الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

خطاب سرى يكشف خوف "السيسى" من سحب البساط بقيادة رجل الكنيسة



ذكاء "ساويرس" فى ضرب السيسى
 لهـــذا السبب كانت الضـــربة لـ"صلاح دياب"



لم تتوقف تبعيات القبض على رجال الأعمال الشهير"صلاح دياب"، مؤسس صحيفة المصرى اليوم، عند حد معين حيث تبرز أحداث وتطورات جديدة كل لحظة خاصةً انه من المحسوبين على رجال مبارك والتطبيع مع الكيان الصهيونى بقيادة أمريكية. التطور الأخير كشف عن رسائل سرية خرجت من أحد المقربين من "دياب" قبل القبض عليه بأيام، تحثه عن التوقف فى الحديث عن استمرار فى السلطة من عدمه "وتخفيف رجله من السفارة الأمريكية"، لأن السلطات الأمنية تتهمة بزعزعة نظام الحكم بأجندة أمريكية، حسب الرسائل. الرسائل كشفت أيضًا عن صراع شديد بين رجل الكنيسة "نجيب ساويرس" وقائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى شخصيًا، خوفًا من سحب الثقة، وأن "دياب" سوف يكون رسالة السيسى لـ"ساويرس" الذى يستعد إما لمشاركة السيسى فى السلطة أو سحب الثقة منه على أقل تقدير، وهو من شأنه فضح المستور الذى تحدثنا عنه مرارًا وتكراراً، خلال الفترة الماضية.
  خوف السيسى
 أحد قادة صحيفة "المصرى اليوم" السابقين، قال فى رسائل سرية لبعض المقربين له أن السلطة الحالية بقيادة عبدالفتاح السيسى قائد الانقلاب العسكرى)، قلقه للغاية ويصيبها خوف شديد من تحركات دياب مع بعض السفارات الأجنبية وخاصةً الأمريكية منها، حسب الرسائل. ويوضح فى رسائله، التى خرجت قبل القبض على دياب ونجله بعدة أيام، أن فكرة تلفيق قضية له، ليست هى المقصودة بالطبع فخوف "السيسى" من تبعيات الخريطة الجديدة التى قد تطيح به بعيدًا عن غضب شعبى هى السبب الحقيقى، مضيفًا، أن "دياب" يتفق كليًا مع رجل الكنيسة وشريكة"نجيب ساويرس" الذى يتجه حاليًا لتنفيذ المخطط الذى أسماه بالدستورى (دستور العسكر 2014)، فى الإطاحة بـ"السيسى" ورجاله، أو أن يوجهوا تبعيتهم للكنيسة، وهى ما ستجعل مؤيدى الانقلاب العسكرى يخرجون على السيسى ورجاله دون رجعة، فما بالك بمعارضى الانقلاب!.
  ذكاء "ساويرس" فى ضرب السيسى
 وتحدثت فحوى الرسائل المزعومة، أن المهندس "نجيب ساويرس" الشريك الثانى لدياب فى الكثير من أعماله وعلى رأسهم صحيفة "المصرى اليوم"، يتعامل بذكاء مع السيسى ورجاله وهادئ فىأداء دور سياسي كبير في المرحلة المقبلة ، مستفيدا من القواعد التي "مرت" في دستور 2014 والتي تجعل من رئيس الوزراء رأسا ثانيا للسلطة في مصر ، بكل ما تعنيه الكلمة من صلاحيات ، بل يمكنه من خلال الهيمنة على حصة مؤثرة بالبرلمان أن يلغي ما يشاء من القوانين والتشريعات التي أصدرها السيسي. بل ويهدد بسحب شرعية رئاسة السيسي نفسه إذا وصل الأمر إلى رفض التصديق على قانون انتخابات رئيس الجمهورية الذي نجح بموجبه السيسي ، لأن النص الدستوري يقول بإبطال القانون وما يترتب عليه من آثار إذا لم يعتمده البرلمان خلال خمسة عشر يوما من أول دور انعقاد. وقد نجح ساويرس في المرحلة الأولى من انتخابات برلمان الدم من حصد قرابة خمسين مقعدا لحزبه "المصريين الأحرار" ، وفرصته جيدة في المرحلة الثانية لحصد حصة أكبر من تلك، وهذا ما يجعله مؤهلا للعب هذا الدور إذا نجح في توظيف مبلغ صغير من المال لتحويل مائة نائب فقط من المستقلين إلى حزبه أو التنسيق الكامل معهم ، وهو ما يعني أيضا فرصته المحققة في تشكيل الحكومة الجديدة بعيدا عن اختيار السيسي ، باستثناء الوزارات السيادية الأربعة .
 دفاع "ساويرس" الشرس عن رفيقة 
. ورسالة "السيسى" له.
 ساويرس لم يتدخل مباشرة في أزمة صديقه صلاح دياب ، ولكن رجال ساويرس ومنابره دافعت عن الرجل ببسالة واضحة ، وهناك اعتقاد بأن رسالة ضربة صلاح دياب ، مقصود بها "ساويرس" نفسه بشكل أساس ، وتطورات تلك القضية وما يعقبها خلال الأسابيع المقبلة ستوضح إلى حد كبير مسار الأحداث ، وربما اختيارات الدولة السياسية في المرحلة المقبلة . الطريقة التي تم بها توقيف صلاح دياب خشنة بصورة غير مبررة للرأي العام ، كما أن شخصية الرجل ومكانته الاجتماعية والاقتصادية لا تحتاج إلى قوات خاصة ومدرعات وهجوم قرب الفجر وتصويره بالكلابشات ، كما لو كان زعيما إرهابيا ، ورسالة "السيسى" بهذا المشهد ، فقد أرسلها في الوقت الخطأ ، لأنها أثارت ارتباكا كبيرا في وسط رجال المال والأعمال وهزت الثقة في المستقبل وجعلت أفكارهم تتجه نحو التفكير في "الانسحاب" "والنجاة" وليس المشاركة والعمل ، وهذا كل يضر بالسيسي نفسه ، لأنه ـ رغم أخطاء هؤلاء ووجوب استعادة الدولة ما أخذوه بغير حق، إلا أنهم عصب اقتصاده الآن.
* ضــربة مزدوجـــة
 ورغم تلك الربكة التى اضافها السيسى على المشهد السياسى والاقتصادى فى البلاد بسبب تسرعه فى تلك الضربة "الانتقامية" ، إلا أنها كانت ستفرق كثيراً إذا كان قد فعلها منذ عامين، وهو ينعم بدعم الكفيل الخليجى. الكاتب الصحفى جمال سلطان يقول فى هذه النقطة ، أتصور أنه رغم المخاطر التي تشكلها تحركات "المجموعة" إلا أنها ربما كانت فرصة أن يصدرهم السيسي للمسئولية، "ويشيلوا الشيلة" ، بضوابط وتوافقات ، فإن نجحوا فقد ربح هو نفسه معهم ، وإن فشلوا يكون قد حرق "السيناريو" البديل ، والله أعلم ..



|••| رحماك ربي ما أرحمك |••| 

ليست هناك تعليقات: