السبت، 14 فبراير 2015

أبعد مما تكشفه التسريبات؟.فيديو



أمريكا أكبر داعمة لعصابة السيسي
 بشكل أو بآخر، أكبر بكثير مما يتراءى لنا


 أرجو من قادة الإخوان أن لا يستعجلوا أو بالأحرى أن لا يراهنوا كثيرا على تحول ما في موقف السعودية. فالحديث عن التغيرات والتحولات هكذا بمعزل عن التوجهات الأمريكية أقرب إلى الدروشة والسذاجة.
فليس التصريح هو الموقف ولا بعض التعديلات هنا وهناك، وأن يمعنوا النظر في الخطط الأمريكية، فلا تزال القرارات الكبرى بيد واشنطن.
 مهم جدا أن ينظروا إلى هذا الكم الهائل من التحولات في المنطقة وتسارع الأحداث بعمق ونضج ودراسة وتروٍ. وسمعت كلاما من أحد الوجوه الإخوانية البارزة يتحدث عن لقائهم ببعض أعضاء الكونغرس وأعرفه منذ أيام إقامتي في مدينة بيتسبرغ الأمريكية. وهو أستاذ فاضل خلوق لكنه بعيد عن ألاعيب وخطط واشنطن، فأجو أن لا يتعاملوا مع أمريكا وفقا لما يقرأونه في الصحف من تحليلات ويتابعونه من أخبار.
 فما نشاهده اليوم ونتابعه أكبر من عقل مجموعة، تاه فيه الخبراء واضطرب المحللون واختلط الأمر على المتابعين وقلما تسمع كلاما متماسكا في تحليل ما. وكثير مما يحدث حولنا يجوز فيه، تحليلا ونظرا، القولان والثلاثة والأربعة، لكن تعلمنا مع الزمن أن قدرة أمريكا على التلاعب رهيبة، وكثير من التساؤلات المحيرة بشأن التعامل مع داعش وسوريا واليمن لم نجد لها جوابا مقنعا والتحليل والنظر فيها مفتوح. وأمريكا قادرة على تنحية السيسي وهذا ليس محل شك ولكنها تراوغ وتستنزف وتتلاعب وتخادع وتحقق رغبة صهيونية، كما إن قدرتها على تنحية الأسد ليس محل شك ولا نظر ولكنها الرغبة في الاستنزاف وتوظيف الصراعات ورسم الخطط. نعم، كثير من خططها تتعثر وتفشل لكن تبعاتها مدمرة.
وإدراكنا لحقيقة الصراع هو أهم سلاح نتسلح به وإلا أمكن التلاعب بنا وخداعنا في خضم هذه التحولات ولاحظت إغراقا في الخطر الإيراني، والبعض يطالب بحربها ويرى فيها العدو الأكبر، وقد يتفهم المرء هذا الاندفاع لجرائم طهران في العراق وسوريا، لكن مثل هذه المواقف تحتاج إلى ضبط ونظر، فمن أطلق يد إيران في المنطقة؟
 أليست هي أمريكا والليكود العربي. فما كان لبعض أتباع الحرس الثوري الإيراني الحديث عن "الزمن الشيعي" بلا غطاء أمريكي وتآمر خليجي. سوريا والعراق واليمن اليوم، هل يمكن الحديث عن تغلغل إيراني في عواصمها بلا غطاء أمريكي وتآمر عربي خليجي؟
 وروسيا أضعف من أن تشكل تهديدا على جرم بوتين وعنجهيته ودمويته، لكنه التخطيط الأمريكي رأى أن يجعل من روسيا خصما شرسا له في سوريا ومصر؟؟؟
 وإيران تلعب هذه اللعبة مع أمريكا، رغم دهائها وخبثها ومكرها، مادام الطريق مفتوحا أمامها والكفة لصالحها.
 ونفرح لتسريبات وفضح العصابة الانقلابية في مصر، لكن أمريكا تعرف من هو السيسي وتعرف عصابته وليست بعيدة عن انقلابه بل هي في قلب ما جرى. أمريكا أكبر داعمة لعصابة السيسي، بشكل أو بآخر، أكبر بكثير مما يتراءى لنا من روسيا وبعض الحكام الخليجيين.








ليست هناك تعليقات: