السبت، 26 سبتمبر 2015

بيوت لا تدخلها اللحمة.. ربنا اللى خلقنا هو اللى يتكفل بينا


بأيـــة حـــال عدت ياعيـــدُ 
 عجــوز تستغيث 
 ما جبتش حقن الأنسولين بقـالى شـهر
.. يبقى هجيب لحمــة إزاى؟ ..


يحل عيد الأضحى المبارك اليوم وينقسم فيه الناس، ما بين غنى وفقير، صاحب أضحية يعطى بيديه من يستحق الأضحية، وآخرين لا يمتلكون فى جيوبهم ثمن شراء كيلو لحم واحد وينتظرون استلام هذه اللحمة من هؤلاء، بعدما وصل سعرها إلى أكثر من 80 جنيهاً، هم ينتظرون فى كل عام، من يأتى لهم بلحمة العيد، الذى تكثر فيه الذبائح أمام المنازل، فى الوقت الذى ينظرون فيه إلى قطع اللحم المعلقة على أبواب محال الجزارة، باشتياق شديد ويكتفون بذلك.
فى بعض مناطق القاهرة العشوائية والتى لا تبتعد كثيراً عن مناطق أخرى أفضل حالاً فى قلب العاصمة، يقطن الآلاف من السكان، يحاصرهم الفقر من كل مكان، لا يعرفون للسعادة والعيد طريقاً، سوى نظرة العطف، التى تأتيهم من فاعل خير، أو جمعية خيرية، أو بعض المساجد، التى تعمل على رعاية هؤلاء الفقراء  طبقا للوطن..
بأية حال عدت ياعيد
 تجلس آمال حسين محمد، مرتدية عباءة وطرحة سمراء، تعيش داخل عشة أحد أبنائها، بعدما هدمت لها قوات الشرطة عشتها التى تقع فى مقابل عشة ابنها الأكبر، تقطن السيدة فى هذا المكان منذ زواجها، بعدما قدمت من سوهاج للعيش فى القاهرة، حتى بعد انفصالها عن زوجها، ظلت بين أقاربها التى لا تستطيع العيش دونهم.
تقول «آمال» إن لديها ولدين، الولد الأكبر، تزوج منذ أشهر قليلة، ويعمل على عربة تمر هندى فى الشارع، لا يتعدى دخله اليومى 20 جنيه، ولا يملك شراء لحم لها، أو لزوجته بمناسبة العيد، تقول: «مش معانا فلوس نعمل رقاق ولا نجيب لحمة، إحنا قاعدين عايشين بس، لو جيبنا شوية ملح وأكلناهم برغيف يبقى الحمد لله». تبكى السيدة الأربعينية فى حديثها، قائلة: «ده أول عيد شؤم عليا، هدوا عليا الأوضة بتاعتى اللى أنا كنت ساكنة فيها، دلوقتى نايمة فى الشارع أو فى عشة ابنى»، توضح السيدة قائلة: «إنه تم هدم عشتها أثناء الأحداث التى وقعت منذ شهر مضى بمنطقة عشش السودان أثناء محاولة قوات الأمن إخلاء العشش وتسليم الشقق للأهالى بالعقارات التى تم بناؤها لهم، فهى كان لها شقة مثل الآخرين، لكنها لم تتسلم شقتها، تقول: «دلوقتى إحنا مستحملين الحر، لكن مش هنقدر نستحمل الشتاء والمطر. ربنا اللى خلقنا هو اللى يتكفل بينا».
عاجزة عن شراء علاج السكر
تقول آمال المريضة بالسكر، إنها لا تستطيع شراء حقن الأنسولين منذ شهر مضى، وإنها تعيش دون علاج، لا تمتلك من قوت يومها أى شىء فكيف تأكل اللحم، فحالة أبنائها بسيطة جداً، يستطيع الواحد منهم أن يجد رزق يومه فقط، الذى يصرف به على زوجته، أو لقمة بسيطة، تسد بها الأسرة بأكملها جوع بطنها آخر الليل. تقول «آمال»: «الحمد لله يا بنى، ربنا ساترها علينا، وهو وحده عنده الرزق فى السماء».
نـأكل في الشـــارع
بجوار «آمال»، تجلس حنان حمام، الشابة العشرينية زوجة ابنها، والتى تزوجت من ولدها منذ أربعة أشهر، وتحمل فى أحشائها جنيناً فى الشهر الثانى، تقول «حنان» «إحنا العيد ده هنقضيه فى الشارع، السنة دى وضعنا أصعب، مفيش حتى فلوس نجيب كيلو لحمة عشان ناكلها فى العيد».
جارتها فاطمة سمير، التى تبلغ من العمر 28 سنة، تقف أمام عشتها حاملة ابنها الرضيع على يديها، لديها من الأبناء ولدان وبنت، وزوجها يعمل فى بيع الذرة المشوى بالدقى، ورزقه اليومى لا يتعدى 40 جنيهاً، تستطيع السيدة تدبير مصاريف البيت من خلالهم. تقول فاطمة عن عيد الأضحى «أنا باجى فى أيام العيد باطلع أبيع شوية خضرة فى الشارع، والناس بتعدى علينا وبيفرقوا علينا لحمة»، تردف فى حديثها «إحنا مش معانا فلوس نشترى لحمة، الكيلو وصل 80 جنيه». توضح «فاطمة» أنها تأخذ أبناءها فى أيام العيد، وتخرج للجلوس فى منطقة الدقى، وأثناء بيع الخضرة فى الشارع، يمر عليها بعض فاعلى الخير، ويعطونها كيس من اللحم، تعود بها إلى العشة، وتطبخ الطعام إلى أطفالها الصغار. تقول «ربنا بيرزق الناس عشان يدبحوا وييجوا يوزعوا علينا».





ليست هناك تعليقات: