الأحد، 19 يونيو 2016

رسالة الورداني إلى قضاة مصر الفسدة وأحذية الطغاة



قولوا لعين الشمس ما تحماشي
 لاحســن حبيب القلب صــابح مـاشي 
 سيكتب التاريخ في ذاكرته بأحرف من نور اسم الورداني
... البطل المصري الشريف ...
 وينكس اسماء قضــاة دنشـــواي 
وإنقلاب الثالث من يوليو 
. في مزابل الفســدة ومجـــاهل النسـيان .



أغنية ألفها المصريون وأنشدوها في كل ربوع البلاد صبيحة اليوم الذي نفذ فيه حكم الإعدام في الصيدلي الشاب "إبراهيم ناصف الورداني" شرين عرفة تكتب : رسالة الورداني إلى قضاة 30 يونيو وصبيان الإنقلاب ولد عام 1886 – وتوفي بعد تنفيذ حكم الإعدام عليه عن عمر يناهز الرابعة والعشرين. فمن هو ذاك يا ترى، حبيب قلوب المصريين؟!
ومن هذا الذي ألفت له الأغاني يوم رحيله؟!
 لقد وصل انبهار المصريين به وتعظيمهم لشأنه لدرجة جعلتهم يطلقون عليه لقب "غزال البر" ،و أصدرت الحكومة المصرية وقتها قراراً يحرم علي أي مصري الاحتفاظ بصورة الورداني في منزله ،و ظل القرار ساريا إلى عام 1952.
 ● إبراهيم ناصف الورداني أنه البطل المصرى الذي قام بإغتيال "بطرس غالي" ..
في الواحدة بعد ظهر يوم 20 فبراير 1910 "بطرس نيروز غالي "ذلك القاض الخائن ، رئيس محكمة دنشواي. المحكمة التي انعقدت للنظر في قضية وفاة أحد الضباط الإنجليز ، بعد ان خرج هو و عدد من ضباط الجيش الإنجليزي لاصطياد الحمام في قرية دنشواي ؛ فأصيبت إحدى السيدات المصريات بعيار ناري فقتلت في التو واللحظة واحترق أحد الأماكن التي يتم فيها تخزين القمح، فاستشاط أهالي القرية غضبا وهاجموا هؤلاء الإنجليز ففر البعض وتوفي أحدهم من تأثير ضربة شمس، فعقد الإنجليز هذه المحاكمة لعدد من أهالي القرية، ورأس المحكمة بطرس غالي باعتباره قائما بأعمال نظارة الحقانية في (23 نوفمبر 1906م)، وقضت بالإعدام شنقا لأربعة من الأهالي، وبالأشغال الشاقة مددا مختلفة لعدد آخر، وبالجلد خمسين جلدة على آخرين، وتم تنفيذ الأحكام بعد محاكمة استمرت ثلاثة أيام فقط وأمام الأهالي. نال الورداني أعلى مراتب العلم ، درس الصيدلة بسويسرا (من 1906 حتي 1908) ثم سافر الي إنجلترا لدراسة الكيمياء عام 1909، كان شابا من عائلة ميسورة الحال، وذي اصول عريقة، كان من أتباع الحزب الوطني وعضوا في جمعية التضامن الأخوى السرية ،ومؤسس جمعية اليد السوداء والتي نص قانونها على أن من ينضم فيها يجب أن يكتب وصيته، والهدف من تلك الجمعية هو قتل جميع الخونة في مصر و عملاء الإحتلال الإنجليزي.
 ● كانت هناك اسباب عدة جعلت الورداني يحكم على بطرس غالي بالموت ،
فقد كان قاض ظالم أعدم أربعة من المصريين بدون وجه حق في محكمة دنشواي، وكان اداة في يد الإحتلال الإنجليزي، عمل على اقرار مشروع مد امتياز قناة السويس لأربعين عاما إضافية لينتهى فى 2008 بدلا من 1968، كما أعطى السودان بلا ثمن لبريطانيا حينما وقع اتفاقيتى الحكم الثنائى للسودان فى 19 يناير عام 1899 بالنيابة عن الحكومة المصرية باعتباره وزير خارجيتها. كان اغتيال بطرس غالي هو أول جريمة اغتيال سياسية في مصر الحديثة، فقد انتظره الورداني امام مكتبه في رئاسة الوزراء ، وما أن هم بطرس غالي بدخول سيارته حتي دوت 6 رصاصات، استقرت ثلاث منها في جسده ،و أصابت اثنتان منها رقبته. أمسك الحراس بالورداني ، و نُقل بطرس للمستشفي و هناك أجروا له عملية جراحية استغرقت ساعة و نصف، و لكنه فارق الحياة في نفس اليوم. حكم على الورداني بالإعدام وقبض على كثير من أعضاء الجمعية.
 حاول الإحتلال الإنجليزي والنظام المصري المتضامن معه الترويج لفكرة أن الاغتيال كان نتيجة التعصب الاسلامي تجاه المسيحيين، فدفعوا بمجموعة كبيرة من المأجورين ليهتفوا “تسلم إيدين الورداني قتل بطرس النصراني” في محاولة لإظهار الأمر باعتباره اعتداء طائفيا، إلا أن وعي المصريين وقتها هو الذي خيّب خطة الانجليز وعملائهم ؛ فقد نزلت حشود المصريين للشارع للهتاف في مواجهة المأجورين “تسلم إيدين الورداني قتل بطرس البريطاني” نعم إنه بطرس البريطاني ..عميل الإحتلال ،ذلك القاض الفاسد الذي أراد إرضاء المحتل ، فكان أداته للبطش بالمصريين. فلم يغني عنه المحتل شيئا.. قام عبد الخالق باشا ثروت الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب النائب العام بالتحقيق في القضية، وقد ذكر في مرافعته أن الجريمة المنظورة أمام المحكمة هي جريمة سياسية وليست من الجنايات العادية، وأنها “بدعة ابتدعها الورداني بعد أن كان القطر المصري طاهرا منها” على حد قوله!! ثم طالب بالإعدام للورادني، وأرسلت بعدها القضية إلى المفتي الشيخ "بكري الصدفي" لإبداء رأيه فيها، لكن المفتي تنحى لوجود مانع شرعي و هو عدم جواز قتل مسلم بدم مسيحي خائن للوطن وعميل للإحتلال، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأي المفتي، وكانت سابقة أن يعترض المفتي على حكم محكمة الجنايات برئاسة الإنجليزي "دولبر وجلي"، وفي يوم 18 مايو 1910م أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام على الورداني، وفي صباح يوم 28 يونيو تم تنفيذ الحكم. و كانت آخر كلمات البطل " الله أكبر الذي يمنحنا الحرية والحياة و الاستقلال" نعم .. إنه الله وحده ..من يمنحنا الحياة، لنعيش طائعين له لا نركع إلا إليه في الصلاة. ولا يمكن لكائن من كان أن يسلبنا حياتنا سوى بمشيئة من الله.
 وهو وحده الذي يمنحنا الحرية حتى لو أغلقت علينا زنازين الكون كله، وأخضعت الجباه. هي إرادة الله في الأرض ...و ينفذها عبيده ،حتى لو كان قاض ظالم فاسد عربيد ،يأتمر بأمر سفاح صهيوني خائن ذليل، يصدر حكمه بقتل و سجن وإعدام العشرات. إنه القضاء المصري منذ قديم الأزل ، القضاء الوحيد الذي ذكره القرآن الكريم كمثال على قضاء ظالم فاسد أعور ،وقضاته أحذية في أرجل الطغاة، وذلك حين حكم بالسجن ظلما على نبي الله يوسف بعد أن ظهرت براءته بالآيات والبينات {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين (35) } صدق الله العظيم _*سورة يوسف* فلا الأحكام بسجن الشرفاء سيغير من حقيقة الخونة، ولا إعدامهم سيؤخر النصر الذي كتبه الإله. وستظل رسالة الورداني الذي أعدم قاضي دنشواي الظالم تتردد في آذان كل قضاة مصر الفسدة في كل زمان ومكان وسيكتب التاريخ في ذاكرته بأحرف من نور اسم الورداني البطل المصري الشريف ..وينكس اسماء قضاة دنشواي وإنقلاب الثالث من يوليو في مزابل الفسدة ومجاهل النسيان ..




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: