ودخول دولة بحجم باكستان
على الخط السعودي
يلقي بالرعب في قلوب عسكر مصر
يلقي بالرعب في قلوب عسكر مصر
دوافع الانقلاب الخليجي علي السيسي
منذ جلوس الملك سلمان على عرش السعودية؛ ومنطقة الخليج تشهد تحولات وتغيرات جذرية بمنطقة الخليج وعلاقات السعودية الخارجية والمرتبطة بدول الجوار والبلدان العربية وعلى رأسها مصر. فما بين التغير المغامر كما في حالة حرب العاصفة، والتغير التكتيكي الذي ينتظر نتيجة حرب العاصفة ليزأر بعواصف سياسية ستفاجئ الجميع لو خرجت السعودية منتصرة نصرا سريعا في حرب العاصفة التي لن أمل من تكرار أن أمريكا ستحاول بكل الطرق إطالة أمدها وإدخال أطراف أخرى في الحرب، وهذا التغير التكتيكي خاص بمصر وبعض البلدان الأخرى، لكن هذا التغير المصحوب بقرارات صادمة للانقلاب العسكري في مصر جعله بمثابة الانقلاب السعودي والخليجي عليهم، لكني أطلق عليه تغيرا تكتيكيا؛ لأنه سوف تحدده عوامل أخرى كثيرة ومدى نجاح سعودية سلمان من التخلص من القبضة الأمريكية التي يتعامل معها بمنطق الشر الذي لابد منه والذي يفرض نفوذه على المنطقة منذ عقود، ويستطيع أن يهز عرش المملكة باستخدام أوراقه المتعددة بعملائه المنتشرين. وأستطيع أن أدلل على هذا الانقلاب الخليجي على السيسي والانقلاب العسكري ببعض الدلائل الآتية:
● أولا: ما ذكرناه آنفا في تقريرنا المعنون بـ (سعودية سلمان ضد الانقلاب تغلق الباب في وجه السيسي وترحب بأردوغان) وقد جاءت المعاملة الخشنة الغير معتادة لتدل على عمق الخلاف والتغير في السياسة السابقة لسلفه الملك عبد الله.
● ثانيا: التغيير الكبير في رجال القصر والإطاحة بالتويجري لا ينصب على السياسة الداخلية بقدر ما ينصب على السياسة الخارجية للمملكة، فلو لم يكن التويجري على أي علاقة بدول بذاتها ما تمت الإطاحة به ولكن علاقاته الخارجية هي من أطاحت به خارج القصر.
● ثالثا: المساعدات التي منحتها الدول الثلاث السعودية والكويت والإمارات التي جاءت باتفاق ملحوظ بين الدول الثلاث بتحديد سقف موحد للمبلغ (4 مليارات لكل دولة في صورة قروض ومنح بترولية وقت الأزمات القصوى فقط) يعني هذا أن حنفية الخليج أو رز الخليج بحسب اصطلاح الاقتصادي الكبير قد أُغلقت ولن تنزل سوى قطرات على أساس أن تذرأ الرماد في العيون ولا يُطلب أرز مرة أخرى.
● رابعا: السعودية التي تستثمر في تركيا مبلغا فاق الـ 600 مليار دولار كان بإمكانها لو كانت ستبنى سياستها الخارجية على طريقة عبد الله أن تمنح السيسي على الأقل في المؤتمر الذي دعا له ملك السعودية الراحل مبلغا لا يقل عن مائة مليار دولار، وأزعم أن الانقلاب العسكري كان مطمئنا لنجاح المؤتمر ولعطايا عبد الله وتجهيزه لمبالغ خيالية من السعودية ودول الخليج لإنجاح المؤتمر لكن إرادة الله قد حالت دون اكتمال فرح الانقلاب بالمؤتمر ليرحل ملك السعودية وتنقلب كل التخطيطات رأسا على عقب، وسبحان الله الذي يصرف الأمور.. تأتي وفاة الملك عبد الله قبل المؤتمر الذي خطط له بنفسه لتثبيت الانقلاب في مصر.
● خامسا: عدم إبلاغ السيسي بموعد الضربة الجوية المسماة بعاصفة الحزم كانت نقطة غاية في الخطورة في تغير السياسة الخارجية للمملكة السعودية تجاه الانقلاب في مصر، وإن دلت على شيء فإنها تدل على أن دول الخليج تتعامل فيما بينها تعاملها الطبيعي الذي تعرفه قبل غيرها أن الحكم في مصر هو حكم انقلاب عسكري، وهي بالطبع تعلم ذلك والدول الثلاث قد شاركت في صنعه، لكن وقت الجد حينما تدخل السعودية في حرب وتبدأ ضربتها الجوية فهي لا تتعامل مع النظام المصري تعاملها السياسي المعتاد ولكن تتعامل معه مثلما هو في الواقع، وعدم إبلاغ مصر بموعد الضربة الخليجية هو انقلاب خليجي بالفعل لا يضمده تدخل السيسي السريع في فرض نفسه علي التحالف الخليجي، فلو أنه رئيس حقيقي يمثل المصريين ما تدخل (طب اعقلها سيادتك ببساطة كده.. ناس قاموا بضربة جوية وهجوم مخطط له منذ فترة على اليمن ولم يخبروا الرئيس المصري.. نقولها مجازا يعين.. ومصر أكبر دولة عربية وأمن الخليج من أمن مصر والكلام ده.. تقوم أنت تاني يوم تبعت طيارات لمن تجاهلوك؟! اسمه إيه ده؟!.. طب ما هما لو كانوا عايزينك كانوا قالولك تجيب الطائرات لكي تضرب معهم).
ولذلك ستجد أن قائد الانقلاب في كلمته الأخيرة بالقوات المسلحة متأرجحة، ولا تفهم معها ماذا سيفعل تجاه الحرب مع اليمن، فقد وجه رسالة لجميع الأطراف يقول فيها إن عليهم أن يعودوا خطوة للخلف من أجل مصلحة وكرر عباراته عن أن مصر لا تتأخر عن دعم الخليج وفي ذات الوقت قال إن جيش مصر مش لحد غير مصر (!!) ما يعني أن تدخله بطائراته لم يلق ترحيبا في الخليج!!
● سادسا: أن التقارب بين السعودية وتركيا ودخول دولة بحجم باكستان على الخط السعودي يلقي بالرعب في قلوب قوم كانوا يظنون أن السعودية ستظل في حاجة إلى قوتهم البشرية وآلتهم العسكرية إلى الأبد، لذلك فقد اهتزت الكراسي من تحتهم بعدما كانوا يظنون أنها تتثبت شيئا فشيئا.
ولا أجد ختاما أفضل وأعظم من خمس كلمات أعتبرها من أخطر ما جاء في القرآن الكريم لمواجهة أعداء الحق والدين والإنسانية وأعداء الله من قبل ومن بعد:
سنتدرجهم من حيث لا يعلمون ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق