السبت، 12 سبتمبر 2015

عقد سياسات ثورة يناير مُلزمة لكل مخلص لثورة - فيديو



أشرف وأنبل وأشجع من عرفت مصر



عقد سياسات يناير يعبر عن سياسات ملزمة لكل مخلص لثورة يناير وكل حريص على تحقيق حلمها ملتزم بعقدها الذي كتب بدماء الثوار في ميدان التحرير وفي كل ميادين مصر ووقع عليه أشرف وأنبل وأشجع من عرفت مصر.
سياسات ثورة يناير
هل هناك ما يمكن أن نسميه سياسات "ثورة يناير"؟! 
هل لذلك ملامح محددة وقسمات واضحة أم أن ذلك على سبيل المبالغة؟! 
وهل هناك فائدة ترجى من البحث في هذا الأمر أم أنه على سبيل الدخول في دائرة الجدل البيزنطي؟!
الحقيقة أنني ممن يزعمون أن يناير ليست مجرد ثورة عبرت عن غضب جيل من الشباب كره العيش غير الكريم ورفض النخبة غير المحترمة واحتقر السياسة الحاكمة والمتحكمة في كل مسالك ودروب حياتنا وربما طريقة موتنا بل كان خروج الشباب العفوي ـ والمنظم في آن ـ تعبيرا عن تراكم قرون من السخط على سلطات أستأثرت بكل شيء وحرمت أصحاب الحق الأصليين من كل شيء.. السخط على حكومات دمرت كل مصادر الخير في مجتمعنا ونهبت كل منابع الثروة في بلادنا بعد أن سخرتها لصالح طبقة استعبدت الشعب.. السخط على استخفاف هذه الحكومات بمصائر الأجيال وتعليمها وصحتها ومسكنها وربما أيضا الاستخفاف بحياتها التي يدوسها إهمال مرافق الدولة حينا وتدوسها الدبابة والقهر أحيانا كثيرة.
هذه المضامين كان يمكنك أن تقرأها بسهولة في عيون المتظاهرين في ميدان التحرير وتراها في عمق المعاني التي جسدتها شعارات التحرير وهتافاته وتلمسها بوضوح في اللافتات التلقائية التي خرج بها كل المصريين من بيوتهم يتسابقون ليعلنوا موقفهم في يوم زينة الفرعون وكأنهم يعتذرون عن أجيال خضعت لهذا الذل ويعتذرون لأجيال دهس كرامتها هؤلاء الفراعين.
هكذا كان مشهد ميدان التحرير تجسيدا لثورة اختزنها الشعب المصري على مدى عقود طويلة كما كان تعبيرا واضحا عن كل آلام الشعب ومعاناته التي عاناها لفترات ممتدة ولم تغب عنه أيضا المطالب التي حلم بها الشعب ولازال يحلم حتى يعيش مثل كل شعوب العالم.
وهكذا كانت الـ18 يوما التي عاشها الشعب في ميدان التحرير بعد أن أسقط جدار الخوف وقطّع خيوط العنكبوت التي كان ينسج بها السلطان سلطته ومزق السياط التي طالما مزقت جسده.. كانت تجسيدا واضحا لما يحلم به الشعب ـ كل الشعب ـ من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.. ما يحلم به من العيش المشترك كالجسد الواحد والنسيج المتداخل لا تفرقه السلطة ولا تميز بينه الظروف ولا تستقطبه السياسة التي طالما ظلمت هذا الشعب بعد أن فرقته ومزقته شيعا سياسية وطوائف دينية.
ما أقصده في مقالي هذا ليس فقط الأهداف والأحلام المشتركة التي حلم بها الشعب في هذه الأيام الـ18 وعقد العزم على عدم التخلي عنها وإنما أقصد الأجندة السياسية للتغيير والبرنامج العملي لمقاومة الاستبداد والذي تعاقد عليه المصريون في هذه الأيام بتلقائية وألزموا أنفسهم بها دون عقد مكتوب فكانت نظريتهم في "الاحتجاج السلمي" هي النظرية التي قهرت الفرعون لأول مرة ووضعت الدولة العتيقة في الاستبداد الجريئة على دماء شعبها في موقف لم تقفه على مدى قرون وهو ما أهان كبرياءها وأرغم أنفها واضطرها لأول مرة فى التاريخ أن تتراجع وتتقهقر للخلف حتى لو كان هذا التراجع أو التقهقر تكتيكيا.
ومن يومها فقد أصبح عقد يناير ليس مجرد حلم للأجيال التالية وإنما أيضا تأسيسا لكيفية تحقيق هذا الحلم والدفاع عنه ضد كل متآمر أو مهدد له وهو ما يدعوني لأن أتصور هذا العقد المتعلق بسياسات يناير وكأنه يعبر عن سياسات ملزمة لكل مخلص لثورة يناير وكل حريص على تحقيق حلمها ملتزم بعقدها الذي كتب بدماء الثوار في ميدان التحرير وفي كل ميادين مصر ووقع عليه أشرف وأنبل وأشجع من عرفت مصر.

أشرف وأنبل وأشجع من عرفت مصر ..ثورة يناير







ليست هناك تعليقات: