الجمعة، 27 مارس 2015

مشروع السيسى الشخصي الغامض للقوة العربية المشتركة.


السيسي منزعج من عدم مراجعة مصر في عاصفة الحزم  
 غضب هيكل يكشف
 نية السيسي بتوظيف القمة العربية



علق مراقبون على ما أبداه الكاتب الصحفي المقرب للسيسي، وعرَّابه للانقلاب، "محمد حسنين هيكل"، من غضب تجاه بدء دول الخليج عملية "عاصفة الحزم" ضد المليشيات الحوثية في اليمن، دون انتظار للقمة العربية المقررة يومي السبت والأحد بشرم الشيخ.
 وقال إن ذلك فوت على السيسي فرصة توظيف القمة العربية لصالحه وتمرير مشروعه الشخصي الغامض للقوة العربية المشتركة وبيع اصطفافه ضد الخطر الحوثي لدول الخليج.
فقد أصدر هيكل مساء الخميس بيانا قال فيه إنه توافق وشبكة قنوات "C.B.C" على تأجيل حلقة الحوار الأولى، التى كان مقررا أن تُبَثْ مساء الجمعة 27 آذار/ مارس، مع لميس الحديدي.
وقال البيان: "السبب الرئيسي في أفضلية التأجيل أن طوارئ الحوادث سبقت بقرار العمل العسكري في اليمن، بواسطة عشر دول عربية ضمنها مصر، التي أعلنت أنها سوف تشارك في القتال بقوات جوية وبحرية وبرية إذا اقتضى الأمر".
وأضاف هيكل غاضبا: "الواضح أن هذه الطوارئ سبقت كل الترتيبات، وأولها مؤتمر القمة العربية ذاته، فقد كان المتصور أن يكون التدخل العسكري لاحقا للقمة، ونتيجة لقراراتها، خصوصا أن أهم البنود الواردة في جدول أعمالها كان بند إنشاء قوة عربية مشتركة".
وتابع: "معنى بداية العمليات قبل القمة أن عشر دول عربية قررت أنها لا تستطيع الانتظار ساعات، وتصرفت دون انتظار غطاء سياسي جامع يغطي هذا التصرف باعتباره إرادة عربية موحَّدة"، على حد قوله.
وزعم هيكل أنه "يُضاف إلى الظواهر الطارئة أن الطيران الأمريكي يشارك صراحة في القتال، وتلك أحوال تدعو أغلب الظن إلى أن هناك ما دعا إلى المواجهة العسكرية في أقصى الجنوب في اليمن"، وفق قوله.
وأضاف: "الحقيقة أن هناك ظروفا إضافية تزكي أفضلية تأجيل بث الحوار، أهمها أن التسجيل تم مبكرا عن العادة، وقبل موعد البث بثلاثة أيام، وكان ذلك لاعتبارات فنية وعملية دعا إليها أن شبكة قنوات الـ C.B.C كانت تنقل الكثير من إمكانياتها إلى شرم الشيخ حيث مؤتمر القمة، ومن ثم فإن التبكير بتسجيل الحوار مع طوارئ الأحداث أحدث تغيرا كبيرا فى أولويات الاهتمام العام بخصوص الشأن الحالي ومفاجآته".
وتابع البيان: "الآن فإن ما جرى لم يعد مجرد احتمالات، وإنما أصبح أمرا واقعا تشارك فيه جيوش عربية، ضمنها "قوات مصرية من الجو والبحر والبر إذا لزم الأمر"، وعندما تكون هناك جيوش عربية في طليعتها قوات مصرية، فإن دماء المقاتلين لها حرمة تفوق حرمة أي كلام، على حد تعبيره.
وكان من المقرر أن يبدأ عرض سلسلة الحوارات مع هيكل الجمعة، قبل أن تعلن القناة بشكل مفاجئ الخميس، ومعها بيان هيكل، إرجاء بث اللقاء لأجل غير مسمى.
ومن جهتها، قالت لميس الحديدي -في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر" مساء الخميس-: "نعتذر عن تأجيل حوار الأستاذ هيكل هذا الأسبوع، حيث إن الحلقة المسجلة لا تتناول الأحداث الأخيرة، ونقدم حلقه جديدة الأسبوع المقبل بإذن الله".
وكانت الحديدي سجلّت سلسلة حوارات طوال العامين الماضيين مع هيكل، بعنوان: "مصر أين ومصر إلى أين"، وتمت إذاعتها على قناة "سي بي سي".
و"محمد حسنين هيكل" كاتب صحفي مصري، من مواليد عام 1923، وهو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. وقد أسهم في صوغ السياسة في مصر، لا سيما في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما اشتهر بدوره في إزاحة الرئيس محمد مرسي من الحكم، عقب أحداث 30 حزيران/ يونيو 2013، واعتماد السيسي عليه في الانقلاب، وما تلاه من تولي السيسي للرئاسة، وهو ما كشفته تسريبات قناة "مكملين"..
السيسي منزعج من عدم مراجعتة في عاصفة الحزم



أكد مصدرين حكوميين بحسب "العربي الجديد" أنّ قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، أبدى انزعاجه بسبب إعلان المشاركة المصرية من دون مراجعة مصر رسمياً، وأنه راجع بنفسه بيان الخارجية بشأن المشاركة، بما تضمنه من حديث عن الدعم والتنسيق والتلويح بإرسال قوات برية، وليس الحديث عن أن قوات مصرية تم إرسالها بالفعل".
 وأشار المصدران، أحدهما دبلوماسي والآخر أمني، أن "التنسيق بشأن الحرب على جماعة أنصار الله (الحوثيين) بدأ منذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، وأن القوات المسلحة المصرية تلقت إشارات بضرورة أن تكون على أهبة التحرك الجوي والبحري باتجاه باب المندب، لكن التنفيذ كان متوقفاً على نضوج الاتفاقات بين السعودية والدول المقرّبة منها من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى". وأضاف المصدران أن "قرار مشاركة مصر في عملية عاصفة الحزم، كان متفقاً عليه مع السعودية". ورجّحا أن "قرار المشاركة كان معلوماً لدى بعض دوائر الدبلوماسية الخليجية، وسُرّب إلى الإعلام قبل أوان إعلانه رسمياً"، في إشارة إلى التناقض الذي ساد موقف وزارة الخارجية لأكثر من 12 ساعة. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت قوات مصرية قد شاركت في عملية "عاصفة الحزم" في يومها الأول، أكد المصدران أن "القوات البحرية تحركت فعلاً في اتجاه مضيق باب المندب، لكنها لم تشارك فعلياً في العمليات، وكذلك لم تشارك القوات الجوية حتى الآن".
 لكنهما أشارا إلى أن "هذا الأمر سيحدث فعلياً بعد اجتماع السيسي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الدفاع الوطني لوضع خطة تحرك محددة، واستيفاء الشروط الدستورية لإعلان الحرب وإرسال القوات". وأوضح المصدر الدبلوماسي أن "المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقد اجتماعاً، يوم الأربعاء، في غياب السيسي وبعض أعضائه، لدراسة الموقف في اليمن، بناءً على طلب وتنسيق سعودي أردني، انتهى إلى وجوب رفع مستوى التنسيق الاستخباراتي حول اليمن، والمطالبة بمعلومات ميدانية وافية عن الوضع هناك قبل إرسال قوات مصرية".
 وبسؤال المصدر نفسه عن سبب التحرك ضد الحوثيين بهذا الزخم العربي والمشاركة المصرية، وعدم إرسال قوات مصرية للمشاركة في ضرب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، قال إن "القيادة السياسية المصرية تعتبر أنها تحارب داعش بالفعل في سيناء وليبيا، وأنها تسدد فاتورة كبيرة في هذا المجال، ولا سيما أنها تقدم دعماً استخباراتياً ولوجستياً للقوات المحاربة ضد التنظيم في العراق وسورية". وأضاف أن "اليمن صمّام أمان أساسي بالنسبة لقيمة مصر الاستراتيجية، والقوات المسلحة تعتبر محيط البحر الأحمر خطاً أحمر"، وأشار إلى أنه "في الحملة على الحوثيين ستتولى مصر أساساً التحرك العسكري البحري".
 وعن صدى بدء الحملة على القمة العربية، قال المصدر إن "قمة شرم الشيخ ستشهد اجتماعات مكثفة بين جميع القادة العرب المنخرطين في الحملة، ومن المرجح مناقشة مشروع قرار يدعم التحرك ضد الحوثيين، والتأكيد على شرعية حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي".
 وكان التناقض قد سيطر على المشهد السياسي المصري، بعد تباين موقف وزارة الخارجية من مسألة المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، لأكثر من 12 ساعة. وأثار موقف الوزارة تساؤلات عدة. وعندما تداولت بعض وسائل الإعلام الخليجية أنباءً أوليّة عن مشاركة مصر في التحالف الذي تقوده السعودية، كان الرئيس المصري ووزير خارجيته سامح شكري، مشغولين في زيارتهما الرسمية إلى إثيوبيا. كما أن السيسي كان يلقي خطاباً في البرلمان الإثيوبي، بحضور شكري نفسه، عندما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً تنفي فيه مشاركة مصر. وظلّت مصر "الرسمية" صامتة، حتى بعد وصول السيسي إلى شرم الشيخ، للتحضير لمؤتمر القمة العربية، إلى أن صدر بيان وزارة الخارجية، الذي أعلن التنسيق مع الائتلاف الخليجي في شأن المشاركة الجوية والبحرية، مع التلويح بإرسال قوات برية أيضاً، وذلك عند الساعة الثانية من فجر الخميس بتوقيت القاهرة، في سابقة غير مألوفة من المؤسسات الرسمية المصرية. ولم يفاجأ الشارع المصري بالقرار، فعبارة "مسافة السكة"، التي يرددها السيسي، ومطالبته المستمرة بتشكيل قوات عربية مشتركة، وكذلك الدعم المالي الكبير من السعودية والإمارات والكويت، كلها أمور تدعم حقيقة أن مصر يجب أن تسدد المقابل. بالتالي بات "واجباً" على مصر توفير غطاء سياسي واستراتيجي وعسكري للعملية ضد الحوثيين، ولا سيما أنها، مع السعودية، الدولتان الأكثر تضرراً من عدم استقرار منطقة مضيق باب المندب، الصمّام الرئيسي لنشاط قناة السويس. وفي السياق، ورداً على معلومات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن "معارك بين مصر وإيران في البحر الأحمر"، أصدرت إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية بياناً طالبت فيه وسائل الإعلام بـ"ضرورة مراعاة الدقة والمصداقية في ما يتم نشره من أخبار ومعلومات حول القوات المسلحة، وعدم نشر أخبار مجهولة تتعلق بالمؤسسة العسكرية منسوبة لمصادر عسكرية، وضرورة الرجوع إلى القنوات الرسمية التي تتواصل مع مختلف وسائل الإعلام".

ليست هناك تعليقات: