الجمعة، 6 فبراير 2015

قناة السويس الجديدة ليست مجرد فنكوش



قناة السويس الجديدة ... ليست مجرد فنكوش!! 
"مشروع الوادى الجديد "عبد الناصر"
 وادى الصالحية "السادات" ،توشكى "مبارك"  
مشــاريع وهميـة إرتفعـت في سماء مصر 
ثم مالبثت ان إنفجرت كبالونات هواء، 
أو كما يحب المصريون أن يسمونها : "الفنكوش"   


خبراء:انباء انسحاب 6 شركات من قناة السويس
 يكرر سيناريو توشكا

أثارت الانباء التي تتحدث عن انسحاب 6 شركات من مشروع قناة السويس لاستحالة تنفيذه في الوقت المحدد، العديد من ردود الأفعال السياسية، في الوقت الذي أكد فيه خبراء استحالة تنفيذ هذا المشروع خلال هذه المدة، إقامة افتتاح وهمي للمشروع حتي لا يتسبب تأخير المشروع إحراج لقائد الانقلاب. وقال الدكتور حسام عقل - رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري-: "إن الأنباء المتداولة حول انسحاب 6 شركات من الشركات العاملة في مجال الحفر في مشروع قناة السويس بسبب استحالة الحفر يكشف أن المصريين يواجهون خديعة كبرى روّجت لها السلطة الحالية وقامت بتوظيفها بما يخدم أغراضها السياسية..


إذا كان مشروع قناة السويس الجديدة، عديم الجدوى
 فلماذا لجأ إليه السيسي؟!
بعد توارد انباء عن إنسحاب مجموعة من الشركات العاملة في مشروع قناة السويس الجديدة،لإستحالة تنفيذه، وتأكيد عدد من الخبراء والسياسيين عدم جدوى المشروع، ووصفه بأنه توشكى جديدة.
فمن أجل الوقوف على ابعاد المشروع، ومعرفة الأسباب التي دفعت السيسي للجوء إليه، سأستعين هنا بتقرير كتبته ونشره موقع كلمتي  في 17 أكتوبر 2014، بعنوان "قناة السويس الجديدة ..ليست مجرد فنكوش"
"مشروع الوادى الجديد "عبد الناصر" ، وادى الصالحية "السادات" ،توشكى "مبارك" ، مشاريع وهمية ارتفعت في سماء مصر ثم مالبثت ان انفجرت كبالونات هواء، أو كما يحب المصريون أن يسمونها : "الفنكوش" ...
كثيرون هم من اتهموا مشروع قناة السويس الجديدة والذي دشن له قائد الإنقلاب العسكري "السيسي " بأنه مشروع وهمي الغرض منه فقط الفرقعة الإعلامية وجمع مليارات من الشعب المصري ، لا يعلم إلا الله ،كيف واين ستنفق تلك الاموال ؟!.
* فهل فعلًا مشروع السيسي هو مجرد فنكوش ؟؟
في البداية ..يتساءل كثيرون عن الفرق بين مشروع قناة السويس الذي دشن له الرئيس "مرسي" ومنعه الإنقلاب العسكري من إستكماله ، وبين مشروع السيسي الذي يحمل نفس الاسم ؟؟
* على الرغم من أن مشروع السيسي صاحبه بروباجندا إعلامية لم يسبق لها مثيل ، وأغلب ما نشر عن المشروع يدور حول : "أنه سيحول مصر إلى مركز اقتصادى ولوجستى عالمى صناعى وتجارى، كما سيجعل مصر تؤثر فى التجارة العالمية من خلال خلق كيانات صناعية ولوجستية جديدة .
إلا ان العجيب في المشروع انه لم تنشر له حتى الآن دراسة جدوى واحدة في وسائل الإعلام ، والأعجب من ذلك انه في جريدة الاهرام الحكومية تقرير منشور بتاريخ 2 أكتوبر 2014 يقول : أن المخطط العام للمشروع سينتهى بعد ستة أشهر)
حملة إعلامية رهيبة 
ومليارات جمعت لمشروع لم يوضع له تصور بعد؟!!
وكل ما ذكره الخبراء لنا:
أنه إنشاء قناة جديدة موازية للأصلية، من خلال إنشاء تفريعة جديدة موزاية للقناة الحالية وتعميق وتوسيع المجري الملاحي الحالي بطول 72 كم، وإنشاء محطات الإمداد والتموين اللازمة.
اي زيادة في قدرات قناة السويس الحالية بوظيفتها الحالية..ومن سيدير هذا المشروع هو الجيش..بإسناد أعماله لشركات تابعة له ، والمشروع لا تراقبه أي جهة رقابية في مصر ،كما لم يعلن حتى الآن عن تعويض ما يزيد عن 2000 اسرة تشردت وهدمت منازلها من أجل إستكمال المشروع .
 وفي تصريح لرئيس قناة السويس "مهاب ممش " عبر وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية (أ ش أ)قال  أن مشروع تنمية قناة السويس الذي أعلن عنه السيسي سوف يحقق 100 مليون دولار سنويًا، أي ما يساوي حوالي 735 مليون جنيه فقط سنويا.
وبحسبة بسيطة للمشروع الذي سيتكلف 60 مليار جنيه ، نفهم أنه فقط سيغطي تكاليفه بعد 81 سنة من الآن.
 فهل هذا هو مشروع مرسي ؟!!
طبقا لدراسات الجدوى لمشروع إقليم القناة الذي دشنه الرئيس "محمد مرسي" : فهو عبارة عن خلق  منطقة تنموية كاملة صناعية وزراعية وتجارية وخدمية وتكنولوجية عرضها 7-10 كيلومتر بطول القناة بالكامل (193كم)و المشروع يهدف لجذب المستثمرين من مصر وجميع أنحاء العالم ، وطبقا لتقرير "الأهرام الإقتصادي" في 19 نوفمبر 2012 فإن المشروع سيحقق عائدات تقدر بحوالي 100 مليار دولار سنويا.
أي أنه مشروع قومي ثوري تاريخي سينقل مصر نقلة حضارية ويجعل منها دولة محورية في المنطقة بكاملها .
حتى ان رئيس الوزراء السابق "حازم الببلاوى" صرح (ان مشروع الرئيس مرسي كان كبير علينا، وان حكومته ستطبقه بس على صغير) وذلك وفقا لتعبيره .
وقد كتب المفكر الأمريكي- نعومي تشومسكي في أحد مقالاته : أن الذي دفع دولة مثل الإمارات لأن تعادي نظام الرئيس "مرسي" في مصر وتدعم الإنقلاب عليه بكل انواع الدعم ،سببه مشروع تطوير إقليم قناة السويس، لأنه سيُصبح أكبر كارثة على إقتصادها ،فاقتصاد الإمارات خدمي وليس انتاجي، يقوم علي لوجستيات الموانئ البحرية، وموقع قناة السويس هو موقع استراتيجي دولي، أفضل من مدينة دبى (المنزوية) في مكان داخل الخليج العربي، الذى يمكن غلقه إذا ما نشب صراع مع إيران.
وقد روج إعلام الإنقلاب :أنه هناك إمكانية مستقبلية لتطوير مشروع السيسي من أجل أن يبقى بحجم مشروع مرسي و لكن فى سنة 2052...أي بعد 38 سنة فقط من الآن !!.
 فما الجدوى الفعلية إذن لمشروع "السيسي" ؟؟
في حوار له منشور أكد "محمد يوسف" الخبير الملاحي المصري :
"أن هيئة قناة السويس قامت بعمل العديد من الدراسات في السنوات السابقة ، وبالاشتراك مع بيوت خبرة عالمية لبحث جدوى عمل قناة موازية، فأثبتت جميعها أنه لا جدوى لها، حيث إن الطاقة الاستيعابية للقناة الحالية كافية تماما لحاجة السوق.
كما أوضح أن المشروع الجديد يؤكد حفر قناة موازية بطول 72 كم سيتم حفرها خلال عام،بينما القناة الموازية موجودة بالفعل منذ عام 1988 و بطول 68 كيلو مترا، و المعروفة بقناة فاروق - و التى تم افتتاحها عام 1951 بطول 10 كيلو متر و تفريعة بورسعيد التى افتتحت 1980 بطول 37.5 كيلو متر ، وكذلك هناك أجزاء من صنع الطبيعة تدخل ضمن البحيرات المرة و التمساح ،و لكن تم زيادة الغاطس و المسطح المائى للقناة لتسمح بمرور 90 % من أسطول السفن العالمية،
كما اتضح أن محاولة جذب الـ10% الباقية لن يجدى لأن عبورها سوف يدمر جانبى القناة ، و سيؤدى إلى أعمال صيانة تفوق تكلفة رسوم العبور ، حيث أن هذه السفن مصممة للعبور من رأس الرجاء الصالح.
كما تساءل الخبير الملاحي عن العلاقة بين إقامة شركات تصنيع سيارات وإلكترونيات وخلافه بالقناة، قائلا: لماذا نخلق بيئة (مزنوقة) و مكلفة و لدينا آلاف الكيلو مترات على سواحل موجودة بالفعل؟!.
 ناهيك عن كل ماسبق : فالحفر لم يعد على الناشف !!
 يبدى الدكتور "محمد علي حسن" - الأستاذ المصري بكلية الهندسة - معهد كيوتو للتكنولوجيا – في اليابان ، دهشته البالغة من إحتفاء إعلام الإنقلاب بخبر ظهور المياه المالحة على عمق 9 امتار فقط من الحفر ، ويعتبر ذلك ضربا من الجنون !!
حيث يشرح في ملاحظات علمية معنى ظهور المياه المالحة في موقع القناة الجديدة على بعد 9 أمتار :-
 اولا: وهو أن تكلفة الحفر سوف تزيد إلى 10 أضعاف لأن الحفر بالتكريك تحت سطح الماء أعلى بكثير.
ثانيا : ستكون هناك مشكلة كبرى للأراضي بين القناتين خاصة أن المسافة بينهما ليست كبيرة وغالبا التسرب سوف يحدث بينهما خلال التربة الرملية المسامية وهذا يعني : لا مباني ولا زراعة ولا صناعة يمكن إقامتها في الأراضي بين القناتين.
● ملحوظة : بتاريخ 19 يناير 2015 نشرت جريدة اليوم السابع خبرا يفيد وقوع انهيار جزئى بحوض ترسيب بقناة السويس الجديدة، فى القطاع الأوسط للقناة الجديدة شرقى مدينة الإسماعيلية.
ويضيف د.محمد علي حسن : إن أسطول هيئة قناة السويس بالكامل مكون من 12 كراكة بحرية فقط ،فإذا اشتغلت الكراكة لسنة كاملة بدون أعطال تستطيع أن تحفر ما بين مليون و2 مليون متر مكعب.
بينما حجم الحفر في قناة السويس الجديدة حوالي نصف مليار متر مكعب ،أي ان أسطول الهيئة بالكامل يحتاج حوالي 20 سنة من الحفر المتواصل ،هذا على أساس أن أعمال الصيانة للقناة القديمة تتوقف تماماً خلال 20 سنة...!
كما قد تكلف بناء عدد 3 كراكات فقط من 2007 إلى 2012 حوالي 300 مليون دولار ، فلإنجاز المهمة في سنة واحدة لا بد من شراء 238 كراكة بسعر اليوم مما يعني تكلفة تقارب 30 مليار دولار (240 مليار جنيه).
والأدهى من ذلك أن الكراكات مثل السفن ليست جاهزة، فهي تبنى حسب الطلب والمواصفات ،وتحتاج من سنة لسنتين لبنائها...!
**جميع الحقائق العلمية والهندسية إذن، تقطع بأن مشروع قناة السويس الجديدة والذي دشنه "السيسي"إنما هو فنكوش ضخم وعملية نصب كبرى، قد تكون هي الاكبر في تاريخ المصريين.
و للسيسي العديد من المشاريع الوهمية التي روج لها الإعلام مثل علاج فيروس سي بجهاز الكفتة ، ومشروع المليون وحدة سكنية "التي تبخرت"...
 ولكن لمــاذا تحــديدا ذلك الفنكـــوش
 "مشروع قناة السويس الجديدة " ؟!
للإجابة على هذا السؤال : ينبغي  ان نعرف أن شركة المقاولون العرب كما نشرت العديد من الصحف قامت بتكوين تحالف مع شركة "شاين هاربر" الصينية، للقيام بأعمال التكريك  لمشروع القناة الجديدة.
وبحسب بوابة الشروق فإن شركة "شاين هاربر"  قد تعاقدت الشهر الماضي مع الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ مشروع قناة "أسدود" الإسرائيلي المنافس لقناة السويس، وهو ما يتعارض تماما مع اعتبارات الأمن القومى لمصر .
بل الأغرب من ذلك ،هي تلك الأخبار المنشورة بتاريخ 22‏/02‏/2007 - في الصحف المصرية والعربية والإسرائيلية والتي تتحدث عن ... "اقــتراح مصــري إسرائيلي بفصل سيناء عن غزة بقناة مائية " وأخبار عن موافقة مصر على الإقتراح الإسرائيلي القديم بحفر قناة على محور الحدود بين شطري مدينة رفح الفلسطينية والمصرية  لمنع تهريب السلاح عبر الانفاق ومحاصرة غزة ، ويقضي الاقتراح بحفر قناة مائية كبيرة تمتد من طابا إلى العريش تستجلب مياهها من البحر وتمتد على طول "محور رفح"، ويدور الحديث عن قناة عميقة على حد وصف الصحيفة.
ملحوظة : "هذه القناة تحمل بالضبط مواصفات قناة السويس الجديدة التي دشنها السيسي"
وتضيف الصحيفة، ان الأمن الاسرائيلي انتبه مؤخراً الى دخول كميات كبيرة جداً من السلاح الى قطاع غزة مؤخراً.
وقد جرى طرح الاقتراح المصري أمام ممثلين من الجيش الاسرائيلي والجنرال الأميركي "دايتون" وممثلين كبار عن الجيش المصري ، وقد طلبت مصر التمويل الأمريكي للمشروع.
 تعذر التنفيذ على الرغم من موافقة "مبارك" عليه في عام 2007،
ربما لم يجرؤ مبارك على تنفيذه ؟!
 أو ربما اكتشف إستحالته هندسيا، أو ربما تعثر التمويل؟!
فجاء "السيسي" اليوم لينفذه ،حماية لأمن إسرائيل و تحقيقا لرغبات الإسرائيليين
ولكن هذه المرة ..... بأموال المصريين !!!
قناة السويس الجديدة إذن ... ليست مجرد فنكوش!!



ليست هناك تعليقات: