الثلاثاء، 7 أبريل 2015

ماذا حمل محمد بن نايف من إغراءات لأردوغان قبل زيارته لطهران؟.فيديو



الصراعات الطائفية والاقليمية تسود منطقة الشرق الاوسط 


«أردوغـــان» بات مثل العـــروس الجميلة
 التي يقف على بابهــا العديد من الخطــاب طلبــا ليدهــا 
.... وإن لـم يكـــن ودهـــا .... 

ومــا علينا إلا متابعـــة هــذه الزيارة بدقـــة
 وخاصة اللقاء المنتظر بين
 الرئيس التركي والسيد «علي خامنئي»

عبدالباري عطوان يكتب ماذا حمل محمد بن نايف من إغراءات لأردوغان قبل ساعات من زيارته لطهران؟
 يشد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» اليوم الثلاثاء الرحال الى العاصمة الايرانية طهران في زيارة رسمية هي الثانية له في غضون عامين، وسط حالة من الصراع الطائفي والاقليمي تسود منطقة الشرق الاوسط تنعكس في سلسلة من الحروب في العراق وسورية واليمن، ووقوف البلدين على طرفي نقيض فيها. 
 زيارة الرئيس «أردوغان» تأتي في توقيت حرج للغاية، ووسط عدة تطورات رئيسية، سياسية واقتصادية لا مناص من التوقف عندها إذا أردنا قراءة المشهد بصورة أقرب إلى الدقة: 
 أولا: يتزايد الحديث عن امكانية تشكيل تحالف «سني» تركي سعودي قطري لمواجهة "تمدد" النفوذ الايراني في المنطقة، بعد نأي باكستان ورئيس وزرائها نواز شريف بنفسيهما عن اي تدخل عسكري بري أو جوي في اليمن في إطار «عاصفة الحزم» السعودية خوفا من انفجار حرب أهلية طائفية بين السنة والشيعة في البلاد، وحيث يزيد تمثيل أبناء الطائفة الشيعية عن اكثر من 20% من تعداد الجيش الباكستاني. 
 ثانيا: تأتي هذه الزيارة بعد أيام من التوصل إلي «اتفاق اطار» بين الدول الست الكبرى في العالم وايران حول البرنامج النووي الايراني، وهو الاتفاق الذي سيؤدي الى رفع الحصار الاقتصادي، ويعترف بحق ايران في التخصيب بمعدلات منخفضة تحت رقابة دولية مشددة والاحتفاظ بجميع منشآتها النووية. 
 ثالثا: تصلعد التعاون الامريكي العسكرية مع ايران في ملفات ساخنة في العراق وسورية، وكان لافتا ان الطائرات الحربية الامريكية، وفرت الغطاء الجوي للهجوم الذي شنه الجيش العراقي بالاشتراك مع قوات الحشد الشعبي المكونة في معظمها من ميليشيات «شيعية» تدعمها وتسلحها ايران، وكان لافتا ايضا ان جون كيري وزير الخارجية الامريكي تحدث عن عدم استبعاد بلاده الدخول في حوار مع الرئيس بشار الاسد.
الرئيس التركـي تجــاوز «خطـوطا حمــراء»
عندما اتهم إيران الشهر الماضي بـ«الهيمنة» ودعم الارهاب في المنطقة وطالبها بسحب مجموعاتها «الإرهابية» من اليمن، وأكد دعم بلاده لعاصفة الحزم السعودية، وقال ان سياسة إيران «تجاوزت كل حدود الصبر»، هذه التصريحات «غير المسبوقة» دفعت بالعديد من النواب الايرانيين إلى المطالبة بإلغاء هذه الزيارة، بينما استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال التركي وطلبت منه «توضيحات» لهذه التصريحات التي اعتبرتها مسيئة واستفزازية.
 السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو عن عدم إلغاء إيران لهذه الزيارة أولا، وإصرار الرئيس «أردوغان» على القيام بها ثانيا، 
رغم الهجمات الشرسة التي تعرض لها من قبل الصحافة وأعضاء في البرلمان الايراني؟
 للاجابة على هذا السؤال وما يتفرع عنه من اسئلة اخرى، يجب التأكيد على عدة نقاط اساسية
- أولها، أن الرئيس «أردوغان» ليس زعيما عربيا يبني سياسته ومواقفه على أسس انفعالية..
- وثانيا أنه رئيس منتخب يحتكم على مؤسسات اعلامية وديمقراطية تحاسبه على كل خطوة يخطوها.
- ثالثا لأنه بارع في الفصل بين السياسة والاقتصاد، ويضع مصلحة بلاده فوق كل الاعتبارات الاخرى.
 الرئيس «أردوغان» يذهب إلى إيران كـ«اقتصادي» أولا، يدرك جيدا أن إيران، وبعد رفع الحظر، الاقتصادي الامريكي الغربي عنها بعد شهرين (في حزيران ـ يونيو) بمقتضى الاتفاق النووي الاخير، ستتحول إلى دولة إقليمية عظمى، وسوق كبير، ودولة مصدرة للنفط والغاز دون قيود، الأمر الذي سيوفر لشركات بلاده فرص تصدير واستيراد ضخمة ربما تؤدي لمضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي يقدر حاليا بثلاثين مليار دولار سنويا بمقدار الضعفين إن لم يكن أكثر، في سنوات معدودة.
 ولا يعيب الرئيس «أردوغان» أن يكون «تاجرا» يريد فتح الاسواق لشركات بلاده، فمثل هذه «البراغماتية» هي التي أدت إلى إعادة انتخابه وحزبه ثلاث مرات، وجعلت من تركيا الدولة الـ17 كأقوى اقتصاد في العالم، وكان لافتا اصطحابه في جميع زياراته الرسمية لوفد من رجال الاعمال يزيد تعداده عن مئة شخص إلى جانب الوزراء المتخصصين في الاقتصاد والتجارة الخارجية. الرئيس التركي يدرك جيدا أن التقارب الأمريكي الإيراني سيكون على حساب بلاده واقتصادها، مثلما يدرك أيضا أن الولايات المتحدة لا يمكن الاعتماد عليها كحليف، ولذلك اتبع السياسة البريطانية التي تقول «إذا لم تستطع هزيمتهم انضم اليهم». وهذا ما فعله بالذهاب إلى إيران بنفسه، ولم لا؟ ألم يذهب إليها الامريكيون بعد 36 عاما من العداء وقرع طبول الحرب؟ واذا كان الجانب الاقتصادي في زيارة الرئيس «أردوغان» لطهران يبدو متفق على معظم فصوله، فإن الجانب السياسي يظل حقل ألغام شديدة الانفجار، فكيف سيتم تناول ملفات شائكة مثل الملفات العراقية والسورية وأخيرا الملف اليمني الأكثر سخونة حاليا؟ الرئيس «أردوغان» يقف أمام عدة خيارات صعبة في الوقت الراهن تجاه هذه الملفات:
- الخيار الأول: أن يتجاوب مع اليد السعودية الممدودة إليه والدخول في «التحالف السني» في مواجهة «التحالف الشيعي» الايراني، والتصدي لما وصفه هو نفسه بـ«الهيمنة» الايرانية، خاصة أن هناك توجها سعوديا بعدم «التعويل» على مصر كعضو أصيل في هذا التحالف الأمر الذي سيحل «عقدة» الخلاف التركي المصري التي وقفت في طريقه، ولكن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، وربما يتطور الى خوض حروب مع ايران تنعكس سلبا مع الوحدة الوطنية الديمغرافية التركية ذات النسيج الطائفي الهش.
- الخيار الثاني: أن يسير الرئيس «أردوغان»على خطى رئيس الوزراء الباكستاني «نواز شريف» الذي زاره قبل ثلاثة ايام في أنقرة لمعرفة موقفه تجاه «الحلف السني»، وينأى بنفسه عسكريا وأيديولوجيا عن سياسة المحاور الطائفية التي تطل برأسها بقوة في المنطقة.
 الخيار الثالث: أن يستغل الرئيس «أردوغان» علاقاته «الطيبة» مع كل من إيران والسعودية ويقوم بدور «حمامة السلام» أو «الوسيط» ويتقدم بمبادرات للحلول.
 *** الزيارة المفاجئة التي قام بها الأمير «محمد بن نايف» ولي العهد والرجل القوي في المملكة العربية السعودية إلى أنقرة أمس الاثنين قبل أقل من 24 ساعة من إقلاع الرئيس «أردوغان» إلى طهران، ربما تلعب دورا كبيرا في تحديد الخيار الذي سيختاره الرئيس التركي. لا نعرف ماذا يحمل الأمير «محمد بن نايف» في جعبته من إغراءات للرئيس التركي اقتصاديا وسياسيا، لكن ما نعرفه أن المملكة العربية السعودية تخوض حربا شرسة في اليمن، ولا تستطيع حسمها بالضربات الجوية فقط، والتطورات العسكرية على الارض تؤكد تقدم التحالف «الحوثي - صالح»، ولذلك هي بحاجة ماسة إلى تركيا سواء كشريك في التحالف «العشري» ضد إيران لترجيح كفة خيارها العسكري، مثلما هي بحاجة ماسة أيضا إلى «الوسيط» التركي اذا «تلكأت» أنقرة في الانضمام الى هذا التحالف على غرار باكستان. 
 الأمير «محمد بن نايف» سيحمل عروضا مالية واقتصادية ضخمة لتركيا لإغرائها بدخول التحالف، و«سلة» اقتراحات ربما تساعد في الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية لينقلها الى إيران. الكرة الآن في ملعب الرئيس «أردوغان»، وايا كان خياره الأخير، فإنه سيكون بالغ التأثير على هوية المنطقة، وطبيعة الصراع فيها، والحلول الممكنة لملفاتها الساخنة جدا، فالرئيس «أردوغان» بات مثل العروس الجميلة التي يقف على بابها العديد من الخطاب طلبا ليدها وإن لم يكن ودها، وما علينا إلا متابعة هذه الزيارة بدقة وخاصة اللقاء المنتظر بين الرئيس التركي والسيد «علي خامنئي» المرشد الأعلى للثورة الايرانية، وصانع القرار الرئيسي في إيران.



اردوغان فى طهران رغم تصاعد الخلاف حول اليمن وسوريا



في زيارةٍ هي الاُولى من نوعِها منذُ أربعِ سنواتٍ ... 
الرئيسُ التركيُّ رجب طيب اردوغان يصِلُ طِهرانَ ويوقِّعُ على ثماني اتفاقياتٍ ثنائيّةٍ 
ويبحثُ الوضعَ في المِنْطقةِ والعَلاقاتِ السياسيّةَ 
معَ نظيرِهِ الايرانيّ حسن روحاني..




ليست هناك تعليقات: