الثلاثاء، 21 مارس 2017

الثورة بين وهم العصيان المدني وتغير العلم والنشيد



أمامنا أقل من عام واحد 
فإما تنتصر الثورة وتعود الحقوق 
أو تندثر إلى الأبد تحت بديل مزيف أو قبضة أمنية أشد فتكا 


بداية  لست بصدد كتابة مقال للهجوم علي أحد أو للتحقير من مجهود أي طرف  ،كما أنني أؤكد أنني مع عودة الشرعية كاملة ولا أقبل أي حديث تحت أي مسمى فيه تنازل عنها بأي شكل كان ، ولكن ألا يجب أن نضع أيدينا علي الداء كي نجد الدواء ؟ أم نكتفي بمسكنات لن تقدم أو تؤخر ؟؟
مرت أربعة أعوام علي الانقلاب العسكري  تصدر المشهد الثوري فيها شخصيات وكيانات من مختلف التوجهات لإسقاطه ، وحتى الآن لم نتقدم خطوة واحدة تقود نحو تحول حقيقي لانتصار الثورة المصرية وللأسف من كل الأطراف ، سواء من مؤيدي الشرعية أو من معارضيها .
ولأنني من أنصار عودة الشرعية فأوجه حديثي لمعسكرنا  ، تحديدا "المجلس الثوري" .... وأرجو وأكرر ألا يعتبر حديثي هذا هجوما علي كيان أو أشخاص وليكن من باب " فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين "
يدعو المجلس الثوري - ومن فترة طويلة - إلى ما يسمى بالعصيان المدني حيث تحدث البعض عن عدم شراء صحف وجرائد الانقلاب كنوع من العصيان المدني - والتي هي في الأساس لا يشتريها أحد إلا لمسح زجاج المنازل والمحلات!! – ، كما تحدث البعض عن امتناع المواطنين عن دفع فواتير الخدمات من غاز وكهرباء وماء ، ونسوا أن حكومة الانقلاب أصبحت الآن تتبع وسيلة الدفع المسبق ولا تتورع عن قطع الخدمة بشكل كامل مع غرامات وارتفاع أكبر في أسعار الخدمة  ويكون المتضرر الوحيد هو المواطن في النهاية!!
فض اعتصامي رابعة وميدان النهضة



تحدث آخرين عن عصيان مدني تام بامتناع الموظفين والطلاب عن الذهاب لأعمالهم وكلياتهم ومدارسهم وهذا – في رأيي - هو الوهم المطلق!! فمن يتحدث عن ذلك يفتقد افتقادا تماما لرؤية الشارع وواقعه لدي المواطن المصري ، فهناك فارق كبير بين أن توجه المواطن للمشاركة في أفعال حقيقية يستطيع فعلها دون التأثير عليه سلبا ، وبين أن تعطي توجيهات خارج إطار الواقع وبالتالي لن تحدث !!
 إن الشارع المصري من مؤيدي الثورة وعودة الشرعية كانوا ينتظرون منا ما هو أكثر من ذلك! يأتي المجلس الثوري - بعد قرابة الأربع أعوام -  ليعلن أنه حان الوقت لتفعيل العصيان المدني دون وجود آليات حقيقية يستطيع بها تنفيذ هذا العصيان أي - ودون مواربة - تمخض الجبل فولد فأرا !!
وهنا يجب أن نقول إن استمرارنا علي هذا النحو سيحول الكيانات الثورية لمجرد كيانات جوفاء ، فقد كنا ننتظر خطة لصناعة حراك ثوري حقيقي.
على الجانب الآخر نجد كيانا آخر من المفترض أنه محسوب علي الثورة يكرس كل مجهوده في تغيير العلم والنشيد!! بحجة أنه لا توجد ثورة بلا علم خاص بها وهذا يجعلنا لا نخرج خانة الكلام الأجوف الذي لن يقدم شيئا للثورة ، إنما هي أفعال زائفة نستقطب بها قليلي الحيلة ومعدومي الإبداع لترسيخ فكرة أننا نفعل شيئا وأن" الثورة مستمرة"!!
خبروني بربكم يا سادة أيها سيسقط الانقلاب الدعوات للعصيان المدني أم تغيير العلم والنشيد؟؟
إن إسقاط الانقلاب لن يأت إلا باستراتيجية تتبني خطة لصناعة حراك وحشد وإدارته بشكل يواكب الوضع الأمني بمصر ويوظف كل العناصر المشاركة فيه . حينها فقط سيكون لك قوة علي الأرض - القوة هنا لا أقصد بها العنف - تستطيع بها فرض إرادتك داخليا وخارجيا .
إن أي حديث غير ذلك يعد هراء أو علي الأقل مجرد خيال يصعب تحقيقه. ولذلك فأي كيان ير أن ذلك هو سقف لأفكاره وأفعاله فأرجوكم شاكرين لكم ولمجهوداتكم ولكم ولكن كفانا وهما ودعوا الساحة لمن يستطيع صنع ثورة حقيقية بنفس ما تمتلكون من أدوات . ولا داعي في هذا المقام أن نتهم كل من يكاشفنا بالحقيقة بالتآمر والتخوين لتدمير الثورة فحسن النوايا يا سادة لا يصنع ثورات كما لا يمكن أن تنتصر الثورة بالأمنيات ، وإنما بفكر متجدد وأفعال صائبة .
أذكر الجميع أنه لم يبق أمامنا سوي أقل من عام واحد فإما تنتصر الثورة وتعود الحقوق أو تندثر إلى الأبد تحت بديل مزيف أو قبضة أمنية أشد فتكا .
إن استمرار الوضع علي ما هو عليه الآن بنفس الخطوات التي يدعي البعض ثوريتها يعني ببساطة  أننا جميعا مشاركون في دفن الثورة !!.
ونذكركم أن من يستمع إلى صوته فقط لا يصل لشيء !! خاصة أن البعض بدأ يصدق أنكم منتفعين من بقاء الوضع كما هو عليه !

ليست هناك تعليقات: