السبت، 1 أكتوبر 2016

اعف عنا يا سيادة الرئيس محمد مرسى



اعف عنا يا سيادة الرئيس، اغفر لنا ضعفنا وتخاذلنا


اعف عنا يا سيادة الرئيس، اغفر لنا ضعفنا وتخاذلنا، وتجاوز عن تباطؤنا وتواكلنا، أصفح لنا انا كنا ضعافا حين كان الأمر يتطلب أن نكون أقوياء، وغاب عنا الأدراك حين كان حتما علينا ان نكون اذكياء. وتفرقنا شيعا واحزابا حينما كان يجب علينا أن نتذكر قول الله " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" أنزل الله علينا الهداية ولم نهتد، وبين لنا الطريق ولم نتبع, وأمرنا بالتوحد وتفرقنا. اعف عنا يا سيادة الرئيس فقد نقصنا الفهم وغاب عنا الأدراك حين قبلت الترشح للرئاسة ولم نبصر مدى التضحية ونبل الموقف.
 لم نرى ما أبصرته أنت وجماعتك الطاهرة أن المجلس العسكري الجاثم على صدر مصر آنها يعد العدة للقضاء تماما على ثورة 25 يناير بتزييف الانتخابات والأعداد لتولية شفيق, وكانت مصر بحاجه الى رجل يتصدى لهم ويبطل كيدهم, وكنت تعلم الخطر الكامن في التحدي, كنت تعلم ان العسكر لا يعرفون الا قانون الغاب وان 60 عاما من العسف والتجبر قد اوصلتهم الى مرحلة من الطغيان والتوحش لا مثيل لها, كنت تعلم أن العسكر لا يعرفون مبادئ ولا يعترفون بحدود وكان جسدك مازال يبدى آثار جورهم وتعسفهم, ولكنك لم تتردد لحظة في حمل الراية كدأب القواد في لحظات الحسم.
 وهزمت العسكر في أول مواجهه واذقتنا طعم النصر الحقيقي لأول مره منذ 60 عاما، وكان يجب ان تكون هنا بداية المسيرة، ومرة أخرى رأينا الوهم وتركنا الحقيقة، وخلطنا البداية بالنهاية وظننا اننا آمنون والوحوش حولنا جريحة تنزف حقدا وعدوانا، وهنا ارتكبنا أكبر اخطائنا، فبدلا من ان نبقى لك سندا وامانا، بدلا ان نحيطك دعما وتأييدا، تركناك وحدك للكواسر التي لا شرف لها ولا ضمير، تركناك وحدك تواجه أرثا ملعونا تراكم خلال 60 عاما من التدمير المستمر والمنظم لكل مقومات التقدم في مصر.
كان هذا دور العسكر في مصر منذ قامت لهم المخابرات الأمريكية بانقلاب 52 وكلفتهم أن يحولوا مصر من دولة لها جيش الى جيش له دويلة. لم يكن من الصعب إدراك أن العسكر كانوا على دراية تامة أن من سهل لهم اغتصاب السلطة يريد نهاية مصر، لا عجب في هذا ولا غرابه، أن جسمان لا يمكن ان يشغلا نفس المكان في نفس الوقت، فأذا أراد الغرب أن يزرع كيانا سرطانيا من النيل الى الفرات، فعلى من يشغل هذا المكان ان يختفى، و لينظر من عنده شك الى الخريطه, وليسأل من عنده شك لماذا لم يقدم الكيان الصهيوني الغاصب خريطة ما يدعيه دولته الى الأمم المتحدة الى الآن, وكيف قبل كعضو بدون ذلك؟
لابد أن تختفي مصر أو على الأقل تتمزق لكي يمتد السرطان الصهيوني من النيل الى الفرات، كان العسكر يعلمون ذلك وكانوا يعلمون ان دورهم هو تحويل الحلم الغربي الصهيوني الى حقيقة واقعه، كانوا يعلمون ورضوا بما علموا ووقعوا في كامب ديفيد وقبضوا ثمن مصر بلا رادع من خزى او ضمير. تركناك وحدك وانشغلنا عنك بتفاهات الأمور.
تركناك وحدك تناضل في بحر عميق مياهه سوداء، ورياحه عمياء وظلامه كئيب. تركناك وحدك تناضل بالشرف من ليس له شرف، وتحارب بالأمانة من ليس من خلقه الأمانة، وتحاول أن تذكر بالأوطان من باع الأوطان بحفنة من الدولارات وكرسي في المجلس أو منصب في الأمم المتحدة، وحين اجتمعت عليك نفايات الخيانة من جنرالات كامب ديفيد ولاعقي البياده, و غدروا بك غدر الجبناء. وقفنا مبهوتين كالأصنام صنعت من حجر, وولونا مرتاعين مما حدث, وكأنا لم نبصر تآمر المتآمرين يملأ الآفاق, وكأنا لم نشم رائحة الخيانة تزكم الأنوف, أو كأنا نسينا أن عسكرنا هم الذين باعوا مصر بثمن بخس في أروقة واشنطن وتل أبيب.
وحين افقنا كان العدو (ولا خطأ في هذا ولا التباس، فما هذا الجيش الا عدو يحتل البلاد) أقول كان العدو قد استباح منا وفينا الأرض والعرض. واستحل منا وفينا كل محرم، وبدأنا في التجمع في رابعه والنهضة وغيرها من ميادين مصر، وكثر حديثنا عن السلمية، ونسينا أننا نخاطب ذئابا غادره لا تقتل الا العزل المسالمين، وحين حرقوا أجساد شهدائنا امواتا واجسام جرحانا احياء عدنا الى البهتان والولولة وكان هذا كل ما يريدون. اعف عنا يا سيادة الرئيس، اغفر لنا ضعفنا وتخاذلنا، وتجاوز عن تباطؤنا وتواكلنا فها أنت لأكثر من ثلاث سنوات سجين ثباتك واصرارك على مبادئك، حبيس مصريتك وحرصك على شعبها, عرضوا عليك ما يسيل اللعاب, وحاولوا معك كل وسائل الإرهاب, وأنت كالطود الشامخ تنكسر عليه كل الأمواج.
ونحن هنا ننتظر جنيا يخرج من أي قمقم وبيده ما نشاء، او نترقب ملاكا يشق السحاب وعلى جناحه معقود الرجاء. نحن هنا يا سيدي الرئيس نرسل خالص الدعوى وملتهب الدعاء، نحن هنا يا سيادة الرئيس أسرى عجز يكبل قوانا وخوف يشل عزائمنا. نحن هنا يا سيادة الرئيس أسرى أنفسنا فسجاننا أكثر هشاشه من الحطب المنثور وأكثر جبنا من الفأر المذعور. سجاننا يا سيدي الرئيس هو الذل الذي مكنوا له في أنفسنا فأصبحنا ننحني لأي سيد ونعبد اى صنم.
 اعف عنا يا سيادة الرئيس، اغفر لنا ضعفنا وتخاذلنا، وتجاوز عن تباطؤنا وتواكلنا، فها هو ثالث عيد يمر عليك وأنت حبيس وشعبك ينتظر، ينتظر الجنى، ينتظر الملاك، ينتظر المعجزة او المسيح الدجال. .... او لعله ينتظر يوما نعود فيه رجال ... وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا...






💦🍃🌸🍃💦



ليست هناك تعليقات: