السيسي والإخوان للقبـــول بمصـالحــــة
حتى تستخدم كلا الطرفين في صراعها مع الحوثي وإيران
.لكن كـــلا الطـــرفين رفضـــا.
ما يحدد موقف السيسي من اليمن ليس الأمن القومي المصري ولا مصلحة المصريين، وإنما يسخر السيسي الجيش لمن يدفع أكثر. يقف السيسي بين السعودية والإيران كالعاهرة التي يدعي اثنين من الشباب أنهما على علاقة بها، وهي تقنع الاثنين أنها وفية له وحده تحول الجيش في عهد السيسي إلى ميليشيات شبه عسكرية، مرتزقة تأتمر بأمره ولو أمرهم بهدم الكعبة لامتثلوا له!
وسخر السيسي ميليشياته لمن يدفع أكثر. طمأن في البداية إسرائيل أن ميليشياته ستقوم بتطهيير عرقي لأهالي سيناء نيابة عنهم، وستحاصر المقاومة أكثر منهم، وستحارب الإخوان أفضل منهم!
ولأن السعودية هي "أم" هذا الانقلاب والحبل السري الذي أمده بالحياة، فقد اعتقدت الرياض خطأ أنه سيكون بجانبها كتفا بكتف في حربها ضد الميليشيات الحوثية التي خرجت عن السيطرة وباتت تهدد باب المندب وحدود السعودية الجنوبية.
إلا أن ما لم تكن السعودية تعلمه - أو كانت تتغافل عنه - أن السيسي يرتبط بعلاقات مع كل من إيران وروسيا خصوم السعودية بنفس الدرجة التي يرتبط بها بعلاقات مع الرياض.
استقبل السيسي من قبل وفدا عسكريا من الحوثيين، وأكد على الحل السياسي، وسمح بمظاهرة تسب الملك سلمان في قلب القاهرة، وبدا مترددا في الدفع بقوات برية بجانب السعودية في اليمن.
*** والموقف من العملية البرية تحديدا مر بعدة مراحل:
1- بداية أعلن السيسي أن أمن الخليج خط أحمر وأن الجيش سيدافع عنهم "مسافة السكة" إذا تعرض أمنهم لخطر.
2- لكن هذه التصريحات عندما وضعت موضع اختبار صدرت تصريحات أن السيسي يساوم ويطالب بمبالغ خرافية وصلت في بعض التقديرات إلى 200 مليار دولار، تطبيقا لنصيحة عباس في التسريب الشهير.
3- وحينما فكرت السعودية في الخيار الباكستاني قاوم رئيس الأركان المصري صدقي صبحي بزيارة إلى إسلام آباد وصفتها بي بي سي "بالنادرة"، وبعدها بيوم قام وزير الخارجية الإيراني بزيارة باكستان، وبعدها بيوم واحد صوت البرلمان الباكستاني بالإجماع ضد القتال بجانب السعودية!
4- زيارة محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي ونجل الملك سلمان للقاهرة، والتي تم الاتفاق فيها على مناورات مشتركة بغرض "التدريب" فقط، مع أقوال هنا وهناك عن إرسال 48 ألف جندي ،وهو رقم أكبر من الجنود الذين أرسلهم مبارك في حرب الخليج (34 ألف جندي)
5- تصريح السيسي نفسه اليوم أن مصر تشارك بقوات بحرية وجوية فقط بجانب السعودية، وأنه لا قوات برية تشارك في اليمن، مع التأكيد على الحل السلمي للأزمة.
وسخر السيسي ميليشياته لمن يدفع أكثر. طمأن في البداية إسرائيل أن ميليشياته ستقوم بتطهيير عرقي لأهالي سيناء نيابة عنهم، وستحاصر المقاومة أكثر منهم، وستحارب الإخوان أفضل منهم!
ولأن السعودية هي "أم" هذا الانقلاب والحبل السري الذي أمده بالحياة، فقد اعتقدت الرياض خطأ أنه سيكون بجانبها كتفا بكتف في حربها ضد الميليشيات الحوثية التي خرجت عن السيطرة وباتت تهدد باب المندب وحدود السعودية الجنوبية.
إلا أن ما لم تكن السعودية تعلمه - أو كانت تتغافل عنه - أن السيسي يرتبط بعلاقات مع كل من إيران وروسيا خصوم السعودية بنفس الدرجة التي يرتبط بها بعلاقات مع الرياض.
استقبل السيسي من قبل وفدا عسكريا من الحوثيين، وأكد على الحل السياسي، وسمح بمظاهرة تسب الملك سلمان في قلب القاهرة، وبدا مترددا في الدفع بقوات برية بجانب السعودية في اليمن.
*** والموقف من العملية البرية تحديدا مر بعدة مراحل:
1- بداية أعلن السيسي أن أمن الخليج خط أحمر وأن الجيش سيدافع عنهم "مسافة السكة" إذا تعرض أمنهم لخطر.
2- لكن هذه التصريحات عندما وضعت موضع اختبار صدرت تصريحات أن السيسي يساوم ويطالب بمبالغ خرافية وصلت في بعض التقديرات إلى 200 مليار دولار، تطبيقا لنصيحة عباس في التسريب الشهير.
3- وحينما فكرت السعودية في الخيار الباكستاني قاوم رئيس الأركان المصري صدقي صبحي بزيارة إلى إسلام آباد وصفتها بي بي سي "بالنادرة"، وبعدها بيوم قام وزير الخارجية الإيراني بزيارة باكستان، وبعدها بيوم واحد صوت البرلمان الباكستاني بالإجماع ضد القتال بجانب السعودية!
4- زيارة محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي ونجل الملك سلمان للقاهرة، والتي تم الاتفاق فيها على مناورات مشتركة بغرض "التدريب" فقط، مع أقوال هنا وهناك عن إرسال 48 ألف جندي ،وهو رقم أكبر من الجنود الذين أرسلهم مبارك في حرب الخليج (34 ألف جندي)
5- تصريح السيسي نفسه اليوم أن مصر تشارك بقوات بحرية وجوية فقط بجانب السعودية، وأنه لا قوات برية تشارك في اليمن، مع التأكيد على الحل السلمي للأزمة.
6- حتى الإعلام الذ كان يستشف منه موقف النظام صار منقسما على نفسه، فبعضهم بدأ يهاجم الرياض علنا ويدعو للتقارب أكثر مع إيران "الواد الحسيني" والبعض لا يزال على ولائه لأسياده في الخليج.
*** برأيي أن السيسي متمسك بعلاقاته بإيران وروسيا أكثر من علاقاته مع السعودية، التي بدا أن سياستها تتغير تدرييجيا من العداء المطلق للإخوان إلى سياسية مسك العصا من المنتصف. هناك ضغوط من السعودية على كل من السيسي والإخوان للقبول بمصالحة، حتى تستخدم كلا الطرفين في صراعها مع الحوثي وإيران، لكن كلا الطرفين رفضا. الأكيد أن ما يحدد موقف السيسي من اليمن ليس الأمن القومي المصري ولا مصلحة المصريين، وإنما يسخر السيسي الجيش لمن يدفع أكثر.
*** برأيي أن السيسي متمسك بعلاقاته بإيران وروسيا أكثر من علاقاته مع السعودية، التي بدا أن سياستها تتغير تدرييجيا من العداء المطلق للإخوان إلى سياسية مسك العصا من المنتصف. هناك ضغوط من السعودية على كل من السيسي والإخوان للقبول بمصالحة، حتى تستخدم كلا الطرفين في صراعها مع الحوثي وإيران، لكن كلا الطرفين رفضا. الأكيد أن ما يحدد موقف السيسي من اليمن ليس الأمن القومي المصري ولا مصلحة المصريين، وإنما يسخر السيسي الجيش لمن يدفع أكثر.
يقف السيسي بين السعودية والإيران كالعاهرة التي يدعي اثنين من الشباب أنهما على علاقة بها، وهي تقنع الاثنين أنها وفية له وحده فقط!
د أحمد نصار
د أحمد نصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق