الأربعاء، 17 يونيو 2015

لماذا لا يكون المسلم علمانيًا؟.. فيديو



العلمانية على مستوي الفرد مُلخصها بإيجاز هو: 
حصر الدين في طقوس معينة كالصلاة والصيام والحج .إلخ. 
ونبذ ورفض الدين في كل ما عداها كالمعاملات والسياسة.


العلمانيون العرب.. ديمقراطيون أم انقلابيون؟
أليست التيارات العلمانية المزعومة التي تعادي الحكومات الإسلامية بعيدة تماماً عن الديمقراطية؟
 لماذا تريد إسقاط الإسلاميين مع أنهم منتخبون ديمقراطياً، أم أن من حقها معارضتهم بقوة؟
 أليس من الإجحاف اتهام العلمانيين بأنهم انقلابيون...


لماذا لا يمكن للمسلم أن يكون علمانيًا؟ للإجابة على هذا السؤال يجب أولًا توضيح معنى كلمتي الإسلام والعلمانية، ثم بعد ذلك يمكن استكشاف أوجه التعارض بينهما، وهل يمكن الجمع بين الصفتين في نفس الوقت أم لا؟ 
 أولاُ: الإسلام ومعناه الإسلام في اللغة هو: 
الاستسلام والخضوع والانقياد. الإسلام في الشرع: “الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك، وهو أحد مراتب الدين الثلاث التي هي الإسلام والإيمان والإحسان”. 
وبالإسلام فأنت تستسلم تمامًا لإله تعتقد فيه الكمال، وتُطيعه في كل ما يأمرك به، طمعًا في رضاه، ورغبة في جنته، ورهبةً من ناره. والإسلام نظام شامل يبدأ من مفهوم المسلم عن نفسه وعن الكون وخالقه، ثم يستمر حتى يشمل إدارة المسلم لحياته وتعاملاته وشعائره وعباداته. فقد قال الله – سبحانه وتعالى – ”وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا”. 
 وقال أيضًا: “أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، سورة الشورى. 
وقال رسول الله: “وجُعل الذل والصغار على من خالف أمري”. ومعنى هذا أن على المسلم السمع والطاعة في كل أوامر الإله، سواء فهم الحكمة من وراء تلك الأوامر أو لم يفهمها، وسواء استحسنها عقله أو غير ذلك. ثانيًا العلمانية ومعناها: كلمة علمانية هي ترجمة للفظة “secularism” وتعني الأرضي أو الدنيوي. فنسبتها إلى العلم غير صحيحة والأدق نسبتها إلى العالم. 
والعلمانية تنبع من مبدأ أعم منها وهو “النظرة الإنسانية (Humanism) التي مجدت الإنسان باعتباره محورا للكون ونظرت إليه على أنه سيد نفسه وحر الإرادة”، كما في موسوعة السياسة لعبد الوهاب الكيالي. 
 وقد نشأت العلمانية في بدايتها في عصر النهضة الأوروبي بسبب وجود “ازدواجية في التفكير الغربي فهناك دولة وكنيسة، روح ومادة، سلطة كنسية وسلطة مدنية أو دنيوية، مدرسة كنسية ومدرسة مدنية دنيوية، موسيقى دينية وموسيقى دنيوية..وهكذا”، كما كتب إسماعيل الكيلاني في كتابه فصل الدين عن الدولة. وقد عارضت العلمانية الناشئة في أوروبا سيطرة الكنيسة على كل مناحي الحياة، وانقلبت ضدها، ثم عملت على محاصرة الدين نفسه بداخل الكنائس فقط، ونزع أي مظهر له من التدخل في أمور الدولة. ومعنى ذلك أن الدولة العلمانية لا تكون ملزمة باتباع تعاليم / أحكام دين مُعين في تشريعاتها. بل وقد تُشرع من القوانين ما يضاد الدين بكل وضوح بدون أي حرج أو اعتبار لأحكام للدين. 
 *التعارض بين الإسلام والعلمانية: 
 يمثل كل من الإسلام والعلمانية نظامًا متكاملًا مختلفًا عن الآخر، وفلسفة تحيط بجميع جوانب الحياة، فكلاهما لا يهتم فقط بجانب واحد من الحياة، بل يشمل ويُنظم كل ما يتعلق بحياة الإنسان. ولاستكشاف التعارض بينهما بإمكاننا بتقسيم الحياة لمستويات مختلفة، لرؤية هذا الاختلاف الكامن في كل مستوى بين هذين النظامين. وبداخل كل مستوى يكمن عدد كبير من نقاط التعارض سنحاول عرض بعضها.
 تنقسم الحياة بشكل عام إلى ثلاثة مستويات رئيسية: 
 1- مستوى الدولة: ويشمل كل ما هو إلزامي من قواعد وقوانين ويشمل أيضًا شكل التعامل الخارجي بين الدول وبعضها. 
 2- مستوى المجتمع: ويشمل هذا المستوى العلاقات بين أفراد المجتمع والعرف غير الملزم بينهم. 
 3- مستوى الفرد: ويشمل كل ما يخص الشخص وحده. 
 *التعارض بين العلمانية والإسلام على مستوي الدولة: 
التعارض على مستوى الدولة يوجد في شكل قواعد وقوانين إلزامية وعلاقات خارجية.  
*اجتماعيًـــا: 
 يوجد في الإسلام عدة أحكام اجتماعية يُنظم بها شئون المسلمين، مثل “تقسيم الميراث، أحكام الزواج والطلاق، وغيرها”. بينما العلمانية – كنظام حكم – لا تقبل بمثل هذه القواعد والقوانين، ولا تعترف بهذه الأحكام، بل وقد تتبنى أحكامًا تخالفها أو تُعارضها تمامًا. 
 *جنائيًــــا: 
 يُبين الإسلام عدة حدود جنائية يتم تطبيقها على المجرمين، ويكون التطبيق بشروط معينة موضحة في القرآن أو السنة. ولا تلقي النظم العلمانية بالًا لمثل هذه الحدود والعقوبات، وتتبنى منظومة مختلفة تمامًا. لدرجة أن ما يُعتبر في الإسلام جريمة من الممكن اعتباره أمرًا طبيعيًا جدًا، بل ومكفولًا ومحمي بقوة بالقانون في نظام علماني، والعكس أيضًا. 
 *اقتصاديـــــا: 
 للإسلام عدة أحكام تُنظم الحياة المالية بالدولة مثل: 
تحريم الربا، والإلزام بالزكاة وتحصيلها للدولة بشروط معينة مُنضبطة، وطريقة توزيع الغنائم في حالة الحروب، وغيرها. وبالطبع في الدول التي تتبنى النظام العلماني تختلف هذه التشريعات تمامًا، وكما نرى فالربا – على سبيل المثال – هو عماد الاقتصاد حاليا في كل دول العالم تقريبًا، وهناك تشريعات كثيرة جدًا لتنظيمه وتبيان لكيفية التعامل به بين الأفراد وبعضهم أو بينهم وبين الهيئات تعتمد عليه كل بنوك العالم تقريبًا. بينما نجد الزكاة وهي أحد أركان الإسلام مُضيعة. 
 *سياسيًــــا: 
 أحد أشهر المبادئ والأحكام السياسية في الإسلام هو “الولاء والبراء” ويشمل هذا المبدأ: إلزام الدولة الإسلامية بعدم مساعدة دولة غير مسلمة ضد مسلمين، ويشمل أيضًا: أن دولة المسلمين هي أي مكان تحت راية الإسلام بلا تحزب أو تفرق وتشتت. وهذا المبدأ تم إزاحته تمامًا من قبيل العلمانية والتي لا تهتم بمثل تلك الروابط الدينية إذا ما تعارضت مع مصالحها. ومن أوضح الأمثلة على ذلك حرب الخليج الثانية عام 1991 حينما أتى عشرات الآلاف من الجنود غير المسلمين لغزو العراق بدعوة من دول تنتسب للإسلام. وقد حل بدلًا من الولاء والبراء للدين الولاء والبراء لخطوط مستقيمة تمثل الحدود بين دول المسلمين، تلك الخطوط التي رسمها أعداؤنا في الأساس. *التعارض بين العلمانية والإسلام على مستوى المجتمع: من أحد أهم خصائص الأمة الإسلامية والتي تم التأكيد عليها عدة مرات في القرآن وفي السنة هي “الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر”. 
وقد قال الله تعالى: ” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ”، سورة آل عمران. وقال أيضًا: “وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”، سورة التوبة. وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
”والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم”. 
 وقال أيضا: “والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنوهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرًا ولتقصرنه على الحق قصرًا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم”. بينما نجد تلك الشعيرة يتم محاربتها بكل شراسة في النظم العلمانية، لأنها تمثل انتهاكًا صارخًا لمفهومها الأساسي والمعني بمحاصرة الدين داخل أماكن العبادة فقط. 
 *التعارض بين الإسلام والعلمانية على مستوي الفرد:
 العلمانية على مستوي الفرد مُلخصها بإيجاز هو: 
حصر الدين في طقوس معينة كالصلاة والصيام والحج … إلخ. ونبذ ورفض الدين في كل ما عداها كالمعاملات والسياسة. 
تنقسم النظم العلمانية بين نظم علمانية صلبة متشددة تحارب حتى هذه الشعائر الفردية كفرنسا، وتركيا قديمًا بحجة الدفاع عن هوية الدولة العلمانية، ومنع إظهار أي طقوس أو ملابس ذات دلالة دينية. وبين نظم علمانية لينة تسمح بتلك الشعائر، بل ومن الممكن حتى أن يكون للحاكم منصب ديني شرفي – دون أي تأثير حقيقي على أي من أمور الدولة – كملكة إنجلترا والتي تحمل لقب “حامي الإيمان” و”حامي العقيدة”. 
 وهنا الوضع أبسط وأوضح من التعارض على مستوى الدولة لأن أغلب أوامر القرآن كانت لكل فرد، فإذا عصا تلك الأوامر جحودًا لها صار كافرًا غير مسلم، وإن عصا تلك الأوامر ضعفًا أو كسلًا صار مُذنبًا، وجُزي بسيئات يُحاسب بها في الأخرة، أو يُحاسب عليها في الدُنيا إن تعدى إحدى الحدود التي تقع تحت إشراف الدولة المسلمة. 
 *استحالة أن يكون المسلم علمانيًا 
 وبتجميع النتائج من تعارض الإسلام والعلمانية على الثلاثة مستويات يتضح استحالة الجمع بينهما، وذلك لكون كل منهم نظامًا مستقلًا بمنطلقات وقواعد ومبادئ مختلفة عن الآخر بشكل يستحيل معه الجمع بينهما إلا مع تجاهل وطمس جزء كبير من الإسلام، ليتوافق مع القالب المخصص للدين في النظام العلماني.

مناظرة ساخنة بين الشيخ الشعراوي
 ورموز العلمانية في مصر


شاهدو ماذا أنتجت العلمانية في تونس







ليست هناك تعليقات: