الأربعاء، 29 أبريل 2015

مصر.. شرعية الغدر أم شرعية الثوار ؟!.



.. نصر كامل وحرية عزيزة لوطن بلا غدر ولا تخوين ..
 .. شرعية تهنأ بها مصر الوطن والمواطن ..


الانقلاب يترنح ويهوي 
.. وزواله بات وشيكاً وساعاته معدودة ..
 هل من قائل بهذا الكلام ؟ 
.. نعم .. رؤية لكثير أو قليل من الحالمين ..

هؤلاء يراهم بعض اليائسين أو مدَّعي الواقعية أنهم مدمنون للعبث أو مروجون لمخدرات الثورة الحالية وأنهم أكبر تهديد لها , وأن ما يروجون له أنما هي أضغاث أحلام ليس لها في واقعنا قليل مصداقية أو كثير.
على الجانب الآخر هناك البعض مهووس بثبات الانقلاب وقدرته واستقراره وتمَّكُنَه , وهؤلاء من وجهة نظر آخرين إما أنهم مغيبون عن واقع مشهود وإما كذَّابون ومدَّعون يروجون لأوهام , أو شهود زور لتغييب الحقائق حسبما يتمنوا لا مثل ما ينظروا ويطالعوا الصورة والمشهد.

الحقيقة التي قد تغيب هي بين المشهدين بين هذا وذاك , فالانقلاب حقق في فترته الأولى من حدوثه شيئاً من التمكن والاستقرار واستطاع بشكل او آخر أن يرسي دعائم بعض الاستقرار لكنه استقرار نسبي مؤقت لن يدوم.
الأنظمة المستقرة تضمنها شرعيات متينة تتعلق بالطريقة التي بُني بها النظام وهي الديمقراطية ووسيلتها الانتخابات , التي ان كانت حرة وشفافة أفرزت شرعية حقيقية للنظام في الداخل وفرضت كذلك شرعيته على الخارج عن رضا أو عن اضطرار .
مصر المحروسة لم تكن يوما في تاريخها البعيد من هذة الأنظمة ذات الشرعية الانتخابية أو الديمقراطية اللهم الا في في سنة حكم الدكتور محمد مرسي , لكن شرعيتها وُأِدت بين تَآَمُر الخارج وعمالة الداخل لتُبْلى مصر بهذا الانقلاب المشؤوم.
انقلاب العسكر في مصر كان ومازال الكيان المسخ الذي وُلِد نتاج "شرعية" المؤامرة الخارجية من دول اقليمية وكيانات وأنظمة دولية أسست وخططت له ومازالت الراعي الرسمي لجرائمه وبلاويه .
المصالح الخارجية وتحجيم مصر ومحاصرة ماردها كان الغطاء الذي تواطئ عليه الخارج والذي يمكن اعتباره حليفاً وداعماً مضموناً للانقلاب , وهو غير معرض للتآكل الا حال سقوط النظام أو انهياره وتهاويه , وهو ما لم يتأتى بعد.
السيسي وعسكره لعب على هذا الوتر وقدم التواصل الدولي مع نظامه الانقلابي على أنها شرعية دولية لهذا النظام , واحتفل الانقلابيون بما يمكن أن نسميه شرعية التسول التي قدم فيها السيسي صكا بالتنازل عن كل ما تملكه مصر في حاضرها بل ومستقبلها , وبذلوا ما يستطيعون في سبيل اقناع أولئك الرعاة بمزيد من الغطاء والدعم وغض الطرف عن عورات الانقلاب وسوءاته البادية أملاً في الاستقرار المنشود والاستمرار المأمول .
أصحاب المصالح في أمريكا والغرب كانت نصائحهم للانقلاب وسيسيه لإخراج المشهد تلخصت في أمرين أولهما إجراءات شكلية وديكور يحاكي الانتخابات وصور محاكم وأشباه قُضاة ومناظر وفترينات لمجالس تتاجر بحقوق الانسان , والثاني استقرار للأوضاع وحركة لدولاب الحياة توحي برضا شعبي ووتعايش مع الانقلاب ورموزه .
أما الأولى فالنظام المصري متمرس في تزويرها وتزويقها لأكثر من نصف قرن تحت حكم الاستبدادين الذين خلوا من العسكر في الحكم , أما الثانية فالغرب وأمريكا سمحوا للنظام بمهلة من القتل والتريع حتى يفرض على الشعب المصري صورة من القهر والخوف تعيد الشعب المنكوب الى مقبرة الصمت التي لا تفرق بين الرضا والغضب لشعب مقبور مقهور في حاضره وماضيه.
أراد هؤلاء بموعظة فاجرة من عُرَّاب الانقلاب العجوز الكذوب وبمشاركة إعلام خسيس نجس بث هذة الصورة من الصمت وتقديمها تعبيرا عن الرضا الشعبي عن الانقلاب باعتبارها شرعية تكمل شرعية المؤامرة الخارجية وتزكيها .
شرعية القهر هذه لم تكتمل وأفسدتها المظاهرات اليومية والفعاليات المناهضة للانقلاب سواء في شوارع مصر وجامعاتها ما أجبر الانقلاب الى عسكرة الشوارع والجامعات والملاعب وهو ما أفشل مشروع تلك الشرعية المزعومة. أي أن استمرار التظاهر وسقوط المزيد من الدماء وصور الدبابات في الشوارع وتحصين المولات واغلاق الميادين بعد سنتين من انقلاب العسكر قدمت الصورة الحقيقية والواضحة أن النظام لا ينعم بالاستقرار الحقيقي المنشود .

ثمة أمر آخر يصب في نفس الاتجاه ألا وهو الفشل المتكرر للانقلاب ومؤسساته في كل الاتجاهات والكوارث والفضائح التي تكاد تكون سمة النظام في صباحه ومسائه , تراجيديا لم تعد تستوعبها صفحات الجرائد ولا فضائيات الحقائق ولا حتى فضاءات و"شكمانات" التنفيس الواسعة الأنيقة لمواقع التواصل الاجتماعي .
تسريبات السيسي وهزائم جيشه المهينة في سيناء وغيرها , وكوارث حكومة الانقلاب المتعددة المتنوعة وصفاقة قضائه وسفاهة إعلامه وغير ذلك كثير , مما اضطر الشعب الخائف هروباً من المشهد أن يكتنز همومه ويملاء خزائنه الفضفاضة بالغضب المكتوم يصب بعضه في دعم رافضي الانقلاب وإعادة وإنماء كتلتهم وحاضنتهم الشعبية , ويصب البعض الآخر في لعن السيسي وانقلابه متى سمحت له الظروف .
بقي الجانب الأهم والأزهي في الصورة وهو الثبات الراقي لقادة الثورة وزعمائها والصمود المُشِّرف العزيز لنساءها والرجال من معارضي الانقلاب , والنخوة العالية والوفاء الثابت والخلق المتين لشباب الإخوان بل وأطفالهم الكبار .
هذه هي الخلفية المضيئة المبهرة للمشهد يتعامى عنها البعض , ويراها ويكترث بها أو لا يكترث بها آخرون , لكنها في يقين أصحاب المبادئ ورواد القيم ودعاة الحرية والكرامة استشراف لأمل واسع في قيم النصر وموازينه وأسبابه..
نصر كامل وحرية عزيزة لوطن بلا غدر ولا تخوين ..
شرعية تهنأ بها مصر الوطن والمواطن ..
شرعية الأحرار .. شرعية الثورة والثوار ..    


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: