الجمعة، 26 أغسطس 2016

«باسم عودة».الوزير المبتسم,الذي أحبه المصريون فيديو



الشعب يترحّم على أيام "الوزير المبتسم"




حين تشاهد فيلما عربيا يمكنك من البداية التنبؤ بنهايته وفي أحيان كثيرة يكون بمقدورك التنبؤ بالمشاهد وسير الأحداث. ويتكرر هذا بشكل ممل منذ الانقلاب حتى أن المشاهدين اصبحوا يتعاملون مع الأفلام العسكرية بنوع من اللا مبالاة وقد انكشفت كل الأوراق على الطاولة ولم يعد لدى هؤلاء جديد يقدمونه.
ماكينات العرض العسكرية لا تكف عن العمل منذ انقلاب 1952، تبث مشاهد وهمية عبر صفحات الجرائد وشاشات القنوات على مدار اليوم ولكن الماكينات نفسها اصيبت بالصدأ ولم تعد قادرة على العمل كما ينبغي.
تابعتُ ردود أفعال الرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي عندما بدأت صحف الانقلاب في نشر فضائح وزير تموين الإنقلاب، واعني هنا شريحة الشباب.
ومعظمها كانت ردود أفعال باهتة تعاملت مع الأمر بعدم اكتراث وتراخِ بدا واضحاً، ويعني هذا نمواً متزايداً في فهم عقلية العسكر وأدواتهم الاعلامية.
كثيرون ادركوا منذ اللحظة الأولى أن نشر اخبار عن الفساد المالي لأحد وزراء الانقلاب ما هو الا تمهيد لإقالته وكثيرون ادركوا أن إقالة وزير تموين الانقلاب ما هو الا محاولة من العسكر لإطفاء الغضب الشعبي المتصاعد مع قرض صندوق النقد الدولي وزيادة أسعار الكهرباء والتمهيد لرفع الدعم. الثورة احدثت شرخا في الجدار الذي حال بيننا وبين الرؤية عقودا طويلة.
فصار بمقدور الشعب أن يرى النفايات التي يحرص العسكر على إخفاءها خلف شاشة العرض التي لا تتوقف. ربما انطلى مشهد أو اثنان على المشاهدين، لضخامة الانتاج، كخدعة هشام جنينة وكخدعة حسان وهما سلاحان استخدمها العسكر ولم يصيبا هدفا الا لأن البعض في معسكر الثورة يصر على الإنخداع وقلت وقتها أن هناك معياراً ثابتاً لا يتغير في التعامل مع تلك الأفلام، الأمر شديد البساطة فكل من قبل العمل مع العسكر الذين انقلبوا على أصوات ملايين الناخبين واختطفوا الرئيس الشرعي، ثم ارتكبوا كل تلك المجازر واراقوا كل تلك الدماء، شخص لا يتمتع بادنى وازع من ضمير. ليس الأمر معقدا إلى هذا الحد، طبق هذه القاعدة وسيحميك هذا من الاعيب مخابرات العسكر التي لا تتوقف.
ربما تعلم الجميع الآن تلك الالاعيب وهو ربما السبب الذي جعل الكثيرين يتعاملون دون اكتراث مع زفة اقالة وزير التموين الانقلابي، وينظرون بكثير من الشماتة لصوره ملتحياً قبل الانقلاب على الرئيس مرسي. فهو أحد أكثر الوجوه التي كرهها الشعب من بين وزراء الانقلاب، وأعترف هنا انني اشعر ببغض شديد كلما شاهدت صوره، واظن ان كثيرين يشاركونني نفس المشاعر، فوجهه يذكرني بالدكتور باسم عودة, يذكرني بصورته وهو يقف بين سنابل القمح وينظر في طيبة لا تخلو من تصميم إلى المساحة المزروعة على مدى البصر.
يذكرني وجهه بالوزير الباسم الذي لم يكن يستنكف أن يقفز فوق عربات الأنابيب ليفحصها. أذكر فيديو للدكتور باسم عودة واحدى المذيعات تحاوره بعد أن اذاعت تقريراً مكذوباً حاولت به أن تتحدث عن أزمة أنابيب مكذوبة فرد عليها الرجل بالأرقام.
الرجل الذي احبه المصريون واعتبره العلمانيون خطراً على مشروعاتهم واشترط البرادعي اقالته, الرجل الذي ائتمنه الرئيس مرسي على طعام المصريين يقبع الآن أسيراً محروماً من أسرته لا لشيء الا لأنه رفض المشاركة في وزارة انقلابية.
أعلم أن الكثيرين الآن حتى ممن هللوا للانقلاب يفتقدون دكتور باسم عودة ويدركون أي كارثة تسببوا فيها حين يقرأون أن وزير تموين الانقلاب انفق 7 ملايين جنيه على عدة ليال في فندق. وأزعم أن كثيرين منهم، يتذكرون دكتور باسم عودة وجولاته في أفران الخبز، ويدركون انهم استبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير.
 آيات عرابي
.. طرد المصريين من جنة "الدعم"..
 والشعب يترحّم على أيام "الوزير المبتسم"
لا تزال مشاهد صعود د.باسم عودة – وزير التموين فى حكومة د.هشام قنديل- على ظهر سيارة نقل البوتاجاز من أجل السيطرة على تجارة السوق السوداء، ووقف الرجل المبتسم أمام أفران الخبر للاطمئنان على خروج منتج يليق بآدمية المواطن المصري، ومحاولات الخروج من صندوق العسكر بابتكار منظومات جديدة تضمن وصول الدعم لمستحقيه والارتقاء بالسلع التموينية، هى العالقة بأذهان البسطاء ومحدودي الدخل ممن يتنعمون الآن فى تلك المنظومة التى صنعها الوزير المعتقل. إلا أن العسكر أبى أن يجد المواطن ما يذكره عليه بخير حتى وإن كان من صنع الآخرين، فخرج ليمص دم البسطاء من أجل ضخ مزيد من الأموال فى عروق الاقتصاد اليابسة، فعمل فى البداية على رفع جزئي للدعم ضمن مخطط قصير الأجل لرفعه كليا، قبل أن يجاهر مؤخرًا بحرمان 30 مليون مِصْري من الحياة.

 الجانب الآخر من الرواية عن العلاقات المصرية السودانية











ليست هناك تعليقات: