الثلاثاء، 10 يناير 2017

الموت الصامت.. سلاح السيسي ضد الشعب المصري



المــوت الصـــامت 


من أول يوم أطلق فيه كلمته الشهيرة (انتو مش عارفين انكم نور عنيا ولا أيه؟) ولم يرى الشعب منه كلمة سواء ، ولا ما يسر القلب ، فمنذ أن قفز على الحكم في مصر وهو ينقل الطاقات السلبية للشعب المصري من أول (انتو هاتكلوامصر ولا أيه؟) مرورا بصبح على مصر بجنية انتهاءا إلى ( ما لقتش دولة ولا شبه دولة ) فكلماته المبشرة بمستقبل لن يكون أفضل مما يتمناه أعداء الوطن لشعبنا، أضفت خطاباته على الدوام روحا أكثر تشاؤمية لدى المتابعين حتى من غير المصريين . 
لكن المراقبين لخطابات السيسي من أول لحظة قفز فيها على السلطة بعد انقلابه على الرئيس المنتخب يعرف أن نفث جو الفشل والإحباط لم يكن صدفة في خطابه للشباب.
في دراسة قام بها الجنرال وليام ماير المحلل النفسي في الجيش الأمريكي بعد انتهاء حرب أمريكا مع كوريا على ظاهرة موت ألف أسير أمريكي في كوريا بدون تعذيب أو قتل مباشر، وجد أن الأسرى تم وضعُهم داخل مخيم تتوفر فيه كلُّ مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية،من حيث الخدمات المقدمة للسجين وكذا المعاملة، كما أن هذا السجن لم يكن محصورا بسور عال كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهرب منه إلى حد ما.



ومع ذلك كانت التقارير تشير إلى أن عدد الوفيات في هذا السجن أكثر من غيره من السجون، وخَلُصَت الدراسةُ إلى أن الكوريين كانوا يوصلون الرسائل والأخبار السيئة فقط للأسرى كما كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملئ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم أو خذلانهم لأحد أصدقائهم أو معارفهم، كما كانوا يعطون من يتجسس على زميله مكافأة وهو ما شجع جميع الأسرى للتجسس على زملائهم.
وكانت الوسائل الثلاثةُ قادرةً وحدَها على إفقاد الجميع احترامهم لأنفسهم واحترام من حولهم لهم كما قضت على عزة النفس لديهم ورأوا أنفسهم بأنهم حقراء وعملاء، وهو ما أجج الرغبة للتخلص من حياتهم من دون انتحار، أو ما يسمي علميا بالموت الصامت ..
قارن بين ما فعله الكوريون وما يقوم به السيسي ونظامه، ولا نبرئ أنفسنا من الاشتراك على غير علم بتوصيل السيسي ونظامه للنتيحة التي يعمل عليها.
وعليه فعلينا أن نشعل الأمل في نفوس شعوبنا، والتصدي للمؤامرات، وعلينا أن نعيد احترامنا لأنفسنا وتقدير ما نقوم به ولو كان صغيرا، كما يجب أن نحترم من حولنا ونعظمَ جهودَهم ونبثَّ الطاقة الإيجابية فيهم لنحطم السجن الذي أراد أعداءُهذه الأمة أن يصنعوه داخلنا ويعذبونا فيه، للوصول بالنتيجة إلى إفشال هذه الدولة بالمعنى الاصطلاحي.



ليست هناك تعليقات: