الجمعة، 8 ديسمبر 2017

يا فرعون مين فرعنك؟ الكونجرس الامريكى يفضح السيسى - فيديو



يا فـــرعون.. مين فرعنـــك؟
 الشعب المصري يجيد صناعة الفرعون بقدر ما يجيد عبادتة
 شعب يهــوي ويعشــق الســـلامة 
وحـــاكم يستخف بقـــومه
 فحـق عليهم أن يكــونوا عبيــد إحسـانه
.. إنـه فـن صنـاعــة الفرعــون .. 


قــالوا لفرعــون إية فرعنــك ... قــال ما لقيتش حــد يردني
مثل شعبي يجسد حالة متأصلة في وجدان الشعب المصري
 الذي يجيد صناعة الفرعون بقدر ما يجيد عبادته.
ويمتلئ الوجدان الشعبي المصري بكم هائل من الحكايات والأمثال التي تجسد حالة التعايش مع الديكتاتور بالرضا تارة وبالاعتراض تارة أخري .. فهو يقول “حاكم غشوم ولا فتنة تدوم وكذلك فهو يبرر صبره على الظلم والقهر فنجده يقول ..اصبر على جار السو يا يرحل يا تيجي مصيبة تشيله”.. ربما يعبر ذلك عن حالة الرضا عن الواقع المرير الذي يمكن أن يراه المصريون ويصبرون عليه.
وهو ليس ببعيد عن مثل آخر يقول الباب اللي يجيلك منه الريح ... سده واستريح . 
وكذلك المثل القائل إيش تاخد الريح م البلاط؟ ومن الأمثال الشعبية التي تدعو إلى الخنوع والاستكانة والاستسلام للواقع والتنازل عن الحقوق المثل القائل (اللي يضربك ع الخد اليمين ... أدي له الخد الشمال) وبقدر ما تدعو الأمثال إلى الاستسلام للواقع بكل ملابساته ومعطياته فإنها تدعو في الوقت نفسه إلى الخضوع للحاكم أيا كانت قراراته أو ديكتاتوريته فالمواطن عليه أن يستسلم لمعطيات حاكمه فإن كنت في بلد تعبد العجل.. حش وارمي له .. فحالة الاستسلام هذه لا تتطلب أي حالة من النقاش أو الحوار أو التمرد عليها ويقر المجتمع الشعبي بعبوديته للحاكم السيد فهم عبيد يخضعون لحكم السادة لذلك فأي عمل يقدمه السادة الملوك للعبيد إنما يكون بمثابة منحة أو هبة من الحاكم يستحقون عليها الشكر وتقديم الولاء إذ يقول المثل الشعبي اتوصوا علينا يا اللي حكمتوا جديد إحنا عبيدكم وانتو علينا سيد، ولذلك فعندما تشتد وطأة ظلم الحاكم وحاشيته في مقابل استسلام الشعب وخضوعه لهما وعجزه عن الاعتراض والتمرد فإن الشعب لا يمتلك سوى كتمان شكايته في قلبه والتوجه بالدعاء إلى الله بأن يغير الحال بأن يولي الأصلح أو بأن يكفيهم شر حاكم ظالم.
وتذكر الكتب المقدسة وتؤكد على أن مصر هى التى صنعت الفرعون ومهدت لهذه الصناعة ويكفينا إشارة القرآن الكريم إلى الفرعون فى قوله تعالى فى سورة الزخرف آية 54 إشارة إلى فرعون موسى ( فاستخف قومه فأطاعوه)...
والفرعنة أو صناعة الزعيم الفرعون الذى يملك كل شيء كانت فى مصر منذ آلاف السنين وهى عادة ما تبدأ بوصول الزعيم الجديد إلى الحكم وبوصول هذا الزعيم إلى الحكم تبدأ صناعة الفرعنة أى تحويله من زعيم عادى بسيط من الشعب إلى فرعون وإله يُعبَد من دون الله يأمر فيطاع ويشارك فى هذه الصناعة – صناعة الفرعون- طبيعة الشعب المصرى الذى يرى فى الزعيم أنه الإله فتجب له الطاعة ويسلم الشعب للزعيم كل مقادير الحياة ولا يحاسبه وهو كسل شعبى فى المصريين فنحن لا نكلف أنفسنا محاسبة الزعيم ومراجعته بل نكتفى بالمطالب والانتظار.
وفى التاريخ القديم نجد “إخناتون “ وهو الحكيم الذى نادى بعبادة إله واحد قد هاج ضده المصريون وخلعوه وعادوا إلى عبادتهم القديمة ثم بعد ذلك وفى العصر الحديث تجد أن عمر مكرو مؤسس انتفاضة المصريين وهو الرجل الطيب لم يرض عنه المصريون لوداعته وطيبة قلبه فاعطى الزعامة تحت ضغط المصريين لمحمد على المؤهل للفرعنة فما كان من محمد على وبالفرعنة إلا أن أنشأ مصر الحديثة وكأن مصر لا تتقدم إلا بالفرعنة وكذلك نجد السادات والذى أعطى الشعب حريته وتعدد منابره وذلك بعد فترة حكم الفرعون “عبد الناصر” الذى عبده المصريون رغم تنكيله بمعارضيه إلا أن المصريين قتلوا السادات وطلبوا العودة إلى عبادة الفرعون.
ومنذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم سيطرت فكرة المستبد العادل على كثير من الكتاب والمفكرين العرب والتى ترى أنه لا مانع من وجود مستبد على أن يكون عادلا ليتولى النهوض بالبلاد ليكتشف أنه من المستحيل أن يكون هناك مستبد وعادل فى نفس الوقت لأنه لا يجتمع الاستبداد وهو من الظلم مع العدل فالمستبد لا يظلم فرداً فقط بل يظلم شعباً والأغلبية من الناس تحيا صامتة فى عهده من خلال ثقافة الاستعباد التى يتم ترسيخها فى الأذهان عن طريق بعض رجال الدين الذين يخدمون المستبد بجعل الأغلبية الصامتة تخضع له باسم الفكر الدينى السائد والذى يعطى الحق للمستبد أن يظلم وما على الناس إلا الصبر والطاعة كما يتم اعتبار نقد الحكام والثورة عليهم عيبا إن لم يكن حراما.
والمستبد لا يعرف سوى إصدار الأوامر وفرض تنفيذها بلا معارضة وإذا كان الله تعالى قد جعل الناس أحراراً فى الإيمان والكفر فإن المستبد يصادر هذه الحرية فيقيم محاكم التفتيش وقضايا الحسبة والردة كما يصل إلى مصادرة الحرية الدينية واضطهاد المختلفين عنه فى الدين والمذهب أما الذى يحكم فى دولة دينية فهو يجعل نفسه الحاكم بأمره فى الدنيا ومن خلال سلطته الدينية يمارس سلطته السياسية حيث لا مجال لمناقشته فى السياسة أو غيرها لأن مناقشته كفر يستوجب القتل .
وعندما ينتشر الظلم تنشأ قيم انتهازية تضفي شرعية دينية على المستبد العادل تجعل ممن يقوم بالثورة ضده كالخارج عن الملة والدين وهنا ينجح الديكتاتور فى تشكيل المجتمع الذى يرضى التسلط والاستبداد .
وهكذا يبدأ الفرعون وينتهي.. يبدأ بشعب يهوي ويعشق السلامة وحاكم يستخف بقومه فحق عليهم أن يكونوا عبيد إحسانه..إنه فن صناعة الفرعون .



الكونجرس الامريكى يفضح السيسى
 و يتهمـه بسـرقه اموال الشـعب والمعونات 
..... لمصلحـه من يدعمـه .....





ليست هناك تعليقات: