الخميس، 30 أبريل 2015

"هوامش علي دفتر النكسة"..قصيدة منعت من دخول مصر- فيديو



"هوامش علي دفتر النكســـة"


نزار قبانى، شاعر المرأة التى كتب فيها أشعاراً تغنى بها كبار المطربين، لكن ما لايعرفه الكثير أن نزار ليس شاعراً تغزل فى جمال المرأة فقط، إنما  كان شاعراً سياسياً كتب بقلمه قصائد هزت أنظمة عربية، وسببت له مضايقات فى الكثير من الدول،
ولعل أشهرها قصيدته “هوامش على دفاتر النكسة” التى كتبها عقب هزمية يونيو 1967 والتى انتقد فيها نظام الحكم فى مصر إبان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والتى تسببت فى منعه من دخول مصر.
   ... هوامش على دفاتر النكسة ...
 جزء من قصيدة كتبها نزار قبانى ...عقب النكسة:
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه والكتبَ القديمه
أنعي لكم كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
أنعي لكم .. أنعي لكم  نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
مالحةٌ في فمِنا القصائد مالحةٌ ضفائرُ النساء
والليلُ، والأستارُ، والمقاعد مالحةٌ أمامنا الأشياء
يا وطني الحزين حوّلتَني بلحظةٍ
من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
لشاعرٍ يكتبُ بالسكين لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
لا بدَّ أن نخجلَ من أشعارنا إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ
لأننا ندخُلها بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ
بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ
لأننا ندخلهـا بمنطقِ الطـبلةِ والربابـهْ 
السرُّ في مأساتنا صراخنا أضخمُ من أصواتنا
وسيفُنا أطولُ من قاماتنا خلاصةُ القضيّهْ
توجزُ في عبارهْ لقد لبسنا قشرةَ الحضارهْ
والروحُ جاهليّهْ بالنّايِ والمزمار..
لا يحدثُ انتصار كلّفَنا ارتجالُنا
خمسينَ ألفَ خيمةٍ جديدهْ
لا تلعنوا السماءْ إذا تخلّت عنكمُ..
لا تلعنوا الظروفْ فالله يؤتي النصرَ من يشاءْ
وليس حدّاداً لديكم .. يصنعُ السيوفْ
يوجعُني أن أسمعَ الأنباءَ في الصباحْ
يوجعُني.. أن أسمعَ النُّباحْ..
ما دخلَ اليهودُ من حدودِنا
... وإنمـــــــا ...
تسرّبوا كالنملِ .. من عيوبنا
خمسةُ آلافِ سنهْ..
ونحنُ في السردابْ
ذقوننا طويلةٌ
نقودنا مجهولةٌ
عيوننا مرافئُ الذبابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تكسروا الأبوابْ
أن تغسلوا أفكاركم، وتغسلوا الأثوابْ
يا أصدقائي:
جرّبوا أن تقرؤوا كتابْ..
أن تكتبوا كتابْ
أن تزرعوا الحروفَ، والرُّمانَ، والأعنابْ
أن تبحروا إلى بلادِ الثلجِ والضبابْ
فالناسُ يجهلونكم .. في خارجِ السردابْ
الناسُ يحسبونكم نوعاً من الذئابْ…
جلودُنا ميتةُ الإحساسْ
أرواحُنا تشكو منَ الإفلاسْ
أيامنا تدورُ بين الزارِ، والشطرنجِ، والنعاسْ
... هل نحنُ “خيرُ أمةٍ قد أخرجت للناسْ” ؟…
كانَ بوسعِ نفطنا الدافقِ بالصحاري
أن يستحيلَ خنجراً..
من لهبٍ ونارِ..
.. لكنــــهُ..
واخجلةَ الأشرافِ من قريشٍ
وخجلةَ الأحرارِ من أوسٍ ومن نزارِ
يراقُ تحتَ أرجلِ الجواري




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛





ليست هناك تعليقات: