السبت، 12 سبتمبر 2015

جلسة شـاي مع السيسي .فيديو



تـعـرف إيــه بــس انـت قـولي عـن عيشة الغلابة؟


بالضبط بعد 8 سنوات من توليه لرئاسة مصر، عبد الفتاح السيسي، يعود مرة أخرى ليقف على أعتاب اجتياح عظيم للفوز بالانتخابات الرئاسية.✡✡ شهد العام الأول من حكم السيسي حملة شعواء على العناصر الإسلامية ودعاة الديمقراطية على حد سواء، وبحلول عيد الميلاد من ذاك العام، أصبح حوالي 47.000 شخص يقطنون السجون كبيوت دائمة لهم، بما في ذلك حوالي 7000 طالب جامعي، وبعد ثلاث سنوات من حكمه، أُلقي باللوم في محاولة اغتيال السيسي على جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، مما أسفر عن حملة واسعة النطاق ضد الجماعة، تمخضت عن مقتل نحو 5700 إرهابي مزعوم في جميع أنحاء محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس والجيزة والمنيا، وقوبل ذلك بصمت دولي مطبق إلى حد كبير.
 وعقب ذلك بأشهر قليلة، اجتاح السيسي الانتخابات الرئاسية الثانية بفوز مظفر بلغ 97.8% من كامل الأصوات، وشهدت هذه الانتخابات نسبة مشاركة غير مسبوقة بلغت 88%، وبعد أن وطّد سلطته من خلال استفتاءات دستورية متعددة، فضلًا عن تكديس البرلمان بزخم للموالين له، أصبح السيسي زعيم مصر بلا منازع. 
 بثقته المترعة بنفسه، وافق الرئيس على تناول فنجان من الشاي معي لمناقشة إنجازاته وما ينتظر مصر في المستقبل تحت قيادة السيسي، وأجريت المقابلة في القصر الرئاسي الجديد الذي شيده وضمه إلى العديد من القصور القائمة العائدة لزعيم مصر، وكانت قواعد احتساء الشاي في الجلسة الرسمية دقيقة عسكريًا، والمحادثة الناتجة لم تكن تحمل أية تحفظات.
 عمرو خليفة: سعادتكم، شكرًا لكم لإعطائي الوقت للقاء معكم، مع استعدادنا للدخول في شهر رمضان، هل لديكم أي شيء لتقولوه للأمة؟
 •* السيسي: لا شكر على واجب يا بني، مقابلات مثل هذه هي جزء من واجبي تجاه مصر وشعبها، أما بالنسبة لرمضان، فأتمنى أن يكون مناسبة مباركة للأمة الإسلامية. بجميع الأحوال، يجب أن أسأل شعبي، هل يجب أن تتناولوا الكثير من الطعام في رمضان؟ شخصيًا، وخلال شهر رمضان، لا أتناول سوى كسرة من الخبز، وقليل من الزيتون المنقوع في زيت الزيتون البكر الممتاز، وكوب واحد، نعم واحد فقط، من الماء على الإفطار وكوب آخر على السحور، لذلك أنا حقًا لا أفهم لماذا يجب على المصريين أن يحشوا أنفسهم بالطعام خلال العطلة.
 عمرو خليفة: ذكرتم الخبز فخامتكم، وفي الواقع، شهدت أسعار الخبز ارتفاعًا شديدًا يقارب الخمسة جنيهات للرغيف، هل هذا السيناريو الاقتصادي يمكن الدفاع عنه من وجهة نظركم؟
 •* السيسي: من المضحك أن تسألني عن رأيي يا سيد عمرو، ليس التعويل على رأيي، بل رأي واحد فقط يجب أن يُؤخذ بعين الحسبان في خصم هذا النمو الديمقراطي الكبير الذي تشهده مصر، إنه رأي الشعب المصري، أنا رجل اختاره 98.7% من المصريين لأدير شؤونهم، والمصريون يريدون هذا الخبز، المصريون بحاجة إلى هذا الخبز، وكما تعلمون، فإن الشعب هو نور عيوني، سنعطيهم الخبز بأي ثمن كان.
  عمرو خليفة: لكن سيدي البعض قد ... (وهنا يضرب الرئيس بقبضته اليمنى بقوة على طاولة خشب الكرز لدرجة آذنت معها جلسة الشاي على الانتهاء المبكر)
 •* السيسي: بني، هناك قواعد، قواعد لكل شيء، صحيح؟ القاعدة رقم واحد: لا تقاطع رئيسك وهو يتحدث! هل هذا واضح؟
 ●عمرو خليفة: (بعد أن تفاجئ ولكنه تمالك أعصابه بسرعة) وضوح الشمس سيادتك.
 •* السيسي: حسنًا، السؤال التالي، نحن هنا لمساعدة الناس على فهم الحقيقة، وليس لمنحهم وعودًا فارغة.
 عمرو خليفة: البعض يتساءل حول القانون الجديد الذي صدر منذ شهرين، والذي يخول جميع المرشحين الذين يبدأ اسم عائلتهم بحرف "السين" لتمديد فترة ولايتهم الرئاسية إلى 32 عامًا، هل يمكنك أن تحدثنا عن ذلك سيادتك؟
 •* السيسي: (يعتدل في مقعده، ويضع ساقه اليمنى فوق اليسرى بشكل مترف) هذا سؤال جيد، وأنا ابتسمت وأنت تطرحه، هل تعرف لماذا؟ لأن الناس بحاجة للمعرفة، الشعب بحاجة لكي يفهم، وصدقني إنهم يفهمون، ولك نصيحتي، اسأل الشعب، هم طلبوا هذا القانون، بالنسبة لي شخصيًا، فإنني أفضل أن أعود إلى الجيش، (يقولها مع ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه).
 ●عمرو خليفة: سعادتك ذكرت "الشعب"، قبل ثمانية أشهر تخطى سكان مصر عتبة المائة مليون نسمة، هؤلاء الناس يتطلبون التعليم، الرعاية الصحية، الطاقة، إمدادات البنزين، والوظائف، كيف تخطط لتحقيق ذلك؟
 •* السيسي: سؤال مهم آخر، أنت جيد اليوم سيد عمرو، (يقهقه ضاحكًا بصوت عالٍ، بعد أن سلبت منه سنوات الرئاسة الطويلة لهجته الناعمة)، الجواب أبسط مما تعتقد، ولهذا السبب أنا رئيس هذه الدولة، سنقوم بضخ السيولة في العجلة الاقتصادية، لقد أعطيت أمرًا لمحمد أحمد محمود محمد محمدين، وزير المالية، لبدء طباعة 2 ترليون جنيه مصري، نحن نريد أن يكون الناس قادرين على شراء ملابس جديدة لأطفالهم خلال أعياد شهر رمضان، فبعد كل شيء، (يصدر الرئيس نحنحة خفيفة قبيل تحضّره لإلقاء عبارة قديمة) هؤلاء الناس هم نور عيوني.
 عمرو خليفة: (يهز برأسه قليلًا بشكل متشكك، في الوقت الذي يخاف فيه على رأسه أيضًا) وماذا عن مشكلة الإرهاب سيادة الرئيس؟ العام الماضي كان أسوأ عام منذ الحرب على الإرهاب، مع تصاعد مزاعم جماعة أنصار بيت المقدس وأجناد مصر بأنهم يفرضون سلطتهم ...
 •* السيسي: (مقاطعًا بغضب) أولًا جميع تلك المنظمات التي تتحدث عنها لا وجود لها، ليس هناك شيء اسمه أنصار بيت المقدس أو أجناد مصر، وثانيًا، نحن نعرف الإرهابيين الحقيقيين، وسوف نتعقبهم ونصطادهم بلا رحمة، هذه حرب على الإرهاب (يضرب بقبضته على الطاولة لمرتين تأكيدًا على ما يقوله)، لا يوجد مكان لهم هنا، مصر تريد سياحًا لا إرهابيين.
 ●عمرو خليفة: هذا يقودني إلى النقطة التالية سيادتك، في العام الماضي، وللسنة العاشرة على التوالي، عانت مصر من تراجع كبير في أعداد السياح، وفي الواقع، لم يرتد مصر سوى 975.000 سائح طوال العام، وحملة "وحشتونا" لجذب السياح العرب، لاقت فشلًا ذريعًا بكل المقاييس، كيف يمكنك تغيير هذه الدينامية المتهالكة؟
 •* السيسي:: سيد عمرو، نحن لم نفشل! بدعم من المصريين المخلصين، سوف نشرع في حملة ثورية جديدة، نحن، كما تعلم، لم ننس الثورات الكبرى في 30 يونيو، 19 سبتمبر، و1 أكتوبر، وسنباشر حملة جديدة سنقدّم بموجبها لكل سائح لدى وصوله إلى مصر سترة واقية من الرصاص، وإذا مدد السائح إقامته لأسبوع آخر، سيتأهل حينها للحصول على مسدس فارغ، هذا سوف يخفض المخاوف، ويزيد من تدفق العملة الصعبة، وسيساعد على ضخ 25 مليار دولار إضافية في السنة، مليار منها من قطاع السياحة، و24 مليار دولار من خلال طباعة المزيد من المال، ألا تظن بأن هذا رائع؟
 ●عمرو خليفة: نعم سيدي، لقد أخذنا الكثير من وقتك، ولكن سؤال واحد نهائي، الجيش، منذ سنوات، اخترع آلة قادرة على علاج التهاب الكبد الوبائي والإيدز، وكانت هناك شائعات بأن هذا الجهاز قد يتسبب بالعقم وبحالات صحية خطيرة ...
 •* السيسي: (يصعد الدم إلى عينيه فجأة، ويرفع يداه فوق الطاولة، كما لو كان سيضربهما على الطاولة، وبعد 90 ثانية من الصمت، أحسها المحاور ساعة مع تصبب العرق من جبهته بكثافة، يقول السيسي ببطء) الجيش مؤسسة نبيلة، لا يمكنك أن تبدأ بفهم التضحيات التي نضحي بها كل يوم لصالح هذه الأمة المجيدة، سؤالك يستبطن إهانة الجيش العظيم، ولكنني رجل لطيف، لذا سأشرح لك ذلك. الرجل الذي يقف خلف هذا المشروع يقف حاليًا أمام قضائنا الكبير والمستقل، حيث ثبت بأنه وكيل رباعي لجماعة الإخوان المسلمين وقطر وإسرائيل، وكيان آخر لا أستطيع ذكره لأسباب أمنية وطنية، وأنا لن أتدخل، الأهم من ذلك هو أن علماء الجيش العظيم يعملون اليوم على تصنيع حبوبًا لعلاج نزلات البرد، وتحسين أداء فريق كرة القدم الوطني، كما تعمل كمساعد لشبابنا على الدراسة.
 عمرو خليفة: شكرًا لك يا سيدي على هذا الحوار التثقيفي للغاية.
 •* السيسي: لا، الشكر لك يا بني، وهنا سأقلب الطاولة عليك بسؤال مني، لقد أدخلنا لتونا تحسينات على سجن العقرب في الآونة الأخيرة، فهل لديك اهتمام شخصي بزيارته؟ 
 وهنا، وأثناء ابتعاد الكاميرات، يظهر عمرو خليفة بشكله الأشعث أثناء سوقه بعيدًا، عبر ممر مظلم، يرافقه حارسان بلباس منمق يضعفانه حجمًا، وهكذا تنتهي جلسة الشاي مع السيسي.

تـعـرف إيــه بــس انـت قـولي عـن عيشة الغلابة؟
إللي شاربـين من كيعانهم وإللي عايشنها بطيابة..
 إللي ماقلوش طول حياتهم ليه بقي..
و إللي مهدود حيل ابوهم م الشقا..
وإللي ضاعم من بين ايديهم عمرهم وف لحظة راح..
تعرف إيـه عـنـهم جاوبـنى يا إلـلي مـطـمـن مـرتاح..
و برغـم ده كلهُ عايشيـن .. 
بيـعافـروا فيـهــا وراضـيــن.. 
صابرين ع الغلٌب و ساكتين.. حتى ولو دنـيـتـهم غابة..






ليست هناك تعليقات: