملكة شجر الدر – سلطانة المماليك | الجارية التى هزمت الملوك من النادر ان تَحظى امرأةٌ بما حَظيت به من عناية المؤرّخين؛ فعَلى الرغم من أهميّة كونها زوجة آخر السلاطين الأيوبيين، ثمّ زوجة لأوّل سلاطين المماليك فإن الذي منح شَجرة الدّر مزيداً من الاهتمام والشهرة على مَن سِواها من زوجات السلاطين هي أنّها كانت سلطانة مصر لفترة من الزمن، وذلك بعد أن كانت مَحض جارية مغمورة مجهولة النسب والهُوية اختلف المؤرخون في تحديد جنسيتها ، فمنهم من قال إنها تركية ومنهم قال إنها شركسية ،أو رومانية. على حين أنّ آخرين يَطمئنّون إلى أنّها تنحدر من بيئةٍ بدويّةٍ , وقد كانت بيضاء البَشرة، وشَعرها أسود غزير مُتدلٍّ، وكانت تقرأ وتَكتُب وتُغنّي وصاحبة مَنطق صائب، وصوتٍ عذب،. وتميزت بالذكاء الحاد ..
 اعجب بها الملك نجم الدين واشتراها ، ولقبها بشجر الدر، وحظيت عنده بمنزلة رفيعة ، بحيث أصبح لها الحق في أن تكون المالكة الوحيدة لقلبه وعقله ، وصاحبة الرأي ثم أصبحت الشريكة الشرعية وأم ولده رافقت الملك الصالح في فترة اعتقاله في الكرك سنة 1239 مع عدد من مماليكه وبعد ما خرج الصالح من السجن ذهبت معه إلى مصر وتزوجوا هناك وأنجبت ولد اسمه خليل. لُقِبَ بالملك المنصور. وبعد أن أصبح الملك الصالح سلطان مصر سنة بقت تنوب عنه في الحكم عندما يكون خارج مصر. وهكذا بلغت شجر الدر مرادها ، حيث قاسمت زوجها المجد والسلطة. 
وكانت شجر الدر قادرة على تسيير الجيوش للحرب وذلك عندما تعرضت مصر لحملة الصليبيين , حيث توفي الملك الصالح بشكل مفاجأ في لحظة حرجة والبلاد تحت هجوم الصلبيين بقيادة ملك فرنسا لويس التاسع فما كان من شجر الدر ألا انها استدعت قائد الجيش المصري “الأمير فخر الدين يوسف” ورئيس القصر السلطاني “الطواشي جمال الدين محسن”. 
وأخبرتهم بوفاة الملك الصالح وأن مصر الآن في موقف صعب من غير حاكم وهناك غزو خارجي متجمع في شمال مصر . فأتفق الثلاثة ان يخفوا الخبر حتى لا تضعف معنويات الجند والناس ويتشجع الصليبيون. 
وهنا ظهرت حكمة وذكاء شجرة الدر ، حيث اخفت نبأ وفاة الملك، لعدة اسباب اهمها الخوف من حدوث البلبلة في الدولة وبخاصة صفوف الجيش ، ،وكذلك حتى لا ينصرف اهتمام أمراء بني ايوب والمماليك الى تولي العرش , ومع ان الصالح بن أيوب لم يوص قبل أن يموت بمن يمسك الحكم من بعده , بعثت شجر الدر تستدعي ” توران شاه ” ابن الصالح أيوب حتى يحكم مصر بدل أبوه المتوفي , وظلت شجر الدر والأمير فخر الدين يصدرون الأوامر السلطانية وقالوا ان السلطان مريض ولا يستطيع مقابلة أحد. 
عندما لاحظت شجرة الدر ان خبر وفاة زوجها اوشك ان ينكشف أصدرت أمراً سلطاني بتجديد العهد للسلطان الصالح أيوب وتنصيب ابنه توران شاه ولي عهد للسلطنة المصرية وحلفوا الامراء والعساكر وان يُدعى لها على المنابر في المساجد ، وذلك لتبقى السلطة في يدها..


أخبار وفاة الصالح أيوب وصلت للصليبيين في دمياط بطريقة ما. فتشجع الصليبيين وقرروا الخروج من دمياط والتوجه للقاهرة. 
فهجموا على الجيش المصري في المنصورة , لتقع معركة المنصورة الشهيرة والتي شارك بها المتطوعون من أهالى المنصورة وهم يرتدون خوذ من النحاس الأبيض بدل خوذات العساكر , المماليك حاصروا القوات الصليبية المهاجمة واغلقوا الشوارع والحواري وبقى الصليبيين غير قادرين على الهروب , لتنتهي المعركة بهزيمة الصليبيين هزيمة منكرة في حواري المنصورة. 
وقتل منهم عدد كبير لدرجة انه لم ينجو من فرسان المعبد الا واحد أو اثنان , وبلغ من حماس شجر الدر أنها كانت تعاون الأهالي مع الجنود في صد هجمات الاعداء والرد عليهم لم يدم حكم توران شاه اكثر من شهرين وذلك لفساده وطغيانه .
اذ قام بإبعاد رجال الدولة الاكفاء ، واخذ يهدد زوجة ابيه شجرة الدر، ويطلب ما تبقى من ثروة ابيه وبدلاً من أن يحفظ لها جميلها بعث يتهددها , فكانت تجيبه بأنها أنفقته في شؤون الحرب وتدبير أمور الدولة، فلما اشتد عليها، ذهبت إلى القدس خوفًا من غدر السلطان وانتقامه. ولم يكتف بذلك بل قام باستفزاز مماليك البحرية حتى لقي مصرعه على يد “اقطاى” , ووافق الكل في مصر على تولي شجرة الدر العرش .بعد مصرع توران شاه. وأخذت البيعة للسلطانة الجديدة , وجدير بالذكر أن شجر الدر لم تكن أول امرأة تحكم في العالم الإسلامي وما أن جلست شجر الدر على العرش حتى قبضت على زمام الأمور وأحكمت إدارة شؤون البلاد، وكان أول عمل أهتمت به هو تصفية الوجود الصليبي في البلاد وإدارة مفاوضات معه انتهت بالاتفاق مع الملك لويس التاسع الذي كان أسيرًا بالمنصورة على تسليم دمياط وإخلاء سبيله وسبيل من معه من كبار الأسرى مقابل فدية كبيرة قدرها ثمانمائة ألف دينار، يدفع نصفها قبل رحيله والباقي بعد وصوله إلى بلاده كان عهد شجرة الدر زاهيا وزاهرا اظهرت خلاله قدرتها وجدارتها في الحكم. ، اذ كانت ملكة عاقلة لبيبة ،على علم تام بنفسية الشعب ومتطلباتهم . 
لم تكن حكومتها استبدادية ، ولا تشرع في عمل من الاعمال حتى تعقد مجلس المشاورة. غير أن الظروف لم تكن مواتية لأن تستمر في الحكم طويلاً على الرغم مما أبدته من مهارة وحزم في إدارة شؤون الدولة فلقيت معارضة شديدة داخل البلاد وخارجها، وخرج المصريون في مظاهرات غاضبة تستنكر جلوس امرأة على عرش البلاد، وعارض العلماء ولاية المرأة الحكم وقاد المعارضة العالم العز بن عبد السلام لمخالفة جلوسها على العرش للشرع. 
وفي الوقت نفسه ثارت ثائرة الأيوبيين في الشام لمقتل توران شاه وأغتصاب المماليك للحكم بجلوس شجر الدرّ على سدة الحكم، ورفضت الخلافة العباسية في بغداد أن تقرّ صنيع المماليك، فكتب الخليفة المستعصم إليهم: “إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً”.
, ولذلك اتخذت شجر الدر قرار ذكى بالزواج من الامير عزالدين ايبك ، وبفعلتها هذه امنت كلام الناس واعتراض العباسيين لها . وقبل ان يعقد عليها اشترطت عليه ان يطلق زوجته ويتخلى عن ولده “المنصور علي” وحرّمت عليه زيارتها هي وابنها، حتى لا ينتقل العرش الى ابنه , واطلق عليه اسم الملك المعز , كما ساعدت شجر الدر عز الدين أيبك علي التخلص من فارس الدين أقطاي الذي سبب لهم مشاكل عديدة في حكم البلاد والذي كان يعد من أشرس القادة المماليك في عصره، كما كانت لكلمته صدى واضح في تحركات الجند بكل مكان. مرت الايام الى ان اصبح زمام الامور داخل مصر وخارجها ، في يد زوجها الملك المعز أو بالأحرى في يدها هي , وبلغها ان زوجها يريد خطبة ابنة الملك بدر الدين لؤلؤ ، صاحب الموصل .فساءت العلاقات بين شجر الدر وبين الرجل الذي وثقت به ،وجعلته ملكا .وكادت تفقد عقلها من شدة الحقد والغيرة . 
وعلمت ايضا انه ينوي انزالها من قصر القلعة الى دار الوزارة في القاهرة ، وذلك ليتفادى الجدل والخصام معها ، وحتى يتم تهيئة القلعة لاستقبال العروس الجديدة . 
غضبت شجرة الدر غضبا شديدا لما فيه من جرح لمشاعرها وكبريائها , فدعته ذات يوم واستقبلته بصدر رحب وبشاشة وكأن شيئا لم يحدث بينهما ، حتى شعر بالطمأنينة ودخل الحمام ، وأنقض عليه خمسة من غلمانها الاقوياء وضربوه الى أن مات ، ثم اذيع بان الملك المعز توفى فجأة ولكن لم يصدق الناس هذا النبأ , فلم يجلس على عرش مصر سوى 80 يوم فقط حاولت شجرة الدر ان تجلس احد الامراء المماليك على العرش لكي تحتمي به ، ألا ان محاولاتها بائت بالفشل , لم يصدق المماليك ان أيبك قد مات فجأة ليلاً , فقبضوا عليها وحملوها إلى امرأة عز الدين أيبك التي أمرت جواريها بقتلها بعد أيام قليلة، فقاموا بضربها بالقباقيب علي رأسها وألقوا بها من فوق سور القلعة، ولم تدفن إلا بعد عدة أيام. وهكذا انتهت حياتها على هذا النحو بعد أن كانت ملء الأسماع والأبصار وهكذا عاشت شجرة الدر مكرمة وجليلة ذات نفوذ وقوة ولكنها ماتت ميتة ذليلة ومهينة , وقد اتخذت سيرة شجر الدر موضوعا لعدد من الأفلام السينمائية الشهيرة






ليست هناك تعليقات: