الجمعة، 13 نوفمبر 2015

يا قومنا : قدموا المبادئ وأخروا المصالح . فهل من مجيب...؟ .فيديو



. الإخلاص لابد أن يسبق الاصطفاف .
ماحدث لنا من خطف ثورة يناير ووقوعها فريسة
 بين مخالب وأنياب الثورة المضادة والدولة العتيقة
. لهو عقاب لنا جميعا من الله عز وجل .
 . قدمــوا المبـــادئ وأخـــروا المصـــالح .
... فهــل من مجيب...؟



خذوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن 


● كثرت الدعوات والمناشدات والتصريحات بل والتوسلات بضرورة الاصطفاف الثوري من جديد لاستعادة روح يناير وتحقيق أهداف ثورة يناير العظيمة من كرامة وعيش وحرية وعدالة اجتماعية وغيرها .
 وهذه دعوات حق فى شكلها وصورتها , لكن فى مضمونها وجوهرها يشوبها بعض الباطل , بل وإن شئت فقل يشوبها بعض الغموض وعدم الوضوح فى الرؤيا والتصور والهدف .
إن آية واحدة فى القران الكريم لجديرة بحل هذا اللغز وفك هذا الالتباس بين الناس .
ألم تقرا قوله تعالى " إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ."
والقتال قد يكون بالسيف , أو بالكلمة , أو بمواجهة الهوى والانحراف , أو بالثبات على الحق , أو بوحدة الهدف والغاية. وذكر الحق قوله " فى سبيله " قبيل لفظ " صفا ", فى إشارة جميلة بليغة تلخص ارتباك المشهد السياسي الذي نحن فيه اليوم .
فلايمكن أن يكون الاصطفاف قبل الإخلاص , ولايمكن أن يكون الاصطفاف قبل توحيد الهدف والغاية من الطريق . ولايمكن أن يكون الاصطفاف قبل التجرد لله من المطامع الحزبية , والأهداف الشخصية , والمكاسب المادية والسياسية .
 ● - كيف يمكن تحقيق الاصطفاف الذي يدعون إليه والصف أعوج , فيه المتقدم بغير حق والمتأخر بغير سبب..؟
 - كيف يمكن تحقيق الاصطفاف والنية ليست خالصة لله ولا متجردة لوجه الله ثم لمصلحة الوطن العليا..؟
- كيف يمكن تحقيق الاصطفاف والذين فى قلوبهم مرض مازالوا يثرثرون بغير فهم أو وعى ويلبسون الحق بالبطل ويكتمون الحق وهم يعلمون..؟
- كيف يمكن تحقيق الاصطفاف وهناك أقوام قدموا مكاسبهم الشخصية على مصلحة الوطن ..؟
-  كيف يمكن تحقيق الاصطفاف وبعض النفوس ملتوية التواء لايستقيم معه البناء ..؟
- كيف يمكن تحقيق الاصطفاف ووابل الاتهامات وسيل المكايدات وعواصف المزايدات لاتهدأ لا بليل ولا بنهار..؟
- كيف يمكن تحقيق الاصطفاف وحب الظهور وتضخم الذات وحب الزعامات هو المحرك والوقود الذى يشغل ماكينات تلك النفوس الهابطة ..؟
- كيف يمكن تحقيق الاصطفاف وقد أصبحت الثورة عند البعض شعارا للارتزاق المادي والظهور الإعلامي ..؟
-  كيف يمكن تحقيق الاصطفاف وقد أصبحت الثورة عند البعض سوقا تجاريا نصب فيه البعض أوتاد خيمتهم للبيع والشراء بأى ثمن ولو على حساب القيم والمبادئ والدين والوطن..؟
 .... أفـــلا تعقلـــــون..؟....
 ● كيف يمكن تحقيق الاصطفاف وكتاب الله يقول فى حق الاصطفاف " كأنهم بنيان مرصوص "..؟
- فهل نحن اليوم بنيان مرصوص ..؟
أم بنيان آيل للسقوط..؟
- هل نحن اليوم بنيان قوى متين ليس فيه ثغرات ولاشقوق ولا تصدعات...؟
- هل نحن اليوم بنيان قوى متين قادر على مواجهة العواصف والزوابع التى تنطلق من حين لآخر..؟
- هل نحن اليوم بنيان مرصوص قائم على أعمدة خراسانية إيمانية متينة لايصدأ حديدها ولا تتهاوى أحجارها من أول عاصفة..؟
- هل نحن اليوم بنيان متراص ليس فيه متقدم ولا متأخر عن البنيان..؟
- هل نحن اليوم حققنا قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " فهل نحن اليوم يشد بعضنا بعضا ..؟
- هل نحن اليوم يؤازر ويساند بعضنا بعضا فى الحق..؟
إن الواقع المرير يقول أن هناك اتهامات وإهانات وتخوينات متبادلة بين الجميع ...؟
- أين نحن من كمال ومتانة وقوة البنيان المرصوص..؟
 ● إن القول بأن الاصطفاف الثوري يمكن تحقيقه ونحن على مانحن عليه من الشقاق وسوء الأخلاق والتنازع والفرقة والاختلاف , لقول مشكوك فى صحته وفى أصله وسلامته .
فالله عز وجل طيب لايقبل إلا طيبا .
والطيب هنا هو التجرد لله لتحقيق أهداف الثورة من أجل تحرير هذا الشعب من التعذيب والتشريد والاضطهاد السياسي على مر العصور لكى ينعم الشعب بثرواته وبخيره .
- إن الطيب هنا الذى يقبله الله عز وجل هو التخلص من تضخم الذات البشرية وحب الظهور والزعامة ولو على حساب رقاب الجميع .
- إن الطيب هنا الذي يقبله الله عز وجل أن تكون النية خالصة له فى رحلة البحث الشاقة عن الحرية وكرامة الإنسان .
- إن الطيب هنا الذي يقبله الله عز وجل هو أن ندرك أن ماكان لله دام واتصل , وما كان لغيره انقطع وانفصل . 
- إن الطيب الذي يقبله الله عز وجل هو تقديم مصلحة الدين والوطن والشعب على مصلحة الأحزاب والهيئات والجماعات ..
- إن الطيب الذى يقبله الله هنا أن نفهم جميعا أن عدونا واحد , لذا يجب أن نكون صفا واحدا متراصا مستقيما فى مواجهته.
- إن الطيب الذى يقبله الله ألا نحيد عن طريق الحق لنصرة دين الحق وتحرير الشعوب من رق العبودية الذى أذل العباد وأخر البلاد .
 ● إن ماحدث لنا من خطف ثورة يناير ووقوعها فريسة بين مخالب وأنياب الثورة المضادة والدولة العتيقة لهو عقاب لنا جميعا من الله عز وجل . 
فلو كان الاصطفاف قائما من أول يوم على أسس متينة , وقواعد سليمة , ونيات خالصة , وأفهام واعية , ومدارك واسعة , وخطط واضحة , ووسائل فاعلة , ماكان هذا حالنا اليوم من مطاردة الشرفاء وسجن الأحرار واعتقال الثوار .
** لعل الله أراد أن يميز الخبيث من الطيب , والصالح من الطالح , وصاحب المبدأ من صاحب المصلحة . 
ويوم أن يدرك الجميع أن الإخلاص لابد أن يسبق الاصطفاف , وأن مصلحة الوطن العليا والتي تكمن فى تحرير هذا الشعب من الديكتاتورية والاستبداد والرق والعبودية , وتحقيق الحرية والديمقراطية وحفظ كرامة المواطن هى الأولى والأوجب, يومها بل وساعتها ولحظتها سينزل نصر الله على قوم يستحقون هذا النصر حتى لايفرطوا فيه بعد ذلك . 
إن نصر الله غال الثمن لايقدر بكنوز الدنيا كلها , ولن ينزل نصر الله أبدا على قوم لايفرقون بين الغث والثمين وبين الحق والباطل , بل سينزل على قوم باعوا الدنيا واشتروا الآخرة .. وقدموا المبادئ وأخروا المصالح . فهل من مجيب...؟

|••| رحماك ربي ما أرحمك |••|  




ليست هناك تعليقات: