السبت، 14 نوفمبر 2015

هافينجتون بوست :لا مكان للمعارضة في مصر .



الجيش المصري صندوق أسود غامض 
من الخارج ومحصن ضد الانتقادات 
التقرير يكشف عن انشقاق داخل الجيش، 
 وهو موضوع محظور نشر تقارير عنه في مصر



قالت تانيا مونفورت، زميلة الأبحاث بمركز ماكجيل لحقوق الإنسان والتعددية القانونية، إن الاستخبارات العسكرية في مصر كانت تعلم بأن القبض على حسام بهجت لن يمر دون احتجاج شعبي واسع.
 وأشارت الكاتبة في مقال لها بموقع صحيفة «هافينجتون بوست» الأميركية إلى إن بهجت تم استدعاؤه من قبل الاستخبارات العسكرية بسبب تقرير له حول محاولة انقلاب داخل الجيش، وقد أفرج عنه في وقت لاحق، لكن لا يزال من الممكن اتهامه من قبل النيابة العسكرية بشأن هذا التقرير. وتابعت الكاتبة: إن بهجت الصحافي المصري معروف عنه النزاهة المهنية والموثوقية وبالتالي لديه اتصالات جيدة جدا في مصر والخارج، وبالمثل يعلم بهجت أن علاقاته لا يمكن أن تمنع استدعاءه يوما ما بالنظر إلى تقلص المساحة أمام المعارضة في مصر.
 وقالت الكاتبة إن معظم الناشطين في مصر يؤكدون أن اعتقالهم أمر محتمل في المستقبل، بسبب تبني الدولة لسلوك استبدادي وإنفاذ قوانين تحظر التعبير السياسي من أي نوع.
 وأشارت إلى أن التقرير الذي كتبه بهجت كان حول المحاكمات العسكرية السرية وإدانة مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى من المفترض أنهم على صلة بجماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في تدبير انقلاب. وقد كتب فقط أن المحاكمات جرت، دون الحديث عن تبرئة للمدانين، أو أي أجندة سياسية علنية بخلاف فكرة أن هذه القصة هي أمر يجب أن يعلمه الجمهور.
 ولفتت الكاتبة إلى أن التقرير الذي كتبه يكشف عن انشقاق داخل الجيش، وهو موضوع محظور نشر تقارير عنه في مصر، وكان الأمر بمثابة تحد لرغبة في إبقاء مؤامرة الانقلاب والإدانات في إطار السرية. وأوضحت أنه لم يكن هذا أول تحقيق صحافي يكتبه بهجت، فقد كتب العديد من المقالات الصعبة بما في ذلك تقرير عن ثروة مبارك الواسعة وآخر حول عدد كبير من الجهاديين الذين تم العفو عنهم من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل انتخاب جماعة الإخوان المسلمين.
 ولفتت الكاتبة إلى أن منظمة حقوق الإنسان التي أسسها بهجت وتسمى «المبادرة المصرية» كانت قد وجهت عدة شكاوى ضد مصر إلى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان. ونقلت عن رئيس تحرير مجلة مصرية قوله قبل ثورات الربيع العربي «الجيش هو الشيء الوحيد الذي لا يمكن لأحد أن يكتب عنه شيئا. يمكنك انتقاد مبارك ولن ترسل تلقائيا إلى السجن، ولكن الجيش أمر مختلف. 
ظل الجيش المصري مثل صندوق أسود، غامض من الخارج ومحصن ضد الانتقادات، ما تغير هو العلاقة الحميمة من الرئاسة إلى الجيش، فلم يعد هناك حتى خط واضح بين الجيش والرئاسة منذ وصول السيسي للسلطة. وأوضحت الكاتبة أنه من خلال الوقوع بين حكومة عسكرية وعنف متزايد من الجماعات الإسلامية، تتضاءل في مصر الآن المساحة أمام المعارضة السلمية يوما بعد يوم.



ليست هناك تعليقات: