الخميس، 26 مارس 2015

اللوبي الصهيوني في مصر والعلاقات المصرية الإسرائيلية .. فيديو



قامت ثورة يناير بالأساس 
ضــد اللوبي الصهيوني الذي يحكــم مصــر، 
ويتغلغــل في كل مؤسساتهــا.



ثمة فارق نوعي بين اللوبي الصهيوني في أميركا وفي بلاد أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا، وبينه في مصر، على حدود الدولة العبرية، وحيث أكثر مناطق الخطورة على أمنها. ففي دول الغرب، يشكل اليهود الصهاينة قوة اقتصادية وسياسية وإعلامية وأكاديمية، تقترب بتأثيراتها الفعالة من كواليس قصور الرئاسة ومراكز التأثير والقرار. أما في مصر، فاللوبي الصهيوني هو الطبقة الحاكمة ذاتها، وبناء عليه تتشكل النخب على شاكلتها، متبنية لمصالحها، ومروجة لانحيازاتها.
وبمقارنة بسيطة، يمكننا أن نلمس حجم التشابه، في الوسائل والغايات، بين أداء اللوبي الصهيوني في الغرب، وبين أداء الدولة المصرية وأذرعتها الاقتصادية والإعلامية، إزاء القضية نفسها.
في أميركا، تتنوع الآراء السياسية إزاء كل قضية، إلا أن اللوبي الصهيوني يستطيع أن يصدر صورة ذهنية دائمة بأن الرأي الأكثر ذكاء هو الرأي الذي ينحاز إلى مصالح إسرائيل.
الشيء نفسه تجده في تبرير إعلام رأس المال المتحالف مع العسكر في مصر، حيث يبدو الرأي المنبطح أمام العدو الصهيوني، المبرر لانعدام أي مسؤولية سياسية أو أخلاقية لمصر فيما يحدث على بعد كيلومترات أقل من تلك التي تفصل القاهرة عن أسوان، المبرر لإغلاق المعابر وتطويق الفلسطينيين، وتصدير الغاز، واتفاقات الشراكة الاقتصادية، والتطبيع مع العدو على كافة المستويات.
يستطيع اللوبي الصهيوني في الغرب أن يشيع حالة فكرية وثقافية وأكاديمية عامة تتبنى الرواية الصهيونية للواقع والتاريخ معا، إلى الدرجة التي وصلت في إنجلترا، على سبيل المثال، أن أكثر من نصف الشعب الإنجليزي يتصور أن فلسطين هي التي هاجمت الأراضي الإسرائيلية واحتلتها، وأن إسرائيل تناضل منذ 60 عاما لاسترداد أراضيها! يبدو الأمر في مصر ليس بهذه الفجاجة، نظرا للبعد الديني للقضية الفلسطينية، الذي يجعل من محاولة تشويهها مهمة شبه مستحيلة.
إلا أن اللوبي الصهيوني في مصر استطاع أخيرا أن يحقق نقلة نوعية في اتجاه تشويه النضال الفلسطيني، ممثلا في حماس، متبنياً الرواية الإسرائيلية في اعتبارها إرهابية، وهو ما كان من المستحيلات السياسية إلى وقت قريب، الأمر الذي يدل على إمكانية تجاوز هذه النقطة إلى ما هو أبعد منها، خاصة مع تردد إمكانية أن يضرب الجيش المصري غزة، وسط صمت المصريين وحيرتهم والتباس الأمر عليهم، الأمر الذي قد يستسهل البعض وصفه بالجهل والتخلف، فيما تغرق فيه إلى أذنها شعوب متحضرة مثل بريطانيا وفرنسا، بفعل وسائل الإعلام وتأثيرها.
يحرص اللوبي الصهيوني في الغرب على أن يجعل خطوط الاشتباك، فيما يتعلق بالقضايا التي تتعلق بمصالح إسرائيل، إعلامية أكثر منها أكاديمة، نظراً لتنوع وسائل التضليل، في الأولى، وتنوع وسائل كشفها في الأخيرة. ويعد الإعلام المرئي من أكثر مناطق النفوذ الصهيوني في أوروبا، وأكثرها توافقا مع الخطاب الصهيوني. فيما يشكل الفلاسفة وأساتذة علم الاجتماع الخطر الحقيقي على اللوبي الصهيوني ومصالحه في الغرب، وهو ما يواجهونه عادة بحملات من التشويه والتشهير اللاأخلاقية، والاتهامات الجاهزة بالإرهاب ومعاداة السامية!!
الأمر نفسه يحدث في مصر، حيث يحرص المساندون للمصالح الإسرائيلية، على الاشتباك حولها مع أصحاب الخطاب الحنجوري، للاستفادة بدلالة المخالفة، والظهور بمظهر الحكماء الفاهمين، العالمين ببواطن الأمور، فيما لا تسعفهم مادتهم، ولا طبيعة الأشياء، على مواجهة الباحثين والمفكرين الجادين، فيصدرون القضية للإعلام الذي يتولى بدوره التربص بهم، والتصيد، لتشويههم ومن ثم تشويه آرائهم.
ما سبق، ربما يخبرك لماذا ضغط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لعدم تطبيق عقوبات على مصر بعد انقلاب 3 يوليو، ولماذا وقف وراء إمدادات عسكرية لنظام السيسي، ولماذا لم تخدعهم مماحكات الإخوان وموقفهم الذي بدا إيجابيا من أمن إسرائيل، والتعاون معها.

لقد قامت ثورة يناير بالأساس ضد اللوبي الصهيوني الذي يحكم مصر،
ويتغلغل في كل مؤسساتها. وفي ذكرى معاهدة العار،
ما زالت الثورة مستمرة
 لكن يلزمها المزيد من الوعي بماهية الخصم وطبيعته 
وانحيازاته، وحلفائه الإقليميين الأكثر فاعلية، والأخطر على الثورة.


العلاقات المصرية الإسرائيلية



أكبر لوبي صهيوني 
يستحث الكونجرس لدعم قادة الانقلاب



ليست هناك تعليقات: