الاثنين، 16 مارس 2015

وثائق إسرائيل الممنوعة عن حرب أكتوبر.. فيديو



لجنة أجرانات المكلفة بالتحقيق
 في الهزيمــة العسـكرية الإسـرائيليــة


صور نادرة من حرب أكتوبر صور نادرة من حرب أكتوبر 
إن دراسة الوثائق التي نشرت بعد أربعين سنة من الحرب، تستوجب العودة للخلف للتمهيد، ذلك أنه في الأول من إبريل عام 1974 أصدرت لجنة أجرانات المكلفة بالتحقيق في الهزيمة العسكرية الإسرائيلية، تقريرها الأولى، كانت اللجنة مكونة من القاضى شمعون أجرانات، رئيس المحكمة العليا، ومن عدد من الأعضاء، هم موشيه لانداوى، وهو قاضى في محكمة العدل العليا، ويتسحاك نيبنتسئيل، مراقب الدولة، والفريق حاييم لسكوف، رئيس الأركان الأسبق، والفريق يجآل يادين، رئيس الأركان الأسبق وأستاذ علم الآثار، تناول تقرير اللجنة الأولى على نحو أساسى أسباب المفاجأة التي أحدثها الهجوم المصرى السورى، وتطرق إلى تقييم أداء رئيسة الحكومة جولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان ورئيس هيئة الأركان الفريق دافيد أليعاز ورئيس المخابرات العسكرية الجنرال إيلى زاعيرا والجنرال شموئيل جونين قائد الجبهة المصرية والجنرال إسحق صوفى قائد الجبهة السورية، والجنرال تسيفى زامير، رئيس الموساد، وقيادات أخرى. 
في العاشر من يوليو 1974 نشرت اللجنة تقريرها الثانى، وفى 30 يناير 1975 نشرت تقريرا أكثر شمولاً تضمن تقييمها لاستعدادات الجيش لحرب أكتوبر 1973 وللإجراءات التي اتخذتها قيادته من أجل وقف العدو المصرى والسورى، كما تطرق التقرير أيضاً إلى مجموعة مسائل أخرى مثل النظام والانضباط في الجيش وأداء وحدات ومخازن الطوارئ وإدارة المعارك، ظلت أجزاء من التقرير الكامل للجنة طى الكتمان إلى أن نشر بعضها اعتبارا من عام 2006 ونشر جزء عام 2014 منذ شهور ومازالت أجزاء أخرى محجوبة. 
 لقد برأت اللجنة رئيسة الوزراء ووزير الدفاع من المسؤولية عن وقوع مفاجأة الحرب وعن مواطن القصور في استعداد الجيش وجوانب الخلل في إدارة المعارك، وألقت المسؤولية على عاتق قادة الجيش. 
ولت أيام مجد ديان وجاءت أيام المذلة كان لابد من هذا التمهيد لنحكم على مدى صدق وزير الدفاع موشيه ديان في الشهادة السرية التي أدلى بها أمام اللجنة عام 1974 والتى ظلت طى الكتمان إلى أن نشرت أخيراً، ذلك أن مطالعة أقوال ديان تبين في نظرى أنه كان يناور في كلامه وكان يضع أمام عينيه هدفاً واحداً وهو أن يخرج بريئاً من المسؤولية، ليحتفظ بمنصبه السياسى وبهالة الزعامة التي يتمتع بها كأحد أبناء الجيل، الذي شارك بن جوريون في معارك 1948 وفى تأسيس دولة إسرائيل، وليحتفظ بعرش المجد العسكرى الذي حققه بصفته وزير الدفاع الذي قاد الجيش إلى الانتصار الضخم في حرب يونيو 1967. 
 إن قرار التبرئة الذي حصل عليه من اللجنة لم ينطل على الجماهير الإسرائيلية التي سبق أن حملته على الأعناق عندما كان بطلا منتصرا ورمزاً لصورة إسرائيل الفتية القوية وجيشها الذي لا يقهر ومخابراتها العبقرية التي لا تخفى عليها شاردة ولا واردة، والقادرة على التنبؤ بأى هجوم عربى صغيرا كان أم كبيرا قبل وقوعه على الأقل باثنتين وسبعين ساعة، ما أشد بؤس ديان بعد قرار اللجنة بتبرئته، إن الرجل لم يهنأ يوماً كاملا بالبراءة فلقد ولت أيام المجد وصورة البطل الأسطورى وتحطم رمز الجيش الهرقلى وتلاشت هالة المخابرات الممتازة وجاءت أيام المذلة والانكسار أمام المصريين الفراعنة الذين تتحدث التوراة في رعب عن استعبادهم لبنى إسرائيل فلقد أرغمته المظاهرات على الاستقالة.  

   ... ديـان أمام لجنــة أجــرانات ... 
بعد أن أقسم ديان أمام اللجنة أن يقول الحقيقة انطلق في محاولة لتبرئة نفسه بادعاء أنه كان يتعامل مع التطورات والحشود السورية والمصرية برؤية أكثر جدية مما فعلت المخابرات الإسرائيلية، وكشفت أن المخابرات الأمريكية حظرت نظيرتها في إسرائيل بدءاً من يوم 13/9/1973 من احتمال قيام مصر وسوريا بشن هجوم على عكس التوقعات الإسرائيلية. 
إن هذه الشهادة تكشف أبعاد الدور الأمريكى في الحرب قبلها وأثناءها، وهو ما يقطع بأن التطورات الخاصة بالثغرة نتجت عن تدخل القوات الأمريكية في القتال. 
الأسرى يؤكدون التدخل الأمريكى إن وقائع وتواريخ التدخل الأمريكى سترد مجمعة في نهاية هذه الحلقة، سواء في مجال المخابرات والاستطلاع ومجال التدخل المباشر بالقوات الأمريكية في ملابس الجيش الإسرائيلى وعلامات أسلحته، إن الوثائق الإسرائيلية التي ظلت محجوبة لأربعين سنة تؤكد أن الجيش الإسرائيلى بمدرعاته كان عاجزاً عن الاقتراب من خط القناة نتيجة لتخندق القوات المصرية. 
لقد صدرت الأوامر لقادة الفرق المدرعة الثلاث أفراهام أدان (بيرن) في الشمال عند بورسعيد، وشارون في الوسط عند الإسماعيلية، وألبرت مندلر في الجنوب عند السويس بالابتعاد تماماً عن القوات المصرية تجنباً للخسائر لحين وصول النجدة الأمريكية، لقد ظل ديان يصرخ في اجتماعات مجلس الحرب بأنه خسر 400 دبابة بأطقمها البشرية في سيناء، ولابد من سرعة النجدة الأمريكية بالسلاح والرجال معا، لقد أصبح مؤكداً أن جولدا مائير سافرت سرا إلى واشنطن لمقابلة نيكسون وإطلاعه على خطورة الموقف، غير أن الرقابة الإسرائيلية العسكرية مازالت تحجب المحاضر التي تحدثت فيها عن نتائج رحلتها، كما أنها قامت بحذف الأجزاء المتصلة بالموضوع في الوثائق التي نشرت، إننى أقدم شهادة للتاريخ عن حوارى مع الضباط الإسرائيليين الأسرى بالسجن الحربى المصرى بمدينة نصر، لقد أخبرنى بعض ضباط السلاح الجوى الذين أسروا يوم 9 أكتوبر، أنهم متأكدون من بدء توافد القوات الأمريكية لنجدة الجيش الإسرائيلى وأنهم غير قلقين لهذا السبب، كانت هذه الحوارات يوم 10 أكتوبر وكنت أسألهم عن توقعاتهم بشأن العمليات.  
  ... ديان يكشف دور المخابرات الأمريكية ...
 لقد أجاب ديان عن سؤال رئيس اللجنة حول المعلومات التي توافرت لديه منذ يوم 13/9/1973 عندما أسقطت الطائرات السورية حول مساعى العدو السورى والمصرى ونواياه لشن الحرب وكذلك تقديرات الموقف والقرارات التي اتخذت في هذا الشأن، قال: إن المعلومات التي توافرت عندى هي فقط المعلومات التي حصلت عليها بواسطة المؤسسات المختصة في تقديم المعلومات وهى المخابرات العسكرية والموساد بالإضافة إلى ما ترصده وحدات الجيش في الميدان وليس لدى مصادر مخابراتية أخرى. 
استطرد قائلاً: وبشك أساسى وأكثر تفصيلاً فإننى أميز بين أمرين الأول التقدير السياسى العام للموقف حول ما إذا كانت الحرب متوقعة بالفعل من جانب سوريا ومصر وبين التقديرات الحقيقية وهنا بدأ ديان في المناورة بأقواله ليبرئ نفسه ويظهر أنه كانت لديه تقديراته الشخصية المخالفة لتقديرات المخابرات الفنية التي كانت تستبعد نشوب الحرب، قال في هذا الشأن: كان لى تقديرى الخاص الذي كان يخالف في بعض الحالات تقدير المخابرات، في معظم الأوقات كنت آخذ التطورات على الجانب المعادى مأخذاً على محمل من الجدية أكثر من التقدير الفنى المخابراتى للموقف، فلقد كنت أعتقد أن هناك حرباً متوقعة. يستطرد قائلاً بعد أن ترك الانطباع لدى اللجنة بأنه على عكس المخابرات كان يتوقع الحرب: إذا قلت هذا المعنى بتعبير آخر فإننى أقرر أنه كان لدىَّ تقديرى الخاص للموقف، في مسألة احتمالات نشوب الحرب.. 
أما فيما يتعلق بموعد الحرب وماذا سيحدث بالضبط فكنت أستند بل أؤيد تقدير المخابرات للموقف خصوصاً أن التقدير في تلك الفترة كان يأتى من ثلاثة مصادر الأول هو المخابرات العسكرية والثانى الموساد أو المخابرات العامة والثالث هو المخابرات الأمريكية. 
لقد كان تقدير الموقف في تلك الفترة متطابقاً بين الأجهزة الثلاثة مع استثناء فترة مكونة من عدة أيام بالنسبة للمخابرات الأمريكية، لقد اعتقدت المخابرات العسكرية والموساد على حد سواء أنه لا مكان لوقوع الحرب وأكد الجهازان حتى اليومين الأخيرين أن المصريين والسوريين لا ينوون شن الهجوم، هنا يقاطعه رئيس اللجنة بسؤال قائلاً:  حتى اليومين الأخيرين ظلت المخابرات العسكرية والموساد على اعتقادهما بأن الحرب لم تكتسب. أما الأمريكيون طبقاً لما ورد إلى من المخابرات العسكرية فقد اعتقدوا في فترة معينة بين 13/9/1973 وحتى 6/10/1973 لعدة أيام أن المصريين ينوون ويستعدون لشن الحرب، بعد هذه الفترة المحددة التي اعتقد فيها الأمريكيون هذا فقد حدث أحد أمرين، إما أنهم قبلوا رأى المخابرات العسكرية الإسرائيلية أو أنهم توصلوا بأنفسهم إلى استنتاج بأن ما يحدث من حشود في مصر ربما يكون مناورة عسكرية، وليس استعداداً لحرب حقيقية. إن هذه الشهادة من جانب ديان تكشف لنا مدى تدخل الأجهزة الأمريكية منذ ما قبل وقوع الحرب، لدرجة أنها حاولت إقناع المخابرات الإسرائيلية بأن الهجوم المصرى السورى قادم ولابد من الاستعداد.  
  لحسن الحظ في هذه النقطة أن خطة الخداع الاستراتيجى المصرية كانت محكمة ومطبقة على عقل الحكومة والمخابرات الإسرائيلية فرفضوا الإنذار الأمريكى وصمموا على استبعاد وقوع الحرب، وواضح أيضاً من شهادة ديان أن هناك احتمالاً لانطلاء خطة الخداع المصرية على الأمريكيين أنفسهم أو أنهم اقتنعوا برأى المخابرات الإسرائيلية في استبعاد الحرب واعتبار الحشود المصرية مجرد مناورات وتدريبات. 
أرجو هنا أن ينتبه كارهو السادات في الداخل المصرى والعربى إلى أن ادعاءهم بأن الحرب كان متفقاً عليها بين مصر وأمريكا لتحريك الموقف، تدحضه شهادة ديان حول التحذير الأمريكى لإسرائيل ومطالبتها بالاستعداد، الحقيقة في هذه النقطة أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يردون على حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومى المصرى، باستهانة عندما كان يطالب بتحريك الموقف السياسى، كان كيسنجر يعنى بوضوح التهرب من الطلب المصرى بالقول إنه لا يمكن تحريك المفاوضات، بينما المصريون عاجزون عن تحريك الموقف العسكرى، لا يمكن لمنصف أن يعتبر هذا الكلام التعجيزى بمثابة اتفاق مصرى أمريكى على القيام بالحرب. 
إن مثل هذا الكلام العجيب يقوله بعض الإسرائيليين الكارهين لديان عندما يزعمون أن الحرب كانت موضع اتفاق بينه وبين كيسنجر لتحريك الموقف السياسى، أظن أن الساحة هنا وهناك مليئة بأقوال لا سند لها من الخصوم السياسيين لكل من السادات وديان على حد سواء. 
 ** أهداف الحملة الدعائية الإسرائيلية إن السؤال الأول الذي يجب أن نطرحه هو ما الذي يحرق أعصاب الأجهزة الإسرائيلية إلى حد أن تقوم بحملة لنفى هزيمة جيشها أمام الجيش المصرى بعد هذه السنين، هناك زوايا عديدة للإجابة، الأولى أن إسرائيل تخشى على أجيالها الجديدة من معرفة حقيقة انهيار المنظومة العسكرية بكامل أركانها أمام مصر في أكتوبر 1973 في المواجهة الثنائية وأن أجيالها تشمل أيضاً الشبان من يهود العالم في الدول المختلفة، ولذا تدار الحملة بلغات متعددة لتصل إلى اليهود الذين يتحدثون لغة بلادهم التي يعيشون فيها. 
الزاوية الثانية أن الأجهزة الإسرائيلية يهمها زعزعة ثقة المصريين في انتصار جيشهم المؤكد وسحقه للجيش الإسرائيلى في ميدان اللقاء الثنائى قبل وصول الجيش الأمريكى لسيناء، إن هذه الزعزعة للثقة في سابقة أكتوبر 1973 تسمح للأجهزة الإسرائيلية التي تدير حملة الحرب النفسية بهز ثقة أجيالنا الجديدة في إمكانية الانتصار على أي عملية عدوانية إسرائيلية في المستقبل، إن هذا تحضير لإضعاف معنويات شبابنا ودفعهم إلى اليأس وبناء حالة ردع معنوى تضعف عزيمتهم عند المواجهة القادمة. إن أسانيد هذه الحملة الإسرائيلية تتلخص في عبور الجيش الإسرائيلى إلى الضفة الغربية بالثغرة وهى أسانيد متهافتة إذا وضعنا في الحسبان ترتيب الوقائع الميدانية أمامنا على النحو المبين فيما بعد. 
وقائع انهيار الجيش الإسرائيلى في المواجهة الثنائية مع الجيش المصرى إذا قال الإسرائيليون في حملتهم الدعائية الهادفة أيضاً لحفظ ماء الوجه إنهم استطاعوا التعادل مع الجيش المصرى بفضل وصول قوات حلفائهم الأمريكيين فإن هذا القول سيتسق مع محتوى وثائقهم التي أخفوها أربعة عقود. 
أما أن يتحدثوا عن التعادل بتحقيق عملية الثغرة في حين أن من أنجزها بالفعل هي المدرعات الأمريكية بأطقمها البشرية المتخفية وراء العلامات الإسرائيلية وملابس الجيش الإسرائيلى فإن هذا يدخل في باب «الحوتسباه» أو تقاليد الوقاحة، التي تضرب جذورها في المجتمع الإسرائيلى، إنها وقاحة تصل إلى حد البجاحة بدليل ما ورد في محاضر اجتماعات مجلس الحرب حتى يوم 9 أكتوبر 1973 وما تضمنته أقوال المسؤولين أمام لجنة أجرانات. دعونا نتأمل ما يلى:
1- لقد كرر وزير الدفاع موشيه ديان في هذه الاجتماعات أن الجيش الإسرائيلى قد فقد 300 دبابة من مجموع 700 دبابة كانت موجودة في سيناء مع بدء القتال حتى يوم 9 أكتوبر، 
2- طالب ديان ومعه رئيس الأركان بسحب جميع القوات إلى منطقة المضايق الجبلية على بعد 35 كم من القناة لإنشاء خط دفاعى جديد تجنبا لقوة الاندفاع المصرية والروح القتالية المصرية الانتحارية.
 3- أكدت تقارير الفريقين حاييم بارليف وإسحق رابين أن هناك نقصاً شديدا في الأطقم البشرية نتيجة قتلها في المعارك وأن هناك دبابات تم إصلاحها لا تجد من يركبها.
 4- أكد رئيس الموساد الجنرال تسيفى زامير أن كل الأخبار والتقارير التي تتحدث عن وصول دبابات الجنرال أفراهام ادان «بيرن» إلى خط القناة لإنقاذ حصون بارليف غير صحيحة وأن أي دبابات إسرائيلية تقترب من القناة يدمرها المصريون ويقتلون أطقمها أو يأسرونها.
 5- أكد جميع القادة العسكريين أمام رئيسة الوزراء جولدا مئير حتى يوم 8 أكتوبر مساء أنه لا مفر من استعجال وصول الأسلحة والقوات الأمريكية من القواعد القريبة في أوروبا.
 6- اضطرت جولدا مائير إلى السفر إلى واشنطن لاستعجال النجدة بنفسها من الرئيس نيكسون بعد أن عجز وزير خارجيتها أبا إيبان الموجود في أمريكا آنذاك وسفيرها سيمحادينتنر عن إقناع كيسنجر بالتحرك السريع والتدخل مباشرة في القتال بالقوات الأمريكية الموجودة بأوروبا.
 7- صدرت أوامر رئاسة الأركان لقادة فرق المدرعات الثلاث في سيناء «أدان وشارون وماندلر» بالابتعاد عن القناة وعدم محاولة الاقتراب على الإطلاق. ما لم تقله الوثائق الإسرائيلية صراحة هو أن الجميع كانوا في انتظار وصول الحلفاء الأمريكيين.
 8- أعلن ديان في مجلس الحرب أنه قد صدرت الأوامر بالتخلى عن محاولات إنقاذ المحاصرين في خط بارليف أو إخلاء الجرحى وتركهم لمصيرهم.
 9- تم سقوط جميع حصون خط بارليف فيما عدا حصناً واحداً اسمه حصن بودابست كان محميا بمياه المستنقعات من كل جانب. إن هذه الوقائع ظلت سارية حتى يوم 13 أكتوبر في المواجهة الثنائية بين الجيشين المصرى والإسرائيلى قبل وصول القوات الأمريكية إلى سيناء، فأى تعادل إذن يتحدثون عنه. وقائع وتواريخ التدخل من جانب القوات الأمريكية في القتال

 أولاً: الجبهة السورية
 1- وصلت طلائع الجسر الجوى الأمريكى من القواعد الأوروبية صباح يوم 9 أكتوبر إلى المطارات الشمالية العسكرية في إسرائيل، وتم نزول فرقة دبابات أمريكية التحقت على الفور بالقوات الإسرائيلية التي تحارب في الجولان والتى لم تستطع زحزحة الجيس السورى أو وقف تقدمه حتى ذلك الوقت.
 2- وصلت أربعون طائرة فانتوم متطورة ووضعت في خدمة المجهود الحربى الإسرائيلى في الجولان بطياريها الأمريكيين الذين تدعى بعض المصادر أنهم يهود متطوعون بينما هم من طيارى سلاح الجو الأمريكى.
 3- بعد التدخل الأمريكى أمكن الضغط على القوات السورية ودفعها للتراجع إلى خط القتال قبل 6 أكتوبر وذلك في يوم 10 أكتوبر أي بعد 24 ساعة من العمليات الأمريكية المساندة للجيش الإسرائيلى.

 ثانيا: الجبهة المصرية
 1- في يوم 13 أكتوبر والفرق المدرعة الإسرائيلية في حالة تجنب لأى اشتباك مع المصريين وفى الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر قامت طائرة استطلاع أمريكية من طراز SR711 بالطيران فوق الجبهتين السورية والمصرية وفوق القاهرة والدلتا وصورت أوضاع القوات وحددت وجود ثغرة خالية من القوات المصرية بطول 35 كم على امتداد البحيرات المرة.
 2- وصل الجسر الجوى الأمريكى إلى ذروته في سيناء يوم 12 و13 أكتوبر بإنزال فرقتين مدرعتين بكامل أطقمهما ومائة طائرة فانتوم خصصت للعمل على الجبهة المصرية. 3- شاركت هذه القوات الأمريكية في التصدى للدبابات المصرية التي صدر لها أمر بتطوير الهجوم يوم 14 و15 أكتوبر.
 4- قامت هذه القوات الأمريكية بالتمهيد النيرانى لعملية عبور دبابات شارون عند الدفرسوار ليلة 16 أكتوبر وساهمت في ضرب قواعد الصواريخ المصرية المضادة للطائرات، كما شاركت الطائرات الأمريكية في الهجمات على القوات المصرية غربى القناة لتمكين القوات الإسرائيلية من الانتشار. 
 إن مطالعة الوثائق الإسرائيلية رغم تأخير نشرها أربعين عاما وأكثر ورغم مواضع الحذف العديدة تعرى الحملة الدعائية الإسرائيلية حول التعادل بين الجيشين المصرى والإسرائيلى.  إن هذه الوثائق تقدم البراهين ولو بعد أربعة عقود على صحة ما قاله الرئيس السادات من أنه وجد نفسه يحارب أمريكا وليس إسرائيل. 
 بالمعنى الحرفى الكامل للكلمة وليس المعنى المجازى. آن الأوان أن نغير مصطلح الجسر الجوى الأمريكى المساند لإسرائيل إلى التدخل الأمريكى المباشر في حرب 1973.


 الرئيس محمد انور السادات
 والنائب محمد حسني مبارك .. في وثائق السلام


وثائقي : حرب أكتوبر








●●●●▬▬▬▬▬▬▬▬



ليست هناك تعليقات: