الجمعة، 8 أبريل 2016

«مصر والسعودية» تاريخ من المد والجزر وإعلام الانقلاب يفضح "الطلاق"..فيديو



العلاقات المصرية السعودية
 من انقلاب يوليو 52 إلى انقلاب يوليو 2013


مراحل من المد والجزر مرت بها العلاقات المصرية السعودية في العصر الحديث، تنافرت خلالها سياسة البلدين كثيرا حول العديد من الملفات والقضايا التي تطورت في بعض الأحيان إلى مواجهات مباشرة بين الجارتين، وتماهت العلاقات في أوقات آخري لتصل إلى مرحلة "شهر العسل" الذي غالبا ما يتسم بالهدوء الذي يسبق العاصفة وينتهي في الأغلب إلى "الطلاق".
ولم ينس الجانب السعودي يوما تلك الحرب التي شنها خديوي مصر محمد على باشا بتعليمات مباشرة من الحاكم العثماني في مطلع القرن الـ19 من أجل القضاء على الحركة الوهابية في أراضي الحجاز، وهي المعارك التي أعادها الإعلامي الانقلابي إبراهيم عيسي –بتعليمات مباشرة من مكتب عباس كامل- إلى السطح، في خطوة اعتبرها البعض بمثابة التهديد المبطن من جانب النظام الفاشي في مصر تجاه التغيرات الحادة التي طرأت على سياسة المملكة.

.. حـــرب اليـــمن ..
ورغم الهدوء الذي سيطر على العلاقات المصرية السعودية في مرحلة ما بعد محمد على، إلا أن انقلاب 23 يوليو قرر أن يعيد العلاقات إلى المربع صفر في تدهور سريع وصل إلى حد المواجهات القتالية بين البلدين على أرض اليمن، حتى خرج عبد الناصر في خطاب فاشي مهددا الملك فيصل بتدمير طائراته وزاد عليها "كل ضابط مصري في اليمن جزمته برقبة الملك سعود"، على خلفية دعم دولة العسكر إلى ثورة السلال في اليمن ومساندة السعودية للمملكة المتوكلية، لتشهد حقبة من الجفاء امتدت حتى رحيل عبد الناصر.


 نكســـة يونيــــو
وانتقلت العلاقات إلى مرحلة من التفاهم والتوافق في أعقاب نكسة يونيو، وزادت بعدما تولى الراحل أنور السادات سدة الحكم، وبلغت ذروتها بالدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية إبان حرب أكتوبر واستخدام ورقة البترول كسلاح رادع لمواجهة الدعم الغربي اللامحدود للجانب الصهيوني، إلا أن شهر العسل ما لبث أن انتهي من جديد إلى طلاق رجعي على وقع توقيع القاهرة اتفاقية "كامب ديفيد" مع الصهاينة.
وطوال حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك توافقت الرؤيا المصرية السعودية فيما يتعلق بأكثر الملفات العربية والإقليمية خاصة فيما يتعلق بحرب تحرير الكويت "حرب الخليج"، ولم تشهد خلالها القاهرة والرياض أي اضطرابات أو توترات معلنة، وهو ما دفع المملكة إلى التردد كثيرا بشأن موقفها من ثورة الشعب المصري في يناير 2011، وعرضت استضافة مبارك على أراضيها وفقا لمصادر دبلوماسية سعودية.





... مصر ما بعد السيسي ...
ومن انقلاب يوليو 52 إلى انقلاب يوليو 2013، عادت العلاقات المصرية السعودية إلى شهر عسل طويل مع تلاقى رغبة الانقلاب العسكري والراحل عبد الله بن عبد العزيز على القضاء على تيارات الإسلام السياسي والحيلولة دون مد الحركات الإسلامية إلى السلطة في بلدن الخليج، وفتحت التويجري خزائن المملكة لدعم مذابح العسكر في مصر في معونات تجاوزت حاجز الـ 100 مليار جنيه مصري.
إلا أن رحيل عبد الله خلط الأوراق من جديد وضرب حالة التقارب في مقتل، في ظل سياسة المملكة تحت حكم العاهل الجديد سلمان، والذي لم يتردد في مواصلة الدعم المادي للاقتصاد المصري المنهار في الوقت الذي رفض فيه السير على خطا سابقه في التعامل مع التيارات الإسلامية فضلا عن الملفات العربية العالقة.
واعتمد سلمان سياسة حازمة في التعامل مع الشأن "السيساوي" فأطاح بكافة رجال الملك الراحل وثيقة الصلة بالعسكر في مصر، ورفض الابتزاز الانقلاب باللعب على وتر التقارب مع إيران وروسيا من أجل ضخ مزيد من "الرز"، وتبني مواقف جديدة في مواجهة الأحداث المتوترة في اليمن وسوريا وليبيا والعراق.

• عاصفة الحزم
كانت عاصفة الحزم هي أول محك لصاحب "مسافة السكة" مع الكفيل السعودي، خاصة وأن السيسي وجد نفسه مضطرا أن يوفي بالدين للجانب الممول في بلاد النفط، بعدما تحركت القوات السعودية على رأس تحالف عربي لضرب الاحتلال الحوثي المدعوم من إيران في اليمن والانقلاب على الشرعية، لتسيطر حالة من الارتباك والتخبط على المشهد المصري.
ومع رد فعل الخارجية المصرية بتبني الحل السلمي في اليمن، بادرت قيادات الجيش المصري بالتأكيد على المشاركة في عمليات التحالف، قبل أن يعلن السيسي أن جيش مسافة السكة للدفاع عن مصر وفقط، ليتراجع من جديد ويحرك بعض القطع البحرية إلى المياه الإقليمية اليمنية، الموقف المصري المتخبط انحرف ببوصلة العلاقات كثيرا ودق أول مسمار في نعش "شهر العسل".
 التقارب الروسي
سعود الفيصل -وزير الخارجية السعودي- دق المسمار الثاني على وقع الانتقادات الحادة التي وجهها خلال القمة العربية ضد رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي أعلن خلالها عن موقف بلاده من موسكو، متهما الجانب الروسي بالتورط في أكثر أزمات الأمة العربية خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري. واعتبر الخبراء أن التقارب المصري الروسي لا يلبي رغبات الجانب السعودي الذي يكن عداء تاريخيا إلى موسكو، خاصة في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه دولة بوتين إلى إيران رغم الدور الذي تلعبه في إثارة القلائل في العالم العربي والتوتر الذي تقوده في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.




الملفـــات الشـــائكة
الباحث محمد أبو زيد، اعتبر من بين المحطات الهامة التي توقفت ندها العلاقات المصرية السعودية في الأسابيع الأخيرة هو الموقف المصري من إيران ومن بشار والموقف السعودي من ليبيا، علي الرغم من خطورة اللحظة الراهنة والحرب الدائرة بين السعودية وطهران علي الأراضي اليمنية إلا أن القاهرة لم يصدر منها أي تصريح رسمي وتحرص على أن تترك الباب مواربا مع طهران، فضلا عن التوافق بين طهران والقاهرة بشأن بشار الأسد، وهي الأدوار التي تتبدل في الأزمة الليبية حيث تري القاهرة ضرورة التدخل العسكري بينما تؤيد الرياض الحل السياسي.
وزاد من هوة الأزمة حالة التقارب الواضح بين أمير قطر والملك السعودي من جانب والرئيس التركي أردوغان من جانب آخر، ومحاولات خلق تحالف سني في مواجهة المد الشيعي، وهو الأمر الذي أزعج دولة السيسي كثيرا على خلفية العداء المعلن وعدم الاعتراف بالانقلاب من جانب أردوغان، وحالة الجفاء المسيطرة على العلاقة مع الدوحة...

 الأذرع الإعــلامية تتحـــرك

مخاوف السيسي من التغيرات السياسية ومحاولة الابتزاز تارة في اليمن وتارات بالتلاعب بورقة إيران، حرص معها على استغلال ورقة الإعلام المخابرات لمزيد من الضغط على الرياض، وهو الدور الذي بدأ يلعبه الإعلامي المخبر إبراهيم عيسي بشن موجات متلاحقة متتالية من الهجوم على السعودية وسياسات سلمان، ما يفضح بجلاء حالة التنافر التي ضربت علاقة البلدين.
وكال عيسي الاتهامات إلى المملكة معتبرا أن الوهابية سبب شرور العالم، وحاضنة الإرهاب وهي الشيطان الأكبر"، زاعما أن مصر خاضت حربا مقدسة ضد الأفكار الوهابية حتى أربعين سنة مضت، منذ سمح الرئيس السادات للإسلاميين والسلفيين بالعودة والعمل تحت نظر الدولة، لتنتقل أفكار البداوة والصحراء إلى مصر مهد الحضارة والتنوير.
وشكك إعلامي "الحمالات" في نوايا السعودية تجاه اليمن، معتبرا أن عاصفة الحزم محاولة لتدمير اليمن على غرار ما فعلت في سوريا والعراق وليبيا، للإطاحة ببعض الخصوم كصدام حسين وبشار الأسد ومعمر القذافي.
وقال إنّها "جرّت المنطقة إلى حروب بالوكالة لصالح أميركا وإسرائيل، وصلت لمحاربة الاتحاد السوفييتي السابق بإعلان الجهاد ضده، وتحاول أن تشيطن إيران والشيعة في المنطقة".
وزاد عيسى من الشعر بيت، واصفا النظام السعودي بأنه لا يختلف عن ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خاصة في تعاملها مع المرأة، وتساءل عن "الفارق بين ما تفعله المملكة وما يفعله داعش في تصدير الفكر المتطرف، وترويج مشروع الخلافة المزعوم". –بحسب تعبيره-  موجات من المد والجزر تتحكم في العلاقات بين السعودية ومصر تجمعها المصالح تارة وتفرقها الأزمات تارات، إلا أن الأمر الذي لا يقبل التشكيك في الوقت الحالي أن دولة السيسي فقدت ولو إلى حين أحد أهم داعمي الانقلاب، وباتت تتلاعب مع الإمارات في الكواليس من أجل زعزعة ملك سلمان وتقويض تحركاته التي لاقت قبولا واسعا في الأوساط العربية والإسلامية وانضمت إلى ركاب تأييد آمال الشعوب لا طموحات العسكر.




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

ليست هناك تعليقات: