السبت، 1 أكتوبر 2016

الأوروبيون تعلموا الاستحمام من العرب.. فيديو


هـذه هي حتمية التـاريخ وسنة الطبيعــة
 الفراعنة هم أول من اخترع الحمامات
 الشعوب تتعلم من بعضها، وأن التقاليد والعادات 
  هى خاصية لكل شعب يجب أن نحترمها
... حتى وإن لم نتفق معها ...



في عز "الحملة" الإعلامية التي مازالت محتدمة ضد "البوريكيني"، وعلى هامش نقاش جانبي جمعني مع صحافي أمريكي حول نفس الموضوع، لفت انتباهي إلى نقطة مضيئة في تاريخ العرب تتعلق بعلاقتهم مع الماء، عندما قال لي بأن الأوروبيين إنما تعلموا ثقافة الاستحمام من العرب. ومن خلال بحث سريع سيجد الباحث إلى أي حد أن كلام الصحفي الأمريكي صحيح.
 فعادات الاستحمام في أوروبا لم تنتشر إلا ابتداء من القرن الثاني عشر والثالث عشر ، وذلك لسببين:
 الأول بسبب نصائح الأطباء الذين كانوا يقولون بأن الاستحمام مفيد للصحة، والعامل الثاني ولعله الأكثر تأثيرا هو عودة الأوروبيين من الحروب الصليبية التي مكنتهم من اكتشاف ثقافة الاستحمام عند العرب والمسلمين عامة.
 فالأوربيين الذين شاركوا في تلك الحروب وقادتهم إلى بلاد فلسطين والشام بهرهم عدد الحمامات الموجود فيها، وليس هذا بالأمر الغريب ففي فلسطين وبلاد الشام كانت توجد المآت من الحمامات وقد أورد ذلك ابن بطوطة في كتاب رحلته الشهيرة.
 وهكذا بدا الأروبيون يستحمون في الأنهار أو الحمامات العمومية، وقام ملوكلهم ببناء حمامات داخل قصورهم عبارة عن صهاريج كبيرة من الخشب و أحيانا من الرخام أو من الذهب والفضة للاستحمام الذي كان عادة جماعية، ويحكى أن الملك الفرنسي شارلومان كان يستحم مع 200 فردا من أفراد حاشيته في حوض استحمام كبير داخل قصره.
 لكن في القرن الخامس عشر ستنقلب الآية من جديد وسيعود الأوروبيون إلى الحذر من الماء بناء على نصائح الأطباء الذين كانوا يرون فيه ضررا بالصحة.
واستمر هذا الوضع حتى بدايات القرن العشرين، أي طيلة زهاء خمسة قرون كان فيها الأروبيون ينبذون الاستحمام ويتعايشون مع "أوساخ" أجسادهم. وحتى الملوك والنبلاء منهم كانوا يكتفون فقط بمسح أجسادهم بمنشفات مبللة ويكثرون من استعمال العطور، ويغيرون ملابسهم أكثر من مرة في اليوم.
 ويٌروى عن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، المعروف بـ "ملك الشمس" أنه لم يستحم في حياته إلا مرة واحدة أو مرتين، وكان قصر "فرساي" في عهده أكثر مكان قذر في فرنسا لأن الملك والأمراء والأميرات كانوا يتخلصون من حاجاتهم الخاصة حيثما اتفق داخل دهاليز القصر وتحت سلاليمه وفوق شرفاته وفي حدائقه، وكان يتم ذلك بدون استحياء، حتى شاع بين الفرنسيين مثل عن القذارة كان يقول للإنسان القذر "أنتن من فرساي". وللتخفيف من الروائح النتنة كان الملك والنبلاء يكثرون من استعمال العطور التي ازدهرت صناعاتها آنذاك.
 لكن، وإنصافا للتاريخ، فثقافة الاستحمام ظهرت أول مرة في أوروبا عند الرومان الذين تٌعتبر حضارتهم بأنها حضارة الماء، ومازالت شاهدة على ذلك السواقي الضخمة التي بنوها وأحيانا كانت تمر عبر أقواس عالية مازالت شاهدة على حضارتهم حتى اليوم نجد آثارها في تونس وفي كل دول أوروبا التي بلغتها الحضارة الرومانية من إيطاليا منبعها شرقا حتى فرنسا غربا، والتي لم تكن مياهها تستعمل بالضرورة للاستحمام وإنما للشرب والسقي.
 وفي عهد الرومان اشتهرت الحمامات الجماعية التي لم تكن فقط مكانا لتنظيف الجسد، وإنما مكان للقاءات الحميمية ولتبادل الأخبار ولخوض في النقاشات العامة، وكانت الحمامات الرمانة مفتوحة للعامة وبدون مقابل مثلها مثل المراحيض العمومية في ذلك الوقت حيث لم تكن توجد داخل البيوت.
ويعتبر الرومان أول الشعوب التي اخترعت مجاري صرف المياه العادمة. دون أن ننسى أن الفراعنة هم أول من اخترع الحمامات فقد كانت لهم حمامات من الطمي والتدليك لكنها كانت خاصة بالملوك دون بقية أفراد الشعب.
 أسوق كل هذه الأمثلة التاريخية، لأصل إلى استنتاج مفاده أن الشعوب تتعلم من بعضها، وأن التقاليد والعادات هي خاصية لكل شعب يجب أن نحترمها حتى وإن لم نتفق معها وهذا ما كان ينقص الكثير ممن استغلوا "البوركيني" لمهاجمة ثقافة وتقاليد المجتمعات التي مازالت تشجعه، سواء عن حق أو عن خطأ.. اتركوا المجتمعات وشأنها فهي الأخرى قادرة تطوير نفسها من الداخل وتصحيح أعطابها بنفسها، هذه هي حتمية التاريخ وسنة الطبيعة. البوركيني أم البيكيني ؟
 إنه الجدل القائم حاليا في فرنسا مع استمرار حالة الطوارئ في البلاد.
 رئيس بلدية كان الفرنسية دافيد ليسنار قام بنشر مرسوم يقضي بمنع ارتداء لباس البحر الذي يغطي كامل الجسم في شواطئ المنتجعات إثر هجوم نيس في تموز/يوليو الماضي. وينص المرسوم على أن النساء المسلمات اللواتي يرتدين "البوركيني" يمكن أن يشكلن خطرا على النظام العام، وسيتم تغريمهن ب38 يورو أي ما يعادل 42 دولارا في حالة المخالفة.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: