السبت، 14 فبراير 2015

كتاب 30 يونيو يهاجمون السيسي ويبرئون الإخوان.



المسمار الأول في نعش نظام الحكم 
انتقاد السيسي.. 
امتصاص للغضب أم مقدمة للانقلاب عليه؟ 
كُتاب 30 يونيو يهاجمون السيسي ويبرئون الإخوان


انتقاد السيسي.. 
امتصاص للغضب أم مقدمة للانقلاب عليه؟
 تغير لافت بتعامل إعلاميين مصريين مع الأزمات الأخيرة، وصل حد انتقاد السيسي بعد أن كانوا من أبرز داعميه، تغير اعتبره البعض محاولة لامتصاص غضب الشارع، واعتبره آخرون محاولة لغسل أيديهم من جرائم النظام، وعدّه فريق ثالث حلقة بالصراع داخل النظام..
لغة جديدة تلك التي ظهرت في تعاطي بعض الإعلاميين الموالين للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع أحداث ملعب الدفاع الجوي التي وقعت الأحد الماضي، وراح ضحيتها العشرات من مشجعي نادي الزمالك "وايت نايتس".
فقد حمّل إعلاميون -أبرزهم إبراهيم عيسى، ويوسف الحسيني، وجابر القرموطي- السيسي المسؤولية المباشرة عن دماء ضحايا الدفاع الجوي. وما لبث الصحفي مصطفى بكري -المعروف بتأييده للجيش والسيسي- أن انضم لركب المنتقدين، قائلا "مخطئ من يعتقد أنه يستطيع قطع كل الألسنة، وولاؤنا للدولة لا يعني السكوت على الأخطاء.. دافعنا عن الجيش والشرطة، وحملنا السيسي على أكتافنا، لكننا لن نقبل بديكتاتور جديد، والجميع يعلم أن فشل السيسي يعني ضياعنا جميعا".
عضو "ائتلاف القوى الثورية" محمد عطية يرى أن الهجوم على السيسي يتم بمعرفته "لامتصاص غضب الشارع" مشيرا -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن هؤلاء الإعلاميين لم يوجهوا أي انتقاد للسيسي في قضايا أخرى كبيرة مثل مقتل الناشطة اليسارية شيماء الصباغ، أو أحداث سيناء، وهو ما يؤكد أنهم حصلوا على ضوء أخضر لشن هذا الهجوم، وفق تصوره.
ديمقراطيــة زائفــــة
أما عضو تنسيقية 30 يونيو حسام فودة، فقال للجزيرة نت إن هؤلاء الإعلاميين "يحاولون حفظ مكانتهم لدى المواطن، خاصة وأن سكوتهم على أزمات معينة سيجعل المشاهد يفقد الثقة فيهم وينصرف إلى قنوات أخرى لا يريدونه أن ينصرف إليها".
واستبعد فودة أن يكون هذا الهجوم بإيعاز من السيسي، لأن الأخير -برأيه- "لا يثق في الإعلام، ويسعى للقضاء عليه تماما".
وخلص إلى أن "فشل السيسي داخليا، وتجاوزات الشرطة التي باتت محل استياء الجميع، دفعت هؤلاء للنأي بأنفسهم، وإبداء انحيازهم للشعب، حتى لو كان ذلك على حساب ولائهم للسيسي".
غياب أي صوت معارض للسيسي منذ إطاحته بالرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2012، دفع كثيرين للقول إن أي معارضة حالية للسيسي لا تعدو كونها "ديمقراطية زائفة".
وفي هذا السياق، يقول الكاتب الصحفي وجدي رزق، في حديثه للجزيرة نت "لا مكان للحديث عن معارضة للسيسي ما دامت كل الأصوات المناهضة له غير مسموح لها بالحديث".
وأكد رزق أن حالة الارتباك، والفشل الواضح للنظام، ربما دفع بعض المحسوبين على النظام للتبرؤ منه، مضيفا "مصر ليس بها ديمقراطية حقيقية، وهذه الانتقادات محاولة لتحذير السيسي من مغبة الاستمرار على هذا النحو، لأن هؤلاء يعلمون أنهم سيدفعون ثمنا باهظا لسقوط النظام، الذي لم يعد بعيدا، خاصة وأن إلصاق كل الجرائم بالإخوان لم يعد مقبولا لدى كثير من المواطنين".
وأوضح أنه لا توجد أدلة على وقوف أجهزة بعينها خلف هذا التغير في التعاطي الإعلامي، ولو صح هذا التكهن "فإنه يعني أننا باتجاه حرب أهلية، لأنه يعني وجود صراع قوي بين الأجهزة الأمنية، وهذا الصراع، لن ينتهي إلا بقضاء طرف على الآخر".
انقـــلاب آخـــــــر
لكن الصحفي اليساري محسن جاد يعزو هذه اللهجة إلى أمرين، أولهما شعور كثيرين بأن النظام في طريقه للسقوط، ومن ثم فهم ينفضون يدهم منه، مضيفا للجزيرة نت "هناك صراع بين جهاز المخابرات وقيادة الجيش على حكم مصر، والإعلام هو أحد الأسلحة الفعالة في هذه الحرب".
كما أن اعتماد السيسي القتل حلا وحيدا لكل الأزمات، من وجهة نظره "خلق حالة غضب في صفوف الجيش، ومن ثم فقد تكون مصر باتجاه انقلاب عسكري آخر، لكن هذا الانقلاب لو جاء من الصفوف الأولى، فلن يغير كثيرا في الأوضاع".
وتابع "كثير من الإعلاميين المعروفين لا يمكنهم الانفصال عن حالة الغضب السائدة في الشارع، لأن هذا يفقدهم ثقة متابعيهم، ويعرضهم لدفع أثمان فادحة حال سقوط السيسي، ومن ثم فإنهم يمهدون لبطولات في المستقبل، بعد أن سقطت آخر ورقات التوت عن النظام".
وخلص إلى أن انقلاب بعض الإعلاميين على السيسي "قد يكون مقدمة لانقلاب أكبر يتم التجهيز له، وربما هناك محاولة داخل الجيش لتقديم ضابط آخر يستطيع تفكيك الأزمة الحاصلة بين الجيش والشعب، لأن استمرار هذا الوضع المتأزم يهدد وجود الدولة بأكملها، سيما وأن هناك سيولة في الأحداث تجعل التكهن بالقادم أمرا صعبا، وتجعل كل الخيارات متوقعة".
تحول مثير تشهده الصحف المصرية في الوقت الحالي؛ إذ توجه عدد من الكتاب الصحفيين المؤيدين لـ30 يونيو 2013 بسهام نقدهم اللاذع إلى عبدالفتاح السيسي، في الوقت الذي انبرى فيه عدد منهم في الدفاع عن الإخوان المسلمين، محذرين من إلصاق المسؤولية عن مذبحة الألتراس، وأي فشل حكومي بهم، بل أكد بعضهم أن عودة الإخوان إلى الحكم غير مستبعدة إذا استمر إخفاق نظام السيسي في تلبية احتياجات الجماهير.
وفي البداية، فاجأ الكاتب الصحفي أنور الهواري (الداعم للانقلاب) الرأي العام في مصر بمقاله بجريدة "المصري اليوم" الخميس تحت عنوان ذي مغزى يقول: "هل هذا هو القائد المنتظر؟!
وقال الهواري فيه: "بعد اختيار القائد الجديد، (يقصد السيسي) ظهرت العشوائية، والارتجالية، والتسرع في كل شيء، من تشكيل حكومة السابعة صباحا، إلى صندوق تحيا مصر، إلى المشروعات العملاقة، في كل يوم لنا زفة، ثم تخبو الزفة، ثم تسكت الزفة، ثم نكتشف أننا ننتقل من خواء قديم إلى خواء جديد، زفاف لإعلان المشروعات، زفاف لتشكيل اللجان الاستشارية، زفاف لتعيين مستشاري الأمن، والأمن القومي".
وأضاف: "فور انتخاب القائد الجديد، قال: "ما فيش وقت، أنا مش حستنّا البرلمان، عاوزين نشتغل".. فهمتُ إلى أين نحن ذاهبون، وبالفعل: بدأت الأصوات إياها ترمى بالونة تأجيل البرلمان، والقائد ملتزم الصمت الجميل، وذهبنا نتمطوح في الضلال المبين حتى وصلنا إلى هذا الحال الذى لا يسر عدوا ولا حبيبا، فلا نعرف كيف سيتشكل البرلمان، ولا نعرف كيف سندير البرلمان، ولا نعرف كيف سيكون شكل العلاقة بين القائد، والبرلمان؟".
واختتم الهواري مقاله بسخرية لاذعة قائلا: "مُبارك نقل السلطة إلى طنطاوي في 11 فبراير 2011م.. ثم طنطاوي -بذكاء يُحسد عليه- نقلها إلى الإخوان في 24 يونيو 2012م، والسؤالُ الآن: هل ينقلها القائد الجديد إلى قائمة "في حب مصر"؟!
يُذكر أن هذه "في حب مصر" قائمة انتخابية موحدة، تضم عددا من الأحزاب والشخصيات العامة والممالئين لنظام السيسي، وتقف وراءها المخابرات المصرية، وتحاول أن تدمج في داخلها أكبر عدد من التحالفات الحزبية والقوى السياسية الموجودة على الساحة، من أجل أن تكون ظهيرا للسيسي في البرلمان المقبل.
المسمار الأول في نعش نظام الحكم
وتحت عنوان: "الرئيس والمواطن" كتب أشرف البربري بصحيفة "الشروق" الخميس قائلا: "أخشى أن يكون رد فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي على كارثة استاد الدفاع الجوي التي راح ضحيتها 19 شابا على الأقل، ترجمة لرؤية رئاسية جديدة لقيمة حياة المواطن العادي الذى لا يرتدي "البدلة الميري" حتى لو كانت حياة هذا المواطن قد انتهت على أعتاب منشأة سيادية، وتحت سمع وبصر، وربما بمساهمة من جانب جهاز سيادي آخر".
وخاطب البربري السيسي بقوله: "عفوا سيادة الرئيس، الأمر كان، وما زال، يستحق أكثر من البيان (الرئاسي الذي نعى الضحايا)؛ لأن هؤلاء الضحايا سقطوا، وهم في عهدة دولتكم، ونتيجة لفشلها في القيام بمسئولياتها بالحد الأدنى من الكفاءة. وإذا كنا ننتفض جميعا عندما تنال يد الإرهاب والغدر بعضا من أبناء الوطن في الجيش والشرطة، فيجب ألا يكون رد الفعل عندما يفقد مصريون آخرون أرواحهم نتيجة تقصير من السلطة أو تغول منها أقل قوة حسما.
وخلص البربري إلى القول: "إن ترك مذبحة الدفاع الجوي تمر مرور الكرام، ربما يكون المسمار الأول في نعش نظام حكمٍ ما زال لدى الكثيرين منا أمل في نجاحه للعبور بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار الحقيقي. فنظام الحكم الذى لا يهتز عندما يموت 20 شابا لمجرد رغبتهم في مشاهدة مباراة كرة قدم تحميها الداخلية، ويستضيفها "الجيش" يقامر بشرعيته التي يستمدها من التزامه بحماية أرواح المواطنين قبل أي شيء آخر"، على حد قوله.
عيب أن نتهم المشجعين بأنهم إخوان
وساخرا من إلصاق الاتهامات جزافا بالإخوان، كتب حسام السكري بجريدة "الشروق"ـ متسائلا: ما هي المبالغة التي يمكن أن يأتي بها أكبر الساخرين، عندما ينتشر خبر عنوانه: تم القبض على مجموعة من الألتراس لمعرفة من قتلهم؟ وأي سخرية يمكنك أن تتجاوز بها واقعاً يدين قتيلا باعتباره قاتله؟".
وتابع: "إلى أي حد يمكن الثقة في جدية متحدث، يقول إنه لا يستبعد أن يكون رجال جماعة الإخوان المسلمين تنكروا في زي رجال الشرطة، وقتلوا الشباب من أجل الوقيعة بين الداخلية وبين الوايت نايتس؟".
وبعنوان: دخلوهم لا تقتلوهم"، قالت جريدة "المصري اليوم" بتوقيع "نيوتن": "ما يُندِى الجبين محاولة إلصاق التهمة (قتل جماهير الزمالك) للمحتجزين في السجون.

وأضافت الصحيفة: عيب وعار أن نختبئ وراءهم. أو نتهم مجموعة من المشجعين بأنهم من الإخوان. موضوع الإخوان له جبهاته. في سيناء وفى التفجيرات. هل يمكن أن ننسب إليهم أنهم سبب الاختناق المرورى - أو العاصفة الرملية. كل شيء له حدود. ولكن الندالة مذاهب، وفق الصحيفة.
سحب من الشرعية.. وإعادة للإخوان
وبعنوان "حديث المذبحة" قال عبد الله السناوي في جريدة "الشروق": "بصراحة كاملة يصعب الآن أن يستبعد أحد احتمال عودة الجماعة للسلطة مرة أخرى، لا لاستحقاق تمتلكه، بل لأخطاء قاتلة تكاد تصيب الرأي العام بالإحباط الكامل"، على حد تعبيره.
واستطرد: "من غير المعقول أو المقبول أن ترتفع في كل أزمة أصوات تزعق وتصرخ وتنسب أسبابها إلى الجماعة (يقصد "الإخوان المسلمين") كأنها قوة كونية لا قبل لأحد بمؤامراتها، وتتوسع في سبابها، لتنال من كل من له قيمة في هذا البلد، وكل ما له معنى في ثورتي يناير ويونيو".
وتابع السناوي (المعروف بأنه أحد الأذرع الإعلامية للسيسي): "بعض الدعايات شبه البدائية المدعومة أمنيا التي وصلت إلى حد الشماتة في ضحايا "الوايت نايتس"، تسحب من رصيد الشرعية، وتمهد للإرهاب أن يتوحش، وللجماعة أن تأمل في عودة جديدة للسلطة".
إلقاء التهمة على الإخوان
وفي مقاله بعنوان: "وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ"، قال محمود خليل في جريدة "الوطن": الآن يبحث المحرضون عن أي دليل ينفى شبهة المشاركة في إراقة هذه الدماء، مرة بإلقاء تهمة المذبحة على الإخوان، أو على حركة 6 أبريل، أو الإهمال، أو التدافع، أو التذاكر.. "الأوأوات" كثيرة.. حسنا، علقوا الطوق في رقبة أي قط تشاؤون، لكن عليكم الالتفات إلى أنكم تخربون وتدمرون، لأن الدم بيجيب "دم"، مثله مثل "الفلوس"!
وأضاف: "الدم لعنة. من الصعوبة بمكان أن تتمكن أمة من قهر شبابها، لكن الشباب قادر على قهر الجميع، وأخشى أن يسوقه فقد الثقة في وجود العدل داخل هذا المجتمع، بناء على خبرته بالواقع خلال السنوات الأربع الماضية، إلى اكتساح "هيبة" الجميع".


ليست هناك تعليقات: