تجييش مؤسسات الدولة للبذخ على حفل افتتاح "التفريعة الجديدة".. فيديو

.. في افتتاح تفريعة قناة السويس ..

 الخديوي إسماعيل وعبد الناصر لدعم الخديوى السيسي  

 فى حالة من الهوس والبذخ
 تجتاح مؤسســات دولة خـديوى مصـر

يقول الكاتب الانجليزي الشهير برنارد شو أن التاريخ حين يعيد نفسه يصبح الأمر مسخا لا معني له .. ورغم ذلك فقد عاشت المنطقة العربية و مصر بشكل خاص حالة من الاستعادة الدائمة والاستدعاء للصور القديمة بهدف اسقاطها علي واقع بائس لا يملك من الحلول ما يمكن تقديمه مهرا لمستقبل و اذا كان الخديوي اسماعيل قد سار علي خطي جده محمد علي باشا فقد سار حاملا رؤية نهضوية فقدم تطويرا حقيقيا عبر تحويل مجلس المشورة الي مجلس شوري النواب و كلف الحكومة بنفقة تعليم تلاميذ المدارس و أنشأ المجالس المحلية و قدم تطويرا معماريا ما زال الكثير منه شاهدا علي طموحه وغير ذلك مما سجله المؤرخون 
لكن مصر 23 يوليو ومنذ رحل جمال عبد الناصر تسير حول نفسها في محاولة دائمة لاستدعاء الصور الذهنية للحكام انطلاقا من الخليفة عمر بن الخطاب حتي الرئيس أنور السادات ! 

فضيحة حفل افتتاح تفريعة قناة السويس .. تحديث للمقال

و لعل مشروع قناة السويس الجديدة التفريعة بجدواه الاقتصادية التي يكذبها البعض ويبالغ اخرون في تقييمها ضرورة حقيقية لكنه قد لا يكون أولوية اقتصادية في الوقت الحالي لكن الأهم أن التصميم علي اقامة حفل فخم والدفع بالاعلام للاعلان عن حساب " فرحة مصر " لدفع تكلفة الاحتفال من جيب الشعب الذي دفع تكلفة الحفر أيضا هو محاولة لاقامة " صورة ذهنية تستدعي الخديوي اسماعيل أو لمؤسس الثاني للدولة المصرية " لكن من دون استدانتة من دول أجنبية خاصة أن الديون المصرية لا تحتاج الي رفعها عن المعدل الذي وصلت اليه سواء داخليا أو خارجيا. 

ولأن التفريعة الجديدة لجأت الي المصريين في 60 مليار جنيه فقد ولدت مصرية من دون حاجة الي تأميم وبالتالي فلا أمل في تحول درامي عبر القناة. 

 تعيش مصر خلال هذه الأيام، حالة من التجييش لكافة الوزارات ودواوين المحافظات ومجالس المدن والقرى، استعددا للاحتفال بافتتاح "تفريعة القناة الجديدة" يوم 6 أغسطس الجاري. 

وتسود حالة من دفع الوزارات والمحافظات ومجالس المدن والقرى للإنفاق ببذخ على الاستعداد للاحتفال بافتتاح تلك التفريعة لمحاولة تضخيم أهميتها ورسم صورة ذهنية كبيرة عنها، رغم ما يعانيه الشعب من فقر وارتفاع للأسعار وتدني لكافة الخدمات، وتراجع الدعم، مما يذكر بحالة البذخ التي عاشتها مصر في عهد الخديوي إسماعيل التي أدت لتفاقم الديون التي انتهت باحتلالها أكثر من سبعين عاما. 

ففي وازرة النقل يعلن هاني ضاحي وزير النقل في حكومة الانقلاب، تشغيل القطارات العادية المميزة والمطورة والمترو مجانا 6 أغسطس المقبل بالتزامن مع افتتاح التفريعة، في حين أعلنت وزارة التموين عن توزيع وجبات وعصائر على المشاركين في حفل افتتاح التفريعة، وقال خالد حنفي وزير التموين في حكومة الانقلاب، إنه سيتم توزيع – مجانا - كميات كبيرة من الوجبات الجافة والمياه المعدنية من منتجات الشركة القابضة للصناعات الغذائية والعصائر من منتجات شركتي قها وأدفينا، وذلك على المشاركين والوفود في افتتاح المشروع. 

ودخلت وزارة القوى العاملة على خط المجاملة بأموال الوزارة، من خلال تقديم 10 قوافل لعمال التفريعة، وأعلنت ناهد عشري وزيرة القوى العاملة والهجرة في حكومة الانقلاب، خلال زيارتها لموقع التفريعة الجديدة، إنها كانت أول مسئول يقوم بزيارة موقع المشروع وقدمت خلال مراحلها على مدى 11 شهرا مع جهات أخرى منها وزارة التضامن وهيئة قناة السويس وجميعات وشركات 59 كرفانا كاملا به مطابخ للإعاشة والنوم ويسع الواحد لـ 22 عاملا، فضلا عن 10 كرفانات دورات مياه مزود بحمامات بلدي وأفرنجي وأدشاش للاستحمام، وخزانات لتزويد الحمامات بالمياه، بالإضافة 20 خزان لمياه الشرب، بالإضافة إلى تقديم 11 مولد كهرباء و15 طفاية حريق، و8120 بطانية، و2500 ترنج رجالي، و2500 طاقم تدفئة "تي شيرت وبنطلون"، 3000 حذاء سيفتي "أمان" ، و2000 أفارول رجالي ، و2000 خوذة واقي رأس تطبيقا للسلامة والصحة المهنية ، و1000 كوفرتة، و 1000 كولمان مياة مبرد، و600 شـنطة عدة ، و2000 علم مصر، و1000 "تي شيرت" رجالي ، و2000 كاب مطبوع عليها وزارة القوى العاملة والهجرة. وشملت القوافل أيضا 66 طنا مواد غذائية تشمل: فول مدمس وتونة وسكر ومربى وحلاوة وزيت وسمن وصابون ومسحوق للغسيل ومكرونة ودقيق وبسكويت، فضلا عن 850 كرتونة مياه معدنية للشرب، و150 كرتونة عصير، فضلا عن 6 عجول تزن 2 طن لحوم تم توزيعهم علي العاملين. 
كما قامت الوزارة من خلال القوافل بتكريم 2000 عامل بالموقع ووزعت مكافأة قدرها 900 ألف جنيه بواقع 450 جنيها لكل عامل بمناسبات عيد العمال والأضحى والفطر، فضلا عن تسليم 5 آلاف و100 جنيه لكل أسرة من أسر الشهداء الـ 6 فى محور القناة، الذين توفوا بالمشروع، كما قدمت الشركة 6 عقود عمل لفرد من كل أسرة ، بالإضافة إلى 5000 بطانية، و18 كارفان للإعاشة، 3 دورات مياه. 

لم يقتصر الأمر على الوزارات، بل تعداه إلى المحافظات، والتي تم دفعها للمجاملة بأموال المواطنين من خلال الاستعداد لاقامة احتفالات ضخمة في يوم افتتاح التفريعة، وأكد اللواء أحمد حجازى، مدير الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، أنه تم الاتفاق مع رؤساء الأحياء على وضع شاشات عرض عملاقة لإذاعة الاحتفال، وتكليف المستأجرين للشواطئ بنقل الحفل مباشرة وتزيين الشواطئ وتنظيفها، وتزيين مقرات الأحياء بعلم مصر وعلم قناة السويس، ووضع الأعلام على أعمدة الإنارة. 

وأضاف "حجازى"، أنه سيتم تقديم عروض بالموتوسيكلات المائية فى الميناء الشرقى، وموكب بالزهور يجوب الكورنيش من داخل حدائق المنتزه وحتى القلعة، إلى جانب عروض كرنفالية يشترك فيها شباب من مراكز الشباب والكليات وعرض بالألعاب النارية فى منطقة الميناء الشرقية، كما تم الاتفاق مع رؤساء الأحياء على أن يكون هناك احتفال فى أكبر الميادين بكل حى، حيث من المقرر أن يتم الاحتفال بالافتتاح فى ميدان سيدى جابر بحى شرق، وحديقة الخالدين بحى وسط وصينية الورديان بحى غرب، وأمام قصر رأس التين بحى الجمرك وميدان محمد نجيب بحى المنتزه، وصينية البرج بحى العامرية وصينية بهيج بمدينة برج العرب، بالإضافة إلى التجمع لتجهيز سيارات الزهور قبل الحدث بساعتين داخل حدائق المنتزه والتحرك من هناك على طول الكورنيش والتوقف عند عدة نقاط على الكورنيش. 

من جانبه يستعد محافظة سوهاج وعدد من محافظات الصعيد بالمشاركة بما يسميه أطول علم لمصر في العالم بطول 12 ألف متر، بالإضافة إلى وضع مئات الآلآف من لوجو شعار قناة السويس وعلم الجمهورية على الأعمدة بالمداخل والطرق الرئيسية والميادين والكبارى.