الخميس، 26 مارس 2015

وزير داخلية الانقلاب: أي معتقل "يعصلج" يقتل ويرمى خارج السجن..!!!



" أبو غــريب مصـــر"


تزامنا مع تولي اللواء مجدي عبد الغفار، وزير داخلية الانقلاب، خلفًا لمحمد إبراهيم، شددت إدارات السجون من حملات التضييق والتعذيب على المعتقلين، وتحولت كافة السجون إلى "سلخانات تعذيب" من خلال مسلسل شبه يومي.
الهجوم بالكلاب البوليسية
أصيب 200 معتقل من رافضي الانقلاب العسكري بسجن دمنهور العمومي "الأبعادية"، أمس الأربعاء، بجراح خطيرة، إثر هجوم قوات أمن الانقلاب عليهم باستخدام "الكلاب البوليسية"، وتم نقلهم إلى المستشفى للعلاج.
يأتي هذا التصعيد الخطير، مع دخول المعتقلين إضرابهم عن الطعام والزيارات والعرض على المحكمة للأسبوع الثالث على التوالي، مما دفع بقوات أمن الانقلاب للاعتداء عليهم بالضرب وباستخدام "الكلاب البوليسية"؛ مما أسفر عن إصابة 200 معتقل بينهم حالات خطيرة.
وبحسب شهادات ذوي المعتقلين، فقد انتفض رافضو الانقلاب في "الأبعادية" تنديدا بالانتهاكات المتواصلة بحقهم، مرددين لأول مرة هتافات مناهضة لسلطات الانقلاب كان منها: "يسقط يسقط.. حكم العسكر"، و"الداخلية.. بلطجية".
سجن طــره
لم يكن سجن طره بمنأى عما يحدث في السجون في الآونة الأخيرة، فأحوال المعتقلين بسجن طره خاصة المعتقلين السياسيين والإسلاميين بالعقرب تسوء يومًا بعد الآخر، إذ تمارس ضدهم عمليات تضييق ممنهجة، منذ قدوم مجدي عبد الغفار وزيرًا للداخلية.
وأكدت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، أمس، أن نيابة أمن الدولة العليا الانقلابية أعلنت غلق الزيارات في سجن العقرب لأجل غير معلوم.
بدأت هذه الانتهاكات بسجن العقرب، بمنع جميع الزيارات، وتجريد المعتقلين من كل متعلقاتهم من البطاطين والملابس بما فيها الملابس الداخلية، كذلك تغير طاقم السجن الذي يتعامل مع المعتقلين، ولا يجد المعتقلون شيئا ينامون عليه سوى الأرض مباشرة.
ولما علا صوت بعضهم "حسبنا الله ونعم الوكيل" أخذوهم إلى زنزانة انفرادية وجردوهم من ثيابهم كلها، واستمروا بلا طعام ولا شراب لمدة ثلاثة أيام، وهم معلقون في نوافذ الزنازين.
ينتشر على لسان السجانين بأن لديهم تعليمات واضحة من الوزير الجديد بأن أي معتقل "يعصلج" معاهم يُضرب بالرصاص ثم يُلقى إلى جوار سور السجن، ويحرر محضر بمحاولته الهروب.
وبشهادات ذوي المعتقلين قامت إدارة السجن بتجريد المعتقلين من كل شيء، بما في ذلك المصاحف والأدوية والكتب والبطاطين إلا ملابس السجن الميري الصيفية، إلى جانب نقل عدد كبير منهم في عنابر الانفرادي والتعذيب وضربهم داخل عنبر H4بالإضافة إلى التضييق على أهالي المعتقلين خلال الزيارات وإساءة معاملتهم وتفتيشهم بشكل مهين، وتم منع دخول كميات الأطعمة في الزيارات والاكتفاء بوجبة واحدة فقط.
وإلى جانب ذلك، قامت إدارة السجن بإغلاق "الكانتين" الخاصة بالسجن، وتفريغ محتوياته دون سبب معلن، على الرغم من أن المحبوسين لهم أرصدة مالية في الأمانات.
سجن أبوزعبـــل
وكغيره من السجون وفي خطوة تضييق جديدة من قبل إدارة أبو زعبل، نُقل أغلب المعتقلين السياسيين للعنابر الموجودة في بدروم السجن، ووضع ما يقارب الـ35 سجينا داخل زنزانة ضيقة، بداخلها حمام، مغلق بستارة صغيرة لحجب الرؤية في أثناء قضاء الحاجة، وممتلئة بكل أنواع الفئران والحشرات.
لا يرى المعتقلون الشمس، ولا يسمح لهم بالتريض إلا مرة خلال ثلاثة أيام وقد تصل لأسبوع، لمدة ساعة أو أقل، داخل طرقات العنابر، دون النزول للتريض الكامل.
وتنتشر الأمراض الجلدية بشكل غير طبيعي داخل أبو زعبل بسبب عدم فتح الزنازين، كما نُقلت حالات كثيرة لعنابر العزل الصحي، ورغم ذلك إدارة السجن ترفض علاج المعتقلين، فضلا عن أن السجن يرفض إخلاء سبيل السجناء الحاصلين على عفو صحي من قبل النائب العام.
يتم التفتيش الدوري للعنابر بشكل مستفز، ومن يعترض يتم الاعتداء عليه بالضرب من قبل عساكر الأمن المركزي
وتمنع إدارة السجن دخول الأطعمة بكل أنواعها للمساجين، بزعم أن طعام السجن يكفي، وتقوم بمصادرة تلك الأطعمة.
وإلى جانب هذا منعت مصلحة سجون أبو زعبل، دخول الملابس المدنية للمعتقلين، وإجبارهم على ارتداء الملابس الميري، وأيضا يواجه أسر المعتقلين معاملة سيئة خلال الزيارات تصل للتعدي اللفظي والبدني والتحرش بحقهم والتفتيش المهين، كما يتعرضون لابتزاز مالي من قبل أمناء الشرطة المكلفين بتنظيم عملية الزيارة.
ونقل 18 معتقلا منذ 3 أيام دون أسباب لعنبر التعذيب، وجرى تعليقهم من أرجلهم مع ضربهم وإهانتهم إهانة لفظية وجسدية، وصلت إلى إجبارهم على الجلوس على زجاج مكسور، وتلك إحدى وسائل التعذيب الدائمة داخل أبو زعبل، بحسب شهادات أهالى المعتقلين.
أبو غـــريب
أصدرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ببريطانيا تقريرًا تحت عنوان "أبو غريب مصر" كشفت خلاله عن وحشية الأساليب التي تستخدم مع المعتقلين نساء ورجالا صغارا وكبارا، مؤكدة أنه أشبه بما كان يستخدم في سجن أبو غريب في العراق، مشيرة إلى أكثر هذه السجون وحشية هي السجون التابعة للقوات المسلحة؛ مثل سجن العزولي في محافظة الإسماعيلية.
ورصدت منظمة العفو الدولية -في تقريرها الأخير- أن هناك درجات متفاوتة من التعذيب في السجون المصرية لإلحاق الأذى بالمعتقلين، مؤكدة أن أشد تلك الحالات الموثقة وأسوأها تتعلق بانتهاكات ضد أعضاء في الإخوان المسلمين أو في الجماعات الإسلامية الأخرى أو الإعلاميين الذين نشطوا لفضح انتهاكات سلطات الانقلاب.
لا يقتصر الأمر من انتهاكات داخل السجون على سجون طره وأبو زعبل والأبعادية، فكافة السجون تعد نسخة منها وتشبه "سلخانة التعذيب".


ليست هناك تعليقات: