الأحد، 12 أبريل 2015

أذرع السيسي " تفرش" لعودة دولة مُبَارَك.. فيديو



"مبروك عليكوا دولة مبارك الأمنية"
 أديب لم يفِ بوعده بالنزول "ملط" في ميدان التحرير
 لو بُرّئ مبارك من قضايا الفساد


أذرع السيسي "تفرش" 
لعودة دولة مُبَارَك "مبروك عليكوا دولة مبارك الأمنية"
هكذا عبّرت إحدى الناشطات على مشهد 3 يوليو الشهير، الذي عزل فيه وزير الدفاع وقتها، عبدالفتاح السيسي، أول رئيس مصري منتخب، محمد مرسي، مستندًا لتظاهرات شعبية، أثبتت التسريبات أنها مدعومة من الجيش والشرطة. 

التغريدة بدت وقتها غريبة للمتابعين، لكن الأيام أثبتت صحتها، بولوج دولة مبارك "الأصل" في كل مناحي الحياة، واستحواذها على دولة السيسي "الفرع"، التي حاول أن يبنيها بعيداً عن أحضان الدولة العميقة والقديمة. 
 وتجلّى هذا الصراع بين الدولتين إبّان ظهور أحد رموز مبارك، والسبب في "ثورة يناير" بشكل أو بآخر، أحمد عز، وإعلانه خوض انتخابات البرلمان بقوة، واستجداء محاوره عمرو أديب آنذاك، لكي يثنيه عن القرار الذي اعتبره أديب مستفزاً للشارع، وفاضحاً لحقيقة ثورة يونيو المزعومة. 
أديب نفسه أمسى مؤشراً واضحاً لمتابعي الإعلام المصري، على مدى الصراع بين الدولتين، فأديب الذي لم يذكره عباس كامل ضمن قائمة "العيال بتوعنا"، أثناء التسريب الشهير لحديثه مع المتحدث العسكري "الجاذب للستات"، ثبت أنه يدخل تحت دائرة أذرع أخرى، تدار من طرف جهاز آخر غير أجهزة كامل ومرؤوسه.
 والمتابع لأديب، يعلم مدى كرهه وعدائه الشديد لدولة مبارك، وبدت البغضاء منذ الفيديو الشهير له مع يسري فودة، في اللحظات الأولى لثورة يناير، الذي قال فيه أديب: "إحنا كنا بنتضرب بالجزم"، ما كشف عن الأسباب الحقيقية لاختفائه عن الشاشة قبيل الثورة بأيام، ويعطي له المبرر ليبادل آل مبارك العداء.




أديب استمر في حربه على دولة مبارك حتى وقت قريب، عندما شن هجوماً لاذعاً على الأب وأبنائه، خاصة جمال الذي كان يعد ليكون وريثاً لأبيه، وحمّل نظام مبارك، الذي وصفه بـ"العصابة"، كل الكوارث التي يعيشها المصريون اليوم، واتهمه بتدمير الدولة، وتقنين الفساد على مدى 30 عاماً هي عمر نظامه. وكاد أديب يفقد صوابه على الهواء، عندما سمح للأب بإلقاء كلمة له من داخل القفص، وبدت بوادر للإفراج عنه في القضايا المنسوبة إليه.  وفي ظل تطبيل وتهليل كل الأذرع ووسائل الإعلام المؤيدة للسيسي لعودة رموز نظام مبارك للحياة العامة وممارستهم للسياسة، بقي أديب وحيدا من بين أذرع الأجهزة ودوائر الانقلاب يهاجمهم حتى آخر نفس، ما اعتبره المراقبون بوصلة دقيقة لمدى تقبل النظام الحالي وأذرعه لدولة مبارك، ورغم أن عمرو أديب لم يفِ بوعده بالنزول "ملط" في ميدان التحرير لو بُرّئ مبارك من قضايا الفساد، ولا بالهجرة في حالة عودة نظام مبارك، وقال: "أنا مش هبقى أعمى في مجتمع عميان".
إلا أن أديب فاجأ الجميع في مقطع فيديو تداوله الناشطون، بدا فيه مستسلماً وراضخاً لظهور أبناء مبارك في عزاء أم مصطفى بكري، وشبّهه بظهور الملك فاروق بعد ثورة يناير، وهو الذي فسره الجميع بإعلان صريح لعودة النظام القديم، خاصة مع تواتر الأنباء عن استعداد جمال لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة. وأديب، الذي علل تقبله لعودة أبناء مبارك بأن "الشعب المصري لديه قدرة كبيرة جداً على التسامح والنسيان وسامحوا جمال وعلاء ومستعدين لعودتهم"، اعتبر المراقبون رضوخه لعودة رموز مبارك علامة فارقة في العلاقة بين أذرع السيسي ونظام مبارك، واعترافاً بقوة الدولة القديمة، وبداية جديدة تفتح الطريق أمام نظام مبارك للعودة بقوة في الأيام القادمة. الناشطون الذين تداولوا الفيديوهات المتناقضة لعمرو أديب، استقبلوها بدهشة بالغة، وسخرية من تناقضه، وسقوط آخر حصون السيسي الإعلامية أمام دولة مبارك، واعترافٍ من الأذرع بقوة الدولة القديمة الجديدة... وتزامن ذلك مع دخول وسم خاص به قائمة الأكثر تداولاً على "تويتر"، فقال حازم: "عمرو أديب اللي قال إنه هينزل التحرير ملط، وإنه هيهاجر لو مبارك طلع براءة، طلع بؤ وبيطبل مع اللي بيطبلوا لجمال وعلاء".
  وسخر مصطفى: "عمرو أديب بعد هجومه على مبارك وأولاده: الشعب المصري سامح علاء وجمال مبارك ومستعد لعودتهم". ولفت كمال إلى خطورة كلام أديب: "عمرو أديب بيفرش لرجوع جمال وعلاء مبارك. وخليكوا فاكرين كلامه عشان هنعوزه بعدين، لأن الراجل ده بالتحديد مبيقولش كلام في الهوا زي الباقيين".


ليست هناك تعليقات: