الخميس، 8 أكتوبر 2015

صحيفة أمريكية: صراع أمريكي روسي صيني قادم بكل شراسة



المثلث الاستراتيجي 
مزيج من الفوضى العالمية وخطوط تقسيم جديدة؛
 نتيجة حواجز عدم الثقة العالية جداً بين كل من البلدان الثلاثة، 
وتعميق الاضطراب العالمي الحالي وتفاقم مجموعة من الأزمات الإقليمية والعالمية.



توقع الكاتب ماثيو روجانسكي نشوب مواجهة وصراع على نطاق واسع بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، على خلفية الحرب الكلامية بين أوباما وبوتين أثناء إلقائهما لكلمتيهما في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ما يطلق عليه الحرب الباردة.
 وقال الكاتب في مقال نشره بصحيفة ناشينال إنتيريست الأمريكية: إنه "رغم تصوراتنا بأن العالم قد تخلص من حقبة المنافسات الجيوسياسية بين القوى العظمى، إلى عالم أكثر استنارة في نظام ليبرالي يبتعد قدر الإمكان عن الصراعات، إلا أن نسبة المواجهة آخذة في الارتفاع إلى مستويات لا يمكن تجاهلها، وإن الصراع الحالي يمكن أن يثبت خطورة المواجهة كتلك التي كانت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في القرن الماضي، وسيكون بلا شك أكثر تعقيداً في عصرنا هذا، والسبب يعود إلى زيادة نطاق السلطة والنيات الغامضة حتى الآن للفاعل الرئيسي الثالث؛ ألا وهو الصين".
 وتابع روجانسكي: "اعتلى أوباما المنصة قبل نظيريه الروسي والصيني، وتحدث عن القوة الأمريكية والقيادة المبنية على القيم التي أكد أنها مشتركة عالمياً، والولايات المتحدة، كما يقول، هي أغنى وأقوى دولة على وجه الأرض على وجه التحديد بسبب التزامها بحرية الإنسان وحقوقه الأساسية، وبالنسبة للدول الأخرى يجب أولاً وقبل كل شيء تبني وممارسة هذه القيم، ورفض أي شيء يبرر القيود المفروضة على حقوق الإنسان باسم الهوية الثقافية أو الحضارية".
 لكن في المقابل كان رد الرئيس بوتين بنقد حاد لما أسماه الاعتداء الأمريكي، كما انتقد ميل الأمريكيين، ليس فقط "لوعظ الآخرين عن تفوق قيمهم، ولكن أيضاً ضد الدمار الذي أحدثته انتهاكات الولايات المتحدة للقواعد الدولية"، ووفقاً لبوتين "دمرت التدخلات الأمريكية الطائشة تحت اسم إزالة واستبدال الحكومات الأجنبية المجتمعات، وجلبت معاناة لا توصف، وتسببت بظهور تنظيم "الدولة" ومن ثم تفاقم أزمات اللاجئين". ولفت الكاتب إلى أن ما هو أكثر إثارة للقلق في الصراع الواضح بين الولايات المتحدة وروسيا وتشابك القوات العسكرية لكلا الجانبين في سوريا، هو اللامبالاة الواضحة والغموض في الرد من الصين، القوة العظمى الحيوية الثالثة في عالم جديد ممكن أن نطلق عليه المثلث الاستراتيجي. فبدلاً من تأييد أو رفض تصريحات قوية من بوتين وأوباما، راح الرئيس الصيني يكرر ببساطة التفاهمات عن أهمية القواعد الدولية الأساسية، وكيفية صعود الصين الذي ينطوي على التعاون المتناغم مع الدول الأخرى، كبيرها وصغيرها، في حين أن الصين تؤكد للعالم أنها سوف تلعب وفقاً للقواعد، ولا تسعى لأي نفوذ أو توسع إقليمي، إلا أنها آخذة في التوسع بنشاط بمفردها، واضعة بصمتها الاقتصادية على الصعيد العالمي وعلى ما يبدو بوضع طموحاتها الجيوسياسية في المنافسة. ويرجح الكاتب حدوث مزيج من الفوضى العالمية وخطوط تقسيم جديدة؛ نتيجة حواجز عدم الثقة العالية جداً بين كل من البلدان الثلاثة، كما رجح تعميق الاضطراب العالمي الحالي وتفاقم مجموعة من الأزمات الإقليمية والعالمية.


ليست هناك تعليقات: