الجمعة، 25 مارس 2016

كتاب السيسي الأخضر.من أطلق النار على عمر سليمان؟.فيديو



من كـان يصــدق
 أن يرتقي ذاك السيسى الصعلوك عرش مصر؟

لحظة بكاء القاضي خلال محاكمة محمد مرسي
... من أطلق النار على عمر سليمان؟ ...
 ولماذا قيل لأبو الغيط "إذهب إلى جمال مبارك"؟ 
... لغـــز الأيــام الأخـــيرة ...



... كتاب السيسي الأخضر ...
لعل الأمر لم يرد حتى في أحلام تاجر التبغ محمد علي باشا، المنحدر من البلقان، عندما وفد إلى الكنانة، قائدًا لفرقة من الجند الألبان، قوامها نحو ثلاثمائة مقاتل، مطلع القرن التاسع عشر، ضمن حملة عثمانية لطرد الفرنسيين، الذين احتلوا البلاد ثلاث سنوات، فخلفوا بعد خروجهم مجتمعًا يفور سياسيًا، ينبض نشاطًا وحيوية، إثر انفتاحه على "الحداثة الغربية"، التي حملت المدفع والبارود والورق والمطبعة معًا.
في السنوات التي أعقبت خروج الفرنسين، تدافعت في شرايين مصر دماء جديدة، وغدت مطالب الثورة الفرنسية: الحرية والإخاء والمساواة، ذات حضور طاغٍ في الوجدان السياسي الجمعي، إن صح التعبير، هذا مع ملاحظة امتزاج تلك المفاهيم الوافدة، بمرجعيات فقهية أصيلة، حول شروط الحاكم في الإسلام، ما أوحى إجمالًا بأن البلاد تنفض الكسل عن أجفانها، بعد ليل طويل من الاستبداد، خضعت فيه لحكام طغاة، من أرمن وتركستان وأكراد، وحتى من عبيد خصيان مثل كافور الإخشيدي.
هنا قبل التنطع بعبارات على شاكلة أن المصريين لا يجدون غضاضة في الاستعباد، بذريعة أنهم لم يثوروا على أولئك الأجانب، أن يؤخذ في الاعتبار أن مفهوم الدولة القُطرية لم يكن قد بزغ بعد، في سماء الشرق العربي، فأولئك الحكام لم يكونوا غرباء بالمعنى المتعارف عليه الآن، ذلك أن الرابطة هي الإسلام، ومن ثم لم يكن مستهجنًا بمعايير ذاك الزمان، أن ينتمي الحاكم جغرافيًا إلى إقليم آخر.
أيما يكون.. فقد تنازعت بعد خروج الفرنسيين، على وراثة "ثروات المحروسة" قوتان رئيسيتان، تمثلتا في الإمبراطورية البريطانية، والدولة العثمانية، اللتين تحاربتا عبر وكيلين من عسكر المماليك، وهما: محمد بك الألفي وإبراهيم بك الكبير، بينما الشعب في "رحى الفوضى" تطحنه ضرائب فادحة، تنتزع اللقيمات الناشفة من أفواه عياله.
وسط ذاك الصراع الضاري، الذي انتهى بتنحية الإنجليز عن المشهد، وتولي الوالي العثماني أحمد خورشيد باشا، كان الألباني المكّار يحفر الحفر للخصوم المتناحرين، ويمشي بينهم بالوقيعة، حتى يضعفهما فيقوى، ويتودد بالتوازي إلى مشايخ الأزهر، متطلعًا إلى ما لهم من تأثير في العامة والبسطاء، ما أشعل صدر الوالي بالخوف، مستشعرًا في طموحات الجندي الألباني خطورة، فأرسله إلى الصعيد لمطاردة فلول المماليك، ثم استقدم قوات من الأستانة لتعضيد حكمه، فإذا بالجند يعيثون فسادًا، فيعتدون على الأعراض، ويستولون على الأموال، فما كان من الشعب إلا أن ثار بقيادة نقيب الأشراف عمر مكرم، فأسقط خورشيد، ثم في مفارقة مدهشة "فوّض" الوافد الأجنبي لإدارة شؤون البلاد، ولم يتخير للمهمة واحدًا من أبنائه.
على أن مبايعة الجندي الألباني، لم تكن على بياض، بل كانت مشروطة بما يمكن تسميته بإقامة نظام ديمقراطي، يستشير فيه الحاكم أولي الرأي من علماء الشعب وأعيانه، فلا يستبد ولا يرهق الناس بالضرائب ولا يحسب أن البلاد ضيعة خاصة، مثلما كان أسلافه المماليك يفعلون، وقد تملق الرجل كثيرًا حتى بلغ مآربه، وحينما أصبحت السلطة أمامه على طبق من فضة، بطش بالذين رفعوه على أعناقهم، حتى إنه نفى عمر مكرم إلى دمياط.
كان المغامر الداهية ذو النظرة الذئبية الحادة، قد أجزل العطاء لمشايخ الأزهر، فور ارتقائه العرش مباشرة، فاشترى مبكرًا سكوتهم على فاشيته واستبداده، ليصبحوا بين يديه علماء "حكوميين" بعدما صارت أعينهم أمامه مكسورة، ومن ثم مضي ينكث بما قطع من وعود، وهم من حوله يزيفون الحقائق، ويجعلون من خطاياه شرفًا، ومن جرائمه مكارم.
وفي حمى سعيه للاستئثار بالسلطة، اقترف محمد علي مذبحة القلعة الشهيرة، للخلاص من المماليك، فسكت عن سفك الدماء من سكت، لكن الجبرتي الذي لم يكن مؤرخًا حكوميًا يكتب ما يرضي الحاكم، لم يكتم شهادته، فاستقبح الخديعة الدنيئة للفتك بأولئك الذين طالما مقتهم وهجاهم، ومن ثم أصدر أحكامه القاسية على الوالي الذي إذا خاصم فجر: "لا يتقرب إليه من يريد قربه إلا بموافقته على مقاصده، ومن يتجاسر عليه بنصح حقد عليه، وربما أقصاه وعاداه معاداة لا صفاء بعدها".
إذن.. لقد قال المؤرخ المستنير الصادق قولته، لقد رأى الحاكم الذي انخدع الشعب بمعسول كلامه، يخرق وعوده ويمشي على خطى أسلافه الطغاة الغابرين، فلم يزور الحقيقة، وهكذا مضت كلماته تنتشر في صحائف ذاعت بين العامة، ما ملأ صدر الوالي غضبًا، فدبر لاغتيال ابنه خليل لدى سيره في شبرا، ولم يكن ليغيب عن فطنة الجبرتي أن الوالي سفاك الدماء وراء الجريمة، فانكسر قلبه وظهره، وابيضت عيناه من حزن، ليموت بعدها بسنوات قليلة مقهورًا.
ذاك النموذج من المثقفين يعيش حيوات بعد حياته، وهو موجود في كل زمان ومكان، ومنهم في التاريخ الحديث الدكتور محمد السيد سعيد، الذي وقف أمام الرئيس المخلوع الحرامي، ذات مرة ليطالب بإصلاحات دستورية، فسخر منه العجوز الذي كان لا يحب المثقفين، ويعتبرهم على غرار سلفه السادات منظرين لا يعرفون الواقع، أو "شلة أفندية"، حتى كانت ثورة الخامس والعشرين من يناير، إنصافًا للمثقف الصادق بعد رحيله، في حين أن التاريخ لا يذكر آخرين، ممن دبجوا المدائح وصاغوا مقالات التأييد، إلا مصحوبين باللعنات مقرونين بالخزي والعار.
أن تكون مثقفًا؛ أن تحمل الأمانة، وتتكبد التضحيات وتقول لـ "الغولة" في وجهها: "عيناك حمراوان"، لا أن تكون على شاكلة الذين خرجوا من مقابلة المشير ، فيما سمي باستقبال المثقفين، ليتكالبوا على الصحف بتصريحات عن حكمته وبراعته وذكائه ورحمته وعبقريته ورحابة صدره، في مشهد لزج متنطع يعيد إلى الذاكرة المؤتمر السنوي الذي كان يقيمه مجنون ليبيا القذافي سنويًا، لمناقشة نظريات الحكم التي جاءت في كتابه الأخضر، وكان مثقفون مصريون وعرب يشدون الرحال إليه، لبيع ضميرهم وماء وجههم نظير ما ينثره على الأرض من دنانير.

من أطلق النار على عمر سليمان؟
 ولماذا قيل لأبو الغيط "إذهب إلى جمال مبارك"؟ 
... لغز الأيام الأخيرة ...


لحظة بكاء القاضي خلال محاكمة محمد مرسي






؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: