كان يعامل «معاملة ملوك»
ويعيش في جناح 7 نجوم بمستشفى السلام
الشرطة غائبة عن الحراسة
.. وجيش بودي جاردات يحكم المستشفى..
وفريق طبي خاص لعلاجه
.. وجيش بودي جاردات يحكم المستشفى..
وفريق طبي خاص لعلاجه
مصادر طبية: الحالة الصحية لرجل الأعمال مستقرة
ويتابع التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي
أسانسير المستشفى لا يتوقف في الطابق الخامس..
والجناح يضم غرفة ساونا وصالة جيم قانونيون: بقاء هشام طلعت فى المستشفى للعلاج لمدة عامين «غير مسبوق»
رغم حكم القضاء الإداري برفض الإفراج عن هشام طلعت مصطفى صحيا لعدم توفر الشروط عليه، ولأن التقارير الطبية العشر أثبتت أن حالته الصحية مستقرة ولاخطورة عليه وبالتالي فموقعه الطبيعي هو العودة للسجن لقضاء باقي محكومايته في قضية قتل الفنانة الشهيرة.
ويبدو أن رأس المال تزاوج مع السلطة بأمر هشام طلعت ليقضي عامين كاملين في جناح فخم وفندق سبع نجوم تتوفر فيها كل ملامح الترفيه والأبهة للسجين هشام طلعت مصطفى الذي غابت الشرطة عن حراسته واستبدلها بجيش من "البوتجاردات" الذي حول المستشفى لثكنة عسكرية.
وقد رصدت التحرير في زيارة استغرقت يومين ما يحظى به هشام طلعت من الاستعدادات القصوى بمستشفى السلام الدولي بالمعادي، من قبل العاملين به؛ حيث ينتشر العشرات من أمن المستشفى أمام بوابة المرضى والزائرين وفي محيط المستشفى، وذلك لمنع دخول الغرباء وسط غياب قوات الشرطة في ساحة المستشفى أو على البوابة الرئيسية، رغم وجود سجين داخل المستشفى.
*الشرطة غائبة والحكم لـ «بودى جاردات»
ورغم حالة التعتيم الشديدة على موقع طلعت مصطفى داخل المستشفى، فإن أمن المستشفى يسمح فقط لـ«بودي جاردات» تابعين لأسرة طلعت مصطفى بالانتشار في محيط المستشفى، وذلك لتأمين رجل الأعمال أو السجين الـ«VIP»، مما يظهر قدرة رأس المال على شراء خدمات معينة داخل وخارج السجن لطلعت مصطفى خلال فترة العقوبة، ضاربا بالقانون عرض الحائط مقارنة بباقي السجناء ممن يتكدسون في غرف تغيب فيها أدنى مستويات الكرامة.
الدخول إلى المستشفى من بوابة الأمن الرئيسية مغامرة حقيقية،
فعند نقطة التفتيش الأولى يسألك أفراد أمن المستشفى:
بعد تجاوز بوابة التفتيش الأولى، وصلنا إلى غرفة المريض الذي رافقته التحرير خلال يومين داخل المستشفى، وبين طرقاته يتعرض العابرون لعشرات من الممرضات لضبط عملية الدخول والخروج من الغرف بحجة «إحنا هنا فى خدمتك والتزم بالجلوس داخل الغرفة»، مع منع الزيارة بشكل عام لجميع المرضى الموجودين في محيط المستشفى إلا في إطار محدد جدًا، وفي ساعات معينة، وبعد التأكد من هوّية الشخص حامل كارنيه الزيارة.
*غرفة ساونا وصالة جيم
حاولنا الاقتراب من جناح هشام طلعت مصطفى، إلا أن الدور الذي يستقله لا يقف فيه الأسانسير، حاولنا النزول على السلم للوصول إليه، وعندها منعنا العاملون في المستشفى من النزول بحجة توفير الراحة.
*غرفة ساونا وصالة جيم
حاولنا الاقتراب من جناح هشام طلعت مصطفى، إلا أن الدور الذي يستقله لا يقف فيه الأسانسير، حاولنا النزول على السلم للوصول إليه، وعندها منعنا العاملون في المستشفى من النزول بحجة توفير الراحة.
مصادر داخل المستشفى أوضحت، أن إدارة المستشفى منعت الاقتراب من الدور الخامس الذى يستقله المسجون هشام طلعت مصطفى؛ لأنه جلب طاقم أطباء خاصًا به من خارج المستشفى، وعلى رأسهم الدكتور معتز عبد الرحمن، مؤكدين استحالة دخول أى من الأطباء غير المخّتصين بعلاجه إلى الطابق الذي يرقد فيه.
*مصادر طبية: حالته الصحية جيدة
مصادر طبية من داخل المستشفى، أكدت أن الحالة الصّحية لطلعت مصطفى مستقرة، وجميع أجهزة الجسم تعمل بكفاءة عالية، ويتابع بنفسه الأحداث الجارية من خلال القنوات الفضائية، المسموح بهما ضمن الباقة الفضائية البالغ عددها 20 قناة فى غرفته، بالإضافة إلى قراءة الصحف اليومية، وامتيازات عديدة تبدأ بإمكانية دخوله على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» وتهنئة الشعب بالأعياد.
*حكاية الجناح 250
يقيم هشام طلعت مصطفى فى جناح رقم 520 بالدور الخامس، الذى تم إخلاؤه بالكامل بعد أن استأجره بالكامل، والمكون من 15غرفة فندقية، وهو ما أكده مصدر خاص داخل المستشفى، موضحا أن اليوم الواحد يتراوح فيه ثمن الغرفة الفندقية من 4000 - 5000 جنيه بإجمالى 720 ألف جنيه فى العام الواحد، خصوصا أنه استأجر الدور عاما كاملا، منذ أن تم تحويله من سجن طرة على أن يتم التجديد سنويا.
المصادر نفسها لفتت إلى أن إدارة الحسابات بالمستشفى لا تعلم شيئا عن تسديد فواتير إيجار الدور الخامس، حيث إن أسرته تسدد ثمن الإقامة لمدير المستشفى مباشرة دون التعامل مع موظفى المالية والحسابات.
*امتيازات تعد ولا تحصى
طلعت مصطفى يحظى بامتيازات تعد ولا تحصى داخل المستشفى، حيث له بوابته المخصصة لدخول أسرته بعيدا عن الأعين، وكذا تم غلق جميع منافذ الجناح الخاص به، منعا من أن يراه أحد الزائرين، خصوصا أن زوجته وشقيقته مرافقتان له، بالإضافة إلى طاقم التمريض الخاص به من خارج المستشفى، وحراسة خاصة لأسرته منوطة بتوفير الراحة للسجين وشراء الطعام يوميا من أفخم الفنادق.
ورجال الأعمال داخل السجن يحظون بامتيازات متعددة، تبدأ بقضاء فترة العقوبة خارج السجن فى أحد المستشفيات الكبرى، التى تتحول فور وصوله إلى فندق «7نجوم» يقدم للسجين خدمةVIP؛ حيث يعد الجناح الفندقى الذى يستقله طلعت مصطفى هو الأهم والأشهر داخل المستشفى، لأنه جناح «7 نجوم»، يحتوى على غرفة «ساونا» وجيمانيزيوم، وصالة رياضية بها أحدث الأجهزة الرياضية والطبية، إضافة إلى قاعة خاصة جدا للاستقبال، وصالون فاخر، بجانب غرفة للاجتماعات، وغرفة أخرى مجهزة بسرير طبى وأنتريه فاخر لاستقبال ضيوفه.
*لماذا يترك عامين خارج أسوار السجون ؟
وكما رصدت التحرير لم يكتف طلعت مصطفى بمخالفة القانون وقضاء عامين من عقوبة السجن لإدانته بمقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، فى مستشفى السلام الدولى بحجة إصابته بأزمة قلبية دخل على أثرها المستشفى، مما تسبب فى استياء المسجونين بسجن طرة، خصوصا أن باقى المحبوسين على ذمة قضايا مجبرون على الانتظار لأكثر من ستة أشهر للاستفادة من موعد طبى خارج المستشفى، الذى لا تزيد على أسبوع، وهو ما أثار تساؤلا شائكًا: لماذا يترك كل هذه المدة خارج أسوار السجون رغم أنه مجرد مصاب بأزمة قلبية قبل عامين؟!
وهو ربما ما يفسر أسباب الدعوى القضائية التى تطالب بالإفراج الصحى عن رجل الأعمال منذ سبتمبر 2014، أى بعد مرور عام ونصف العام على مكوثه بالمستشفى، حيث استندت الدعوى إلى إصابته بمرض نادر بعيد عن الأزمة القلبية، التى كانت سببا فى نقل رجل الأعمال من سجن طرة للعلاج بمستشفى السلام الدولى منذ فبراير 2013، كما استندت إلى 30 تقريرا طبيا بشأن صحة المتهم صادرة من مستشفى السلام الدولى، الذى يتقاضى أكثر من 700 ألف جنيه كل عام ليوفر للمتهم الراحة والهدوء ووسائل الترفيه.
*وضع «غير قانونى»
المحامى والناشط الحقوقى وعضو تحالف العدالة الاجتماعية، أسعد هيكل، قال إن الوحيد الذى يملك قرار بقاء مسجون داخل المستشفى هو الوحيد الذى يحق له إحالة مسجون إلى المستشفى أو إعادته إلى السجن، كما أن ذلك يتم بناء على قرار من لجنة تشكل بمعرفته، موضحا أن هذا الوضع غير قانونى بالمرة، وأن السجين لديه حق إجراء عملية جراحية على نفقته الخاصة خارج السجن والعودة إليه بعدها، واصفا حجز سجين عامين بالمستشفى بأنه وضع «غير قانونى»، ويستوجب صدور تقارير شهرية من جهة الطب الشرعى تتيح بقاءه فى المستشفى.
*معاملة ملوك
بدوره أكد ياسر سعد، المحامى والناشط الحقوقى، أن الإجراء الطبيعى هو أن المسجون العرض على المستشفى، والأخير هو الذى يحدد موعد خروجه، لافتا إلى أنه لا يمكن حجز مسجون بمستشفى لمدة عامين، لأنها مدة طويلة للغاية، مشيرا إلى أنه رأى مثل هذا الوضع مع مساجين ينتمون للإخوان والسلفيين؛ حيث كانت المستشفيات تعامل هؤلاء المساجين "معاملة ملوك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق